مؤشرات فشل المبادرة التركية
![](/wp-content/uploads/2020/07/قلم-...jpg)
السر العجمي
بعد أن فشلت كل الجهود المبذولة لإيقاف الحرب في السودان في كل المنابر والمبادرات التي قدمت اعتبارا من جده ، جنيف ، الايقاد ، الاتحاد الافريقي ، بالرغم من كل هذه المبادرات لم تكن تسعي الى إيقاف الحرب وكانت جميعها تدور في المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين فقط ، فضلا عن فشل المجتمع الدولي في اتخاذ أي قرار فيما يتعلق بشأن إيقاف الحرب ، مما يشير الى أن السلوك الدولي والإقليمي يريد جعل هذه الحرب مستمرة وتصبح حرب منسية كالحرب في الصومال وأفغانستان سابقا.
وأخيرا ظهرت المبادرة التركية لتحقيق السلام في السودان ، لتدخل في بازارات السودان السياسية وفقا لتعبير الرئيس الارتيري اسياس افورقي. ويبدو أن تركيا بعد نجاحها في راب الصدع بين الصومال واثيوبيا ، تحاول أن تطرح وتقدم نفسها بانها قوة إقليمية عابرة للقارات. فهناك سؤالين يثاران في الذهن هل تنجح تركيا في ذلك خاصة بعد فشل الولايات المتحدة الامريكية التي القت بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي بشأن لحرب في السودان؟ وهل يقبل البرهان بالمبادرة التركية بعد رفضه لكل المبادرات؟ .
للإجابة على السؤال الأول سوف تكون الإجابة جزما بلا وذلك للاتي :
أولا : عدم وضوح المبادرة ، وهل المبادرة مع الأطراف الداخلية للصراع ام مع الطرف الإقليمي في الصراع؟ .
وفقا لما ورد في الانباء أنه من خلال اتصال هاتفي بين الرئيس التركي والبرهان طلب الرئيس والبرهان عرض الرئيس التركي علي البرهان التدخل لحل الخلاف بين السودان والامارات ، مما يعني ان تركيا طرحت نفسها كوسيط لحل الخلاف بين الدولتين ، بحكم تعريف الوساطة في القانون الدولي وهي تدخل طرف ثالث محايد لحل الخلاف. المتمثل بين السودان والامارات التي يهتمها السودان بدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة وقدم السودان شكوى بذلك امام مجلس الامن. وهنا يتضح من خلال الوساطة ان المطروح هو تطبيع العلاقات بين السودان والامارات. وليست محادثات سلام بين الأطراف الداخلية للصراع. ولكن عند زيارة نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دارون ولقائه بالبرهان بحضور وزير الخارجية السوداني ، صرح وزير خارجية السودان بأن المبادرة في إطار تحقيق السلام في السودان مؤكدا أن البرهان رحب بالمبادرة وطلب من الوزير نقل هذا الترحيب للرئيس رجب طيب اوردغان. ومن خلال هذا التصريح يتضح ان المبادرة تتعلق بالأطراف الداخلية للصراع (الجيش والدعم السريع). والمقصود منها إيقاف الحرب.
ثانيا : عدم توفر شرط الحياد في الوساطة:
أن كثرة التدخلات الخارجية من قبل الدول في حرب السودان سواء سلبا أو إيجابا نجدها في المحافل الدولية والاعلام تنادي بالحل السلمي ، وفي ذات اللحظة توظف الياتها وادواتها العسكرية لأحداث تغيير على الأرض من اجل تغيير الوقائع لتحقيق مزيد من المكاسب لصالحها. فتركيا خير مثال لذلك حيث انها. قدمت للجيش السوداني مسيرات البريقدار التركية في الحرب مما أحدثت تغيرا في الواقع على الأرض ، فضلا عن قتلها للمدنيين ، وفقا لتقرير بعثة تقصي الحقائق الذي اتهم طرفي الصراع بقتل المدنيين. فتركيا لم يتوفر فيها مفهوم الحياد المقصود في الوساطة حيث تدخلت في السودان سلبا والان تحاول التدخل الإيجابي وفقا لمصالحها وهي وجود موطئ قدم علي البحر الأحمر وموانيه وهذه هي سياساتها الطموحة حيث سبق وان عملت على تطوير ميناء سواكن.
وبالرغم من ترحيب الامارات العربية بالجهود الدبلوماسية التركية ، الا ان هذا الترحيب يعتبر نوع من الدبلوماسية ولايعني القبول بالمبادرة، وإذا افترضنا انه تم القبول من قبل الامارات فبالضرورة هذا القبول يؤدي الي فشل المبادرة نسبة لعدم حياد تركيا وربما تستخدم الامارات مسألة التدخل التركي بطيران البريقدار كورقة ضغط ، وبذلك تقوي موقفها التفاوضي ، وربما يرفض السودان أي شروط تفرضها الامارات وبالتالي تفشل المبادرة.
أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني : وهل يقبل البرهان بالمبادرة التركية بعد رفضه لكل المبادرات؟ .
الإجابة أيضا لا، وذلك إذا اعتبرنا ان المبادرة تهدف الي تحقيق السلام وإيقاف الحرب. وفقا لتصريح وزير الخارجية بان البرهان رحب وهذه العبارة كما أشرنا انها نوع من الدبلوماسية ، ولكنها لا تعني القبول. فقرار القبول ليس عند البرهان بل عند الاخوان المسلمين ، الذين يأويهم اوردغان وبغض النظر عن العلاقة بينهم وبين اوردغان فهؤلاء أي مبادرة لا تضمن وصولهم الى السلطة او يكون طرفا بها لن يقبلوا بها ، وهذا ربما يرفضه الطرف الاخر في الصراع (الدعم السريع) لان الصراع أساسا حول السلطة. هذا بافتراض ان المبادرة من اجل إيقاف الحرب.
فالمبادرة حتى الان إذا كانت بإيقاف الحرب فانه لم تجد القبول صراحة من قبل الجيش ، وحتى الان لا ندري هل أخطر الطرف الاخر الداخلي في الصرع بالمبادرة ام لا؟ لان من مهام الوسيط اخطار أطراف الصراع الداخلية إذا كانت المسالة متعلقة بتحقيق الصراع في السودان. وربما لا يقبل الطرف الاخر الوساطة بسبب عدم حياد تركيا.
وأخيرا ان المبادرة التركية ولدت ميته وبالتالي سوف تفشل تركيا كما فشل الذين من قبلها.
اولا يفترض ان السودان ربما يرفض المبادرة التركية وهذا افتراض ينفيه الواقع اليوم ميدانيا فالجيش بالرغم بياناته اليومية بالانتصار ولكن العاصمة لازالت محتلة من قبل الدعم السريع دعك من الاقاليم خارج العاصمة..وساطة تركيا وراؤها الامارات فهى ربما رات عدم المضى فى دعم قوات الدعم لان هذا احدث لها ضررا فى المحافل الدولية وتقارير الامم المتحدة الامر الثانى ترى تركيا لما بعد الحرب وهو اعادة الاعمار اذ تنظر ان تكون الطرف الرءيسى سواء كان مباشرا او غير مباشر فى برامج اعادة الاعمار مما يوفر للشركات والعمالة التركية فرصا كبرى الى جانب ذلك تسعى تركيا الى اقامة اقاعدة بحرية فى سواكن وما الباخرة التى تزود بورتسودان بالكهرباء الا احدى مقدماتها بل هى ىسيلة ضغط يمكن استخدامها من الطرف التركى اذا اقتضت الحاجة لذلك تركيا لديها دوات ضغط ترجح نجاح وساطتها طبعا لا ننسى وجود قيادات الانقاذ فى تركيا وهى ايضا تسعى للتخلص منهم فهم عبء ثقيل لا تحتمله تركيا وهى ايضا عضو فى حلف الناتو الذى يقود عمليات عديدة حول العالم ضد الحركات الاسلاموية…الامارات هى صاحبة الوساطة التركية وهى تعرف تركيا ولها مصالح مشتركة قوية معها فالاستصمارات الاماراتية فى تركيا بالاف المليارت من الدولارات فضلا عما يضخه السواح الاماراتيون عبر اصطيافهم فى تلك البلاد… والامارات تريد ان تبدو وجيهة امام تركيا التى حركت اساطيلها للوقوف اما التهديد الاماراتى السعودى المشترك ضد قطر والمعروف انه لولا التهديد التركى لاجتاحت الدولتان قطر وتغيير راس الحكم فيها…تركيا قوة اقليمية لا يمكن الاستهانه بها فهى التى تقف اما ايران واليونان وحتى السعودية قد ضعفت امام انقرة بعد حادثة اغتثال خاشوقجى وهو من اصول تركية فى قنصلية بلاده باسطنبول وبثت السلطات التركية تسجيلات تؤكد ضلوع طاقم القنصلية فى الحادث واهتزت بها صورة السعودية كثيرا اما العالم الاسلامى الذى تعمل على قيادته بل يقال ان تسوية قد تمت دفعت مقابلها السعودية مبالغ طائلة واستثمارات مقابل الصمت واغلاق الملف… ايك سيتعرض السودان لضغوط لقبول المبادرة وبخلاف ذلك ستظهر حكومة بورتسودان بانها غير جادة للسير فى سبيل السلام وربما تعلق تركيا بسبب ذلك مبيعات البيرقدار للسودان
شبهة المبادرة التركية راحت فيها بعد العقوبات الأمريكية على حميدتي والدعم السريع.
قدمت للجيش السوداني مسيرات البريقدار التركية في الحرب مما أحدثت تغيرا في الواقع على الأرض ،
حيث خطأ والا كانت الحرب حسمت في مهدها .
تركيا رفضت بيع المسيرات التركية للسودان
تركيا لم تقدم للسودان في حربها الا بعض المساعدات الانسانية واختارت الحياد المصتنع ومجارات دويلة الامارات .
ولا وجود للبيرقدار لدى القوات المسلحة السودانية يمتلك الجيش مسيرات مشابهة للبيرقدار قادمة من احدى دول الاتحاد السوفيتي السابقة بنفس موصفات البيرقدار …..
تركيا ليست صديقة للشعب السوداني .