مقالات وآراء

تذكرة للغافلين!

هشام هباني

ولأنهم يفوقون سوء الظن العريض اي هم حالة ما بعد الشر والقبح والاجرام والفساد واعني بذلك الكيزان وكذلك صنائعهم وداجناتهم وهو توصيف حكيم وصفهم به قتيلهم الشهيد البطل الاستاذ محمود محمد طه.. ولذلك على هدي هذه النظرة العميقة الحكيمة الثاقبة ابذل هذه المادة لتبيان صحتها وذلك مهم جدا لافاقة بعض الطيبين الواهمين الغافلين الذين وقعوا في شراك عواطفهم وانحيازاتهم الصغيرة وتورطوا في الاصطفاف كل حسب ليلاه الجهوية والقبلية في شراك هذه الحرب الكيزانية التآمرية وهم يعتقدون في ان هذه الحرب حرب بين الحق والباطل بينما هي حرب الباطل ضد الباطل والقاتل ضد القاتل واللص ضد اللص والارزقي ضد الارزقي!!

فهؤلاء الطيبون واقعون تحت تاثير انحيازات جهويةوقبلية جعلتهم ينحازون لطرفي الحرب حيث انحاز طرف من الغافلين في صف جيش الكيزان باعتبار ان اغلب قادته يمثلون جهوياتهم وقبائلهم وطرف اخر بذات العواطف الجاهلية الهدامة انحاز لعصبة الجنجويد صنيعة الكيزان وقد تسبب ذلك الموقف العاطفي الواهن في انهزام وطنية كل هؤلاء المخدوعين العالقين في حبال هؤلاء الاوغاد الكيزان وصنيعتهم مليشيا (الدعم السريع) حيث لازال يعتقد هؤلاء الطيبون في الجهتين حسب تقديراتهم العاطفية انها حرب فاصلة بين الحق والباطل وكأنها حرب قطعت كل وشيجة بين هؤلاء الاخوة الاعداء المقتتلين! وقد نسي هؤلاء الطيبون ان ذات الطرفين المقتتلين يحملان سجلا بشعا من جرائم مشتركة في ابادة شعبنا وقتل ثوارنا والغدر بثورتنا ونهب ثرواتنا والارتزاق بجيشنا خارج الوطن !

فالكيزان المهيمنون على الجيش صيروه مليشيا خاصة بهم لخدمة اجنداتهم منذ اكثر من ثلاثين عاماوحتى اللحظة تهيمن عليه مليشيات الدفاع الشعبي المهووسة التي ابادت اكثر من مليون مواطن في جنوب الوطن مما افضى لفصله وهم ذات الكيزان الذين ركزوا وجودهم و سيطرتهم داخل صنيعتهم مليشيا الدعم السريع كي يضمنوا ولاءها في خدمة اجنداتهم منذ ان اسسوها ولذلك حشدوها بكثير من كوادرهم العسكرية والسياسية العقائدية المرتبطة باواصر جهوية وقبلية بحواضن المليشيا كي يضمنوا ولاءها لمستنقعهم عند اللزوم .

ولذلك فإن قابلية ان يتصالح هؤلاء الاخوة الاعداء الاوغاد مستقبلا واردة جدا بعد كل هذه الحرب التي هلكت الكثيرين منهم لانهم عصبة لا اخلاق لها و تتكون من البلطجية واللصوص الاوغاد الذين يقدسون مصالحهم في السلطة والمال والتي في سبيلها قتلوا ونهبوا واغتصبوا وباعوا تراب الوطن وسيادته وكل ذلك برروه باسم الدين !! وهي ذات المصالح التي ستفرض عليهم قريبا قريبا العودة لبعض احبابا مثلما عاد اليهم عرابهم البلطجي الاكبر حسن الترابي بعد كل الغدر والشحناء والبغضاء والمؤامرات التي تجرعها من غلمانه وايضا جرعهم في المقابل حقده وانتقامه !

وقد خدع بذلك الموقف معارضيه الطيبين الذين صدقوا الكذبة للمرة الثانية مثلما صدقوه حبيسا في السجن في المرة الاولى !!
وهاهو قد عاد اليهم ابنهم الانتهازي اللص جبريل ابراهيم بعد كل تلكم الحروب و العداء والتي فقد فيها شقيقه خليل الذي غزاهم داخل الخرطوم وقتل منهم المئات باجندات وطنية اتضح انها زائفة وفي سبيل عودته للمستنقع باع جبريل دم اخيه خليل رخيصا بمنصب وامتيازات وبذلك باع الكوز جبريل حلفاءه المناضلين الطيبين بكل سهولة بهذه الصفقة القذرة التي باع فيها دم شقيقه من اجل السلطة والمال وقد فاق في ذلك سوء سوء الظن العريض !!

ولن ننسى عودة غريمهم العقائدي الكوز الاكبر دكتور الحبر نور الدائم بعد كل المعارك الفكرية الزائفة التي جرمهم فيها ولكنهم اسكتوه حينما اشتروه بالمنصب عضوا في برلمانهم من غير انتخاب بكامل الامتيازات واغدقوا على عياله بالمصالح التجارية كي يسكتوه وفد فاق في ذلك سوء الظن العريض !!
ولن ننسى ايضا شراءهم لغريمهم عصام البشير الذي كان يهاجمهم في منابر المساجد واخيرا دجنوه و اسكتوه بالمال والامتيازات وقد فاق سوء الظن العريض.

اذن من حاد عن موقفه الوطني كي يراهن على جيش الكيزان الاجرامي باعتباره جيشا وطنيا وايضا من حاد عن موقفه الوطني مراهنا على وطنية وديموقراطية مليشيا الدعم السريع الاجرامية المعبأة بالكيزان فكلا الطرفين يعيشان غيبوبة وعي وطني لن يفيقا منها الا عندما يجدون قريبا ان هنالك مصالحة قد وقعت بين الاخوة الاوغاد نتاج تفاهم تركي اماراتي وبرعاية اميريكية (ترامبية) لان هؤلاء الاوغاد في الحكم هم افضل من يحقق مصالح الطامعين في الوطن وموقعه وثرواته لانهم على استعداد ان يبيعوا الوطن وشعبه ودينهم في سبيل ان يبقوا في الحكم بأي ثمن!!

واما الاخرون في ضفة الجحيم الاخرى لازالوا للاسف في ذات غيهم منقسمين متناكفين متشاكسين متصارعين متناحرين مزايدين!! اذ لازالت اجنداتهم الصغيرة اعلى من الوطن والشعب ولذلك اجهضوا الثورة وباعوا دماء شهدائها كما اجهضوا من قبل اكتوبر١٩٦٤ وابريل١٩٨٥ وبعد ثلاثين يونيو١٩٨٩ تورط الكثير منهم متلوثا في مستنقع الكيزان ولذلك فقد فاقوا سوء سوء سوء الظن العريض وانا لله وانا للوطن باذنه راجعون لو ظل وطنا حيا خاليا من الاعداء والمنافقين والانتهازيين !

 

تعليق واحد

  1. افضل مقال منذ بداية الحرب لكن للأسف بلد يمشي فيه الجهل علي قدمين شعب عاطفي سازج اناني غبي لا يري ابعد من ارنبة أنفه لا يعرف طريقا لاستخدام عقله بتاتا والفرد فيه يميل حسب مصالحه المالية والدنيوية ،،،، هذه أجيال ميتة اكلينكيا والعشم في أجيال قادمة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..