مقالات وآراء

نهر النيل يتحول إلى عرين : لغز الثعابين العملاقة ..!!؟؟

د. عثمان الوجيه

 

في خضم الأحداث الجسام التي يشهدها السودان ، برزت ظاهرة غريبة ومخيفة ، تحولت معها مياه نهر النيل ، شريان الحياة في البلاد ، إلى عرين لثعابين عملاقة ، فجأة ، أصبحت هذه الكائنات الزاحفة جزءًا لا يتجزأ من المشهد اليومي ، مما أثار الذعر والفزع في نفوس السكان ، لقد تحولت “الأصلة الأفريقية”، ذلك النوع المعروف بضخامته وقوته ، إلى حديث الساعة ، قصص عن صيد ثعابين بطول مذهل ، وصل إلى 22 مترًا انتشرت كالنار في الهشيم ، مما أثار تساؤلات عميقة حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة غير المسبوقة ، تتعدد الآراء حول هذا الأمر ، فبينما يرى البعض أن هذه الظاهرة ما هي إلا نتيجة طبيعية للتغيرات المناخية والتوسع العمراني الذي أدى إلى تدمير البيئة الطبيعية ، يرى آخرون أنها علامة على حدوث خلل بيئي كبير ، الدكتورة سارة سعيد ، مديرة متحف التاريخ الطبيعي في السودان ، قدمت تفسيرات علمية لهذه الظاهرة ، فقد أكدت أن هذه الثعابين موجودة أصلاً في البيئة السودانية ، ولكن التغيرات البيئية الناجمة عن الحروب والنزوح والصيد الجائر قد أجبرتها على الاقتراب من المناطق السكنية بحثًا عن مأوى وغذاء ، وتحذر الدكتورة سارة من خطورة هذه الثعابين ، مؤكدة على قدرتها على ابتلاع الحيوانات الصغيرة بل وحتى الأطفال ، كما حذرت من أن عضتها قد تكون مميتة ، ليس بسبب السم ، بل بسبب الجراثيم التي تحملها ، فما هي الأسباب المحتملة :

1/ التغيرات المناخية : أدت التغيرات المناخية إلى ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار ، مما أثر على بيئة هذه الثعابين ودفعها إلى البحث عن أماكن جديدة. 2/ التوسع العمراني : أدى التوسع العمراني إلى تدمير الموائل الطبيعية لهذه الثعابين ، مما أجبرها على الاقتراب من المناطق السكنية.

3/ الصيد الجائر : أدى الصيد الجائر للحيوانات التي تتغذى عليها هذه الثعابين إلى زيادة أعدادها مما زاد من فرص التقاء الإنسان بها ، وما هي الآثار المترتبة أ/ التهديد على صحة الإنسان : تشكل هذه الثعابين تهديدًا مباشرًا على صحة الإنسان ، خاصة الأطفال والمسنين. ب/ الخسائر الاقتصادية : تؤدي هذه الثعابين إلى خسائر اقتصادية كبيرة ، حيث تهاجم الماشية وتدمر المحاصيل الزراعية. ج/ الخوف والهلع : تسبب هذه الثعابين حالة من الخوف والهلع بين السكان مما يؤثر على حياتهم اليومية. إذا ما هي الحلول المقترحة

1/ حماية البيئة : يجب العمل على حماية البيئة الطبيعية لهذه الثعابين ، من خلال إنشاء المحميات الطبيعية والحد من التوسع العمراني والصيد الجائر.

2/ التوعية : يجب توعية السكان بخطورة هذه الثعابين وكيفية التعامل معها ، وتقديم الإسعافات الأولية في حالة العض.

3/ البحث العلمي : يجب إجراء المزيد من الأبحاث العلمية لفهم هذه الظاهرة بشكل أفضل والتوصل إلى حلول دائمة ، ألخص إن ظاهرة انتشار الثعابين العملاقة في نهر النيل هي جرس إنذار يدعونا إلى إعادة النظر في علاقتنا بالبيئة ، والعمل على حمايتها قبل فوات الأوان.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- أُريد أن أُدوّن اليوم عن مأساة بلادي ، السودان ، التي لا تكاد تنتهي فصولها ، فقد ألِفت أن أُدوّن عن همومنا اليومية ، وأناشد العالم بقضيتنا ، ولكنني أجدني تأئه بين جحافل الأحداث المتسارعة ، كأنما الزمن يتسابق بنا نحو مجهول مظلم ، عزمت أن أكتب عن ظاهرة مُخجلة تعصف ببلادي ، وهي سرقة المساعدات الإنسانية التي تصلنا من العالم أجمع ، فبينما يعاني شعبنا من حرب طاحنة ، وجوع ، ومرض ، نجد من يتاجر بأوجاعنا ، ويسرق قوتنا ، ولكن القدر شاء أن أُغيّر خطتي في اللحظة الأخيرة فقد قرأت خبرًا عاجلًا عن ظهور ثعابين ضخمة في نهر النيل ، ذلك الشريان الحي الذي يروي أرضنا ، هذا الخبر الغريب أثار فضولي ، وأخذني في رحلة تأمل عميقة ، فهل هي مجرد صدفة غريبة ، أم هي إشارة إلى أن الطبيعة نفسها تثور على ما يحدث في بلادنا؟ ، ففضلت أن أنقل المقال لل “الخروج”، وفي خضم هذه الأفكار المتضاربة ، فوجئت بزيارة صديق عزيز ، وجدني محاطًا بالحواسيب والهواتف ، وأوراقًا مبعثرة ، فاعتذرت له عن انشغالي ، ولكي أُخرج من هذا المأزق ، رويت له حكاية شعبية سودانية ، تلك الحكاية التي تتداولها الأجيال ، والتي تعكس معاناة شعبنا بطريقة ساخرة ، تدور الحكاية حول مواطن سوداني عاد من بلاده بعد إجازة قصيرة ، وعندما سأله أصدقاؤه عن أحوال السودان ، لم يجد وصفًا أدق لما يعيشه سوى القول: “القيامة قامت في السودان ، والسودانيون كلهم في النار ، والله بعذب فيهم” ، هذه الحكاية البسيطة تحمل في طياتها الكثير من المعاني العميقة، فهي تعبر عن يأس شعب فقد الأمل في المستقبل ، وعن غضب الطبيعة على ما أصاب أرضه ، ولكنها في الوقت نفسه ، تحمل في طياتها قدرة الشعب السوداني على السخرية من محنته ، وعلى التمسك بالحياة رغم كل الصعاب . ختامًا : أقول : إن ما يعيشه السودان اليوم هو مزيج من المأساة والسخرية ، من اليأس والأمل ، ولكنني على يقين بأن شعبنا سيتجاوز هذه المحنة ، وسيبني مستقبلاً أفضل لأجيال قادمة..

What Sudan is experiencing today is a mixture of tragedy and irony, of despair and hope, but I am certain that our people will overcome this ordeal and build a better future for generations to come.

وعلى قول جدتي:- “دقي يا مزيكا !!”.

خروج:- (عن فضيحة سرقة الإغاثة أقول لكم) ففي أعماق الصحراء السودانية ، حيث تتآكل الرمال خدود الحياة ، تتصارع أرواح ملايين البشر بين مطرقة الحرب وسندان الجوع ، عامٌ يمرّ ، وآخر يأتي ، والحرب لا تزال تشعل نيرانها ، وتدمر كل ما هو أخضر ، في خضم هذا الصراع الدامي ، تتجلى مأساة إنسانية لا مثيل لها ، حيث يتحول الأمل إلى رماد ، والحلم إلى كابوس ، تحت سماء سوداء ، تنتشر مخيمات النازحين كجروح نازفة على جسد الوطن ، أطفال نحيلون ، ونساء يئسن ، وشيوخ يطلبون الرحمة ، الجميع يعيش على حافة الهاوية ، يبحثون عن لقمة عيش ، وقطرة ماء ، ودواء لمرضهم ، ولكن ، وسط هذا المشهد المأساوي ، تبرز حقيقة أخرى أكثر مرارة : فساد ينخر في عظام المساعدات الإنسانية آلاف الأطنان من الغذاء والدواء والأغطية تصل إلى البلاد ، ولكنها تختفي في طريقها إلى المحتاجين تسرب المساعدات إلى الأسواق السوداء ، وتباع بأضعاف ثمنها ، بينما يموت الأطفال جوعاً ، تجار الحروب يستغلون معاناة الشعب ، ويتاجرون بالأرواح من أجل الربح السريع ، ضباط وقادة وسياسيون يتشاركون في هذه الجريمة البشعة ، ويحولون المساعدات الإنسانية إلى سلاح في صراعاتهم على السلطة والثروة ، فريق التحقيق كشف النقاب عن شبكات واسعة للفساد ، تمتد من الموانئ إلى الأسواق ، ومن المخازن إلى المنازل ، أسماء كبيرة ووجوه معروفة تظهر في هذه الشبكات ، وتلعب دوراً رئيسياً في سرقة أموال الشعب ونهب خيراته ، في ظل هذه الظروف المأساوية ، يطرح السؤال: من المسؤول عن كل هذا الدمار والخراب؟ هل هي الحرب فقط ، أم أن هناك أيدي خفية تعمل في الظلام لتعميق معاناة الشعب؟ إن قصة السودان هي قصة حزن وألم ، ولكنها أيضاً قصة صمود وتحدي ، الشعب السوداني يقاوم كل هذه الصعاب ، ويأمل في يوم يأتي فيه السلام والعدل ، ولكن لتحقيق هذا الحلم ، يجب محاسبة الفاسدين ، ومعاقبة المجرمين ، وإعادة بناء الثقة بين الشعب وحكومته.. #أوقفوا ـ الحرب

ولن أزيد ،، والسلام ختام.

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. كلام فارررررررغ ، أنت يا زول دكتوراتك دي في شنو؟ و بعدين يا وهم مثل هذه الثعابين، بالاضافة إالى التماسيح كانت وما زالت جزء من بئة ولايات الشمالية و نهر النيل. شوف ليك موضوع غير الثعابين اللي أفضل أن يكتب عنها من هو متخصص فقط.
    بعدين أنا ما عارف شنو حكاية العبارة “الغبية دي “وعلى قول جدتي:- “دقي يا مزيكا !!”. مين بالله جدتك المثقفة موسيقيا دي ولزمو اي موجع رؤسنا حاشرها في كل كتاباتك اللي هي فقط من أجل الظهور بس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..