بسبب اعتداءات الدعم السريع.. أطباء بلا حدود تعلق عملها بمستشفى بشائر
أدانت منظمة أطباء بلا حدود الهجمات العنيفة المستمرة على المرضى والموظفين في مستشفى بشائر التعليمي جنوب الخرطوم الواقع في منطقة تسيطر عليها الدعم السريع، مبينة أنه على الرغم من التواصل المكثف مع جميع أصحاب المصلحة، استمرت هذه الهجمات في الأشهر الأخيرة، وأنها قررت الآن اتخاذ القرار البالغ الصعوبة بتعليق جميع الأنشطة الطبية في المستشفى.
وأوضحت المنظمة في بيان، يوم الجمعة، أنه خلال العشرين شهراً التي عملت فيها فرقها جنباً إلى جنب مع طاقم المستشفى والمتطوعين، شهد مستشفى بشائر حوادث متكررة لمقاتلين يدخلون المستشفى بالأسلحة ويهددون الطاقم الطبي، وغالباً ما يطالبون بمعالجة المقاتلين قبل المرضى الآخرين.
وقالت منسقة الطوارئ في أطباء بلا حدود كلير سان فيليبو: “المعاناة التي نشهدها في الخرطوم كبيرة. يستمر العنف الشديد والبالغ يومياً. وبسبب النقص في المواد الغذائية والإمدادات والمساعدات الإنسانية يعاني الناس الأمرّين من أجل تأمين مقومات الحياة. الاحتياجات الطبية هائلة. غالباً ما تكون الإصابات مروعة. أصبحت حوادث الإصابات الجماعية روتينية تقريباً. وقد عمل فريقنا وطاقم المستشفى والمتطوعون بلا كلل في ظروف صعبة للغاية لتوفير الرعاية الطبية. ولكن بدون توفر الأمن والسلامة للعمل، أصبح من غير الممكن الاستمرار عندما تكون حياة موظفينا ومرضانا مهددة”.
وأشارت المنظمة إلى مستشفى بشائر شهد منذ نهاية سبتمبر زيادة في حالات الأشخاص الذين يصلون بإصابات عنيفة مع تصاعد القتال. وفي بعض الأحيان يصل عشرات الأشخاص إلى المستشفى في نفس الوقت بعد القصف أو الغارات الجوية على المناطق السكنية والأسواق. وفي يوم 5 يناير 2025، تم إحضار 50 شخصاً إلى غرفة الطوارئ – 12 منهم وصلوا وقد فارقوا الحياة – بعد غارة جوية على بعد كيلومتر واحد من المستشفى.
وفي الوقت نفسه، شهدت فرق المنظمة زيادة في حالات طب الأطفال والأمومة حيث أغلقت المرافق الصحية الأخرى أو قللت خدماتها. ونبهت الى ان المستشفى واجه بالفعل صعوبات جدية. وفي أكتوبر 2023، تم تعليق جميع العمليات الجراحية مؤقتاً بعد أن منع الجيش وصول الإمدادات الجراحية. كما أن نقل الإمدادات الطبية وتنقلات الموظفين من بورتسودان محظور منذ أكثر من عام. كما اضطرت أطباء بلا حدود في السابق إلى تعليق الأنشطة الطبية في المستشفى التركي القريب في يوليو من العام الماضي نتيجة للتهديدات والعنف ضد الموظفين.
وقالت منسقة الطوارئ “إنه لأمر كارثي أن نضطر إلى التوقف عن دعم الرعاية الطبية المنقذة للحياة في هذا المستشفى، لا سيما في ظل هذه الاحتياجات الطبية الكبيرة والمتنامية. وفي كل مرة تضطر فيها المنظمة إلى تعليق الأنشطة، يكون لدى المرضى وصول أقل إلى الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها بشدة. يجب أن تكون المستشفيات أماكن يمكن للناس فيها طلب الرعاية الصحية دون المخاطرة بحياتهم وحيث يمكن للطواقم الطبية تقديم الرعاية بأمان”.
مداميك