اخبار السياسية الدولية والاقتصاد

أردوغان يطمئن المنطقة بشأن المخاوف من تصدير الثورة السورية

 

سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طمأنة المنطقة بشأن المخاوف من تصدير الثورة السورية، من خلال اتصال أجراه الاثنين مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ وذلك في ظل توجس المنطقة -منذ سقوط نظام بشار الأسد- من إمكانية أن يصل ما يحدث في سوريا إلى دول أخرى على رأسها مصر.

ورغم خطابات الطمأنة التي حرصت الإدارة السورية الجديدة على إرسالها منذ سيطرتها على الحكم، وتأكيد استعدادها للانفتاح على جميع الدول، إلا أن نفي قائدها أبومحمد الجولاني (أحمد الشرع) علاقته بالقاعدة وتأكيده محاربة تنظيمَ داعش يثبّتان انتماءه إلى تنظيم الإخوان المسلمين الذين يقودون حملات سياسية ومدنية ضد الإمارات.

في المقابل يتهم تيار الإسلام السياسي الإمارات بـ”التصدي” لمشروعه في المنطقة منذ أحداث الربيع العربي والوقوف وراء الضربات التي تلقاها التيار في عدة دول.

نفي الجولاني علاقته بالقاعدة وتأكيده محاربة داعش يثبّتان انتماءه إلى الإخوان المسلمين الذين يقودون حملات ضد الإمارات

وتتوجس أبوظبي من التطورات الجارية في سوريا منذ سقوط الأسد؛ فرغم التواصل مع الإدارة السورية الجديدة، إلا أن التمهل في عدم إرسال وفد سياسي إلى دمشق أسوة ببقية الدول الخليجية يشير إلى أن الوضع مازال ضبابيا بالنسبة إليها.

ويقول مراقبون إن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق حكومة دمشق، التي يجب أن تسعى لإرسال رسائل طمأنة واضحة إلى الداخل والخارج على حد السواء، وهذا ما سيساعد على عودة العلاقات بشكل أسرع.

وبحث أردوغان مع الشيخ محمد بن زايد العلاقات الثنائية والتطورات في سوريا وفلسطين وقضايا إقليمية ودولية. جاء ذلك في اتصال هاتفي الاثنين، بحسب منشور لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية على حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي.

وشدد أردوغان خلال الاتصال على أهمية ضمان الوحدة في سوريا من خلال إقامة دولة تعيش فيها المجموعات الإثنية والدينية المختلفة جنبا إلى جنب في سلام.

وأكد أردوغان على ضرورة الحيلولة دون استغلال داعش للفوضى في المنطقة، ومنع إسرائيل من استغلال الوضع الراهن لتقويض المرحلة الجديدة في سوريا.

وتأتي المكالمة مع الشيخ محمد بن زايد في ظل حديث عن وساطة تركية بين مصر والإدارة السورية الجديدة وهو ما لم يتأكد بشكل رسمي.

وطوال الفترة الماضية لم تتخذ القاهرة أي خطوة للتواصل مع الإدارة السورية الجديدة، وعقب سقوط الأسد اكتفت بالتأكيد على أنه من المهم أن تكون هناك عملية سياسية شاملة في سوريا لا تقصي أحدا، وتعكس التنوع الطائفي والثقافي والديني في سوريا.

وكانت صورة للجولاني مع أحد المطلوبين البارزين في قضايا الإرهاب بمصر، محمود فتحي، قد انتشرت بعد مرور أيام على سقوط الأسد وأثارت قلقا وتساؤلات في الأوساط المصرية.

وقبل أيام بث ابن الداعية الإخواني يوسف القرضاوي، عبدالرحمن، فيديو من سوريا خلال احتفاله بالثورة السورية أساء فيه إلى مصر وعدة دول خليجية، قبل أن تقوم السلطات اللبنانية بالقبض عليه بناء على طلب مصري.

وتزايدت المخاوف من أن تتحول سوريا إلى ملاذ آمن لعناصر الإخوان المسلمين الفارين، خصوصا في ظل العلاقة الوطيدة التي تجمع قادة سوريا الجدد بالجماعة التي تعد محظورة في مصر.

وحاولت الإدارة السورية امتصاص الغضب ومحاولات الاستفزاز المستهدفة لمصر ودول عربية. وأعرب وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد حسن الشيباني، السبت عن تطلع دمشق إلى بناء علاقات دبلوماسية مع مصر بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقال الشيباني في تغريدة على إكس إن بلاده “تتطلع إلى بناء علاقات هامة وإستراتيجية مع مصر تحت احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شؤونهما.”

ويبدو الارتباك واضحا على موقف الجزائر مما يحدث في سوريا بعد سقوط حليفها الأسد، وسط مخاوف من عودة الحراك الشعبي عبرت عنها أحزاب المعارضة.

وأوضح وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف الاثنين أن بلاده تتبنى موقفا واضحا من الملف السوري يستند إلى ثلاث ركائز أساسية؛ وهي وحدة التراب السوري وشمول الحل جميع السوريين دون إقصاء وضرورة إشراف الأمم المتحدة على أي حوار سياسي للحفاظ على مستقبل سوريا.

وأكد عطاف أن السفارة الجزائرية في دمشق تواصل عملها بشكل طبيعي، مشيرا إلى أن الجزائر تعترف بالدول وليس بالحكومات، “وهو نهج يعزز مرونة الموقف الدبلوماسي الجزائري عبر التاريخ.”

العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..