الحزب الشيوعي يلقى جزاء سنمار من كتائب علي كرتي الإرهابية
إبراهيم مطر
(مرة أخرى أمد القلب بالقرب من النهر زقاق/ مرة أخرى أحني نصف أقدام الكوابيس بقلبي/ واضيء الشمع وحدي/ واوافيهم على بعد/ وما عدنا رفاق/ منذ أن لم يبق وجه الحزب وجه الناس/ قد تم الطلاق).
مظفر النواب
أشرنا في مقال لنا سابق جاء بعنوان “تحالفوا مع كتائب علي كرتي الإرهابية .. إحذروا اليساريين الكذبة”، إلى أن الحزب الشيوعي السوداني صار إلى أن يكون “مطية” الحركة الإسلامية بعد الحرب، وأقرب إلى أن يكون واحدة من واجهاتها بدلاً عن أن يكون حزباً قائما بذاته، كون شعاراته في هذه المرحلة، تطابقت مع شعارات الجماعة الإرهابية، فعبر الحزب – غير مرة – عن مساندة الجيش ضد قوات الدعم السريع “الغازية”، أو “عربان الشتات” – كما جاء على لسان عضو اللجنة المركزية للحزب “صالح محمود” – ممن سحبت منهم الحركة الإسلامية الجنسية السودان صبيحة الخامس عشر من أبريل بلا مسوغ واضح.
وقلنا أن الحزب الشيوعي السوداني ظل يسبح بحمد الولي الفقيه في بورتسودان، بعد أن “سالت مشاعر الشيوعيين جداول”، على مقتل “حسن نصر الله” و”يحي السنوار”، و”اسماعيل هنية”، وشاركوا غلاة الشيعة اللطم والنواح، في مشهد “جديد” على كامل اليسار في السودان.
جبت حرب الخامس عشر من أبريل ما قبلها عند الحزب الشيوعي السوداني، فاعترف بشرعية “البرهان” وحليفه “علي كرتي”. وظل يقيم أنشطته وفعالياته في مناطق سيطرة الجيش “دون مضايقة”، في اتفاق ضمني مع الحركة الإسلامية يستبطن عدواً مشتركاً – ولأسباب متشابهة عند الفريقين – هو قوات الدعم السريع، أو لنقل “الغرابة”، إذا خلا “شيوعيين 2024” إلى شياطينهم، وزال ما يمنع التصريح، والجهر بالمحظور من مفردات التفرقة العنصرية.
لكن جماعة “علي كرتي” الإرهابية لم تف بجانبها من الاتفاق، فعمدت إلى القبض على عضو الحزب الشيوعي السوداني “معاوية عمار سيد علي” وشقيقه في مدينة سنجة، واتخذتهما رهائن لحين تسليم شقيقهما الثالث لنفسه، المتهم بدوره بالتعاون مع قوات الدعم السريع. ودأبت الحركة الإسلامية على تعذيب “معاوية” بشكل يومي، لدرجة فقدانه الذاكرة تقريباً من فرط التعذيب، بحسب معلومات قال الحزب في بيان له إنه تحصل عليها. وانتشر فيديو على وسائط التواصل الاجتماعي لأحد عناصر كتائب البراء في مدينة “سنجة”، يتوعد فيه شقيق “معاوية”، ويعترف بأخذه معاوية وشقيقه رهينة، لحين تسليم نفسه ومواجهة عقوبة الإعدام. واكتفى الحزب الشيوعي من كل ما حدث ببيان خجول بعد أن عجز حتى عن إخلاء سبيل عضو له يعترف الجميع بعدم قانونية اعتقاله من الأساس، بل كان كل ما في الأمر أن غضبة الحركة الإسلامية أخذته ذات يأس قاتل، فألقت به في ظلمات السجون وسامته سوء المعاملة والتعذيب، ما أدى به لفقدان ذاكرته أو يكاد.
وعلى الرغم من كل ذلك يواصل الشيوعيون السير خلف سراب الإخوان في دأب عجيب!
لم تراع الحركة الإسلامية مواكب الشيوعيين الداعمة والمتزامنة مع مواكبها تنادي بإسقاط حكومة ثورة ديسمبر، ولم يشفع للشيوعيين تغافل صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب – والتي تترأس تحريرها نكرة لا يعرفها أحد – عن جرائم طيران الجيش في بوادي ومدارس كردفان ودارفور وجبال النوبة والأحياء السكنية فيها، ولا بقر البطون والاعتقال والتعذيب والإعدام خارج نطاق القانون أو في قاعات المحاكم الزيف على أسس عرقية وعنصرية، بل تتناقلها وسائط التواصل، فيغض الشيوعيون عنها الطرف والنظر.
صمت الشيوعيون عن تمثيل الحركة الإسلامية بالجثث وأكل الأكباد، وتغافلوا عن أصبع المصباح طلحة الممدود يسخر من تضحيات “علي فضل” وشهداء اليسار، وعلى الرغم من ذلك يصرون على السير خلف مسيح الشيوعي الدجال “الحارث التوم”، وغواصات الحزب من لدن “علي الكنين” و”محي الدين الجلاد”، وحلفاؤهما داخل اللجنة المركزية والمكتب السياسي، ممن أوصلوا الحزب لحالة من التماهي مع الحركة الإسلامية، لا تكاد تحس معها للحزب وجوداً ولا حركة، سوى الاحتفالات التي صارت “سبة”، يعير بها الحزب الشيوعي كلما تحدث الناس عن ضرورة النضال.
وللتذكير فقد أوردنا في مقال لنا سابق، مقتطفاً من مقال مطول للدكتور “أحمد البرقاوي” – وهو الأستاذ الجامعي، المفكر، والناقد اليساري السوري – رصد فيه تحالفات اليسار المتكررة والقاتلة مع المليشيات الدينية المتطرفة، فتطرق لتحالف الشييوعيين مع “آية الله العظمى” الإمام الخميني ضد شاه إيران، وكذلك إصرار الشيوعيين في لبنان، على التحالف مع مليشيات “حزب الله” الدينية المتطرفة، وكانت نتيجة هذا التحالف، أن تم القضاء على الحزب بصورة تامة في إيران بعد أن داست عليه أحذية “الولي الفقيه” ليصير “أثراً بعد عين”، وصار اليساريون الإيرانون أنفسهم، في ندرة أسنان الدجاج.
وحول “حزب الله” الحزب الشيوعي اللبناني بعد اغتيال قادته وتصفيته، إلى “حالة إسفيرية”، تظهر من خلال الاحتفالات السنوية والموسمية، يزحمون بطبولهم وراياتهم الآفاق في فيديو مدته ثلاث دقائق في كل عام، ثم يختفون.
ومن كل ما سبق فلن يكون مصير الحزب الشيوعي السوداني ببعيد عما آلت إليه هذه الأحزاب الشيوعية بعد أن أعمتها البصيرة لدرجة التحالف مع العدو الأيدلوجي والاستراتيجي لها، وهو التنظيمات الدينية الإرهابية، بما تتميز به من انتهازية تمنعها من السماح لحزب يساري أن يمضي خطوة واحدة باتجاه الأمام، ومن المؤكد ان الحركة الإسلامية حليفة الحزب الشيوعي السوداني ستعمل على إنهائه بكافة السبل ليصير اثرا بعد عين.
أجلدددد
الحزب الشيوعي السوداني حزب قبلي عنصري يقاتل الدعم السريع لا لأنهم متمردين كما يقول ابوهم الجيش او انقلبوا على من لاشرعية له فقط لأنهم عرب غرب السودان وهذه الحقيقة المرة.
كل الشعب قرأ وتابع مقالات عضو الحزب فيصل عوض حسن والذى يكتب قبل اسمه دكتور تعج بالعنصرية.
الحزب الشيوعي فقد عقله، يتحالف مع العسكر ضد المدنيين.