أريد ما أريد

شعر : صلاح الزين

أريد في العام الجديد وطناً، خلسةً، أنادمه نثملُ ولا نفيق مهرةً بلا رِكاب ولجام وطريقاً ينحَلّ شارعاً في قصة بلا رواة أريد عاهرةً ترشدني إلى ما أكون ولا أكون حانةً من دخان مصلين سَهَوْا عن صلواتهم سكارى يخفون الحرب بثوب النميمة يغسلونها بنعناع العورة يدلكون تعبها بزيت الحياة أريد غزالة تُرْضِع أشباحَ غابةٍ وتحنو على الغدير وقوس قزح بلونين فراشةً ترشد القناص لعسل الفريسة وحارسَ البستان وأريد سيدةً (أربعينية، حبذا، تخطو نحو الأربعين بكامل مشمشها) كحرب لمّ تبدأ بعد أو آلهة تعجن صلصالاً لخَلقٍ جديد بيدها الشمال مصفاة وبالأخرى مرآة أريد حبلاً من شعاع ألُفُّ به خاصرة الكوكب لأفاوض جنوداً يتبولون على ظلهم ثم أنام أريد ما أريد أريد قارباً أصغر قليلاً من سفينة نوح أَكْبَر كثيراً من وجهِ نارسيس في صفحة سراب نعلين من وبر السحاب نبيذاً من ضوء القمر قليلاً من صحاب امرأةً تشنقني بخيط لعابها صباحاً ومساء وأريد أن أتاملني في الغدو والرواح لأرسم خرطة كينونتي، خطوي وسبحة عمري وما نما من عشب على قبر أمي والجوار أريد كل شيء، كل شيء أريد معولاً لأنشر عنق اللغة المعادة، الكلمات المدهونة بطلاء قبوها، القصيدة التي تقول إذ تقول فلا تقول أريد سماءً غير هذي السماء إلهاً غير هذا الإله وهواءً غير هذا الهواء نبيذاً بغير طعم النبيذ أناملاً تُدمي وتر الكمنجة ومغنٍ من ضوء السديم بجوارب من خمر القصيد أريد ما أريد وقد نسيت أريد سجادةً من غبار لأستر عورة إبليس، وصلاةً بتيَمُّمٍ لا تعلو أنف الركوع والسجود أريد أن أقول وماذا أقول أقول الجنود بستان عنب، قيلولة نحلة، عذرية وردة، بستانِيٌّ يرتق الغيمة بخيط الرياح، يدلق عورة الماء فيقتنصه النعاس، يلملم أشلاء يومه ليركِّب الحياة لتكون لغز الوضوح، وظهيرةٌ تُباعِدُ ما بين ساقيها وتسهو عن المغيب، أُصفِّن برهةً لأُمَشِّط ضفيرة الحرب بلبن الخليقة فتغضب الحرب وتَزُمُّ شفاه العدم، يَضِيقُ ما بين حاجبيها ويَصهَلُ ما تحت سُرّتِها ويشرئبّ شَبَقُها كبرق نبَذَتْهُ سحابةٌ وتهاوى.. أُصفِّن برهة أخرى وأشُدّ ما مال من كتفي لتصعد الحرب، تصلح ضفيرتها، تسد ثقوب ما انتَثَرَ من عطرها، تُهشِّمُ المرآة لِتَسُلّ عدة زينتها، تزينني لأزينها، ألُفُّ يدَيَّ حول خصرها، نصعد دَرَجاً ونهبط، نلهث، نُخرِج مفتاحاً، نستبدله بآخر أقل صدأً وننتظر.