رماد الحلم السوداني ..!!؟؟
د. عثمان الوجيه
في خضم صحراء أفريقيا الشاسعة ، حيث تتلاقى تلال الرمل الذهبي مع نهر النيل العظيم ، كان يسكن شعب عريق يحلم ببزوغ فجر جديد ، شعب السودان ، الذي ارتوى من مياه النيل ، ونسج حكاياته على ضفافه الخضراء ، وجد نفسه فجأة غارقًا في بحر من الدماء والدمار ، بدأت المأساة في ربيع عام ألفين وثلاثة وعشرين ، حينما اشتعلت نيران الحرب بين جيش البلاد ومليشيا متمردة ، فحولت أرض السلام إلى ساحة حرب ، وبدلت صوت الطيور بصوت المدافع ، لم تفرق الحرب بين كبير وصغير ، ولا بين مدني وعسكري ، فاستهدفت الجميع بلا رحمة ، شهدت الأيام والشهور التالية مآسي لا تُحصى ، فشردت الملايين من ديارهم ، وحولت مدنًا مزدهرة إلى أنقاض ، وقتلت الآلاف من الأبرياء ، الأطفال الذين كانوا يلعبون بالأمس ، أصبحوا اليوم يحملون أعباء فوق طاقتهم ، والنساء اللاتي كن يزرعن الحقول ، أصبحن يبحثن عن لقمة عيش في مخيمات اللاجئين ، وفي ظل هذا الظلام الدامس ، حاول العالم أن يمد يد العون ، لكن الجرح كان عميقًا جدًا ، والدمار واسعًا جدًا ، فلم تستطع المساعدات الإنسانية أن تعوض الخسائر الفادحة التي لحقت بالبلاد ، ولا أن تعيد الأمل إلى قلوب المكلومين ، مرت عشرون شهرًا على اندلاع الحرب ، ولا يزال النزاع مستمرًا ، ولا يزال الشعب السوداني يعاني من ويلاتها ، فهل ينجح هذا الشعب في إطفاء نيران الحرب ، وإعادة بناء وطنه من جديد؟ أم سيظل رماد الحلم السوداني يتطاير في الرياح؟ هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- في خضم سجال دموي طويل ، اجتمعت الأصوات المتصارعة في السودان لتطلق نيران الكلمات ، كل طرف يدعي الانتصار ويتهم الآخر بالخيانة ، ففي ذكرى استقلال البلاد ، تحولت الخطابات إلى ساحات حرب كلامية ، تكشف عمق الشرخ الذي مزق النسيج الاجتماعي ، ففي يوم كان فيه الاحتفال بالأعياد ، تحول الحفل إلى ساحة معركة كلامية ، ففيما كان البرهان يعلن اقتراب النصر ، كان حميدتي يفتخر بانتصاراته العسكرية ، كلاهما يتحدث بلغة القوة ، وكلاهما يتهم الآخر بالتسبب في معاناة الشعب ، تداعيات الحرب كانت واضحة على كل وجه سوداني ، فبينما كان القادة يتبادلون الاتهامات ، كانت الجثث تتراكم والأسر تهجر ديارها ، المجاعة تلوح في الأفق ، والدمار يلف البلاد ، (فتخيلت هذا الحوار الداخلي للشخصيات) البرهان : هل يدرك هذا الرجل حجم الدمار الذي أحدثه؟ أقاتل من أجل استعادة الاستقرار لهذا البلد ، وأنا على يقين بأنني سأنتصر ، حميدتي : أنا من أنقذ هذا البلد من الفساد ، هم من بدأوا الحرب ، وسأنهيها ، لن أسمح لهم بتدمير كل ما بنيناه ، الجمهور السوداني : بينما يتصارع القادة ، يعيش الشعب السوداني في رعب وقلق ، يتساءلون : متى ستنتهي هذه الحرب؟ من المسؤول عن كل هذا الدماء؟ هل سنشهد يوماً عودة السلام إلى بلادنا؟ وفي خضم هذا الصراع الدامي ، يظل الشعب السوداني هو الضحية الأكبر ، فبينما يتنافس القادة على السلطة ، يدفع المدنيون الثمن غالياً ، هل ستنجح أي من الأطراف في تحقيق نصر حقيقي ، أم أن هذا الصراع سيمتد لسنوات قادمة؟ .
Leaders compete for power, and civilians pay a heavy price. Will either side achieve a real victory, or will this conflict drag on for years to come?
وعلى قول جدتي:- “دقي يا مزيكا !!”
خروج:- نداء استغاثة يصدح في وجه العالم “البرهان بين مطرقة الإبادة وسندان الثورة : السودان ينزف” ففي خضم الظلمات التي غطت سماء السودان ، وفي قلب حرب طاحنة تفتك بأبنائه ، يرتفع صوتٌ يصدح بالحقائق المرعبة ، صوتٌ يحمل في طياته نداء استغاثة عاجلاً ، إبراهيم زريبة ، الأمين العام للقوى المدنية المتحدة ، يتهم قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق شعب بأكمله ، تحت قصف الطائرات الحربية ، تتلاشى القرى والمدن ، ويحرم السكان من أبسط حقوقهم الإنسانية ، الطعام ، الذي كان يوماً ما رمزاً للحياة ، تحول إلى سلاح فتاك يستخدمه البرهان لفرض سيطرته على المناطق التي يعتبرها تهديداً لنفوذه ، لا يقف الأمر عند هذا الحد ، فبرهان وحلفاؤه الإقليميون يضاعفون الجرعة ، ويزيدون من حدة الأزمة ، بتدخلات عسكرية مباشرة تعمل على زعزعة استقرار البلاد ، وإطالة أمد الحرب ، في المقابل ، تعمل القوى السياسية السودانية بكل ما أوتيت من قوة لتشكيل حكومة جديدة تعيد الأمل إلى قلوب الشعب ، وتعمل على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين ، وتضع عملية السلام في صدارة أولوياتها ، ولكن هذه الجهود تواجه عقبات جمة ، أبرزها الحرب الدائرة ، والتي أدت إلى انهيار البنية التحتية ، وتعطيل الخدمات الأساسية ، وتفاقم الأزمات الإنسانية ، يعاني السودانيون الأمرّين ، فهم محاصرون بين نار الحرب ورماد الدمار ، الأطفال حرموا من التعليم ، والمرضى يعانون من نقص الأدوية ، والاقتصاد على شفا الهاوية ، حتى المساعدات الإنسانية تواجه صعوبات في الوصول إلى المحتاجين ، بسبب الحصار المفروض على المناطق المتضررة ، رغم كل هذه التحديات ، يصر الشعب السوداني على الحياة ، وعلى نيل حريته ، فالقوى السياسية والمجتمع المدني يواصلون جهودهم لتشكيل حكومة انتقالية ، تكون قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية ، وإخراج البلاد من أزمتها.. #أوقفوا – الحرب
ولن أزيد ،، والسلام ختام.