أخبار مختارة
أمريكا تعتزم فرض عقوبات على عبد الفتاح البرهان

قالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اليوم الخميس.
وقال أحد المصادر، وهو دبلوماسي، إن سبب هذه الخطوة هو استهداف القوات المسلحة السودانية للمدنيين والبنية الأساسية المدنية ومنع وصول المساعدات وكذلك رفض المشاركة في محادثات السلام العام الماضي.
تأتي هذه التطورات في ظل تقارير تفيد بتفاقم الأوضاع الإنسانية في ولاية الجزيرة، حيث ارتكبت قوات الجيش السوداني وميليشياته المتحالفة جرائم بشعة شملت الذبح والحرق وإلقاء جثث مدنيين في مياه النيل، وفقاً لشهادات محلية وتقارير حقوقية.
وأشارت مصادر إلى أن الجيش السوداني قطع جميع وسائل الاتصال في الولاية، ما أثار مخاوف من ارتكاب مجازر إضافية بحق المدنيين.
طظ في امريكا وطظ في القحاته وطظ في الهالك الدعم الصريع
ولجماعة وان “طارت” هذه هو رابط الخبر في صفحة رويترز:
https://www.reuters.com/world/us-impose-sanctions-sudanese-leader-burhan-2025-01-16/
وترجمة الخبر:
خاص وحصري: الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على رئيس أركان الجيش السوداني البرهان
بقلم رويترز
16 يناير 20252:23 م بتوقيت جرينتشتم التحديث منذ 13 دقيقة
كلاهما خاسر، والخسارة الأكبر للسودان الذى عاش استنزافًا مفتوحًا لعقودٍ، اشتدّت وطأته بنهايات 2018 واستفحلت فى السنة الأخيرة. وباكتمال عامٍ من الحرب؛ آلت أوضاعُه إلى هشاشةٍ وهُزال عميقين، وإلى تردٍّ على كلِّ المستويات، وصارت الصراعاتُ الصفرية، بما فيها من استقطابٍ وإلغاءٍ ونكوصٍ عن فكرة الدولة، دائرةَ نارٍ تأكل الأخضرَ واليابس، وتُهدِّد المُجتمعَ فى أُصوله الثقافية والأخلاقية وهُويّته الجامعة. تقدَّم العنفُ ليفرض قانونَه، وتراجعت فاعليّةُ الوسائل السلميّة لتنظيم القوَّة وترشيد فوائضها، ولم تعُد النخبةُ قادرةً على الاضطلاع بأدوارها التاريخية، بينما يُسدِّد الشعبُ تكاليفَ المُقامرات الخَطِرة، وينوءُ وحده بأعباء الرواسب القديمة، وبالعجز البنيوىّ وعدم الرغبة فى ضَبط المسار المُنحرف.. وجذرُ الأزمة أنَّ الإسلاميين خنقوا المجال العام طوال سُلطتهم، وما زال أثرُهم حاضرًا بعدما غادروها؛ باللعب المُباشر فى بيئة المعركة ومن وراء سِتار الميليشيات، أو بالتسلُّط على وعى الطبقة المدنيّة فى نظرتها لبعضها، وفى اشتباكها مع مرافق الحُكم.
دارت الشهورُ دورةً كاملة؛ لينتهى عامٌ من الاحتراب ويبدأ آخر. والمُؤشِّرات الكَمِّية شديدة الثِّقَل والإزعاج؛ كأنَّ البلد الكبير حجمًا والصغير فى الحظِّ والفاعليّة؛ ارتدّ عُقودًا للوراء وغامت السبلُ والسماوات فى عينيه؛ حتى أن بعض أبنائه من ضحايا «البشير» قد يأسون على الماضى بكلِّ عواره وفظاظته. تضرَّرت البنية التحتية بأكثر من 60 مليار دولار، وخسر الاقتصاد نحو 15 مليارًا تتجاوز 45% من ناتجه، وتوقَّف 70% من النشاط، وبلغت كُلفةُ الحرب للآن 100 مليار دولار، تُضاف لها 500 مليون يوميًّا. السوق انكمشت بأكثر من 18%، وخسر الجنيه نصف قيمته، وقفزت البطالةُ لنحو 117%. نُهِبَت البنوك والبيوت، وتراجع إنتاجُ الذهب 900% لأقل من طُنَّين، وتوقَّف ربعُ المستشفيات وخسر القطاع 11 مليار دولار، فضلاً على تسجيل آلاف من حالات الكوليرا وحمّى الضنك، ما يُهدِّد بانفجاراتٍ وبائية تستعصى على الإمكانيات المُتهالكة. وفى البشر؛ قُتِل 13 ألفًا من المدنيِّين، وطُرِد 1.8 مليون خارج الحدود، و11 مليونًا نزحوا بالداخل، وأُبعِدَ ملايينُ التلاميذ عن مدارسهم، ويُواجه 18 مليونًا مخاطر الجوع وسوء التغذية.. ورغم فداحة الأرقام وتعبيرها عن حالٍ شديدة البؤس؛ فإنّ مناخات الجنون والانسداد تدفعُ الدولةَ على المُنحدَر بسرعةٍ أكبر من قدرات الرصد والإحصاء؛ ما يعنى أنّ الحصر السابق ربما تقادَم أو فى سبيله لذلك، والمأساة على الأرض أعظم ممَّا فى مُواكبة الإعلام والمؤسَّسات الدولية، ومخاطرها المُحدِّقة بالمستقبل تفوقُ كلَّ ما أُرِيقَ من دم الحاضر.
استيقظ الناسُ منتصفَ أبريل الماضى على الأخبار.. اشتبك الجيشُ مع ميليشيا الدعم السريع، وتبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن الرصاصة الأُولى. بدا المشهد وقتها مُفاجئًا وغير مُرتَّب، أو أُريد له أن يبدو هكذا؛ بينما الوقوفُ اليوم على مسافةٍ من الحدث يكشف بعضَ ما كان غامضًا. السهولة التى تحرَّكت بها قوّات «حميدتى» وحقَّقت نجاحاتها المُبكرة تُشير لنوايا مُبيَّتة، لا سيما أنه سبقتها عملياتُ انتشارٍ وتعزيز للوحدات على محاور رئيسية.. وقبل أيّام مرَّت الذكرى الخامسة لإطاحة «البشير» وعصابته الإخوانية، وتلاشت المُناسبة تحت النار وستار الدخان؛ ولعلّ هذا ما كان مقصودًا من تفخيخ التوازُن الهَشّ داخل مجلس السيادة. أى أن تُزاح ذكرى القصاص منه؛ لصالح استحداث ذاكرةٍ جديدة تكونُ أكثر دمويةً وتعبيرًا عن إخفاق الثورة. وليس معنى ذلك أنّ الذين أشعلوا المعركة لا تُحرِّكهم أهدافٌ شخصية وتكتيكية مُباشرة؛ إنما المقصود أنّ تأثيرات نظام «الإنقاذ» الرجعىّ ماثلةٌ فى وعى المُنخرطين بالصراع، والذين مهَّدوا له واستثمروا فيه، وربما النُّخَب العاجزة عن إيقافه مثلما عجزت عن مَنع وقوعه.. وليس عابرًا ولا هامشيًّا أنّ أحد طرفى الميدان كان «مافيا» غير قانونية قبل عقدين بالأكثر، وله سوابق مُشينة فى نزاعاتٍ جِهويّة أُدِيرت تحت راية الإخوان وحكومتهم، لا بنزوعٍ ثورى ولا لرغبةٍ فى الإصلاح والديمقراطية.
كان ولاءُ «الجنجويد» للبشير شخصيًّا، وأعجبته اللعبةُ فألبسَهم السترات المُموّهة وألحقهم بالجيش، وأفادوه لاحقًا ضد انتفاضة سبتمبر 2013. وفى الثورة كان حضورهم ضمن تركيبة السلطة دليلاً على بقاء بصمة الرجل وإن زالت ملامحُه. فأخطرُ ما فعله الضابط الأُصولىّ بالسودان أنه جَمَّد حركتَه، واقتطع ثُلثَ مساحته، وتركه نَهبًا للعنف والفوضى، ولا تتجسَّد فلسفتُه فى شىءٍ كما فى «الدعم السريع» بتأسيسها القبائلى، وسلاحها المُنفلت، ودورها فى إبعاد عاطفة دارفور عن الدولة الأُمّ. أمَّا الشباب الذين تظاهروا بَحثًا عن مُستقبلٍ أفضل؛ فلم يكونوا واعين بتركيبة النظام وكواليسه، وأهل السياسة عجزوا عن المُواكبة أوّلاً، ثمّ عن تطوير رُؤاهم والاستجابة للسياق الناشئ وتحدِّياته. وبرزت المحنةُ مع الخطوات المُبكِّرة؛ عندما أعلن وزير الدفاع ونائب الرئيس، الفريق أول عوض بن عوف، عن فترةٍ انتقالية مُدّتها سَنتان، ومجلسٍ عسكرى انتقالى تمهيدًا لإنتاج سُلطة مدنية. واضطرّ بأثر الاعتراضات إلى الاستقالة بعد يومٍ واحد، وحلَّ «البرهان» بديلاً، مع حكومةِ تسيير أعمال تُحضِّر للانتخابات خلال تسعة أشهر. ومرَّة ثانية تجدَّد الرفضُ دون بدائل، وأفضى لمُفاوضاتٍ أنتجت الوثيقةَ الدستورية بصيغةٍ أقرب للمُحاصصة: مجلس السيادة مُناصفة بين العسكريين والمدنيين إضافة لعضوٍ مُستقلٍّ بالتوافق، وحكومة من «قوى الحرية والتغيير» تولّاها عبد الله حمدوك أغسطس 2019، وكان أخطر ما فى الاتفاق تمديدُ المُهلة الانتقالية إلى 39 شهرًا.
سقط المدنيِّون فى مُستنقع البحث عن مكاسب عاجلة. فلو كانت النوايا خالصةً للخروج من حال الاستثناء؛ فالأصلُ أن تُختزَل مراحلُ بناء السلطة لأضيق فُسحةٍ زمنية مُمكنة. والمُفارقة أنَّ الذين رفضوا سَنتى «بن عوف» ثم شهور البرهان؛ قَبِلوا بثلاث سنوات وعدّة أشهر، والمُتغيّر الوحيد أنهم صاروا جزءًا من التركيبة وقفزوا على مقاعد الحُكم. وقُصور النظر يتحقَّق بأشنع صُوره فى العجز عن تظهير الدعم الشعبى فى خطّةٍ سياسية وتنفيذية واضحة، والتغاضى عن استكمال المرافق النظاميّة بما يُحصِّن التجربة ويُحسِّن الأداء؛ وكان أهمّها وأرفعها شأنًا أن يُصَارَ لاستحداث مجلسٍ تشريعىّ، يلعبُ دورَ العقل الناظم للسياسات المُقترَحة، والرقيب على المُكلّفين بإنفاذها؛ لكنّ ذلك لم يُوضَع بين رُزمة الاقتراحات والأولويات، ولا وُظِّف الضغطُ الجماهيرىّ لتمريره أو خَلق بديلٍ يُقاربه فى المعنى والأثر. ونتاجُ ذلك أن انقسمت قوى الحرية والتغيير على نفسها بعد اتفاق سلام جوبا مع الحركات المُسلَّحة خريف 2020.
لم يلحَظْ السياسيِّون «العصا الميليشياتية» فى عَجلة المرحلة الانتقالية، وقتما دفعت «الدعم السريع» بعناصرها لفَضّ اعتصام القيادة العامة بعد سبعة أسابيع من إطاحة النظام. ولا عندما أُعلِن عن محاولةِ انقلابٍ من خلايا الإخوان؛ فدافع حميدتى وزايد المدنيّون على الجيش. وبعدها مُظاهرات الزحف الأخضر التى رتَّبتها فلول البشير؛ فعادت من خلالها للمشهد مُجدَّدًا، وأظهرت الانقسام المجتمعى، وكان الواجب وقتها أن يتصدَّى «حمدوك» وظهيره للهجمة المُنظّمة، وأن يُطمئِنوا المُؤسَّسةَ العسكرية بدلاً من استعدائها، ويُرمِّموا تحالُفَهم من الداخل قبل التفرُّغ لصراعات الخارج؛ لأنهم عندما أفرطوا فى التفاؤل، وفرَّطوا فى قراءة الإشارات التعاطى معها بحقِّها، انشقَّت عنهم «قوى سلام جوبا» وتظاهرت أمام القصر الرئاسى طلبًا لإطاحة الحكومة. وهكذا غاب الإجماعُ عن الجبهة المدنيّة، وبغَيْبته انحلَّ تماسُك الجسم العسكرى، ونَمَت طموحات «دقلو» وجناحه المُسلَّح فى الحفاظ على وضعيّته الاستثنائية، أو دَفع السياق بكامله نحو تفكيك التوازُن الحَرِج، وإعادة تركيبه على وجهٍ مُغاير.
قبل الثورة وخلالها، زار رئيسُ المخابرات صلاح الدين قوش السجونَ، والتقى سياسيِّين وقادةً حزبيين ضمن سياق البحث عن مَخرجٍ لهيكلة النظام. وقبل شهرين من السقوط أعلن أنَّ الرئيس سيتنحّى عن قيادة الحزب الحاكم ولن يترشَّح فى 2020؛ لكنّ «البشير» خرج مُعلنًا عن موقفٍ مُضاد. والإشارةُ هنا أنّ قلبَ السُّلطة كان مشغولاً بالمُناورة، ولم يتوقَّف عن مُداولات اللعب بالساحة وامتصاص غضب الشارع. والجيش بطبيعته المُؤسَّسية غير مَعنىٍّ ببقاء الإخوان أو إزاحتهم، وقادر على التكيُّف مع كلِّ الحالات تحت سقف الدستور والمهام المُوكَلة إليه؛ لكن السياق القديم كان مُفيدًا للتيَّارات الرجعيّة وعائلات السلطة، ولبعض الكيانات غير الشرعية التى رعاها الإخوان أو منحوها غطاءً شِبه رسمى. وعلى هذا المعنى؛ فإنَّ القُوى المدنية أكبرُ الرابحين من تغيير الأوضاع، والميليشيات وعلى رأسها «الدعم السريع» أوَّل الراغبين فى استمرارها، وكان الطبيعى أن يصيرَ الجيش رُمانةَ الميزان وعاملَ الحَسم؛ وكلاهما اصطدم به فى مراحل مُتلاحقة ولأسبابٍ مُختلفة؛ لكنّ الجوهر ظلَّ واحدًا، ومحورُه رغبةُ الإقصاء والانفراد بالمشهد.
عندما اتُّخِذت إجراءات أكتوبر 2021 كان حميدتى فى مَتنِها؛ لكنه عاد مع تفجير الوضع قبل سنةٍ لادِّعاء أنه رفضَ الانقلاب، ويخوض الحربَ تحت راية الديمقراطية ومُؤازرة الثورة. والمُثير أنّ تيَّارًا من المدنيِّين ابتلعوا الكذبة، وساروا فى رَكب الميليشيا وقائدها بالتنسيق المباشر، أو بإرخاء غطاءٍ سياسىٍّ على لَوثته العسكرية المُضادّة لفكرتى الدولة والثورة معًا. وباختصار؛ فالمحنةُ منذ البداية فى افتقاد الشارع للقيادة، وفى غياب العقل وتسيُّد الانتهازية. وليس أدلَّ على ذلك من ارتباك المواقف إزاء البرنامج الانتقالى، فقد رفضوا خطّتَه القصيرة لأنهم لم يقتسموا كعكتَها، وقبلوه مُضاعَفًا عندما فُتِحَت لهم أبوابُ الحكومة. وفى العُمق؛ فقد وافقت الأحزاب على التمديد طمعًا لا تعقُّلاً، إذ كانوا واعين تمامًا بعَجزهم عن خَوض انتخاباتٍ سريعة، وسَعوا لتعويض هشاشتهم بالرقص على إيقاعٍ سائلٍ زمنيًّا، وتبدّلوا فى التحالفات من دون رؤيةٍ أو منطق؛ فاتّفقوا مع الجيش على توحيد المُؤسَّسة، وقَبلوا من «الدعم السريع» تمرُّدَهم على البروتوكول الأمنى وترتيبات الدَّمج. ومن وراء ذلك كانت مصالح بعضِهم المباشرة، وإملاءات الرُّعاة والمُموِّلين على بعضٍ آخر.
غابت المُرونةُ؛ فوقع الصدام. وهو أسبق كثيرًا من اشتباك الجيش والميليشيا فى العاصمة وعلى أطرافها. والحال أن الواقع تجاوزَ الأحلامَ الورديّة، ومناخ الاستقطاب تمكَّن من مفاصل الدولة وقُواها الرسمية والشعبية. وقد صار الميدان مفتوحًا على ميادين عدّة؛ فالظاهرُ أنها حربٌ بين قوَّتين مُسلَّحتين، وظِلالها القريبة انقسام عمودىّ للبلد بكامله، واحتراب أهلىّ صُرِفَ قليلُه وما زال أغلبُه مُؤجَّلاً، أمّا المعنى المُضمَر فيُشيرُ لصراعاتٍ بالوكالة، ولتصفية حساباتٍ إقليمية ودولية على جغرافيا السودان وبسواعد أبنائه. ثمَّة دول معروفة ومُستترِة تقف وراء الدعم السريع، وكثيرٌ من صُلب الجبهة المدنية وقوى الحرية ألسنتُهم فى الخرطوم وعقولهم وقلوبهم فى عواصم أُخرى. وإذا كانت غايةُ الثورات أن تُصحِّح مسارات الأوطان، وتُعيدَ صياغة العَقد الاجتماعى على مُرتكزاتٍ حداثيَّة موضوعية، تُنظِّم حدودَ الانفتاح المسؤول بما يحفظُ ديناميكيّة المجتمع، والقمع الرشيد بما يُبقيه مُوحَّدًا؛ فإنّ ما أنتجته السنوات الخمس الماضية أبعد ما يكون عن ذلك. بعضُ المسؤولية على الجِسم العسكرى، وأغلبها يتحمّله السياسيِّون والنُّخَب المدنية، وعليه تتوجَّب العودة عن رومانسيّة الثورة وشعاراتها، وأن تنعقدَ الأولويّة لهُموم الناس ومعاشهم، ولا هدفَ يتقدَّم على وَقف الحرب، وتَمتين الجبهة الداخلية، وفَتح الباب لمسارٍ سياسى لا تُحرّكه النوازعُ الشخصية، ولا يُحاد عنه مَهما كان مُتعثِّرًا، وقبل هذا أن يتحلَّى القابضون على زِمام الحديث باسم الشعب، دون تفويضٍ أو شرعية، بشجاعة الاعتراف بالخطأ، وفضيلة المُراجعة لتقييم المواقف وتقويمها، والعودة عن العاطفة والإقصاء والتشدُّد والاستتباع، إلى العقلانية والمرونة والاستقلالية وإخلاص الوجه للوطن؛ لا أن يتوضّأ الواحدُ منهم فى السودان، ويُصلِّى جهة أديس أبابا وواشنطن وروما و«فاجنر» وغيرها.
تتأهّب باريس لمُؤتمرٍ دولىّ غدًا؛ بالتزامن مع ذكرى الحرب. ولعلَّ سوابق فرنسا فى لبنان وغرب أفريقيا لا تُبشِّر بوساطةٍ فاعلة؛ ولو فى الملف الإنسانى الذى تُركِّز عليه دعوتُها. الوضعُ مُعقَّد ومُتشابك، ودخول أطرافٍ خارجية على موجته يُعطِّل مسارات الحلّ. أخفق «منبر جدّة» منذ إعلانه الصادر خلال الشهر الأوّل للصراع، وما تحرّك خطوةً رغم تتابع اللقاءات، والتفاؤل قليل بشأن احتمالات عودته الوشيكة.. ومُبادرة «إيجاد» وُلِدت مَيّتة، وبدا انحيازُها واضحًا لدرجة أن الخرطوم جمَّدت عضويّتَها بالمُنظّمة، كما تكفَّلت المُناكفات والأيادى السوداء بتقويض مُخرجات مُؤتمر جوار السودان الذى استضافته القاهرة يوليو الماضى، وقدَّم مُقاربةً عقلانيّة تبدأ بنقاطٍ وَصفيّة تُدين الانفلاتَ وارتداداته، وتخلُصُ لبرنامجٍ سياسىّ تَسووى وآليّة للمُتابعة والإسناد. والأخطرُ للآن أنَّ الأوضاع اتَّخذت صفةَ الاعتياد، وطبَّع العالمُ نظرتَه للبيئة المُشتعلة، أو شُغِل عنها بتطوّرات أوكرانيا ومحارق غزّة. المهمّ أن الاهتمام تضاءل للغاية، وخفتت المُواكبة الإعلامية، وجهود الدبلوماسية الدولية والأُمميَّة شحّت لدرجة الانعدام؛ ولم يتوقف مُشعلو النار بالداخل ولا نافخوها من الخارج، بينما تتحكَّم الأيديولوجيا فى النظر للمحنة الإنسانية، وللدولة نفسها، ويتبادل الجميعُ عَضّ الأصابع انتظارًا لأن يصرخَ الآخرُ أوَّلاً، وما قدَّمت تنسيقيةُ القوى المدنية «تقدّم» شيئًا إلّا نسخة ركيكة من ارتباك الحرية والتغيير، وعجزًا عن اقتراح البدائل المُقنعة، وإغراقًا فى أجنداتٍ تخصُّ آخرين بأكثر ممَّا تنبعُ من السودان وظَرفه القاهر.
خطرُ إدامة السيولة أنها تُعمِّق الانفصالَ النفسىّ، وتُمهِّد الطريق لانقساماتٍ ماديّة مُوجعة. والأولوية اليوم لوَقف الحرب بكلِّ السُّبل، من أكثرها كياسةً لأشدِّها حسمًا، وألَّا تُجبَر الدولةُ على خطيئة مساواة الجيش بالميليشيا، أو السير لتوافقاتٍ تلفيقيّة تتجاوزُ فلسفةَ الدساتير وانتظام المُؤسَّسات. ليس الامتحان سهلاً بالمرّة، ولو توقَّف القتالُ اليوم فلن تذوب آثارُه قبل عقدٍ أو اثنين؛ لكنَّ استمراره يُهدِّد بأمراضٍ قد تتعذَّر مُداواتها لاحقًا. إسكاتُ البنادق المُستأجَرة أوَّل الطريق للحلّ؛ أمَّا التعافى فشَرطُه قناعة الفُرقاء بأنّ بلدًا ولو كان مريضًا، أفضل من بدائيّة القبيلة وسَطوة الميليشيا، ومن خِفَّة النُّخَب الحالمة أو الباحثة عن مغانم، وأحسبُ أنّ السودانيين بعدما يستعيدون وطنَهم ويعودون لبيوتهم؛ لن يُكرِّروا الأخطاء التى أخرجت بعضهَم، وهدَّمته على رُؤوس البقيّة من أصحابه الحقيقيّين.
من قطع جميع وسائل الاتصال بولاية الخرطوم هو ليس الجيش السودانى وإنما مسيرات بن زايد التى طلقتها مليشيا ال دقلو الإرهابية
بعدين نحن منذ سنوات ليس لنا ارتباط او مصالح مع أمريكا فنحن اعتمادنا على الله الخالق الرازق وعلاقتنا التجارية والعسكرية مع جهات لا تفرض علينا شروط روسيا والصين اما انتم يا مليشيا ال دقلو الإرهابية تعتمدون على سلاح أمريكى تزودكم به دولة الإمارات العربية المتحدة ومع كل هذا منهزمون تجرجرون ذيول الخزى والعار لانكم لستم سودانيون من اب وام سودانية ونعلم ان غالبيتهم جاء من مصادر غير شرعية وهذه هى علاقة سكان مناطق جن ب الصحراء من رعاة المواشى بدول الشتات فالرجل أربعة نساء ولكن هو يحتاج لجيش من الأبناء للرعى ولحماية قطعان الماشية من النهب والدفاع عن الحلال فيضطر الاب لسرقة فتيات من قبائل أخرى قديكون بعضهن من مناطق بحر العرب من دينكا وغيرها وهذه القبائل نحن نعرفهم حين يكون لأحدهم ابن من بنت عمه التى تناسب قبيلته العربية ولشقيقة ابنة من ام دينكاوية او شلكاوية او من الفرتيت او غيرها يزوج ابن العربية مع بنت أخيه من الفرتيت او القريش وحدث خلط أنساب بين الأسرة من جد واحد وهذا الخلط لاتجده بين القبائل السودانية المستقرة والتى تمارس مهنة الزراعة وتعيش حياة مستقرة وهذه القبائل تتمدد من دارفور لكردفان وعبرت بالجزيرة حتى كامل منطقة البطانة
سيظل السودان فى هذه المشكلات الاجتماعية واذكر ان فى بداية هذه الحرب ظهر على احد القنوات تسجيل لشاب عمره لا يقل عن ثلاثين سنة يهدد البرهان ويقول له نحن متجهين للشمالية جايين لك فى بورتسودان وهو لا يعلم أن بورتسودان ليست فى الشمالية بدليل انه حتى الآن لم يقابل البرهان هذا الشاب حاقد حقد أعمى على سكان الشريط النيلى خاصة أهلنا بولايتى الشمالية ونهر النيل وبيسال ليه نحن فى دارفور قبائل نتقاتل وأهل الشمالية ونهر النيل يعيشون فى أمن وسلام
هو يظن ان السلام الذى يعيشه أهلنا فى حلفا والحس والسكوت والدناقلة والبديرية الدهمشية والشايقية والمناصير والرباطاب والميرفاب والانقرياب. وااحعليين والجموعية عمل مخطط له ومدبر بواسطة السلطة فى حكومة الخرطوم وهو لا يدرى ان المستعمر قسم الأراضي التى تقع شرق وغرب نهر النيل ورافديه الأزرق والابيض وكل أسرة تسلمت صك ملكية حره خالية من الموانع وهذه الأسرة فى تلك الفترة قد تكون مالكة الساقية غرب النيل لان غالبية الأراضي شرق النيل تم طمسها بزخف الرمال التى احالت الحياة لاستحالة
وحيث ان ما منح لأجدادنا من اراضى كان كافيا لمعيشتهم قبل ما يزيد عن مائة وخمسون سنة ولكن خذ مثلا انا سلمان اسماعيل بخيت على احمد لو ان هذه الساقية المسماة بساقية. الاقروساب ( اسم نوبى قديم لا اعرف معناه وقد يكون باللغة السيرانية او العبرانية لغة قوم سيدنا موسي ومنها اشتقت العبرية لغة اليهود فموسى عليه السلام من شمال السودان) فالارض التى منحت أجد على ود احمد لم تزيد مترا مربعا واحدا وكيف تزيد والمستعمر الاجنبى وضع حجر مساحة عند الجبل واخر عند ضفة نهر النيل من ناحية الجنوب ليفصل ساقيتنا ساقية الاقروساب عن ساقية الغولة وحجر مساحة عند الجبل وحجر مساحة على ضفة نهر النيل من ناحية الشمال ليفصل ساقيتنا ساقية الاقروسابعن ساقية جارنا الشمالى ساقية العباسي
والدى مثلا تزوج باربع نساء وانجب قرابة عشرين ما بين ولد وبنت وعمتى امنه أنجبت قرابة العشرة مابين ولد وبنت وهكذا عمى دياب بخيت وعمى الأمين بخيت. أبنائهم تبارك الله ماشاء الله انجبوا ذكورا وإناثا وقطعة الأرض التى ورثناها لم تعد تكفى لأسرة واحدة فهاجر الجميع وتوزعنا بمدن السودان ولم يبقى بساقية الاقروساب سوى شقيقى عثمان اسماعيل بخيت وأسرته وزادت احتياجات الأسرة ولم تعد الأرض تكفيه ونقول اخوتنا فى دارفور الذين ضاق خلقهم ويقتلون ينهبون حتى جيرانهم ما تحملنا نحن فى شمال السودان من بؤس معاناة ما كنتم ستتحملونه لو وضعت فى ساقية الاقروساب
لذا ارسل رسالتى هذه لمثقفى دارفور وكردفان والبطانة وسكان الكتابي ان يشكلوا بالتعاون مع قيادة البلاد وزارة تعنى بإعادة توزيع اراضى دارفور وكردفان الكبرى والبطانة وتكون لكل أسرة ملكية أرض ملك حر خالى من الموانع المسجلة وتاتى هذه بعد تنفيذ عملية تعداد للسكان مع إعادة مسح طبوغىافى دقيق لمعرفة مساحة هذه المواقع وعدد سكانها وحصة الفرد ويتم تقسيم أبناء الجد الرابع معا وتحدد لهم حاكورتهم وهكذا ولو رغبت وكنتم جادين سوف نكون عونا لكم
نسأل الله رب العرش الكريم ان ينتغم منك يابرهان وحميدتي ومن عاونكم جميعا على ايصال السودان لهذا الانهيار الغير مسبوق ونسأل الله ان ينتغم منكم دنيا واخره زي ماشردتونا من بيوتنا وهجرتونا. اطماع السلطة دي انشاء الله توديكم للدرك الاسفل من النار.
خطوة تاخرت كثيرا
تم تدليل المجرم القاتل البرهان الجبان وبقية قادة جيش سناء الفحاط المهزوم ومدحور علطول كثيرا
وقرببا جداد جدا جدا سيتم اعلان الحركة الإسلامية جماعة ارهابية ومطاردة كتائب ظلها وقتلهم وسيكون التعامل معهم بالسلاح فقط.
لعنة الله تغشي الكيزان الارهابيين وعبيدهم الانجاس وجدادهم المطرطش كوز كوز وعبد عبد وجدادة جدادة
طبيعي امريكا تعمل عقوبات علي البرهان والقيادات العليا عشان توقف الانتصار ولايهزك ياجبل سير سير وبعدين برضو الحكاية هي المساوئ امبارح عقوبات علي حميرتي واليوم طبعا لازم يكون البرهان وهكذا واحد بي واحد وامريكا تري المليشة والجيش بنفس النظرة الاثنين مجرميين ولكن نظرتها الي روسيا واوكرنيا بختلف وكذلك حماس واليهود لا ليس بنفس النظرة ؟وطبعا نفس عقوبات حميرتي هاتكون علي البرهان طبيعي ولكن طبعا غلط انو رئيس يكون علية عقوبات تعيق حركتو يكون محظور من السفر الي امريكا وبريطانيا والعالم الخارجي لالابد من الاتصال بسفير امريكا للسودان ويشرحوا ليه الحاصل خلي يكلم امريكا او السعودية ممكن تقوم برضو وهو الدواعيش الرئيس السوري كانت عليه عقوبات وقروش علي راسو ولكن امريكا تراجعت وشالت العقوبات عنه
عشان حرر مدنى ولا ايه
غايتو الراكوبة والقحاتة وتقدم حيصابوا بجلطة فى الدماغ
غير متوقع فرض عقوبات على وكيلهم لتنفيذ المرحله الثانية من تقسيم السودان
وحتى إذا فرضت عقوبات تكون تمويها كما فعلوها مع النظام السابق
ليه ما في تعليق
وين عواليق الكيزان البعلقوا على اي خبر في الراكوبه
وين العواطليه النهابين
عقوبات أمريكا هى وسام شرف للبرهان حفظه الله . متى كانت أمريكا او الشيطان الأكبر حريصه على حقوق المدنيين وهى التى تدعم إسرائيل بالمال والسلاح والفيتو وهى وقفت ضد محكمه العدل الدوليه عندما اصدرت امر قبض ضد نتهانيو . أما يسمى بانتهاك الجيش للمدنين هى ذريعه . وامريكا اكبر دوله منتهكه لحقوق الانسان وسجن غونتامو اكبر دليل على ذلك أمريكا قتلت من العراقين مليون عراقي بحجه اسلحه الدمار الشامل. وامريكا ضربت هيروشيما ونجازكى بقنبله نوويه.
الراكوابه من الإعلام المعادى للسودان جيشا وشعبا لأنها فى خندق واحد مع الإمارات وامريكا وبريطانيا .لكن الحمدلله الشعب السوداني فى خندق واحد مع الجيش السودانى .شعبا واحدجيشا واحد رغم أنف الراكوابه والعملاء واسيادهم
عقبال أوامر القبض من الجنائية الدولية
يا الله عدنا للمربع الاول فى اصعب ظرف يمر به السودان فلن يكون بمقدور احد الاجتماع بالبرهان عند زيارته السودان كما حدث مع الخليع المخلوع الراقص فلم يعد زوار الخرطوم مكترثين بالتحدث اليه لانه ظل متهما ومطادا من المحكمة للجنائية دفع كل السودان من اجل الافلات منها..اابرهان سعيد السودان الى عزلته وطاقمه الديبلوماسى اعجز من احداث اختراق ذى قيمة..ما يعنى افراغ الانتصار من محتواه
الله اكبر عشان الانتصارات المتتالية وامريكا مع ام كعوكات تسلم يا القايد كل الشعب معاك
العقوبات ستزيد من شعبية البرهان يا الامريكان
🎯🎯مفارقات عقوبات بايدن الحزين على مآل كرزاياته في يوم فرح السودانيين:👎👎
المفارقة الأولى (1):
✔ تدمغ الإدارة الأمريكية مليشيا الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وعنف جنسي واغتصاب، وتوقع عليها وعلى قائدها عقوبات أمريكية بسبب هذه الجرائم.
👎لكن المفارقة أنها في نفس الوقت، وبدلا من أن تعمل على وقف هذه الجرائم أو تعين الحكومة السودانية على وقفها، توقع على الجيش السوداني عقوبات أمريكية أيضا.
المفارقة الثانية (2)
✔وفقا لتقارير خبراء الأمم المتحدة والتقارير الأمريكية نفسها وتقارير منظمات حقوق الإنسان ووكالات الأنباء والصحافة العالمية، فإن هناك دولة إقليمية، سمتها كافة تلك التقارير، تزود المليشيا المتمردة بجميع أنواع الأسلحة والمعينات الحربية والمرتزقة الذين ثبت إدخالهم إلى السودان من 17 دولة، بما فيها كولمبيا التي اعترف رئيسها واعتذر للسودان، لكن على الرغم من ذلك وعلى الرغم من تحذير الكونجرس الأمريكي لهذه الدولة والطلب منها وقف تدخللاتها السالبة في الحرب السودانية، وعلى الرغم من وعدها الشفوي وتعهدها بالتوقف عن ذلك إلا أنها لم تلتزم بوعدها واستمرت في تزويد المليشيا بالمرتزقة والأسلحة وكافة المعينات الحربية .
👎ولكن المفارقة أن الإدارة الأمريكية وبدلا من أن توقع على هذه الدولة المعتدية العقوبات، إختارت أن توقع العقوبات على القيادة العسكرية للدولة المعتدى عليها، وتسبب لذلك بأنه كان يوفر السلاح لجيشه ليستمر في القتال بدل أن يوقف عنه السلاح ليتوقف القتال (في ملته واعتقاده).
المفارقة الثالثة (3)
✔جرائم مليشيا الدعم السريع ثابتة وموثقة، أثبتتها وأدانتها الولايات المتحدة نفسها والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان قبل عامين من اليوم، ومع ذلك لم توقع امريكا عقوبات على رئيسها إلا قبل يومين فقط وقبل 4 أيام من رحيلها.
👎ولكن المفارقة أن الإدارة الأمريكية توقع عقوبات على قائد الجيش السوداني على إتهامات:
أ/ إما أنها إتهامات زائفة ومكذوبة لم تثبت، كإدعائها أن الجيش السوداني إستخدم أسلحة كيميائية ضد الجنجويد، وإصرارها دون أي دليل على أن (البرهان شخصيا) هو من أمر بها، على الرغم من أنها لا تعرف نوع السلاح الكيماوي الذي استخدم، ولا مكان ولا زمان إستخدامه.
ب/ وإما أنها بنت قرارها على أحداث وقعت قبل أربعة أيام فقط عقب تحرير مدينة ود مدني، وقبل أن تحقق أو تتحقق الإدارة الأمريكية أو أي جهة منها، أو تنتظر صدور قرار اللجنة التي كلفها البرهان بإعداد تقرير وافي بشأن تلك الأحداث وإعلانه على الرأي العام. وهذا لا يدل إلا على سوء نية مبيتة ورغبة جامحة من هذه الإدارة في إيقاع العقوبات على البرهان قبل رحيلها لاغير.
المفارقة الرابعة (4)
✔ تدمير البنية التحتية من الأمور التي اتهمت بها الإدارة الأمريكية الجيش السوداني وبررت بها عقوباتها على البرهان دون وجود أي دليل على قيام الجيش بها، بل لولا حرص الجيش على المدنيين والبنية التحتية لانتهت الحرب في بضع أشهر، وعلى الجانب الآخر فإن كل العالم، بما فيها امريكا ذات نفسها، سمع ورأى أن المليشيا، بعد القتل والنهب والإغتصاب لا هدف لها غير تدمير البنية التحتية من مصانع ومتاحف ومشافي ومدارس وجامعات ومساجد وكنائس ووزارات ومحطات الكهرباء والمياه والسدود والجسور والكباري.
👎إلا أن المفارقة المحيرة هي إدانة الإدارة الأمريكية لقيادة الجيش بحوادث لم يتم التثبت من وقوعها ولا من نسبتها الى جنود يتبعون للجيش، ولا عما إذا كانت أعمالا فردية معزولة، أم منهجية وصدرت بها تعليمات من الجيش. وتدين الإدارة الأمريكية الجيش بجريمة أساسية زمنهجية من جرائم المليشيا، وهي تدمير البنية التحتية.
ولكنها في نفس الوقت تتجاهل إستهداف المليشا بالمسيرات لأكبر منشأتي بنية تحتية في الدولة (سد مروي ومحطة الشوك لتوليد الكهرباء) وتدمير أكبر بنيتين تحتيتين لتوليد كهرباء لسبع ولايات سودانية. فأي إستهدف للدولة السودانية من الإدارة الأمريكية أكبر من هذا، وأي مفارقة أعجب منها!
المفارقة الخامسة (5)
✔ تعاقب الإدارة الأمريكية قائد الجيش السوداني على جريمة إستخدام أسلحة كيميائية لا تعرف نوعها ولا زمان ولا مكان إسخدامها، ولا يوجد لها شهود ولا ضحايا.
👎ولكن الأكثر عجبا من ذلك هو أن جنود الدعم السريع الذين استخدمت ضدهم هذه الاسلحة الكيماوية لم يروها ولم يسمعوا بها ولم يشكون من إصاباتها، ولم يدعيها قائدهم ولا مستشاروه الكذبة، ولا نائبه عبدالرحيم دقلو، ولا حتى الباشا طبيق كذاب آل دقلو الإستراتيجي، لم يدع أيا منهم أن مليشياتهم تعرضت للإسلحة الكيماوية. فأي مفارقة أعجب من هذا!!
المفارقة السادسة (6):
✔ لا توقع الإدارة الأمريكية عقوباتها على جرائم العنف الجنسي وجرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها مليشيا الجنجويد حليفة قحتقدم، والتي بدأت في دارفور واستمرت على مدى ربع قرن حتى لو ذهبت ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين السودانيين بين ميت ومعاق ونازح ومشرد.
👎ولكن المفارقة أنها تسارع الى إبقاع العقوبات وبشكل فوري على الجيش السوداني لمزاعم إستخدام أسلحة كيميائية على متمردي الجنجويد، لم تعرف الإدارة الأمريكية نوعها ولا زمان ولا مكان إستخدامها، ولا يوجد لها ضحايا ولا شهود.
المفارقة السابعة (7):
✔مفارقة حرب غزة وحق النقض ومعاقبة قضاة الجنائية الدولية♻
✔تمد إدارة بايدن آلة الحرب الإسرائيلية بأفتك الأسلحة الأمريكية لتقتل بها إسرائيل ستين ألف نفس فلسطينية وتصيب بالإعاقة أكثر من 160 ألفا، وعندما أجمع كل أعضاء مجلس الأمن على إصدار قرار وقف الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل على غزة، إستخدمت إدارة بايدن حق النقض عرقلت به إصدار ذلك القرار رافعة شعار (لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها) لتستمر إبادة شعب غزة الى أجل غير مسمى.
بل وزادت (لا إنسانيتها) مع الفلسطينيين كيل بعير فنددت بإصدار الجنائية الدولية مذكرة إعتقال نتنياهو ووزير دفاعه بتهمة تنفيذ إبادة جماعية في غزة، وتوعدت قضاتها بالويل والثبور وعظائم الأمور.
والمفارقة (أ)
هي أن نفس هذه الإدارة التي تستخدم حق النقض معترضة على وقف إبادة شعب غزة، وتهدد قضاة الجنائية الدولية بسبب مواقفها القانونية، تنتقد روسيا بشدة على استخدامها حق النقض لمنع تدخل قوات دولية في السودان بذريعة إنسانية معلنة، ولهدف غير المعلن هو إنقاذ الجنجويد، وتجميد المعارك لوقف تقدم الجيش السوداني، وتقسيم السودان بين مناطق سيطرة الجيش ومناطق سيطرة المليشا، بهدف لإجبار الجيش على (التفاوض) الذي يعيد المليشيا وحاضنتها السياسية قحتقدم إلى المشهد السوداني بعد فشل حرب الإطاري في إعادتهما الى السلطة.
والمفارقة (ب):
هي أن نفس هذه الإدارة الامريكية التي تصم آذانها وتغلق عينيها عما يجري في غزة وتعاقب الجنائية الدولية على وقوفها مع الحق، تناقض نفسها فتذرف دموع تماسيح غزيرة على إنسان السودان وتدعي أنها أوقعت عقوبات على البرهان لأنه عرقل إغاثة إنسانه، فما أعجب ذاك وهذا!!!!
المفارقة الثامنة (8):
✔خازوق مخرجات جدة أو (غلطة غرور القوة) بألف.
✔بعد شهر من حرب الإطاري الغادرة التي أراد بها شركاء حرب الإطاري (الرباعية وقحت وفولكر ومليشيا الجنجويد وآخرون من دونهم) من نائب رئيس مجلس السيادة (الفريق زورا) حميدتي إستخدام قوته الفائقة وانتشارة الواسع وإحاطته بالعاصمة وحراسته (المموه المخططة) بكل الوزارات السيادية والمراكز القيادية إستلام السلطة عبر ضربة خاطفة غادرة، يعتقل فيها البرهان وطاقمة أو يغتالهم، لا فرق، ويكون النائب تلقائيا قائدا للجيش ورئيسا لمجلس السيادة وتعود حكومة الشراكة بينه وبين قحت المجلس المركزي (الكرزايات) كما كانت قبل إنقلاب 25 مايو 2021م ولكن بدون الجيش وقائده البرهان.
وبسبب غرور القوة ظن شركاء الحرب أن إستلام حميدتي للسلطة بالحرب الخاطفة لن يستغرق كثيرا وإن تأخر، ولكن بعض شهر من المعارك الضارية ساور القلق الحلفاء، فرأوا إعطاء المليشيا إستراحة محارب بهدنة تلتقط بها أنفاسها وتستجمع قواتها وترتب صفوفها لتعود أكثر قوة ومضاءا، فاختلقوا منبر جدة في 11 مايو 2024م لأجل الهدنة.
ولأنهم لم يشكوا قط في قدرة قائد إنقلابهم القوي على إستلام السلطة، كان همهم الوحيد في مفاوضات جدة هو موافقة الجيش على الهدنة التي تحتاجها المليشيا لإعادة ترتيب وتخطيط وتركيز هجماتها، ولذلك وافقوا بلا تردد على شرط خروج المليشيا من منازل المواطنين والأعيان المدنية الذي وضعه الجيش، وهو الشرط الذي لو إلتزمت به المليشيا ونفذته لإنتهى التمرد وتوقفت الحرب والمحاولة الإنقلابية دون تحقيق أهدافها، لكنهم وقعوا عليها لظنهم أنهم سيستلمون الدولة قبل الإضطرار لتنفيذ ذلك الشرط، وكان التوقيع على ذلك الشرط هو الخازوق الذي دقه شركاء الحرب في جسدهم دون أن يدروا.
👎المفارقة الخازوق هي أن كثرة المليشيا وقوتها مع قلة خبرتها لم تغن عنها شيئا أمام خبرة الجيش رغم قلة عدده وضعف قوته، ففشل الإنقلاب وهلكت القيادات، وحصد الجيش والمستنفرون والبراؤون والمشتركة والحركات مرتزقة ومليشيات عربان الشتات، فتنادى الشركاء المتآمرون المتشاكسون إلى مؤتمر جنيف الضرار لسل خازوق مخرجات جدة قفزا عليها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فلول المليشيات، رضى من الغنيمة بالإياب.
👎والمفارقة هي أن يدفعك غرور القوة الى قبول شروط إنهاء الحرب وفشل الإنقلاب، فتحرق مراكبك ظانا أن قوتك ستغنيك عن الإياب أو الحاجة إلى الهروب عليها، فإذا بك تبحث عن الخلاص من شروط جدة في جنيف ولا تجده، لأن الجيش العنيد المسنود بشعبه رفض الذهاب لنزع الخازوق من جسدك؟😭
المفارقة التاسعة (9):
✔(ذريعة عرقلة الإغاثة والمساعدات الإنسانية).
✔قبيل مفاوضات ضرار جنيف الذي نصبه حلفاء الحرب لنزع خازوق جدة، والذي رفض السودان المشاركة فيه قبل تنفيذ مخرجات جدة، وافق الجيش على فتح معبر أدري الذي لا يسيطر عليه، وذلك لمنع حلفاء الحرب من إستخدام عدم موافقته لإتهامه بعرقلة دخول الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وذلك على الرغم من أن أحد شركاء الحرب يستخدمه فعلا لدعم المليشيا بالسلاح والمرتزقة، فاضطر شركاء الحرب إلى الإشادة بالإجراء، على الرغم من أنهم يعرفون أن مليشيا الجنجويد شريكتهم هي التي تسيطر عليه وليس الجيش، وأن موافقة الجيش هي موافقة شكلية لا تقدم ولا تؤخر، ولكن موافقته كانت ضربة موجعة للشركاء الذين كانوا يتمنون أن لا يوافق الجيش فيدينوه بعرقلة الإغاثة.
أما بقية المعابر فلم يغلقها الجيش طوال فترة الحرب، وكذلك وافق على جميع طلبات المنظمات الإنسانية لإدخال المساعدات، على الرغم من علمه بأن بعضها يستخدم لإدخال الأسلحة الى المليشيا. وعلى العكس من هذا ظلت المليشيا تسرق المساعدات وتمنع وصولها الى المحتاجين، مثلما تحاصر الفاشر وتدمر مخزون الطعام والدواء وتمنع وصول أي مساعدات إليها.
👎والمفارقة هي أن إدارة، بايدن وبدون حياء، زعمت أن من أسباب عقوباتها على الجيش وقيادته منع الجيش وصول المساعدات الإنسانية الى المحتاجين، فيا للعجب!!!
المفارقة العاشرة(10):
✊كتلوك ولا جوك💪
✔رقصت قحتقدم فرحا لظنها أن عقوبات الخزانة الأمريكية ستساعد ذراعها العسكري (مليشيا آل دقلو) في تحقيق نصر على الجيش.
👎لكن المفارقة الحتمية هي أن هذه العقوبات بمثابة (كتلوك) التي ستحرر البرهان من كوابيس وهواجس ومخاوف (جوك) أمريكا التي ربما كانت خلف الكثير من تردده ومسكه اللجام الذي كان يعوق حسم المعركة باستخدام القوة المفرطة الأقصى، حيث أنه كان يتلمس طريقه في حقل ألغام مخاوفه من أي عقوبات أمريكية.
أما بعد إنفجار لغم هذه العقوبات بإيقاعها عليه يوم أمس، فلم يعد يوجد ما يخشاه البرهان أو يحعله يتردد، وعما قريب ستعرف قحتقدم أن هذه العقوبات ضررها عليها أضعاف نفعها.
🎯🎯🎯مفارقة الأمريكية جانيت ماك اليغوت🎯
تقول في الجزيرة مباشر مساء الخميس 16 يناير 2025م أن عقوبات بايدن عشية مغادرته السلطة على قائد الجيش السوداني أمر مثير للشفقة، لأنها أمر غير صحيح وغير عادل أن تتجاهل عدوان 17 دولة طامعة في ثروات السودان وتعاقب الدولة التي تدافع عن نفسها، وترى السيدة جانيت أن هناك هدفان لبايدن من هذه العقوبات المثيرة للشفقة:
أ/ الإنتقام لكرامته وكرامة مبعوثه أم بريللو الذي أذله البرهان برفض مقابلته في طائرته وتجاهله في المطار حتى عاد قبل أن يضطر للعودة مرة أخرى ويذهب لمقابلة البرهان في مكتبه.
ب/ تصعيب وتعقيد الأمور على ترامب إنتقاما منه على هزيمته هو ونائبته في الإنتخابات الرئاسية.
وقالت السيدة جانيت أنها تتوقع من ترامب إلغاء هذه العقوبات ورفعها عن قيادة الجيش السوداني لأنها غير منطقية وغير مبررة.