مقالات وآراء سياسية

هل يتم بيع ملف السلام السوداني للامارات عبر تركيا؟

معمر حسن محمد نور

 

كان يمكن اعتبار المبادرة التركية مجرد جولة دبلوماسية في غير هذا الظرف. لكن هنالك امران يجب اخذهما في الاعتبار في هذا هما :

1/ ان المطروح هو تطبيع العلاقات بين السودان والامارات وليس محادثات سلام في الشأن السوداني في ظل التعجل بالقفز على الحقائق .

2/ اجتماع فريقي بايدن وترمب بشأن ملف الحرب في السودان يبرز اهمية الملف بالنسبة لامريكا ولكن لا يعني بالضرورة ادراجه في برنامج المائة يوم الاولى لترمب. بل يجب قراءته في ثلاثة سياقات هي :

أ/ الفيتو الروسي في مجلس الامن الذي لا يمكن قراءته الا في اطار العلاقات بين الغرب وروسيا . فروسيا يمكنها شراء الذهب من طرفي القتال وكذاك بيع الاسلحة لهما في آن واحد. ما يرجح ان روسيا تحتفظ بالملف السوداني للمقايضة مع اي ملف بهم الغرب في اطار سياسات ترمب لايقاف الحروب وعدم وجود خلاف بين ترمب وبوتن

ب/ العامل الاسرائيلي الذي يتداول في هذه الايام قول سابق لمسئول في الموساد بخطورة وضع السودان قويا بموارده. اي ان امريكا في الواقع ، لا تذرف الدمع على موتانا ، بل لتبييض وجهها في المجتمع الدولي كما فعلت عند التدخل لصالح البوسنة ظاهريا رغم انها تدخلت لتجمع الجهاديين في اوربا وخطورة ذلك على الغرب.

3/ طبيعة ترمب في النظر الى الامور عبر البزنس ، ما يرجح انه قد يبيع الملف لطرف حليف بمقابل. والامارات هي الاقرب خاصة في ظل اعتبار بايدن الامارات شريكا عسكريا اول في الشرق الاوسط واشراك الامارات للسعودية معها.

تأسيسا على كل ما سبق ، فإن الامر يتعلق باذابة بعض الجليد بين الامارات والسودان ، فالتقارير تقول انه ورغم قناطير الشتائم ، فأطنان الذهب السوداني تذهب اليها. ففي ظل نظرية المؤامرة التي يروج لها يسهل القاء اللوم على اي طرف وابعاده عن النفس ، ما جعل جبريل ابراهيم ، يشتت الكرة باتهام بريطانيا بالتآمر على السودان وبعد. فإن نجحت المبادرة ، في ظل التباين بين اطراف الحكومة ، رغم مخاوف ناجي مصطفى بأن عنف تصريحات العطا نحو الامارات ، قد ينطوي على الموافقة في آخر المطاف. فإن نجاح المبادرة سيملأ اشرعة تركيا ويخلص امريكا من تهم عدم التفاعل مع المأساة السودانية. وتسليم ملف السلام للامارات. لكن الحكم حتى الان هو الميدان الطرفان المتقاتلان ما زال في اعتقادهما حسم الملف عسكريا. فأي غطاس ستكذب المياه؟ .

 

[email protected]

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..