القتل على أساس الهوية في السودان

كل الشواهد تقول إن السودان اليوم يسير سيرا حثيثا على خطى مثلث الرعب الرواندي قبل أن تستعيد رواندا عافيتها. فالحرب الدائرة الآن فيه، تتجه لتسودها جرائم القتل على أساس الهوية الإثنية، كما شهدنا في مدينة الجنينة والعديد من مناطق ولايات دارفور وكردفان، ونشهد اليوم في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والمناطق التي يسكنها العمال الزراعيون في الولاية وتسمى «الكنابي».
ومع الإشارة، بدون تعليق مؤقتا، إلى أن سيطرة قوات الدعم السريع على عاصمة ولاية الجزيرة ومدن وقرى الولاية الأخرى تمت بدون مقاومة تذكر مما أثار غبارا كثيفا من الشكوك لم ينجل حتى اللحظة، فإن سكان الولاية، ولما يقرب من العام، ظلوا يذوقون الأمرين من هذه القوات تنكيلا وقتلا ونهبا واغتصابا. لذلك، كان طبيعيا أن يتنفس سكان الولاية الصعداء ويعم الفرح أهل السودان بعد أن استعاد الجيش السوداني سيطرته على مدينة ود مدني. لكن الفرحة أفسدتها الانتهاكات البشعة وذات الطابع العنصري التي حدثت في المدينة ووسط سكان «الكنابي» بعد إحكام الجيش سيطرته على المنطقة. وإذا كان السودانيون لا يتوقعون ولا ينتظرون سوى الانتهاكات الجسيمة التي تطال أمنهم وكرامتهم مع سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم، فإنهم ظلوا يرومون التخلص من هذا الكابوس المرعب، وينشدون الأمن والأمان مع استعادة سيطرة القوات المسلحة السودانية على هذه المناطق، لا أن تتواصل الانتهكات على مرأى ومسمع من قيادات هذه القوات، مهما كانت التهم الموجهة إلى من تم ذبحهم ذبح الشاة أو ألقي بهم في النهر لتلتهمهم التماسيح. فأخذ القانون باليد هو جريمة أيضا، وعامل يعمق الشروخ في مجتمع يحتاج بشدة إلى الوحدة والتماسك. والانتهاكات التي تطال المدنيين وترتكب خارج قواعد الاشتباك، هي جرائم يجب ألا تمر دون عقاب. والتغاضي عنها والإفلات من العقاب سيزيد من اشتعال نيران الحرب ويخدم مصالح الجهات التي تسعى إلى دفع الحرب نحو صراعات جهوية وإثنية من شأنها تمزيق البلاد.
وإذا كان معروفا أن أحاديث قيادات الدعم السريع حول أن الجرائم المنسوبة إلى قواتهم هي من فعل مجموعات متفلتة، وأنهم شكلوا لجانا لمحاسبة هولاء المتفلتين، هي مجرد فقاعات هوائية، فإن الانتهاكات التي تمت بعد استعادة القوات المسلحة السودانية سيطرتها على مدينة ود مدني هي جرائم لا يمكن السكوت عليها، وتستوجب أن تتحمل قيادة القوات المسلحة السودانية المسؤولية القانونية والأخلاقية حيالها. صحيح أن هذه القيادة أصدرت بيانا استنكرت فيه هذه الجرائم وشكلت لجنة تحقيق حولها، ومع ذلك يظل المطلب الرئيسي هو المحاسبة العاجلة والعادلة، وبشكل شفاف ومعلن، لكل المتورطين فيها. وفي نفس الوقت نرى ضرورة الإسراع في نشر أفراد الشرطة والأجهزة المدنية لإنفاذ القانون في كافة المناطق التي يستعيد الجيش سيطرته عليها، وضمان الفصل بين العناصر العسكرية النظامية ومجموعات المستنفرين وبين التعامل المباشر مع المواطنين، وأن يكون هذا التعامل وفق ما يضمن سيادة القانون وإنفاذه بفعالية وعدالة. وعموما، نحن لن نتوقف عن القول بأن الحرب المشتعلة اليوم في السودان، هي جريمة تستوجب المساءلة والعقاب. وأن من ينفخ في كيرها ويزكي نيرانها ويوجه دفتها، هم من أعمى الحقد بصرهم وبصيرتهم بعد أن أطاحت بهم ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 بقوة حراكها السلمي وطردتهم شر طردة تصحبهم اللعنات، فتمكنت منهم الرغبة في الانتقام من الشعب والوطن، فصموا آذانهم عن صوت العقل، وظلوا مستمسكين بمطامعهم الأنانية ومسترخصين حياة المواطن، وصمموا أن يعودوا إلى كراسي الحكم ولو على حساب دم الشعب المسفوح وفوق جماجم الوطن. هي حرب لن ينتصر فيها طرف، وإن هُزم الطرف الآخر، ولكن قطعا الخاسر فيها والضحية هو الشعب السوداني وبلاده.
إن تحقيق السلام المستدام وإعادة رتق النسيج الاجتماعي وإصلاح الشروخ التي خلفتها صراعات الموارد والسلطة، يتطلب صياغة وإنجاز مشروع وطني يحارب التهميش ويحقق التنمية المتوازنة ويعيد بناء مؤسسات الدولة السودانية
صحيح أن استعادة الجيش السوداني سيطرته على مدينة ود مدني تمثل تحولا نوعيا من الزاوية الاستراتيجية العسكرية. لكن التحولات العسكرية، مهما كانت حاسمة، لن تكون وحدها كافية لإنهاء الحرب التي أنهكت البلاد ومزقت نسيجها الاجتماعي. فهذه الحرب أعمق من مجرد صراع عسكري بين أطراف تتنازع حول السلطة، وهي تستغل أزمة وطنية تتغذى جذورها بالتهميش الناتج من التنمية غير المتوازنة والتوزيع غير العادل للموارد والسلطة. وأن وقف الحرب بشكل نهائي في السودان لا يمكن أن يتحقق بمجرد انتصارات عسكرية أو معارك على الأرض، بل يتطلب في المقام الأول مخاطبة هذه الجذور، مثلما يشترط التوقف عن استثمار الانقسامات العرقية والجهوية التي أضرت بالبلاد والكف عن تغذيتها لصالح مشاريع سياسية منتهية الصلاحية. إن تحقيق السلام المستدام وإعادة رتق النسيج الاجتماعي وإصلاح الشروخ التي خلفتها صراعات الموارد والسلطة، يتطلب صياغة وإنجاز مشروع وطني يحارب التهميش ويحقق التنمية المتوازنة ويعيد بناء مؤسسات الدولة السودانية، المدنية والعسكرية، على أسس جديدة تضمن العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والاعتراف بالتنوع الثقافي والعرقي، بما يحقق إعادة صياغة الهوية السودانية على أساس المصالح المشتركة. وهذا هو الحلم الكبير الذي حملته ثورة ديسمبر/كانون الأول المجيدة بكل ألقها وعنفوانها، حين هتف الثوار حرية سلام وعدالة، وكل البلد دارفور، وأن مستقبل السودان يتطلب تجاوز أي نظرة ضيقة أو السعي نحو المصالح الذاتية إلى الانطلاق نحو هذا المشروع الوطني الجامع. هذه الثورة العظيمة تمثل نقطة تحول فارقة في تاريخ السودان الحديث، وهي البوصلة التي ينبغي أن يهتدي بها حراكنا اليوم.
السودانيون، بكل أطيافهم ومشاربهم، يستحقون وطنًا يُحترم فيه الإنسان وتُصان فيه كرامته، وتعلو فيه قيمة المواطنة. لكن هذا لن يتحقق إلا بقيادة واعية تدرك أن المستقبل لا يمكن أن يُبنى على عداءات الماضي، بل على أساس المصالحة الوطنية ووحدة البلاد، وتؤمن بأن هذا الهدف ليس مجرد ضرورة سياسية، بل هو أيضًا واجب أخلاقي تجاه شعب ظل يعانى طويلًا.
القدس
عدت تتحدث عن التهميش والتنمية غير المتوازنة فى السودان، وذلك قبل ان تجيب عن سؤالى لك عندما ذكرت هذا الادعاء من قبل وهو هل تستطيع ان تشير لنا يا دكتور لدراسة علمية مستقلة واحدة ترتب مناطق واقاليم السودان المختلفة حسب مستوى التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية و غيرها ؟ لقد سألت هذا السؤال لك ولغيرك من الذين يطرقون على الادعاء المختلفة ولم يفيدنا احد بوجود اى دراسة عن هذا الموضوع. دعاوى التهميش والتنمية غير الموازنة هى ادعاءات جوفاء غير مثبته حتى من الذين يتاجرون بها و جعلوها سببا وذريعة لاشعال الحروب بما ذلك الحرب الحالية . فهى شعارات كاذبة وظفت للتفرقة بين أبناء الشعب السوداني ولزرع الكراهية والفتنة والعنصرية والجهوية والتمرد والقتل والدماء والتشرد والضياع فى السودان. فإن وظف تجار الحروب والعنصريات هذه الشعارات المفخخة فلماذا لا تنفك ترددها يا دكتور الشفيع من غير هدى ولا علم و لا كتاب منير ؟!!!!! ها أنا أكرر التحدى بالقول بان لا يوجد حتى اليوم دليل علمى واحد مستقل أو حتى غير مستقل يثبت بأن التنمية فى السودان غير متوازنة، وكذلك لا يوجد حتى اليوم دليل علمى واحد مستقل أو غير مستقل يثبت بأن هناك تهميش فى اى منطقة أو جهة فى السودان، ومن عنده ادلة علمية مستقلة او حتى غير مستقلة فليقدمها بما فى ذلك انت يا دكتور الشفيع . عندما تذكر مفردة التنمية
غير المتوازنة او مفردة التهميش ،غير المعرفة علميا، يلتفت البعض لدارفور ولكن من اثبت علميا أن التنمية فى دارفور اقل من التنمية فى كسلا أو فى النيل الأبيض أو فى نهر النيل أو فى الشمالية أو فى البحر الأحمر؟؟ لا احد لا احد فهو كلام مرسل فقط عديم السند العلمى ،فقد يثبت العكس تماما أن دارفور هى الاقوى تنمويا مقارنة بكل هذه الولايات، من يدرى؟عليه نرجوا أن لا تكرر هذه المفردات قبل الإجابة عن هذه الأسئلة يا دكتور الشفيع حتى لا تكون من الذين منهجوا صناعة الكراهية والفتنة والعنصرية والجهوية كبنيات اساسية لاشعال الحروب الحالية أو القادمة لا قدر الله
حقيقة انت كاذب ومدلس ولا تستحق لقب فراش تسبق اسمك ناهيك عن دكتور لأن تحامل منطقك وتهافته يدل بوضوح علي انك دكتور كوز.
بنفس منطقك هذا،انا لا استطيع ان اثبت علميا انك موجود،فهل يعني ذلك انك غير موجود؟ هل هناك اثبات علمي علي وجود الله؟ واعني بطرائق البحث العلمي البحت المتعارف عليها؟
الخلاصة يا سخيل ليس بالضروره ان يكون كل ما عجزت عن اثباته علميا غير موجود،فأنت تري في الشرق نماذج للفقر والفاقه وانعدام وسائل الدخل وتفشي امراض سوء التغذية بصوره غير موجوده في كل السودان ولو ذهبت الي
دارفور وجبال النوبه واقاصي كردفان لوجدت الناس لا يزالون يشربون من نفس ترع المياه الآسنه التي تشرب منها البهائم وتلقي فيها فضلاتها ولو توغلت جنوبا لوجدت الناس يعيشون في الغابات مثلهم مثل حيوانات الغابه ولا اثر لعمران قط ناهيك عن تنميه وهناك عشرات الاف الامثله علي التهميش وانعدام التنميه،وقل لنا انت ايها الدكتور الجهبذ،ماذا تسمي ذلك؟ اليست هي نوع من التهميش وغياب حتي التنميه المختله دعك من المتوازنه،رغم انفك وانف دراساتكم الاكاديميه الكاذبه المغرضه المضلله؟!
اس مشكلة السودان هم العسكر والافندية امثالك من يسبغون علي انفسهم درجات الدكتوراه والبروفسوريه وعقولهم افرغ من فؤاد ام موسي وتنعدم لديهم مخافة الله ومناصرة الحف.
انا من رأي ان تحلل الدكتوراه بتاعتك دي وتمشي تعمل بحث بنفسك في جميع بقاع السودان لتري بنفسك هل يوجد تهميش ام لا؟ وهل هناك تنمية فعلا ام لا؟
يا ديك لماء لم تتحدث عن القتل علي الهويه عندما تمت اباده المساليت ومجازر السريحه وودالنوره والهلاليه وغيرها من المجازر علي الشعب الاعزل المغلوب علي امره!!!!
ام حديثك الان لشئ في نفس شله يخسي وكفيلها عديمي الاخلاق في اداره حرب اباده قذره علي الشعب المغلوب علي امره!!!
وماذا عن تدمير محطات المياه والكهرباء في شتئ انحا السودان !!!
الم يستحق ذالك العمل الجبان الارهابي الذي يجرمه القانون الدولي الادانه ياديك المسلميه؟!!!