من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر

عثمان يس ود السيمت
الحكومة قررت على لسان عقار نائب رئيس حكومة الأمر الواقع علينا ، قررت إيقاف رواتب (المتعاونين مع الدعم) واصبح هذا تشريعا حيث مجلس السيادة يعتبر نفسه مصدر التشريع حاليا. إذا أوقفوا رواتب حكومتكم وما تقولوا لي ليه.
كذلك هناك قانون (الوجوه الغريبة)
الغريب في الأمر أنهم صاروا (ينجرون) قوانين يستحيل تكييفها أو وصفها ناهيك عن تطبيقها.
كيف ستعرف الحكومة المتعاونين؟؟؟ .
ونفرض عرفت الحكومة المتعاونين كيف ستوقف رواتبهم؟؟ .
هل سيقدمون جميعا لمجالس محاسبة ومن ثم إيقاف الرواتب أم ستوقف الرواتب (تعسفا وزندية)؟؟؟ .
جميع اتفاقيات العمل الدولية تنص بصرف راتب العامل طال ما أنجز عمله. هل بذلك تنوي حكومة الأمر الواقع علينا فتح باب آخر لعقوبات دولية من هذا الباب؟؟؟ .
هناك عقد غير مكتوب بين العامل والحكومة يقضي بإنجاز العمل واستحقاق الراتب.
يقول النبي ﷺ: يقول الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، ومن كنت خصمه خصمته ، رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ، ولم يعطه أجره .
ثم ألا يدل ذلك على أن من تطلق عليهم الحكومة وكتائبها مسمى(متعاون) هو دليل قاطع على أن التصفيات والقتل بشتى الطرق البشعة هو فعل وإجراء (وأوامر) من الحكومة لتصفية هؤلاء (المتعاونين) المفترى عليهم، نعم المفترى عليهم لان أي اتهام لا ينظر فيه القضاء ويفصل فيه ويجرم أو يبرئ المتهم يكون محض افتراء وبلطجة وأخذ القانون باليد وهو إجهاض للعدالة. المتهم برئ حتى تثبت إدانته ، أي حتى يحاكم في المحكمة أمام قاضي ونيابة ، وليس بمحرد الكلام الذي بموجبه تمت التصفيات وقطع الرؤوس وبقر البطون والقتل البشع الذي جرى أخيرا ويجري وفق الهوى.
بدل القوانين المعروفة والتي وضعت لتحقيق العدالة أصبح لدينا قانون:
الناس كلها عارفاهو متعاون (كل الناس ديل ياتم) .
الناس كلها شافتو مع الدعامة. (برضو ياتو ناس)
الناس كلها شاهدة (شاهدة كيف ما تعرف) .
أكان ما متعاون ما نزح ومرق ليييه. يا جماعة في ناس يصعب جدا خروجهم ونزوحهم :
واحد عنده مراح بهائم ينزح يخليها لي منو.
واحد مربي دجاج أو أي دواجن أو أي شي يحتاج رعاية واشراف.
زول مزارع زي ناس الجزيرة تتغير المواسم والزراعة ولديهم جناين فواكه أو أي اشجار تعب فيها لسنوات هل ينزح ويتركها تعطش و تجف وتموت.
زول ليس له أي دخل أو مصاريف متوفرة ورزق اليوم باليوم ينزح بي شنو.
واحد ما عندو مغترب يرسل ليهو ينزح كيف.
واحد (محمول) يعني صاحب اسرة كبيرة ربما اسرة ممتدة فيها الشيوخ والعجائز ينزح كيف.
والأمثلة تطول.
لو سألوني أنا (كيف يمكن أن نتعرف على المتعاون؟؟) فسأجيب بالفم المليان (كلنا متعاونون). كلنا رأينا الدعم السريع يرتقي سلم (الحظ) في هذه البلد الهاملة حتى بلغ أعالي جنتها. بلد كل الناس فيه بشتى نحلهم وسحنهم وهوياتهم متحلقون حول لعبة السلم والثعبان متفرجين أو لاعبين ولا يستغربون ابدا أن من يرتقي السلم دائما هم العسكر والمليشيات ومن يهبط من رأس الثعبان إلى ذيله أو ذيله إلى رأسه (لا اذكر) هم نحن ، نحن المواطنون المتفرجون المتعاونون (بصمة الخشم) والسكوت علامة الرضا. نعم نحن لا ولم ولا يحق لنا أن نسأل من يحاكمنا اليوم كيف انجبت الدعم وعدد من المليشيات من رحمك، وارضعت ، ودللت وهشكت الوليد لكن فاتك أن تفطمه وتربيه فكبر على مص وشفط كل ما نملك حتى جف الضرع وهلك الزرع ، حتى عندما كانت ميزانية الدعم تقصر عن دفع رواتبهم كانت ميزانيتنا تدفع لهم (خايفين من المجمجة) شفت كيف يا عقار. أخليت للدعم تسعة معسكرات حول العاصمة وأعطي جبال الذهب والألقاب. الرتب لكل من هب ودب وإن تحدثنا فخديثنا قلة أدب. كل ذلك وهم (مش متعاونين) حتى وإن ضربوا التعظيم لقادة الدعم السريع وحملوهم حملا للوظائف السيادية وكبريات اللجان وبرضو مش متعاونين.
القانون الثاني هو قانون الوجوه الغريبة. واعتقد جازما أن من تفتحت قريحته المتقرحة عنه لا يعرف السودان ولم يدرس منهج سبل كسب العيش ليعرف أننا أمة لحم رأس وأمة صحن سلطة تجد فيها كل شكل ولون ومن كل لون أخدت نصيب ، حتى في البيت والأسرة والقبيلة الواحدة تتعدد الوجوه ويتيه الشبه وتتغير الألسنة بين شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط. من نجر هذا القانون لم يركب الدرجة الرابعة في القطر ولم يقف في موقف الحافلات والعرق يتخرت من الوجوه. فإن أردت فكلها غريبة وحلاوتها في غرابتها وهذا ما يعرف بالتنوع لا بالوجوه الغريبة، وعندي سؤال ساذج ما هو الوجه السوداني المعياري الكلاسيكي.
What and who is the standard and classical Sudanese face or features.
هل هناك من يعرف الاجابة. أكان قلتوا الحلب عندنا من الخرطوم وبحري وأم درمان وأرقو وجميع مدن السودان بنقول ليهم حلب لكن ما وجوه غريبة وأكان درتوا العرب أمشوا البطانة ومضارب قبائلها ومنهم الرشايدة أيضا وطوفوا على الغرب وبوادي كردفان وإن اردتم أي سحنة لإنسان العالم اليوم قد تجدونها ، نعم نحن فينا كل شبه :
يا سحنة نوبية
يا كلمة عربية
يا وشمة زنجية
رحم الله الحاردلو ووردي وأوركيسترا عزفتها كل منهم بحكم اليوم وجوه غريبة وبحكم الأمس:
يا سمح يا زين
يا بلدي يا حبوب
أبو جلابية وتوب
وجبة وسديري
وسيف سكين
يا سمح يا زين
كلنا سمحين وزينين والشين والوجه الغريب هو من يحاول اليوم تصنيف وتشتيت ملتنا ويحاول بث العنصرية بيننا.
وفي الختام فإن قوانين (المتعاونين) وقوانين (الوجوه الغريبة) يبدو أن خلاصنا سيكون من خلالها إذ أن العالم لن يصبر على هكذا هطرقة وأقل ما سيكون هو البند السابع وأسوأ منه أيضا قد يحيق بهذا البلد بسببكم.
(من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) كلمة رواها أحد الأناجيل عن المسيح (عليه السلام) ، في قصة امرأة متهمة بالفاحشة ، وأرادوا رجمها ، وأرادوا أن يحرجوا المسيح بأن يشارك هو في رجمها ، أو أن يقف موقف المعترض على شريعة موسى (عليه السلام). فقال لهم تلك العبارة ، لما رآهم يتعاملون معها بقسوة المتعالي وبغلظة المتكبر. فلما قالها لهم ، رجعوا ، فلم يرجمها أحد ، لأنهم قالوا لأنفسهم : من منا بلا خطيئة؟! من منا الذي لا ينعم إلا بستر الله عليه؟ .
فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمي المتعاون في النيل.
ومن كان منكم بلا وجه غريب فليرمي لنا جواز سفره وليغادرنا. فلو طبقنا قانون المتعاونين فستكونون في حكومة الكيزان وجيشه ومليشياته وكل من تقلد منصبا من يوم أن جئتم يوم تلك الجمعة قبل 35 سنة ستكونون متعاونين جدا جدا. اما لو طبقنا عليكم قانون الوجوه الغريبة فسنرتاح منكم لأن وجوهكم هي الوحيدة الغريبة في هذا البلد.
وأود أن أشير لبيان تنسيقية المهنيين والنقابات السودانية أدناه.