مقالات سياسية

هل تقطع العقوبات الامريكية علاقة الدعم السريع مع تقدم؟

معمر حسن محمد نور

 

بدا فرض الادارة الامريكية عقوبات على قائد الدعم السريع للبعض ، شبيها بالفيتو الروسي. حيث فاجأ الجميع كفعل معاكس للتوقعات وفق المعطيات . فآخر افادة لمندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامر اكدت ان روسيا تبيع السلاح للطرفين. وكررت نعم للطرفين .. علاوة على ايراد عبارتين هامتين في الحيثيات بالتأكيد على انتهاكات الطيران وأن العقوبات لا تعني تأييد الجيش ما يشي بإمكانية صدور قرارات تشمل الجيش.

لتفكيك المشهد الذي احدثه القرارين ، ينبغي الرجوع الى بعض العوامل البعيدة عن السودان.

روسيا تفعل ذلك ببساطة لان استمرار الحرب او ايقافها لا يعني روسيا في شئ. ولا يغريها عرض قاعدة عسكرية في البحر الاحمر لان امريكا لن تتسامح في ذلك. لكنها نحتفظ بالملف السوداني ساخنا لمقايضته بالملف الاوكراني مع ترامب .

اما القرار الامريكي فهو قرار اداري يمكن الغاؤه بجرة قلم من الرئيس القادم. لكنه قد يمثل رسالة من الادارة الامريكية المغادرة الى الافارقة الامريكان مؤيدي الديمقراطيين عادة بأن الحزب الديمقراطي مهتم بأفريقيا ، اي احبت ان تصع (خمارة) للانتخابات القادمة.

ولا يقرأ الموقف الامريكي بعيدا عن المبادرة التركية. فكما اوردنا سابقا فان ترمب قادم في السياسة الامريكية من خارج المنظومة بعقلية رجل الاعمال. لذلك يرجح ان يبيع الملف السوداني للامارات ، وما رشح من الامارات بالامس في غاية الاهمية في هذا السياق. فقد فرضت عقوبات على ما يربو عن خمسين شخصية وشركة تتبع للاخوان المسلمين. اما في امريكا ، فقد اضافت بالامس عشرين مليار دولار للاستثمار في امريكا بواسطة ادارة ترمب. ما قد يفيد انها دفعت المقابل وربما ضمن ملفات اخرى . غير ان المحللين يحكمون على المبادرة التركية بالفشل وأن مصر لن تسمح بنجاحها ما يجعل موقف الامارات باصدار العقوبات محتملا على اسلاميي السودان بعد شرائها الملف السوداني.

لكن تهمنا التداعيات الداخلية للعقوبات. فالخارجية السودانية رحبت بالقرار ما يمكن ان يضاف الى تنازلات توم بيريللوا لاغراءا لحكومة بالمشاركة في جنيف بالاعتراف بالبرهان رئيسا وليس فقط قائدا للجيش كما في اعلانات جده ما يمثل انتصارا سياسيا للحكومة.

اما الدعم السربع فينبغي النظر في البيان الذي اخرجه ونأخذ منه عبارة مفتاحية تقول بأن القرار سيؤثر سلبا على جهود السلام. وهو نفس ما غرد به صندل الذي يسعى الى تشكيل حكومة في مناطق الدعم السريع. عليه فان اضافة موقف البيان لما تحدث به حميدتي بعد خسارة قواته معركة جبل مويه عن تحولهم للخطة ب. يؤكد ان من مكوناتها اهمال الملف السياسي الذي تفوق فيه كونه كان الطرح الوحيد في الساحة وفق افادة يوسف عزت مستشاره السياسي السابق. ما يعني ببساطة التعويل على الميدان .

خاصة وان العقوبات فشل سباسي بامتياز. واذا اخذنا في الاعتبار ان الدعم السريع يعتبر ان تقدم لم تقف موقفا معها رغم اتفاقهما على معارضة الحكومة ، ومعارضتها حتى حكومة في مناطق الدعم السريع ، فان الراجح ان تترك التعويل على مواقف تقدم وامكانية دعمها الديلوماسي لحكومة مناطق الدعم السربع ، وتنجه اكثر الى الميدان لفرض امر واقع على الارض وان تكون حكومته كلها من الدعم السريع وقطع اي عشم في مواقف تقدم ما يقلق سليمان صندل كما يفهم من تصريحه.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. شكراً استاذنا معمر حسن علي طرح التساؤل واختلف معكم في امرين ..
    اولاً الحديث علي علاقة بين الدعم السريع وتحالف احزاب تقدم غير دقيق ما بين قيادة الدعم السريع وتقدم هو اعلان -وليس اتفاق- اديس وهذا سقط بالتقادم لان نجاحه علي مرهون بتوقيغ اعلان مماثل مع قيادة الجيش التي وافقت ثم “نطتت” ربما نتيجة بعبوص من آية الله كرتي !! ..

    الامر اللآخر تقول ان روسيا حسب تقديرات الكاتب “نحتفظ بالملف السوداني ساخنا لمقايضته بالملف الاوكراني مع ترامب .” … وهذه مقارنة في غير محلها كلا الخارجية الروسية والامريكية لهم ميزان غاية في الحساسية في حساب المقايضات -ميزان بيض النمل كما يقول الفرنجة- ..
    وشتان ما بين حرب قبائل السودان في مجاهل افريقيا وحرب الاكران وهي حرب وكالة بين الناتو وما تبقي من حلف وارسو !!

    نحن السودانيين فاكينها في نفسنا بالحق والباطل وننظر في المرآة فنرنا نحن ونجن الاسد النتر ونجن في الواقع ومعنا كافة دول العالم الثالث في نظر الفاشين من امثال ترامب لا مؤاخذة !! Pieces of shit
    ولن يضيرنا ان ننزوي في قاع مذبلة التاريخ التي رمانا في جوفها عسكرنا وتجار ديننا ونصمت و”نتمتع” حتي يقضي الله امرا كان مفعولا بقليل من الواقعية والتواضع في معرفة حجمنا الحقيقي وموقعنا في مؤخرة الامم والشعوب حسب كافة المقاييس والمؤشرات !!

  2. قحت أ تقدم تعمل لحساب مصالحها هي و التي لن تتوافق مع مصالح الدعم السريع اذا انتهت الحرب بأية حال من الأحوال .

    اما بايضن فهو اراد تسجيل موقف ما قبل مغادرته البيت الأبيض و اعتمد على تقارير بعض المنظمات كي يبرر قاراه هذا و لا يهمه صحة تقارير المنظمات او خطأها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..