مقالات وآراء

من عرب دارفور إلى عرب الشتات: قصة مأساة تُكتب بالدم!

 

علي أحمد

صُعِقت بالأمس – وإن كنت أعلم سلفاً – أن الجيش والمليشيات الاسلامية المُتحالفة معه؛ يفعلان ذلك بشكل روتيني، لكن مقطع الفيديو الذي يُظهِر إعدام رجل من عامة الناس في مدينة أم درمان؛ بواسطة جنود من الجيش أطلقوا عليه النار بشكلٍ مُكثفٍ وقتلوه بطريقةٍ بشعةٍ، وهم يهتفون (دعامي، دعامي)، بنتك قالت إنك دعامي!
حاول أحد الجنود تخليصه منهم، لكنهم أفلتوه منهم وأطلقوا عليه فاصلاً من رشقات الرصاص، فاصلاً كاملاً ، فأردوه قتيلاً – كما تقتل الحيوانات.

الرجل القتيل – شاب في مقتبل العمر، يبدو من سحنته أنه من (عرب) دارفور أو كردفان، قُتل في الشارع برصاص الجنود قساة القلب الفوضويين دون شفقة ولا رحمة، ولا محاكمة، جنود أوباش وقساة وجهلة؛ يأخذون القانون بأيديهم ووفقاً لتقديراتهم الشخصية، يُمكنهم إعدامك إذا لم تعجب هيئتك أحدهم، أو حتى إذا قال لهم أي أحد لأي سبب إنك (دعامي). هذه أسباب كافية لتنفيذ الإعدام، لا تحقيق ولا تحرٍ ولا أسئلة إيجازية حتى، يقذفون في وجهك شتائمهم البذيئة وكلماتهم العنصرية ثم يطلقون عليك النار وكأنك (تخت) رماية، كأنك (دِروة).

هذا الأمر تكرر في سنجة والدندر وفي بعض قرى الجزيرة وفي بحري (حلفاية الملوك) وفي أماكن كثيرة، لقد تم إهدار حيوات وإزهاق أرواح أناس أبرياء على أسس عرقية وإثنية، تم قتلهم والتنكيل بهم والإساءة إليهم ومطاردتهم وتخوينهم – فقط لأنهم من (عرب) غرب البلاد!

هذه الموجة العنصرية، بدأت تطغى على الخطاب الإعلامي الدعائي التابع للفلول من الأيام الأولى للحرب، عندما وصفوا جنود قوات الدعم السريع بــ(عرب الشتات)؛ ثم وسموا كل الجماعات العربية في كردفان ودارفور بهذا الوصف توطئة لتخوينها، بعد أن أضافوا إلى ذلك مصطلحاً آخر أكثر بشاعة وتحفيزاً على الكراهية وهو وصف هذه الجماعات العربية بـ(الحواضن الاجتماعية) للدعم السريع، وإشاعة هذا المفهوم والترويج له؛ حتى أصبح استخدامه عادياً لا يخلّف أي حساسية أو حياء.

الآن، أصبح منسوبي تلك الجماعات الذين يعيشون في وسط وشمال السودان بصفة خاصة، وفي الشرق وبقية الجهات بصفة عامة، في خطر داهم، فالتهم بالتخوين والعمالة والانتماء للدعم السريع، جاهزة ومعلبة جيداً، والبنادق محشوة بالرصاص، والجنود هم القضاة يحاكمون من يشاؤون و في أي وقت، وينفذون أحكامهم بالإعدام مباشرة وبشكل فوري.

هؤلاء الجنود تم غسل أدمغتهم بواسطة مليشيات الكيزان وحشوها بالعنصرية والكراهية ضد جماعات عرقية بعينها، وتم تأجيج مشاعرها بذلك. فالواحد من هؤلاء الجنود يكون مهيئاً نفسياً لإعدام أي مدني مسالم إذا ما قدّر بنفسه أو سمع من أحدهم وشاية كيدية بأنه (دعامي) أو متعاون مع الدعم السريع، هذا يكفي لقتله في الشارع العام بفاصل من الرصاص مع إطلاق صيحات التكبير والتهليل (الله أكبر)، هذا ما يحدث الآن.

وما يحدث هذا ربما تكون له ردود أفعال مضاعفة من الطرف المتهم والمُعتدى عليه. إذا تكررت هذه الإعدامات على أساس عنصري مقيت، فإن من حق الجماعات التي تُرتكب بحقها الاعدامات على الطرقات الدفاع عن نفسها بجميع الطرق والوسائل. وهذا سيحدث قريباً، وستتحول الحرب – إن لم تكن قد تحولت بالفعل – إلى حرب ذات طابع عرقي لا تُبقي ولا تذر. فالحذر كل الحذر .

‫13 تعليقات

  1. علي الكضاب حدثنا عن ملائكة الجنجويد ماذا يفعلون بالناس وأعراضها وممتلكاتها لم يتركو أحد بطل كذب والبس جذمة علي وجهك اتعبتنا طلتك

  2. لسه الإنتقام في الطريق.. انت لم ترى من الفيل الا اذنيه.. لدينا تار مع المسيرية والرزيقات ولن ينجو أحد

  3. على نفسها جنت براقش . عرب دارفور قتلوا قبائل من يسمونهم بالزرقة واحرقوا قراهم ومدنهم وهجروهم وارتكبوا جرائم الابادة الجماعية وجرائم الحرب بحقهم ودفنوا شبابهم احياء . وادانتهم امريكا واعتبرتهم ارهابيين وقتله ولصوص ومغتصبين . فرفع الجميع ثارات الدم والموت لعرب دارفور الحرامية . يكفى التحقق انك تنتمى اليهم لتلحق بمن قتلتهم جورا وظلما . وكما تدين تدان .

  4. بالطبع هذا فعل فظيع يجب أن يجب الادانة.
    ولكن العنصري نسي او تناسى ان أفعال عرب الشتات غير السودانيين يفعلون اكثر من هذا.
    ايها العنصري البغيض العنصرية بدأت من الغرابة وتنتهي بهم وهم الي زوال بإذن الله.
    نحن في الشمال والوسط لن نقبل بسودان ونجت باشا فقد كان هناك سلطان على دارفور اعتقد ان اسمه علي دينار لاتربطنا به أي علاقة كما لم تكن لنا علاقة بسلاطين مملكة الفور او الداجو او التنجر او غيرها من ممالك دارفور رغم اعترافي واعزازي الكامل بدورها ولكن تلك الممالك لم يكن لها ارتباط ولاحتى تجاري فقد كانت تجاربهم مع مصر عن طريق درب الأربعين او عبر الصحراء الليبية الي البحر المتوسط او غرب أفريقيا.
    لابد من تقسيم السودان كما كان قبل ١٩١٧.

  5. المساقون من عنصريتهم بغباء هم أسوء الناس بالتأكيد.
    يا بهائم كيف تنساقون لدعاة الحرب والقتل على الهوية بكل حقد؟
    كيف تبررون لله قتل الضعفاء بإعتبارهم حواضن للدعم السريع؟

    عليكم اللعنة وعلى الجماعة التي خدعتكم.
    اللهم لا ترفع للكيزان راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم آية هم وبلابستهم وفحاطتهم وجنجويدهم وصب اللهم يا جبار يا منتقم عليهم عذاباً من عندك.

  6. هههههها عرب ….عرب شتات وين يا مان والاكل راسك منوا اهم عرب….. ههههههها لمن اقع …. واوعك تكون فاكر نفسك من العرب برضوا ونخرتك اكبر من كدارتي دي…… طبعا ولا يخفي علي احد مدي حقدك وعنصريتك وكرهك لك ما هو سوداني واخص شمالي كمان… ……..
    اذا كانت إبنته قالت انه دعامي ماذا تريد ان يفعل به هل يقابلوا بالاحضان ….. يرسلوا فوق بس وكل من كان دعامي او داعم لهم يجب بل هذا مطلب شعبي ان يصفي ويرحلوا للدار الأخرة…… والله كل ما اتزكر انكم تدعون العروبة اضحك لمن سروالي يقع …..

  7. لغتك تغيرت ليه؟ الاستعطاف لزومه شنو؟ واصل عنجهيتك وتهديدك وعنصريتك فهي وقود ضروري لدحركم وابادتكم ياججويد الكل سيتوحد ضدكم بفضل خطاباتكم المحتشدة بالتهديدات والسباب العنصري والمحرضة لاستمرار حرب ستدفعون ثمنها انتم ولا احد غيركم

  8. رد فعل الجنود واعدامهم يمثل غالب الراي العام لاهل السودان بتصفية عنصر الجنجويد ومن تعاون و تعاطف معهم…واصل سيل اداناتك لما تسميه بالانتهاكات وهي في الواقع رد حقوق ومظالم …نقف مع تلجيش حتي تتطهر ارضنا من دنس الدعم السريع ولا بقاء لهم فقد حاولوا محونا من الارض وسنلاحقهم لسنوات قادمة في حواضنهم حتي يعودوا الي غرب افريقيا

  9. لسه ما شفتو حاجة والشعب السوداني سيقتل اي جنجويدي او متعاون معهم وهم معروفين في اي حي او قرية . قلناها لكم بعدما ما ارتكبتوه من جرائم ومجازر ضد الشعب السوداني في عشرات الكدن و آلاف القرى في ولاية الجزيرة وسنار وكردفان نفسها ودارفور مصيركم القتل البشع .. هذا جزاؤكم ومصيركم الأوحد وما هزائم الجنجويد المتتالية إلا ضربة البداية.. أما في الجزيرة فأبشرك انو المواطنين وحدهم يقومون بعمليات إبادة جراد الصحراء إبادة شاملة

  10. مافيش تاني عطاوي ريزيقي ،مسيرى في بلاد النيلين.
    الملاقيط ،شتات الصحراء ، تاني الشريط النيلي الا يشوفو في التليفزيونات المسروقه من بلاد النيلين..
    . خارجنا يا رب .

  11. قرأت كل التعليقات وهى تنضح بالغضب وشهوة الانتقام والثأر من القتلة لصوص الرزيقات والمسيرية الذين خاضوا حربا ضد الشعب السودانى الذى كان يعتبرهم بطيبته المعهودة انهم اخوة فى الوطن فخانوا الشعب والخائن مصيره القتل على الهوية . فنحن ابناء الوسط النيلى دولة ٥٦ الجلابة كما صنفونا نهبت اموالنا على الهوية وتم تشريدنا من بيوتنا على الهوية وتم قتل ابنائنا على الهوية واغتصبت النساء على الهوية . وتم تصنيف عرب دارفور بأنهم ارهابيون من قبل الولابات المتحدة وستلحق بها اوربا وبقية العالم . فمن ارتكب فينا جرائم التطهير العرقى بشهادة العالم لن نقبل به مواطنا بيننا وسنبيده على الهوية واذا عاقبتم فعاقبوا بمثل عوقبتم به .. الثار … الثار . الدم .. الدم .

  12. كثير من التعليقات أعلاه أتفهم منشئها هو عقدة و غضب دفين أبدي لا ينطفئ تحمله جماعات قبيلية تجاه ما فعله الخليفة عبدالله التعايشي وقائد جيشه محمود ود أحمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..