مقالات وآراء

في الذكري (40) لشهيد الفكر والحرية الأستاذ / محمود محمد طه

اسماعيل احمد محمد حمد

 

يصادف اليوم الذكرى ال40 لشهيد الفكر والحرية الأستاذ/ محمود محمد طه ذلك الرجل النبيل الذى نذر حياته من اجل الحرية ومحاربة جماعة الهوس الديني الذين لوثوا الدين الاسلامي وكان الأستاذ يقف أمامهم ويعترض على قوانينهم الفاسدة، لذا عندما أعترض على قوانين سبتمبر الجائرة بواسطة حكومة الديكتاتور نميري والتي قال عنها الأستاذ أنها منافية ومخالفة للشريعة الاسلامية وعندما سألوا الأستاذ اذا كان يحتاج الى تغيير رأيه عن هذه القوانين وعن المحكمة الجائرة التي حكمت عليه بالاعدام رفض الأستاذ تغيير رأيه و قال لهم أنكم ارتكبتم أخطآء فادحة وأن محكمتكم هذه غير مؤسسية وغير مؤهلة وأن الذين يعملون عليها غير مؤهلين.

كان الأستاذ يقول رايه بكل شجاعة وبسالة دون خوف من أحد لأنه يعلم أنه على حق لذا كان يقول رأيه على الملأ ولا يخشى من أحد.

يوم أن صعد الأستاذ الى مشنقة الإعدام كان يمشي بثبات وبشجاعة وعندما كشف الجلاد عن وجه الأستاذ كان الأستاذ مبتسما، رافعا رأسه في شموخ، وقفا بكبرياء، مبتسما، وقد اربكت أبتسامته تلك، وادخلت الخوف في قلوب جلاديه وعم الصمت ساحة الأعدام الا أن صيحات وهتاف زملائه المعتقلين في سجن كوبر بقيادة د. الشفيع خضر واخرون كانوا يهتفون ملء الحنجرة (محمود شهيد!! محمود شهيد!!).

ابتسم الأستاذ كثيرآ لهذه الهتافات وهو راض كل الرضا، لأنه قدم نفسه مقابل الحرية، والعدالة، والانسانية وهو يعلم جيدا انه سوف يفدي بدمه السودان والجمهوريين (أقرأ الاسلام) لذلك صدر منشوره الأخير بالعبارة الخالدة (غايتان شريفتان: الأسلام والسودان.)

 

يوم إعدامه كان حدثآ عالميآ حيث تناولت خبر اعدامه كل القنوات العالمية وكتير من الجهات والاحزاب السياسية العالمية ادانت هذا الحدث واستنكرت اعدام شيخ سبعينى مفكر عظيم كيف يعدم وواجهت حكومة الديكتاتور نميرى انتقادات واسعة من عدة جهات عالمية وعربية وافريقية .

وخصصت منظمات المجتمع المدنى العالمية يوم 18/يناير من كل عام لحرية الفكر والرأى وذلك تخليدآ لذكرى الأستاذ محمود محمد طه شهيد الفكر ..

 

 

تعليق واحد

  1. رحم الله سيد شهداء السودان ،فقد حاول اصلاح دين منتهي الصلاحية منذ بدايته عجز عن اصلاحه علماء وفقهاء عصور على مر التاريخ، فحين هرب كل الانبياء حينما واجهوا الموت ثبت هذا البطل ، وكان الطاغية يرجو منه كلمة واحدة منه ليعفو عنه ، ولكنه اصر على رايه وثبت على فكره واغتيل اقوى رجل في تاريخ السودان وبعده لم يتماثل هذا الوطن للشفاء ولم يعد لقوته ابدا وكان بداية انهيار وطن كبير،اسمه السودان ، واصابت لعنة الاسلام الارهابي،الشعب والوطن في مقتل وما نحن فيه اليوم ابتدا في الثامن عشر من يناير 1985،، فمن حفرة لهاوية ومن قتل الي،مذابح ، ولن ينتهي اليوم او غدا ابعد مائة عام كما يحلم اعداء الانسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..