محمد الحسن محمد عثمان
كتب الدكتور منصوراً مقالاً مشهوراً بعنوان السودان والنفق المظلم وذلك بعد ان اختلف الدكتور منصور مع الديكتاتور نميرى الذى شغل فى عهده عدة مناصب منها وزير الخارجيه وكان السودان قد بدأ يتدهور للقاع ورغم اختلافنا مع الدكتور منصور وتوجهاته وعمله مع نميرى ولكن نعترف بان الدكتور منصور رجل متعلم ومثقف ثقافه عاليه ويجيد عدة لغات منها الانجليزيه التى يتقنها تماماً وقد كتب عدة كتب بالانجليزيه والعربيه ورغم ان النميرى والبرهان من العسكر محدودى التعليم (الثانوى) وتنعدم عندهم مؤهلات ادارة الدوله والثقافه والوعى ولكن يجب ان نقر ان نميرى يختلف عن البرهان فقد كان يجيد اختيار من يعملون معه من وزراء ومن يشغلون مناصب اخرى فقد كانوا على الاقل كفاءتهم عاليه ومن المثقفين ولكن للاسف البرهان حتى اختياره لمعاونيه وقيادات الخدمه المدنيه وخاصه القانونيين كان ضحلاً ومتدنياً كتعليمه ومخجلاً فقد اختار قيادات فقيره ثقافيا وتعليمياً وأخلاقياً وعديمة شخصيه وباهته فنحن نعرف ان الشهادات فى عهد البرهان اصبحت فى متناول من يريد وللأسف ايضاً من يدفع !!! فيمكن لمن لم يكمل الثانوى العالى ان يستخرج شهادة الماجستير والدكتوراه بكل سهوله ومن الجامعه التى كانت سامقه وعفيفه ونظيفه جامعة الخرطوم ففقدت الشهادات قيمتها ووزنها وحتى طعمها اللذيذ واصبحت الشهادات من جامعاتنا بلا قيمه ولا وزن ولا طعم وهكذا تدمر وطننا من كل النواحى وكم يحزنني ويمزقنى حال الوطن الذى احببناها وعشنا فيه اجمل ايامنا واحلاها فى الزمن الجميل ونراه الآن قد اصبح حطام وفقد كل جميل حتى الفن فقدناه وهل هناك الآن فنانين او مسرحيين او حتى اغانى او اى ابداع فى اى مجال وللأسف مازال التدمير واشعال النيران مستمراً ونحن نتفرج !! والوطن الآن جاوز مرحلة النفق المظلم كما قال الدكتور منصور ونحن فى مرحلة القبر الموحش فى عهد البرهان محدود التعليم والثقافه والوعى ورحم الله السودان !! .
