الهدف!!
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول
ليت أحدنا كان يصلي من أجل الوطن قبل إحتراقه لقلل حفيف الحسرة الثابت في جمجمة الإنتظار
وبدد الوقت الذي يُسبح الآن لأجل إنقاذه!!
وتصعد تركيا الي قمة المشهد لتلعب دورا سياسا مهما إبتدرته بطرحها وساطة لإنهاء حالة التوتر بين السودان والإمارات
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع قائد الجيش في الاسبوع الثاني من ديسمبر
والملاحظ أن تركيا عندما قدمت طرحها لم تتحدث عن وساطة بين الدعم السريع وقيادة الجيش لوقف الحرب ولكنها قالت انها ستصلح بين الإمارات والسودان وهذا يكشف أن تركيا تلعب دورا من زاوية اخرى ، لهدف أعمق وهو تحرير المؤسسة العسكرية “المكتفة” من قبضة الاخوان المسلمين
فالإمارات ليس لها أي قطيعة مع الجيش السوداني ولكن لها من العداء مع الاسلاميين مايجعله يطيل أمد الحرب الي سنين عددا
ولأن لا مشكلة للإمارات مع القيادة العسكرية أبدى البرهان موافقته فورا على أي دور تركي يمكن أن يُسهم في وقف الحرب
ومعلوم أن البرهان هو المتحفظ عن الإساءة لها وحافظ الود منذ بداية الحرب في الوقت الذي تبنى ياسر العطا الاقرب للإسلاميين من المؤسسة العسكرية الحملة ضدها
وتركيا إن ارادت حلا يكون الإخوان طرفا فيه لقدمت الدعوة للقيادات الإسلامية القابعة على أراضيها
ولكنها الآن تلوح لهم في محطة وداع أخيرة
فهي الآن تمثل طرفا مهما قد ترى الوساطة الدولية أنه يمكن أن يحدث فرقا في عملية الفصل بين راس القيادة وجسد التنظيم ولتركيا سوابق من قبل عندما نفضت يدها من أخوان مصر
ووزير الخارجية علي يوسف الشريف عندما وجد البرهان لايمانع خرج وصرح قائلا : (إن المبادرة التركية سيكون لها مردود إيجابي، وأن السودان تربطه «علاقات طيبة جداً مع الإمارات).
وهذا السبب الذي جلب له الإساءة من الإعلام الكيزاني الذي دفعته الفلول ليهاجم الوزير فهي تعلم يقينا أن تركيا الآن تقف على حافة التخلي عنها وأن مصيرهم اصبح في مهب الريح
والخارجية الإماراتية، عندما وجدت ترحيبا من البرهان سارعت بإصدار بيان أعلنت فيه إستعدادها للتنسيق والتعاون مع تركيا لإنهاء الصراع في السودان، والوقف الفوري لإطلاق النار والاقتتال بين الجيش والدعم السريع
ولكن لأن هذه القمة ليست لوقف النار ولو كانت كذلك لكن الدعم السريع طرفا فيها
ولكنها لوقف التعاون والشراكة بين الإسلاميين وقيادة الجيش عملية جراحية بطاقم تركي إماراتي يحاول إستئصال الورم من جذوره فالمجتمع الدولي يعلم أن الإسلاميين هم من يعرقلون التفاوض لذلك راهنت الخارجية الإمارتية انه وإن نجحت قمتها مع الجنرال فذلك سيساهم في الوقف الفوري لإطلاق النار
ولأن الفلول هي الخاسرة من المبادرة التركية والتي ربما تكون بداية لنهاية طريق
لذلك أجبرت الخارجية السودانية ليلة الأحد لتوجيه إتهامات إلى الإمارات من جديد رداً على البيان الإماراتي لتخلق حالة من التناقض والإرتباك في القرار السياسي فهل من المنطق ان يكون الوزير الذي تحدث عن علاقة جيدة بالإمارات ورحب بالقمة قبل يومين يصدر بيان ( شتيمة) او يرد تحية الإمارات بتحية سيئة !! ولكن لانه عندما رحب كان ناطقا بإسم الجيش بعد ترحيب البرهان وعاد وحرر بيان الإتهامات بضغط من الفلول الرافضة للقمة
فالأمارات ستعقد صفقتها مع البرهان بصفته قائد الجيش وتخبره بإستعدادها لوقف الحرب وعدم دعم قوات الدعم السريع إن وافق البرهان على تقديم المصلحة الوطنية على مصلحة الإخوان، وستلعب تركيا دورا مهما في عملية إضعاف الإخوان بإعتبارها اكثر الدول التي تمتلك “كروت الضغط” لكسر هذه الشوكة
ولهذا تبقى القمة الإماراتية السودانية التركية هي أول خيط لنسج حبل المشنقة الذي سيلتف حول عنق الإسلاميين حتى تصبح اليد القابضة غير قادرة على خنق المؤسسة العسكرية من جديد
وتركيا لاتلعب دورا آحاديا كما يعتقد البعض لكنها واحدة من الأدوات التي يحركها المجتمتع الدولي لتحقيق الهدف مثلما استخدمها في سوريا.
المجتمع الدولي الذي يقوده ويحركه اللوبي الامريكي الإسرائيلي الذي سيبدأ بتبديد القوة الداعمة ساسيا للحرب اولا عبر تركيا، ومن ثم تبديد القوة الداعمة ميدانيا عبر روسيا وستكون الإمارات هي الممسكة بورقة الدعم السريع لن تضعها جانبا مالم يضع البرهان الإخوان جانبا
فالإمارات هي المحور والدولة الموقعة على مكافحة الإرهاب ومحاربة الإخوان
فعندما تنهي تركيا والإمارات من تنظيم المطبخ الداخلي للحرب ستفتح جنيف صالة الضيافة لإستاضفة طرفي الصراع على طاولة حوار
ألم يقل المبعوث الأممي إلى السودان نسعى إلى وقف الحرب وإطلاق عملية سياسية “شاملة وموثوقة”
الثقة التي لايساورها الشك في أن الإخوان سيهزموا خطتها مجددا.
طيف أخير :
#لا_للحرب
وداعاً عام الدروس والإستيعاب!!
وأهلا بعام جديد جعله الله عام سلام واستقرار وطمأنينة
كل عام الوطن وشعبه بخير
الجريدة