مقالات وآراء

دلوكة و مزامير في ليلة العيد

 

كبسولة اليوم

مجدي عبد القيوم(كنب)

كأن هذا الشعب ولد صبيحة اندلاع الحرب وأطلق صرخة الحياة وسط ازيز الرصاص وقعقعة سلاح المتأمرين بل بدأ لي انه قد تخلق في مشيمة التكوين واكتسب جيناته الوراثية من الوجع الخرافي فاصبح قوي المناعة شديد الباس بمقدوره تحويل اليأس إلي امل والحزن لكرنفال من الفرح
شد ما ادهشني نهار الأمس منظر الصبية باعة علم السودان من كل السحنات والملل كانهم قوس قزح يسخر من الساسة الذين فشلوا فى إدارة التنوع يلوحون به منادين
علم السودان
علم السودان
زاهي الألوان
وبدأ لي أن رياح الشتاء تواطأت مع هؤلاء كما تواطأ البعض مع أعداء بلادهم فنفخت فيه فشمخ وتطاول وتمدد واتسع وازدادت الوانه بريقا حتي بدأ كشراع مركب يمخر العباب إلي الضفة الاخري من بلاد الشمس والاحلام حيث السلام والأمان والكل يشدو
جوه المركب
فضلوا يغنوا
كل الناس
اتنين اتنين
فرح يتكلم بلغتين
ما احلاهم
في تلك الليلة وما أن تجاوزت عقارب الساعة منتصف الليل حتي رنت اوتار الطنابير وهزت النشوة المزامير تحملها رياح الشتاء الباردة علي صوت مغنية في ليلة زفاف وكأنها تمثلت لسان المبدع الدوش
اهو الدنيا
ما زالت بخير
الناس تعرس وتنبسط
بدت لي صوتها انذاك لشدة امتلأ دواخلي وكانه صوت سيدة الغناء العربي وهي تشدو ب”
هذه ليلتي”
أو “سيرة الحب”
تلك التي كان يجتمع علي صوتها الساحر العرب من المحيط إلي الخليج قبل أن تغشاهم غاشية الفرقة والشتات حتي صاروا يتباكون علي الاطلال كما اجدادهم لا علي اطلال الدكتور ابراهيم ناجي.
كان ذلك في تلك الأيام الباذخات باحلام المشروع الاشتراكي وصدي رفاق باندونق والملايو وصوت طاغور المغني قبل أن يعتاد حكام العرب علي الصلاة في كعبة ابو لهب ويسكرون ويعتدون علي النساء كما يريد ابو لهب علي قول نزار قباني.
حينئذ امتلأت السماء بالألعاب النارية كانها تهزأ بنيران الحرب التي اوقدها أعداء بلاددي .
يا لهذه الفطرة السوية لا تمنعها العبرة من الضحكة ولا الحزن من ايقاد شموع الفرح ولا حتي الحرب من التغني باهازيج الاستقلال
أنها طينة بشر معجونة من تربة جروف النيل ومسقية من “عرق الجباه الشم” لذا ومهما تكالب عليها الاعداء لن ‘تضيع شمار في مرقة”
غدا نعود كما نود
وتعود مراكب ريدنا لبر الامان

مجدي كنب
بورتسودان
الأول من يناير ٢٠٢٥

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..