مقالات وآراء

اللمبي السوداني المصري الجديد !

مناظير الجمعة

زهير السراج

* منذ تعيينه وزيرا لخارجية بورتسودان في اوائل نوفمبر الماضي، لم يكف الوزير (على يوسف الشريف) عن التهريج والتنكيت رغم انه دبلوماسي قديم، ولكن ليس ذلك بغريب، فمن عمل مستشارا لكبير المهرجين في العهد البائد (عبد الرحيم محمد حسين) المعروف باللمبي السوداني، لا بد أن يكون مهرجاً مثله!

* في اول ظهور له امام اجهزة الاعلام بمقر وزارة الخارجية المصرية بعد يومين من تقلده المنصب الوزاري قال الرجل للصحفيين وهو يمسك بيد وزير الخارجية المصري ويطلق ضحكة بلهاء (من هو وزير الخارجية المصري .. أنا أم هو؟!)، قاصدا بذلك أنه (فاتح اللون) ولا يمكن التمييز بينه وبين الوزير المصري، وكأنّ اللون السوداني الأسمر سبةٌ أو عيبٌ لصاحبه !

* عندما سمعتُ ذلك التعليق العبيط أدركتُ منذ الوهلة الأولى أننا موعودون (بلمبي سوداني جديد) مصاب بالعبط وعاشق للظهور في الاجهزة الاعلامية.. ولم يخب ظني، فلقد ظهر الرجل قبل أن يكمل اسبوعا في المنصب أكثر من خمس مرات في حوارات مع القنوات التلفزيونية المحلية والاجنبية، بل انه ظهر في قناة (الجزيرة مباشر) قبل أن يذهب الى مقر وزارته ويلتقي بمرؤوسيه، ولقد اعترف هو نفسه بذلك عندما سأله الاستاذ (احمد طه) عن قيامه باجراء تعديلات في بعض المواقع في وزارته لصالح حزب معين، فأجاب قائلا بأنه لم يذهب حتى تلك اللحظة لمقر الوزارة حتى يُوجَه إليه مثل ذلك الاتهام .. !! حسنا ايها الوزير المغوار فلماذا العجلة والاستعجال في الظهور على الاجهزة الاعلامية قبل أن تذهب لمقر الوزارة وتتعرف على مسؤولياتك خاصة مع غيابك عن الوزارة سنوات طويلة جدا منذ احالتك للتقاعد، وكان من باب الحكمة والدبلوماسية ــ وانت وزير خارجية ــ أن تتريث قبل أن تتهافت على الظهور الاعلامي وتُدلي بتصريحات مثيرة للسخرية مثل التصريح الذي ادليت به في القاهرة في الاسبوع الاول لتعيينك، مُبشرا فيه السودانيين بأن “الحرب ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة بانتصار الجيش”، مقتديا في ذلك بالعبارة الشهيرة (ازبوع ازبوعين) ــ أسبوع أسبوعين ــ للبهلوان ياسر العطا.

* قد لا يصدق الكثيرون أن الوزير كانت له حوارات في الاسبوع الاول لتعيينه مع القنوات التالية: الزرقاء (قناة الكيزان) وذلك في ثاني ليوم لتكليفه بالمهمة (4 نوفمبر)، ثم قناة (10 ـ تن ـ المصرية) وما يسمى بقناة الكرامة السودانية في نفس اليوم والتي قال فيها انه “يعيش في حضرة حرب الكرامة “.. تخيلوا وزير خارجية يفترض فيه أن يكون نموذجا للدبلوماسية والوقار يقول انه يعيش في حضرة حرب تقتل الانسان السوداني وتدمر وطنه وكرامته وكل ما يملك!

* ثم حواره مع قناة (الجزيرة مباشر) التي ظهر فيها مثل أى ناشط صحفي عبر الانترنت من المنزل الذي يقيم فيه (بدلا عن ظهوره كوزير للخارجية يجب أن يُجرى معه اللقاء في مقر وزارته ووراءه العلم السوداني، ولكن لتهافته على الاجهزة الاعلامية فضّل أن يظهر كناشط ويقلل من مكانته ومكانة المنصب الذي يشغله والدولة التي يمثلها)، ثم قناة (RT ) الروسية ..إلخ، عدا الصحف والمواقع الصحفية العديدة، ولقد اساء في صحيفة (الشرق الاوسط اللندنية )الى الدولة الجارة الليبية بقوله ” ان تجربة ليبيا التي تعاني من الانقسام السياسي وتعدد الحكومات كارثة لا يمكن للسودان تحمل تكرارها”، ففتح على السودان النيران من الاشقاء الليبيين الذين يستضيفون الآلاف من اللاجئين السودانيين بلا من ولا اذى! يأتي ذلك من وزير خارجية ودبلوماسي صاحب خبرة عريضة يفترض فيه ان يكون حكيما في ردوده ولكنه يسئ لليبيين ويجعل السودان مسخرة على لسان كل ليبي غيور على وطنه.

* حدث كل ذلك في غضون اقل من شهر من تعيينه، ولا يزال العاشق المتيم يطارد أجهزة الاعلام متحدثا عن سيرته الذاتية وافتخاره بأسلافه في حوارات يزيد كل واحد منها عن ساعة او ساعتين وكأنه اخترع القنبلة الذرية، ناسيا مهمته الاساسية وانه جاء وزير لخارجية دولة وشعب يعانيان من ظروف قاسية ومؤلمة، الإبتسامة فيها عيب دعك من الضحك والتنكيت والتبكيت والتهريج مع الصحفيين والمذيعيين (وأنا واخوى واولادي وجدي وحبوبتي وسِتي) .. ولكن مَن كان كبير المهرجين وزير الدفاع بالنظر رئيسه، فلا غرو ان يكون مهرجا مثله !

* قبل يومين وصف بيان للوزارة التي يديرها المهرج التقرير الدولي لمنظومة التقييم المتكامل الذي يتحدث عن تفشي المجاعة في اجزاء عديدة من البلاد بسبب الحرب العبثية، بانه “انتقاص من سيادة السودان وزعزعة استقراره وتهيئة بيِّنة ملائمة للتدخلات الاجنبية وتحويل الشعب السوداني الى شعب من النازحين واللاجئين الذين يعتمدون كليا على المساعدات الانسانية” .. تخيلوا هذا التهريج .. تقرير دولي يحذر من مجاعة تهدد السودانيين في بعض المناطق ويدعو العالم لتقديم المساعدات الانسانية لهم وحمايتهم من الموت والمعاناة، الهدف منه حسب وزارة خارجية المهرج “النيل من سيادة السودان وزعزعة استقراره وتحويل الشعب السوداني الى لاجئين ونازحين يعتمدون على المساعدات الانسانية “.. وكأن الشعب السوداني الآن يرفل في الاستقرار النعيم والسعادة، بينما يعيش أكثر من ثلثيه في الملاجئ ومعسكرت النزوح بسبب حرب الكرامة التي “يعيش في رحابها” الوزير المغوار ..!

* ولكن فيمَ اللوم والاستغراب من هجوم حكومة بورتسودان ووزارة خارجيتها على التقارير الدولية التي تتحدث عن انتشار المجاعة في السودان، بينما تنتشر الصور والفيديوهات عن استمتاع لصوصها ومهرجيها بافخم موائد الطعام والشراب في فنادق وفيلل بورتسودان، فأيةُ مجاعة في السودان يتحدث عنها الملحدون والكفار ؟!

‫6 تعليقات

  1. مشكلتنا الأزلية في السودان ان جيشنا مخترق منذ عهد عبدالله خليل وعبود وما طلعت فريد إلا مصري ابا عن جد وكذلك في الخارجية أمثلة كثيرة جدا لمصريين عملوا في الخارجية وجهاز الامن شوف وين ناس صلاح قوش وعبدالمعروف وهلمجرا بلد منكوبة صدق من قال فيها ان كل امرء يحتل غير مكانة فالمال عند بخيلة والسيف عند جبانة فالعسكر افسدوا البلد وقلدوا جيش مصر المنهزم في كل خطواتة حتى في بيع الكفتة والسلخانات وطبيعي يكون عميد جمبري وعقيد بطاطس الله لأكسب كل من دمر وساهم في تعيين هولاء السفهاء

  2. ماقادر بالضبط اعرف اين المشكلة تكمن فى إختيار وزراء مؤهلين فحتى فترة ثورة ديسمبر استبشرنا خيرا عندما تم رفع شعار ( التكنوقراط ) والا نفاجأ بمريم الصادق الحمقاء وهى تبادر الوزير المصرى ب( استاذى ) وطبعا ختمتها بعبارة ( السودان شاسع بيشيلنا كلنا ) .. هل السودان نضب من الكفاءات !

  3. المشكلة ليست في إنه هذا الوزير دبلماسي قديم ، إنما في عقليته الخربة التي لاتتغير مهما طال به المقام في حوش الدبلماسية ، سوف يبقى فيه او يخرج منه كالحمار.

  4. سالت بعض الاصدقاء عن الوزير على يوسف ولم اجد ما يشفى غليلى بل تاكدت كل ظنونى بالرجل فقد ذكر لى بعضهم ان على يوسف هو الديبلوماسى الوحيد الذى مكث اطول فترة فى بكين وانه صاحب عدة صفقات تجارية مشكوك فى نزاهتها زفائدتها للسودان سيما فى قطاعى الدفاع والطاقة البترول تجديدا واكد اخرون ان الصينيين ممن كانوا ضالعين فى الفساد مععلى يوسف قد تمت محاكمتهم من قبل الحكومة الصينية وادينوا وتم ايقاع عقوبات رادعة يحقهم… لم تذكر يا د زهير ان على يوسف عشية تسميته وزيرا للخارجية اساء بشكل مباشر ودونا مواربة الى دولة جارة وهو اثيوبيا حيث اعلن ( وقوف السودان الى جانب مصر اذا ما اندلعت حرب بين مصر واثيوبيا بسبب سد النهضة بالله عليكم هل مر عليكم تصريح لوزير خارجية اكثر لؤما من هذا تجاه دولة جارة وتلعب دورا مهما فى الشان السودانى منذ فجر الاستقلال حتى تغنى بها السودانيون(( اخوان اخوان اثبوبيا والسودان))) لن ينسى جيراننا فى اثيوبيا هذا الموقف غير النبيل فالعدوانية الكطلقة سلوك كيزانى بغيض وهو موقف مششابه للمظاهرات التى سيرها اسلاميو السودان مؤيدين صدام فى غزوه الكويت وليتهم وقفوا عند ذلك ولكنهم ذهبوا مرددين ( يهود يهود ال سعود)) وهتاف اخر ( يا صدام السد السد)اى يطالبون صدام بقصف السد العالى المصرى مما حذا بالرئيس الراحل حسنى مبارك بالتهديد علنا انه اذا مضت حكومة الخرطوم فى تهديها للمصالح المصرية فان الجيش المصرى ستشرق عليه الشمس ذات يوم فى شوارع الخرطوم الامر الذى جعل الاسلامويين يجلسون على اذنابهم كما الكلاب الولوفة

    1. تحياتي،ديكو،بالدا ،، انا ما عارف معنى،الاسم ، ولكنني متنازل،عن اسمي،لك عدو الكيزان الاول هههههههههههههاهاها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..