صراع الخطابات : بين وحدة الوطن وتأزم الإقليم ..!!؟؟
د. عثمان الوجيه
في خضم عاصفة الأحداث التي يشهدها السودان ، برزت شخصية وزير الخارجية علي يوسف الشريف كواحدة من أبرز الوجوه التي تتصدر المشهد السياسي ، تصريحاته الجريئة والمواقف الحازمة حول قضايا حساسة كتشكيل حكومة موازية في السودان وأزمة سد النهضة أثارته جدلاً واسعاً على الصعيدين الداخلي والخارجي ، فقد أطلق الشريف تحذيرات صارمة من مغبة تكرار التجربة الليبية في السودان، مؤكداً أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى مزيد من الانقسام والفوضى ، وشدد على أن السودان لن يسمح بأي تدخل خارجي يستهدف تمزيق وحدة البلاد ، هذه التصريحات جاءت في وقت يشهد فيه السودان صراعاً مسلحاً داخلياً ، مما يزيد من حدة التوتر ويطرح تساؤلات حول مدى جدوى مثل هذه التصريحات في ظل الأوضاع الراهنة ، ولم تتوقف انتقادات الشريف عند هذا الحد ، بل امتدت لتشمل موقفه من أزمة سد النهضة ، حيث أكد دعم السودان الكامل لمصر في حماية حقوقها المائية ، هذه التصريحات أثارت جدلاً واسعاً حول طبيعة السياسة الخارجية السودانية في هذه المرحلة الحساسة ، حيث يرى البعض أنها تعكس تذبذباً وعدم اتساق في المواقف ، بينما يرى آخرون أنها تعبر عن موقف وطني صارم للدفاع عن مصالح البلاد ، وفي ظل هذه الأحداث المتسارعة ، يطرح السؤال نفسه: هل يستطيع السودان ، في ظل الأوضاع الراهنة ، أن يتبع سياسة خارجية مستقلة وقوية؟ أم أنه سيظل رهينة للأحداث الداخلية والتدخلات الخارجية؟ وما هي التداعيات المحتملة لهذه السياسة على مستقبل السودان؟ إن تصريحات الشريف ، وإن كانت تعكس حرصاً على وحدة السودان وحماية مصالحه ، إلا أنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول مدى واقعية هذه التصريحات في ظل التحديات الجسام التي تواجه البلاد ، فالسودان ، الذي يعاني من صراع داخلي وأزمة اقتصادية حادة ، يحتاج إلى سياسة خارجية حكيمة قادرة على تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والمصالح الإقليمية والدولية ، وفي النهاية ، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت تصريحات الشريف تمثل انعكاساً حقيقياً لسياسة السودان الخارجية ، أم أنها مجرد رد فعل على الأحداث المتسارعة في المنطقة ، فالسودان ، شأنه شأن العديد من الدول في المنطقة ، يواجه تحديات كبيرة تتطلب منه اتخاذ قرارات صعبة وحساسة بم في ذلك التحوط لمرحلة ما بعد تشكيل حكومة موازية في السودان .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- في خضم الحرب التي تمزق السودان ، تحولت امتحانات الشهادة الثانوية إلى ساحة صراع جديدة ، حيث باتت أداة تستخدمها الأطراف المتصارعة لتحقيق أهداف سياسية بعيدة كل البعد عن التعليم لقد تحولت هذه الامتحانات ، التي كانت تُعتبر في الأزمنة السابقة بوابة للمستقبل ، إلى رمز للانقسام والتشرذم الذي يعصف بالبلاد ، فقد أعلنت لجنة معلمي السودان عن استياءها الشديد من قرار عقد الامتحانات في ظل ظروف أمنية متدهورة ، حيث حرم أكثر من نصف الطلاب من حقهم في الالتحاق بها ، وقد أظهرت الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي فصولاً فارغة وقاعات امتحانات مهجورة ، مما يؤكد حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الطلاب السودانيون ، ولم تتوقف الانتقادات عند هذا الحد ، بل امتدت لتشمل التخبط والعشوائية التي رافقت عملية تنظيم الامتحانات ، حيث ظهرت حالات من الفساد والمحسوبية في اختيار المراقبين ، كما تم حرمان العديد من الطلاب من أرقام جلوسهم ، إن إصرار الحكومة على عقد هذه الامتحانات في ظل هذه الظروف يعد بمثابة صفعة قوية للطلاب والمعلمين ، ويؤكد أن الأولوية بالنسبة لها ليست التعليم ، بل تثبيت واقع الحرب وتقسيم البلاد ، فكيف يمكن أن يتحقق التعليم في ظل أصوات الانفجارات وقصف المدفعية؟ وكيف يمكن للطلاب أن يركزوا على دراستهم وهم يعيشون في خوف ورعب؟ إن هذه الامتحانات ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب السوداني ، فالحرب التي تشهدها البلاد دمرت البنية التحتية ، وشردت الملايين وحرمت الأجيال القادمة من حقها في التعليم والصحة ، إن لجنة معلمي السودان قد أطلقت صرخة مدوية تطالب بوقف هذه المأساة ، مؤكدة أن هذه الامتحانات لا تمثل سوى أداة لتدمير مستقبل السودان ، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوداني ، وأن يضغط على الأطراف المتصارعة لوقف العنف والعودة إلى طاولة الحوار ، إن مستقبل السودان يعتمد على تعليم أبنائه ، وعلى بناء جيل جديد قادر على إعادة بناء البلاد ، ولكن هذا لن يتحقق إلا بوقف الحرب ، وتوفير بيئة آمنة مستقرة للتعليم..
The future of Sudan depends on educating its children and building a new generation capable of rebuilding the country, but this will not be achieved unless the war stops and a safe and stable environment is provided for education
وعلى قول جدتي:- “دقي يا مزيكا !!”.
خروج:- (ماسك يكشف عن وجهه الجديد رموز وألغاز : من إيلون إلى كيكيوس: تحولات غامضة في عالم التكنولوجيا!!) ففي خطوة أثارت دهشة المتابعين وحيرة المحللين، أقدم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على تغيير اسمه على منصة “إكس” إلى “كيكيوس ماكسيموس”، وهو اسم يبدو غامضًا ومحملًا بمعانٍ متعددة ، لم يكتفِ ماسك بذلك ، بل استبدل صورته الشخصية بصورة “بيبيه ذي فروغ”، وهي شخصية كرتونية ارتبطت باليمين المتطرف ، هذا التغيير المفاجئ أثار تساؤلات عديدة حول الدوافع وراءه هل هو مجرد مزحة؟ أم رسالة مشفرة؟ أم محاولة للتأثير على سوق العملات المشفرة؟ فاسم “كيكيوس ماكسيموس” يبدو مستوحى من شخصية تاريخية ، وهو أيضًا اسم عملة مشفرة شهدت ارتفاعًا حادًا في قيمتها بعد إعلان ماسك ، يبدو أن ماسك يستمتع بلعب دور اللغز ، فقبل تغيير اسمه ، نشر تغريدة غامضة تشير إلى لعبة فيديو شهيرة ، هذا السلوك الغامض يذكرنا بتصريحاته السابقة حول رغبته في بناء “مدينة مثالية” على المريخ ، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى جدية هذه التصريحات ، إن تحولات ماسك المتكررة تجعله شخصية مثيرة للجدل ، فمن جهة ، هو رجل أعمال ناجح أسس شركات رائدة في مجال التكنولوجيا ، ومن جهة أخرى ، هو شخصية مثيرة للجدل بسبب تصريحاته وتصرفاته غير التقليدية ، ويمكن تفسير تحول ماسك على عدة مستويات:
1/التسويق : قد يكون تغيير الاسم والصورة جزءًا من استراتيجية تسويقية لجذب الانتباه إلى ماسك وشركاته.
2/ السخرية : قد يكون ماسك يسخر من الثقافة الشعبية ومن وسائل الإعلام التي تحاول تفسير كل تحركاته.
3/ الرمزية : قد يكون الاسم الجديد يحمل رمزية خاصة بالنسبة لماسك ، ويرمز إلى مرحلة جديدة في حياته أو في مسيرته المهنية.
4/ التأثير على السوق : قد يكون تغيير الاسم محاولة للتأثير على سوق العملات المشفرة ، وخاصة العملة التي تحمل اسمه الجديد ، مهما كانت الدوافع وراء هذا التغيير ، فإنه يؤكد على شخصية ماسك المعقدة والمليئة بالمفارقات ، فهو في الوقت نفسه عبقري تكنولوجي ومثقف ، ومهرج يحب أن يلعب دور الممثل ، ويبقى لغز ماسك محيرًا ، فكلما اعتقدنا أننا فهمنا دوافعه ، فاجأنا بتصرف جديد ، ولكن من المؤكد أن هذا التغيير سيظل حديث الساعة لبعض الوقت ، وسيدفع الكثيرين إلى التفكير في معنى الهوية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي..
#أوقفوا – الحرب
ولن أزيد ،، والسلام ختام.