مقالات وآراء

وضعية السودان في الصراع المائي الإفريقي

زهير عثمان حمد

 

يحتل السودان موقعًا جغرافيًا وسياسيًا مهمًا في منظومة الصراع المائي في إفريقيا ، نظرًا لكونه دولة ممر لنهر النيل ، حيث يتوسط دول المنبع (إثيوبيا) ودول المصب (مصر). وتنعكس هذه الوضعية على الدور المحوري الذي يلعبه السودان في أي مفاوضات أو ترتيبات بشأن مياه النيل ، مما يجعله طرفًا أساسيًا في الصراع.

السودان وسد النهضة الإثيوبي

الموقف السوداني المتوازن

السودان يرى في سد النهضة مشروعًا تنمويًا يمكن أن يعود عليه بفوائد اقتصادية ، مثل توفير الكهرباء الرخيصة وتحسين ري الأراضي الزراعية عبر تنظيم تدفق المياه. ومع ذلك ، فإن الخرطوم تبدي مخاوف حقيقية بشأن الآثار البيئية والاجتماعية المحتملة للسد ، خصوصًا في حال عدم التوصل إلى اتفاق واضح حول إدارة وتشغيل السد.

 

الآثار المحتملة للسد على السودان .

 

إيجابيات محتملة :

تحسين انسيابية المياه وتقليل مخاطر الفيضانات.

دعم مشروعات الري وتوليد الكهرباء.

سلبيات محتملة :

نقص المياه خلال فترات ملء السد إذا لم تتم إدارة الملء بالتنسيق مع السودان.

مخاطر انهيار السد وتأثيراته الكارثية على السدود السودانية مثل سد الروصيرص.

الدور الوسيط للسودان

يلعب السودان دورًا دبلوماسيًا كوسيط بين مصر وإثيوبيا ، لكنه يعاني أحيانًا من ضغوط سياسية ناتجة عن اختلاف المصالح مع كلا الطرفين. ويرى السودان أن تحقيق توافق عادل بين الأطراف أمر ضروري لضمان استقرار المنطقة.

 

السودان وتحديات المياه الداخلية

بعيدًا عن نهر النيل ، يعاني السودان من مشكلات مائية داخلية ناجمة عن سوء إدارة الموارد المائية وضعف البنية التحتية. تشمل هذه التحديات

 

الجفاف وتغير المناخ

مناطق واسعة من السودان خاصة في دارفور وكردفان ، تعاني من ندرة المياه بسبب تغير أنماط هطول الأمطار والتصحر.

 

صراعات داخلية حول الموارد المائية

أدى التنافس على المياه والموارد الطبيعية في المناطق الريفية إلى تأجيج النزاعات القبلية ، خاصة في دارفور وجبال النوبة.

 

إدارة السدود والمشروعات المائية

يعتمد السودان على عدد من السدود الكبرى ، مثل سد مروي وسد الروصيرص ، لتوليد الكهرباء وري الأراضي الزراعية. ومع ذلك ، فإن هذه السدود تحتاج إلى صيانة وتطوير لضمان كفاءتها ، خاصة مع تنامي الضغوط السكانية والزراعية.

 

موقع السودان في الإطار الإقليمي والدولي

التنسيق مع دول الجوار

يعمل السودان على تعزيز التعاون الإقليمي في إدارة الموارد المائية ، خاصة مع جنوب السودان ودول حوض النيل الأخرى. ومع ذلك ، فإن النزاعات السياسية والحروب المستمرة في المنطقة تعيق تحقيق الاستقرار المائي.

 

الدعم الدولي

يعتمد السودان بشكل كبير على الدعم الدولي لتطوير مشروعاته المائية ، سواء من خلال تمويل السدود أو دعم تقنيات الري الحديثة. لكن التوترات السياسية قد تؤثر على تدفق هذا الدعم.

 

آفاق السودان في الصراع المائي

تعزيز التعاون الثلاثي : يمثل السودان الحلقة الوسطى بين إثيوبيا ومصر ، مما يمنحه فرصة لعب دور الوسيط لتحقيق حلول مستدامة لصراع المياه.

الاستثمار في التكنولوجيا: يحتاج السودان إلى تطوير تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدام الموارد المائية لتحسين استدامتها.

التنسيق الإقليمي : يمكن للسودان قيادة مبادرات للتعاون الإقليمي داخل دول حوض النيل لتجنب تحول النزاعات إلى صراعات مفتوحة.

أري يمثل السودان مثالًا للدولة التي تجمع بين الفرص والمخاطر في إطار الصراع المائي الإفريقي. فبينما يوفر له موقعه الجغرافي فرصة لتعظيم استفادته من مياه النيل ، إلا أن غياب رؤية استراتيجية واضحة وضعف البنية التحتية قد يشكلان عائقًا أمام تحقيق الأمن المائي المستدام. تعزيز التعاون الإقليمي وتنفيذ إصلاحات داخلية يمكن أن يساعد السودان على تحقيق أقصى استفادة من موارده المائية مع المساهمة في استقرار المنطقة ككل.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. للاسف دولة الافندية دولة تنظير …… بس كرفتات وبدلات ومؤتمرات ….. وناس ما عندهم وجع تجاه البلد ….. غير يلوكوا في كلام مثل الاستقرار والامن المائي ….. للاسف كلو تنظير ….. هل يعرف الشعب السوداني ….. انه لا توجد اي اتفاقية حتى الان …. لتزويد البلد من سد النهضة باسعار تفضيلية …… طيب ليه ما تشارك وتساهم الدولة في بناء السد العاي مقابل منافع وفق اتفاقيات معتمدة دوليا ….. مجرد اوهام عساكر ومن تبعهم من المنتفعين …… في انه ستكون للسودان منافع من سد النهضة …… تماما كم حصل في الموافقة من بناء السد العالي واغراق الاثار وضياع ثروات لا تقدر بثمن …….. نفس ذاك العسكري هو نفس التفكير والسلوك ……. والبلد عطشانه والزراعة مندهورة بسبب التغير المناخي ….. مجرد بوابين لمصر وحراسة مصالحها ولو ضد بلده ………. قبل فترة مش الكاكي البليد……كان عنده استعداد لحرب اثيوبيا ….. وهي في حقيقة الامر حرب نيابة عن مصر ……… وما زال الكاكي وكثير من المنتفعين ……. يخطبون ود ما تسمى الشقيقة الكبرى …… بلد للاسف يباب سراب ….. حالمة ترقصها الدفوف وتقتلها المحن ……… والناس ما زالت في تبعية احزاب عتيقة ولائها للخارج ……. الوجع رااااااااااااااااااااقد

  2. تحية وتقدير اي صحفي مثقف يتحدث عن الامور الحيوية انا برفع له تحية وتقدير ………..
    اولا وهذه العله لا يستطع ان يخوض فيها اي جهه لان الكتاب والساسة والعسكر الكبار العواجيز اهل مال وسلطة وباي ثمن هذا واقع السودان …… نحن دولة ناقصة السيادة على اراضيها بسبب الصراعات والحروب التي يقودها الجهله ويشعللها اشباه المتعلمين …. راجعوا تعليقات سابقة لي عدة مرات ذكرت نحن عهدنا مع الاستعمار بخصوص الترع والقنوات 1917 هل نحن دولة تتمتع بكامل او نص حريتها في نهر النيل ونحن لدينا حصص وحقوق ولدينا روافد تغذي النيل روافد الامطار التي تهبط بالجبال وتتجمع في شكل سيول والانهر الموسمية من العظم نفسه غير مستفدين ولا شيء ايام رئاسة حمدوك هنالك سودانيين مقيمي بامركا تداعوا لوطنهم بعيدا من اي حزبية ولا قبلية عبر قروبات التواصل ودائما الحاجه العفوية تكون صادقة وناجحه لاننا اليوم اذا تجمع اي اشخاص قل وندر ان يجتمعوا للمصلحة العامة فقط لصالح حزب واحزابنا معروفة احزاب ضعيفة بلا خطط واضحة في كيفية النهوض بالدولة والمجتمع شلليات صعاليك زيهم وزي الكيزان والعسكر المرض عام ليس شماعة فلول وكيزان ووهم سواقة خلا .. ناس الزراعه اعدوا ورقة ودراسة للنيل من المنبع للمصب خطة بالنهوض بالزراعه لمدة 20 عام خلاف ناس الصحة التعليم كل ناس في تخصصهم هل حكومة الثورة قدمت لهم دعوة ولا نفس من يقود الحرب من كيزان هم من كانوا وقت الثورة متسلطين عليها والشعار حكومة كفاءات مستقلة نحن دولة ناقصة السيادة بعد نشاهد حكومة ترجع سيادة الوطن سوف ننهض

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..