احد واهم … شروط العبور الطبيعى … من ازمة الحرب
سهيل احمد الارباب
الوعى باى ازمة سياسية للدولة يستوجب ادراك حجم وفعالية القوى السياسية وتوزناتها المشكلة للمشهد العام وفعاليتها الجماهيرية والاعلامية وقدراتها التكتيكية لادراك طبيعة التعقيدات المتعلقة بالازمة وبالتالى القدرة على تصور افاق حلولها والادوار المطلوبة لانجاذ ذلك الهدف وهو العبور من المرحلة الى افق جديد.
ولذلك نجد ان الازمة السودانية المتطورة الان تتمركز فى سطوة واثار سيطرة الاسلامين على السلطة بالانقاذ اكثر من ثلاثون عاما وقبلها سيطرتهم وزخمهم الاعلامى والجماهيرى وسط القواعد الشعبيه بسبب افقهم الفكرى المرتبط باهتمامات الناس وهو الدين باعتباره اهم مركبات العقلية السودانية مما ساعدهم بانتشار واسع وقابلية للتمكين والنفوذ السياسي على الدولة ورقم يصعب تجاوزه ماقبل الانقاذ ومابعد سقوطها.
وهو واقع وفر لهم فرصا للنجاح اذا ما استغلوه بفترة حكمهم بعصر حكومة الانقاذ التى امتدت لثلاث عقود مع توفر موارد البترول والذهب اذا ما اضيفت لها قيادة رشيدة لكانت انجازاتهم بلغت عنان السماء ولملكوا البلد ومن عليها زمانا طويلا وسجلوا وخلدوا انفسهم بتاريخ الوطن.
ولكنهم اضاعوا هذه الفرصة بسوء الادارة والذى اضيفت اليه تنامى الفساد الذى اكلت سوسته بناء هيكل دولتهم فانهارت غير ماسوف عليها عبرة ثورة ديسمبر الشعبية المجيدة .
والان بتطورات الاحداث ودخول البلد هذه الحرب المدمرة وماتحمله بداخلها من كافة تعقيدات السودان السياسية ومشاكلة المتراكمة من عقود طويلة وطبيعة تركيبة احزابه السياسية والتحديات الماثلة بضرورة ايقاف هذه الحرب وتجاوزها الى افق جديد .
نجد انه من الواقع يجب ان تلعب قوى الحركة الاسلامية بكل اطيافها دورا محوري واساسى للخروج من هذه الازمة باشتراط حدوث حيوية بداخلها وشجاعة قيادات جديدة تمارس النقد الذاتى لتجربة الانقاذ واداراك كوارثها واسبابها وابعاد القيادات الفاسدة التى اختطفت الحركة كاهم شروط تجاوز المازق الحالى حتى لايوظف استمرار الحرب لحماية طبقة فاسدة تريد استمرار مصالحها الذاتية وهو مايبدو امرا بعيد المنال .
وهذا لايعنى عدم وحود فعالية للاحزاب الاخرى او قوى ثورة ديسنبر المجيدة ولكنها تواجهة ازمات قصور فى ادائها طبيعية يمكن التعامل معها وغير ذلك من اسباب سالبة متعلقة بطبيعة تركيبتها وبنيانها وصراعاتها الداخلية والبينية وافتقادها لراى جمعى ثابت ومستمر حول القضايا العامة تحت رعاية او بقيادة جسم سياسي توافقى ذو فعالية ودينماكية ونفوذ مطلوب وقيادة متماسكة يستند على دعم جماهيرى قائم على اعلام حيوى وفعال.
لذلك نجد ازمة الحرب يشترط تحاوزها بايقاع مناسب هو عودة الاسلامين الى دورهم الطبيعى بعد تعافيهم من تجربة الانقاذ ووصولهم الى قناعات عامة بخيارات الشعب والحكم الرشيد وتقديمهم قيادات متوافقة مع هذا الافق عندها سيتخذون مواقف ايجابية تتلاقى واطروحات القوى السياسية الاخرى فى الكثير … وعندها ستكون الحرب فقدت اهم اسباب استمراها وقد اصبحت الطرق معبدة الى خروج البلد بسلام الى افاق جديدة وولادة تاريخ جديد نظام ديمقراطى تعددى حقيقى يشمل الجميع فى صراع حر لخدمة الشعب .
كلام غريب و لا يستقيم عقلا . كيف يكون شرط الخروج من أزمة الحرب عودة الاسلاميين بعد تعافيهم!!!
هذا كلام كمن يقترح قفل الجرح من غير تنظيف او تعقيم و ينتظر ان يشفى من الألم