رصد : كيف كان حال السودان عام ٢٠٢٤م؟!!

بكري الصائغ

اولا :-

١- دولة بلا حدود واضحة ومرسومة بدقة مع دول الجوار.

٢- دولة بلا عاصمة قومية معترف بها.

٣- دولة بلا مؤسسات حكومية مكتملة وتعمل بطاقة انتاجية ضعيفة.

٤- دولة (٧٦%) من مساحتها تدور فيها المعارك والقتال.

٥- دولة لا احد فيها من المسؤولين في السلطة يعرف كم عدد السكان.

٦- دولة عدد الاجانب فيها يشكلون خمس عدد السودانيين.

٧- دولة (٣٥%) من سكانها في دول الاغتراب واللجوء الاجباري.

٩- دولة يعيش اغلب مواطنيها الفقراء علي منظمات الغوث الاجنبي.

١٠- دولة توقفت فيها الخدمات الضرورية بشكل كامل.

ثانيا:-

١١- دولة رئيسها البرهان هارب من الخدمة العسكرية ولجأ للاقامة في بورتسودان رافضا بشدة العودة للقيادة العامة بالخرطوم ، ورافضا الاشتراك الفعلي في القتال الدائر في اغلب مناطق البلاد.

١٢- البرهان في بورتسودان اصبح يشغل نفسه بامور ادارية طغت علي عمله العسكري.

١٣- دولة رئيسها البرهان جيشه مهزوم عسكريا في كثير من المواقع القتالية ومع ذلك يتمسك بشدة عدم الجوار والجلوس علي طاولة المفاوضات مع رفيق سلاحه “حميدتي” من اجل وقف القتال وعودة السلام للبلاد.

١٤- البرهان رئيس ادانته كثير من المنظمات الدولية والحكومات الاجنبية بسبب تعنته في وقف الحرب والاقتتال.

١٥- دول كثيرة ومنظمات وهيئات دولة دولية نددت بشدة تصرف البرهان بعدم السماح لشاحنات الاغاثة الوصول الي مناطق الفقر والجوع بحجة ان هذه المناطق تخضع لسلطة قوات “الدعم السريع”.

١٦- رغم الحالة المزرية البالغة التعاسة التي وصلت اليها كثير من الملاجئ التي يقطنها نحو مئات الالآف من السودانيين منذ اكثر من عام واضطروا اغلبهم الي اكل اغضان الاشجار ، فان هذا لم يحرك في البرهان وبقية من هم في السلطة ادني احاسيس بالمسؤولية وضرورة نجدتهم.

١٧- قمة المهزلة ان البرهان يعلم تماما حقيقة تسرب مواد الاغاثة التي تبرعت بها الدول والمنظمات الخيرية الي السوق الاسود وتباع جهارا نهارا وعلي مرآي من المسؤولين ولا ابدي اي حراك او سعي لوقف فساد بيع المؤن.

١٨- خرجت معلومات كثيرة واكيدة نشرتها الصحف السودانية والاجنبية ، ان الذين يقومون ببيع مواد الاغاثة التي تبرعت بها الدول والمنظمات الخيرية شخصيات في السلطة الحاكمة في بورتسودان ، وعندهم نفوذ كبير وسلطات واسعة سهلت عمليات نهب قوافل الاغاثة ونزول السلع التمونية للسوق الاسود.

١٩- نشرت احدي صحف الخليج ، ان عدد الحاويات والشاحنات التي تحمل مواد الاغاثة وتعرضت للنهب والخطف من الجانين القوات المسلحة وقوات “الدم السريع” خلال فترة اقل من عام قد فاق عددها الـ(٣) ألف شاحنة.

٢٠- سخرت الصحف السودانية والاجنبية من البرهان الذي غض النظر عن السلع والبضائع المسروقة والمنهوبة التي تباع في اسواق بورتسودان علي مقربة من مكان عمله.

ثالثا:-

٢١- كل السودانيين سواء من هم في السلطة الحاكمة في بورتسودان او مواطنين عاديين ، لا احد منهم يعرف سبب تجميد عمل مجلس السيادة الذي اختفت اخباره بصورة لم تعد تخفي عن العيون ، وما عادت الصحف منذ زمن طويل تكتب عنه.

٢٢- اصبح من الواضح بصورة جلية ، ان البرهان لم يعد يهتم بمجلس السيادة ولا بمن هم الاعضاء فيه ، وانفرد بعيدا عنه يتخذ القرارات الانفرادية مدركا ان لا احد من اعضاء المجلس سيحتج علي تصرفه طالما يتقاضون رواتب عالية.

٢٣- اغلب الموطنين وبنسبة عالية تفوق الـ(٩٠%) لا يعرفون من هم الاعضاء في مجلس السيادة.

٢٤- حتي الناطق الرسمي باسم مجلس السيادة ما عاد عنده وجود.

٢٥- منذ فترة طويلة تعدت العشرة شهور ، ما عادت الحكومة الانتقالية في بورتسودان تهتم الا ب”العاصمة الجديدة”، غير عابئة بالحال المزري في الولايات والمناطق التي تخضع لسيطرة الجيش ولا يدور فيها قتال.

٢٦- الحكومة الانتقالية في بورتسودان لا تعمل بمعزل عن توجيهات واوامر الجنرالات الثلاثة اعضاء مجلس السيادة ، ولا تملك حرية الحركة بعيدا عن سطوة ونفوذ هؤلاء الجنرالات.

٢٧- اغلب الموطنين وبنسبة عالية لا يعرفون من هم الوزراء في الحكومة الانتقالية ولا اسماءهم.

٢٨- اغلب الحكومات الاجنبية ومنذ فترة طويلة اصبحت لا تتعامل مع الحكومة الانتقالية وفضلت التعامل رآسا مع شخصيات محددة في السلطة عندها النفوذ اكثر مما عند الحكومة الانتقالية.

٢٩- لم نسمع ولا مرة واحدة او قرأنا في الصحف ، ان الوفود الرسمية الاجنبية الزائرة لبورتسودان -(رغم قلة عددها)- قد التقت بوزراء في الحكومة الانتقالية!!، كل الشخصيات والوفود الاجنبية قصدت فقط زيارة البرهان!! .

٣٠- خلال فترة جوده في بورتسودان ، قام البرهان بعمل تغييرات وتعديلات واطاحة وزراء كثيرين ، وهو تصرف قلل كثيرا من هيبة السلطة الحاكمة وبالدرجة الاولي الحكومة الانتقالية.

رابعا:-

٣١- قمة المهزلة ان البرهان خلال فترة ووده في بورتسودان ، ان اهتم باخر المجريات المتعلقة بسد “النهضة” الاثيوبي ، ولا ناقش مع الرئيس الاثيوبي والمصري مستقبل هذ السد علي السودان ، البرهان زار اديس ابابا والقاهرة عدة مرات ولكنه ولا في مرة واحدة تطرق مع الرئيسين موضوع السد!! ، نفس هذا التصرف السلبي سبق ان تصرف مثله الرئيس المخلوع الذي زار مصر واثيوبيا عدة مرات ولكنه ولا مرة واحدة قام بفتح ملف “النهضة” والفشقة وحلايب.

٣٢- قمة المهزلة تكمن ان لا احد في السلطة الحاكمة ببورتسودان ، سواء من هم في مجلس السيادة او بالحكومة الانتقالية ويعرف علي وجه الدقة كم عدد سكان السودان.

٣٣- ايضا ، قمة المهزلة تكمن ان لا احد في السلطة الحاكمة ببورتسودان ، سواء من هم في مجلس السيادة او بالحكومة الانتقالية ويعرف علي وجه الدقة كم هي مديونية السودان الخارجية .. وتضاربت الارقام في الصحف المحلية والجنبية دون ان تدخل مسؤول كبير في السلطة الحاكمة ويضع النقاط فوق الحروف.

٣٤- قبل سنوات عديدة مضت ، وفي احدي المؤتمرات الساخنة المليئة بالتوتر والتي انعقدت في اديس ابابا لمناقشة التعديلات المقترحة علي “اتفاقية النيل”، لم يفتح احد من الاعضاء في الوفد السوداني المشارك في المؤتمر فمه بكلمة واكتفوا بالموافقة والتاييد علي الاقتراح المصري!!.. منذ ان استلم البرهان السلطة في ابريل ٢٠١٩م وحتي اليوم لم يبدي وجهه نظره في الاقتراحات التي شغلت وما زالت تشغل غالبية الدول الاعضاء.

٣٥- بعد حرب ابريل ٢٠٢٣م كيف هي شكل العلاقات الدبلوماسية التي تربط نظام بورتسودان مع دولة الامارات ، تشاد ، كينيا ، ليبيا ، ايران؟!!، هذا السؤال كتبت عنه الصحف كثيرا دون ان تجد اجابة واضحة من الحكومة الانتقالية او من وزارة الخارجية.

٣٦- كثير من الحكومات الاجنبية تتعامل مع نظام البرهان بانه غير شرعي ، وان البرهان جاء للسلطة بانقلاب مرفوض ، ولهذا رفضت كثير من الدول وخاصة الاوروبية دعوة البرهان لزيارتها ، وتفضل ان تتعامل معه من بعد.

٣٧- حفل عام ٢٠٢٤م بكثير من توجيهات البرهان الرسمية التي لم تجد التنفيذ بسبب نفوذ “الحركة الاسلامية” التي اعترضت علي كثير من هذه التوجيهات التي تتعارض مع مصالحها واهدافها في بسط السيطرة علي السلطة والقوات المسلحة.

٣٨- رغم نفوذ الامين العام للحركة الاسلامية/ علي كرتي علي نظام بورتسودان ، وسيطرته علي السلطة الحاكمة ، نجد ان البرهان القائد العام للقوات المسلحة غير قادر علي حسم الموقف لصالحه وتحجيم سلطات علي كرتي.

٣٨- القصف الجوي الذي يقوم به سلاح الطيران يوميا منذ شهور طويلة وطال مئات من مساكن المواطنين والمناطق والقري الآهلة بالسكان ، قلل كثيرا من هيبة نظام بورتسودان -(التي هي اصلا هي هيبة مفقودة بعد انقلاب ٢٥/ اكتوبر ٢٠٢١م)-. ، والغريب في الامر ، ان لا البرهان ولا احد من جنرالات مجلس السيادة كلف نفسه بتوضيح اسباب القصف علي المواطنين.

٣٩- منع البرهان دخول المحطات الفضائية العالمية دخول السودان ، ومنع ايضا دخول المراسلين والصحفيين الاجانب حتي لا يكشفوا للعالم حقيقة الوضع المزري في البلاد بسبب سياسة البرهان التي تزداد كل يوم اكثر بشاعة وحدة.

٤٠- اسوأ ما في سودان اليوم ، ان كثيرين من الموطنين وبنسبة عالية اصبحوا علي يقين تام ان انفصال غرب البلاد اصبح قاب قوسين او ادني من التحقيق.

[email protected]