مقالات وآراء

حقيقة خدعة “هشام السوباط”!

 

عبد الرحمن الكلس

نشر المدعو “هشام السوباط” مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان: (شاركت في تنصيب ترامب لتوضيح حقيقة الحرب). فما هي الصفة التي شارك بها هذا الرجل في حفل رسمي؟ وهل شارك حقيقة؟ وما الذي خوّله لمقابلة مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى ليشرح لهم “حقيقة الحرب”؟ ومن هو (السوباط) هذا؟ وما حقيقة مقطع الفيديو الذي نشره مدّعيًا زورًا وبهتانًا مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الأميركي (دونالد ترامب)؟

السوباط، رجل أعمال فاسد، برز في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع عمر حسن البشير. وقد وُضع في الحجز من قبل لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 وإزالة التمكين واسترداد الأموال العامة توطئةً لتقديمه إلى القضاء.
وقد اغتنى الرجل بصورة مذهلة وغير مسبوقة في ظل نظام الحركة الإسلامية، ولا يُعرف أحد مصدر أمواله وممتلكاته. وعندما انقلب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على حكومة الانتقال الديمقراطي، تم إغلاق قضايا جميع المجرمين والمتهمين الذين يتبعون لنظام الفساد السابق، ومن ضمنهم هذا الرجل. ومع اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 2023، منحه البرهان حق احتكار استيراد الوقود، مما مكّنه من الاغتناء مرة أخرى.

الرجل يُعتبر أيضًا أحد الممولين الرئيسيين للحرب الدائرة الآن. وقد تقلّد منصب رئيس نادي الهلال بتعيين مباشر من الفريق “ميرغني إدريس سليمان” بهدف غسيل سمعته المتسخة في المجتمع.

وجدير بالذكر أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على (ميرغني إدريس) في أكتوبر 2024، بسبب مسؤوليته عن جهود تسليح القوات المسلحة السودانية ودوره في صفقات الأسلحة التي يتزوّد بها الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع.

الكذبة السخيفة التي أطلقها “هشام السوباط”، مدّعيًا أنه شارك في حفل تنصيب (ترامب)، تكشف مدى استهانة واستخفاف أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والأفراد المقربين منهم، مثل (السوباط)، بالقيم الأخلاقية الحميدة كالصدق والأمانة. فالمنصة التي صوّر الرجل مقطع الفيديو الكاذب بالقرب منها لا علاقة لها بحفل تنصيب الرئيس الأميركي، وإنما هي منصة خارجية بعيدة كل البعد عن مقر الاحتفال الرسمي الذي جرى داخل مقر الكونغرس الأميركي بمبنى الكابيتول. بينما (منصة هشام) موجودة في الحديقة الواسعة جنوب الكابيتول، وهي منصة مفتوحة لحضور جميع الناخبين للاحتفال بمن انتخبوه، كتقليد أميركي مستمر منذ عشرات السنين. وشخصيًا حضرت فيها ليلة تنصيب الرئيس أوباما. والدخول إلى هذه الحديقة حيث المنصة لا يشترط حتى التسجيل، ما عدا التفتيش الأمني الدقيق على البوابات!

هذه الكذبة البلقاء موجّهة بلا شك إلى عبد الفتاح البرهان ليمنحه المزيد من عطاءات استيراد البترول الذي كان يحتكره مع بداية الحرب، قبل أن تصغر الكعكة بدخول منافسين فاسدين جدد من الكيزان ومن ذوي القربى من إخوة البرهان وأبناء عمومته وبقية اللصوص الذين خرجوا من كل فج عميق من بلدته “قندتو” ليلحقوا بموائد فساد مولد “سيدي البرهان” المنصوبة في الهواء الطلق كما منصات إحتفالات تنصيب الرئيس ترمب.

ليس ذلك فحسب، بل الكذبة الأشنع تتجلى في أن تنصيب الرئيس الأميركي الجديد لا يحضره رؤساء أو مسؤولون أجانب، كتقليد أميركي قائم منذ عشرات السنين. بل ولأول مرة في تاريخ تنصيبات الرؤساء الأميركيين، دعا (ترامب) رؤساء أجانب تم اختيارهم عن طريقه شخصيًا، ولم يتجاوز عددهم عشرة، بعضهم رؤساء سابقون. فهل يُعقل أن يسمح البيت الأبيض، الذي لا يسمح بحضور الرؤساء الأجانب إلا في استثناءات، بلصّ هلفوت وفاسد ونكرة مثل (هشام السوباط)، بالحضور وسط هذه النخب المنتقاة؟ وبأي صفة؟! ولو كان الأمر سهلاً ميسورًا و(السوباط) واصلًا ومخترقًا للإدارة الأميركية وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية إلى هذه الدرجة، فلماذا لم يوفر لرئيسه وولي نعمته البرهان دعوة لحضور حفل التنصيب بدلاً عنه؟!

يُقال إن النملة تعيش في هدوء وسلام على الأرض حتى تضع عليها “ريش” وتطير، فيراها الناس ويهموا بقتلها. وهذا حال هشام السوباط، الذي ستصبح كذبته هذه بمثابة الريش عند النمل، إذ سبق وورد اسمه في مذكرات سرية عديدة لفرض عقوبات عليه كأحد داعمي هذه الحرب، وربما يُنظر في أمره بعد أن سلط الضوء على نفسه، وساعتها لن ينجيه اللص طارق حمزة الذي قدم له دعوة زيارة أمريكا التي وصلها قبل عشرة أيام.

إن لله جنودًا من الكذب.

‫10 تعليقات

  1. السوباط رجل فاسد لكنه أفضل مليون مرة ممن يدعم التشادي الأجنبي سراق الحمير السفاج المجرم حميتي
    مهما بلغ سوء السوباط فهو ارحم من انصار مرتزقة صعاليك غرب افريقيا اوباش الرزيقات واوباش الرزيقات

    1. ولكن سراق الحمير هو ابن البشير شخصيا وقال عنه البرهان انه آتي من رحم القوات المسلحه وتسمية الدعم السريع سماها البشير شخصيا وقال انه احسن قرار اتخذه 🤔

  2. شكراااا استاذنا الكلس صورة هذا الحرامي حايمة في قروبات الكيزان وكأنهم فتحوا القدس وفي ناس قالوا خلاص ترمب دخل جيبهم وياما تشوفوا يا قحاتة ويا ….. لكن قلت لي الراجل مسيلمة الكضاب مشي احتفال عام وقافل علي إننا شعب مغفل….

  3. هشام السوباط رجل بر وإحسان وارجو منك ياعبدالرحمن الكلس أن لاتشخصن الأمور وان للاتبهته باالكذب لأنك مريخابي والمريخ يعاني وذاهب الى الضياع والسوباط يقودالهلال الى الامجاد ورفع اسم السودان فى المحافل الدوليه

  4. الف شكر يا استاذنا عبد الرحمن الكلس … والشئ بالشئ يذكر …

    عام 1919مكتب عقوبات الخزانة الامريكية “اوفاك” OFAC -والمعني واضح كما يقول بروف عبدالله الطيب- قام بفرض عقوبات علي اشرف الكاردينال نسبة لمشاركته في فساد واسع مع ساسة من جنوب السودان -الرابط-
    https://home.treasury.gov/news/press-releases/sm790

    هشام السوباط قعد في النجيلة في الساحة العامة مع الكشا مشا وشاهد المراسم في شاشة كبيرة متوفرة للغاشي والماشي حتي خارج المنتزه او الحديقة العامة خارج الكونغرس …. وزعم انه حضر التنصيب !!
    واظن الاهبل السوباط بكذبته هذه سلط الاضواء علي فساده -وكاد المريب ان يقول خذوني- ومن حيث لا يعلم وهو خليفة ميرغني ادريس الوارد اسمه اصلاً في لائحة العقوبات …. لفت انظار موظفي مكتب العقوبات الي شخصه المريب الملوث !!

    قريباً هذا السوباط -المريخ- سيلحق -وقريباً جداً- بصاحبه الكاردينال -الهلال- في قوائم الحظر والعقوبات وتجميد الحسابات !!

  5. الزول دا جاي هنا لندن الاسبوع دا. ارجو من السودانيين هناك محاصرته او حتى التبليغ عنه باعتباره عامل من عوامل استمرار الحرب في السودان

  6. للتصحيح
    قرية قندتو و هي من قرى ريفي شندي معظم اهلها يمتهنون الزراعة و التدريس و من لا يرغب في دخول هذين المجالين يتجه للعسكريه الجيش او
    الشرطة او الامن هذا سابقا او الاجيال القديمة .. طبعا الان الوضع تغير مع ثورة التعليم و الاجيال الجديدة ….

    و عليه ما ذكرته بخصوص رجال الاعمال من قندتو غير صحيح

  7. يا أخ الكلس يبدو ان معلوماتك عن الرجل الملهم النبيل هشام السوباط مغلوطة وناقصة فى كل شى. لقد تخرج هشام السوباط متفوقا بمرتبة الشرف من مدرسة العلوم الادارية بجامعة الخرطوم وكان بامكانه ان يكون مساعدا للتدريس لكنه اثر العمل فى البزنس لاسيما أنه قد دخل الجامعة وهو رجل أعمال ناجح قبل البرهان بسنين. لذلك فهشام السوباط رجل اعمال موهوب ومتمرس وقد صغل موهبته بالتخصص فى إدراة الأعمال واقتصادياتها ومحاسبتها، وليس زلنطحى كما بتهته ايها الكلس. أؤكد ما قيل عن أن هشام السوباط رجل بر و إحسان فقد كان وهو طالب بالجامعة يساعد زملائه الطلاب دونمآ اعتبار لمناطقهم أو ميولهم السياسية. وبعد تخرجه من الجامعة قدم الدعم للجامعة ولغيرها من المؤسسات الخدمية على مستوى الوطن . و فى جانب المال والاستثمار والاعمال فقد حقق هشام نجاحا باهرا لانه عمل عملا دؤوبا ملهما و مؤسسيا مدروسا لاختيار وتأسيس مجموعة متنوعة و متكاملة من المشروعات الزراعية والصناعية و الخدمية ولم يعمل فقط فى التجارة بما فى ذلك تجارة البترول كما قلت يا الكلس. الدليل على قدرات و مواهب هشام السوباط القيادية المتفردة لا يقتصر فقط على نجاح منشاته و استمراها و توسعها وتنوعها، حيث يعمل فيها اهل السودان الغبش من كل ارجاء الوطن ومن كل مشارب الطيف السياسي دون أدنى فرز او تصنيف . بل امتد عطاءه الوطني الناجح ليقود بجدارة مشهودة أيضا نادى الهلال السوداني وفى أحلك الظروف. افبعد كل ذلك وغيره الكثير الكثير تستكثر يا الكلس على هشام السوباط حضور، مجرد حضور، تتويج الرئيس ترمب؟!!. لماذا تحاولون التقليل من شباب السودان الناجحين المتفوقين الوطنيين الذين حفروا فى الصخر ليثبتوا قدراتهم وليقدموا لوطنهم ؟ لم كل هذا التبخيس لرجل أصبح رائدا للاعمال عن موهبة وتخصص علمى ودلف اخدمة وطنه كما يفعل كل رجال الأعمال فى كل الدنيا، هل وظف البرهان هشام السوباط فى الحكومة كما وظف الرئيس ترمب ايون ماسك، اكبر رجل أعمال و أغنى رجل فى العالم، با ختياره وزيرا للكفاءة الحكومية ؟ مالكم كيف تحكمون ؟انت يا الكلس تريد التقليل من شأن السوباط وانا اقول للسوباط أمضى بقوة قدما للأمام ونحن نرى انك تستحق عن جدارة ، ليس فقط ان تحضر تتويج الرئيس ترمب، بل أن تكون الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية أن سمح بذالك القانون الامريكى ، فأنت لست اقل من ابوما . وفقك الله ورعاك.

    1. ما هذا ال…؟
      لم يقلل الكاتب من شأن السوباط بل هو من قلل من قيمة نفسه عندما كذب وادعى انه حضر حفل التنصيب.

      لا أعرف الرجل ولكن هذا التصرف من شخص ناجح وذو مركز كما تقول يعطي صورة كافية عنه.

    2. هاك شهادة الحق دي …السوباط عنده اغبي ناس علاقات عامة ياخي الرد علي الناس ما بكون بالطريقة دي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..