مقالات وآراء

عندما تدين خارجية بورتكيزان حكومتها !

🖊️ علي أحمد

ما كان لـ”رمضان عبد الله”، وزير خارجية جنوب السودان، أن يدعو الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للتحقيق فيما جرى للمواطنين الجنوبيين المقيمين بولاية الجزيرة في الجارة السودان، ما لم يكن هناك أمرٌ جدي يستدعي ذلك. فقد صرّح الوزير الجنوب سوداني لدى مخاطبته اجتماع تعزيز القيادة الأفريقية في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والسلام، الذي جرت أعماله في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية الأسبوع المنصرم، أنّ الجيش السوداني والمليشيات المتحالفة معه قتلوا ومارسوا أعمالاً إرهابية ضد رعايا دولة جنوب السودان في ولاية الجزيرة السودانية.

فأين الخطأ في ذلك؟ حتى تهرع وزارة خارجية سلطة الأمر الواقع في بورتسودان ( بورتكيزان) بأنفاس لاهثة وتصدر بيان استنكار تزور فيه بعض الكلمات المفتاحية التي أدلى بها الوزير رمضان عبد الله؛ فتستبدل كلمة (تحقيق) التي استخدمها بـ(تدخل)، ما يُعد تزويراً مريعاً ينسف كل ما تلى ذلك، بحيث أصبح البيان بلا قيمة ولا أثر.

الوزير الجنوب سوداني طالب بأدب واحترام وفي سياق الأعراف الدبلوماسية المرعية بـ(تحقيق) لما حدث بحق مواطني دولته المقيمين في السودان من إرهاب من قبل الجيش السوداني والمليشيات المتحالفة معه، وهذا ما حدث بالفعل وأكثر. فقد تم ذبح وسحل وإهانة وضرب وإرهاب الأشقاء من الجنوب من قبل الجيش ومليشيات درع السودان وكتائب البراء بن مالك وغيرها في ولاية الجزيرة، وتم تصوير وتوثيق كل ذلك من قبل المجرمين ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا أمر خطير يستوجب (التحقيق)، وليس (التدخل)، وشتان بين الكلمتين. ولكن فلنفترض أن الوزير “رمضان” طالب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بالتدخل صراحة، فماذا في ذلك؟ قيادة الجيش وحلفاؤها الإسلاميون سمحوا لكل من هبّ ودبّ بالتدخل في الشأن الداخلي لبلادنا، فجاؤوا بالمرتزقة من كل حدب وصوب ووضعوا القرارات السيادية للدولة تحت تصرف دولة (جارة)، وسلموها ملف السياسة الخارجية برمته بما في ذلك تعيين وزير الخارجية صاحب الخطاب نفسه. فدولة (البرهان) لا ترى غير هذه الدولة ومعها ثلاث دول أخرى (قطر، تركيا، وإيران) تحرص على تسليمهم (مفاتيح) البلد، أما بقية العالم فليذهب إلى الجحيم.

بيان خارجية بورتكيزان لا يصدر عن ناشط سياسي مبتدئ، مليء بالهياج والصراخ والاتهامات من شاكلة (الحملات الانتقامية المضادة) بحق المقيمين السودانيين في مدن جنوب السودان، و(هؤلاء هرب معظمهم من الحرب التي أشعلتها الحكومة القائمة حالياً). أما ما حدث من تجاوزات في جوبا كان عبارة عن رد فعل شعبي عفوي وطبيعي لما جرى للجنوبيين في السودان، والفرق بين الحالتين واضح وشاسع. فمقتل وإهانة وإرهاب الجنوبيين في ولاية الجزيرة أفعال ارتكبتها الحكومة السودانية، وليس الشعب. أما ما حدث من ردود أفعال مضادة في الجنوب فقد قام بها الشعب، فيما وفرت حكومة (جوبا) الحماية التامة للسودانيين، وخرج الرئيس سلفاكير ووزير الداخلية وحكام المقاطعات إلى الإعلام يهدئون المواطنين حتى تمكنوا من السيطرة على الموقف بحكمة وحنكة وبأقل الخسائر.

تطرق بيان الخارجية عديم القيمة إلى أمور خارج سياق تصريحات وزير خارجية جنوب السودان، فتفرّع وتشعب مشيراً إلى أن هناك من سماهم بـ(مرتزقة) جنوبيين يشاركون في صفوف قوات الدعم السريع، وأن حكومة بورتسودان أخطرت جوبا، لكن الأخيرة لم تتخذ أية إجراءات جدية إزاء ذلك، وأن بعض جرحى الحرب من منسوبي الدعم السريع يتلقون العلاج في مستشفيات الجنوب.

لا شك أن هذا الغباء يشبه تماماً حكومة الأمر الواقع الانقلابية. ولم أكن أعرف أن أكاذيب المأفون ياسر العطا تشكل السياسة الخارجية، ولكن قل ذلك كان كذلك، فإن كان هناك ثمة مرتزقة جنوبيون، فالمؤكد أن هذا هو خيارهم الشخصي، وأن حكومة جوبا لم تنظم حملات تجنيد لمواطنيها وتدفع بهم إلى محرقة جارتها الشمالية، كما ليس هؤلاء من قتلتهم وسحلتهم وذبحتهم وشهّرت بهم حكومة (بورتسودان)، وإنما فعلت ذلك بحق عمال زراعة مسالمين عزل، كما يعلم الجميع.

أما فيما يتعلق بعلاج جرحى الحرب في السودان، سواء كانوا من الدعم السريع أو الجيش أو مليشيات الإرهابيين مثل البراء والعمل الخاص والمستنفرين في مستشفيات الجنوب، فإن هذا عمل إنساني تُشكر عليه (جوبا) أيما شكر. لأن من حق أي جريح في أي حرب، بغض النظر عن الطرف الذي ينتمي إليه، تلقي الرعاية الصحية حتى في مستشفيات أعدائه المباشرين، دعك عن مستشفيات الجيران. فقد كانت إسرائيل تقدم العلاج والرعاية الصحية لجرحى الحرب السورية من منسوبي “داعش” و”جبهة النصرة”! لكن حكومة بورتسودان التي تقتل الأسرى وتفتك بالمدنيين العزل وتقذف بالأبرياء من أعالي الجسور إلى عمق الأنهار، وتضرب وتهين امرأة عجوزاً في قرية هرب منها الجيش وترك مواطنيها أمام مصيرهم، وتصفها بالعاهرة فقط لأنها قدمت كوب ماء لمسلح (دعامي) طلبه منها، لا ينبغي (لومها) على جهلها بأخلاق الحرب.

إنها حكومة بلا أخلاق ولا ضمير، لذلك فإن البيان الذي صدر عن خارجيتها يشبهها تماماً. بيانٌ مثير للسخرية والتقزز والقرف. إنه بيان (إدانة) بحق الجهة التي صدر عنها، وليس العكس.

‫9 تعليقات

  1. الحكومة تتحدث بدبلوماسية . ولكن اى زول نلقى بيته مليان ومكدس مسروقات وقطع غيار عربات وجنريترات واجهزة كهربائية وحتى عدة المطبخ التى تخص اولاد البحر دولة ٥٦ الجلابة كما وصفنا الرزيقات طوالى بنقطع ليهو تذكرة . وكل من اعتدى علينا ودخل بيوتنا واحتلاها وهجرنا منها ونهب مالنا سيكون له معنا ثأر كبير نرضعه لاطفالنا مع الحليب . نحن اولاد البحر تخرج معظمنا من جامعة الخرطوم سندير الحرب بذكاء وفطنة مع الرزيقات . ولن تجدوا بيننا غبيا جاهلا ينتحر معتقدا ان الحجبات والتمائم يمكن ان تغير قوانين الفيزياء . اما فرية الكيزان فهم مواطنين سودانيين انقسموا بعد الحرب فالكيزان اولاد الضيف يقاتلون مع الرزيقات ومنهم حسبو ومسار . والكيزان اولاد البحر يقاتلون فى صفوف اهلهم ومنهم على عثمان الذى تعرفونه جيدا صاحب العبارة الشهيرة. Shoot to kill

  2. (والكيزان اولاد البحر يقاتلون فى صفوف اهلهم ومنهم على عثمان الذى تعرفونه جيدا صاحب العبارة الشهيرة. Shoot to kill)https://www.bing.com/ck/a?!&&p=fe34828b59e6cb92ff2f397acae60af0169ca9cc53574f74a81688929b835985JmltdHM9MTczNzg0OTYwMA&ptn=3&ver= 2&hsh=4&fclid=18ca22ef-90d0-632b-237b-37d7912c6233&psq=%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d9%89+%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%89+%d8%b9%d9%84%d9%89+%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86+%d9%8a%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%88%d8%a8&u=a1aHR0cHM6Ly93d3cueW91dHViZS5jb20vd2F0Y2g_dj1hWjlCUy00WElkVQ&ntb=1
    أهديك هذا الرابط للتعريف بعلى عثمان شيطان الفحم

  3. المرتزق علي احمد ده زول أمين ما عايز يعرد ويتنصل زي السادة المستشارين الظاهر الطقة الادوها ليهو كانت كبيرة

  4. هذا كلام جيد لكنه مقبول اذا أتى من شخص غير مؤيد للدعم السريع. الشعب السوداني قال كلمته في ثورة ديسمبر العظيمة وقضى على الحكم الثيوقراطي الذي على يده تم اذلال المواطنين وحرمهم من الحريات الخاصة والعامة وللأسف جاء الجنجويد بما هو أخطر مما جاء به الكيزان. الذي يحدث الآن لا يمكن وصفه لذلك سقط الجنجويد في نظر جميع فيئات الشعب السوداني الا المكابرين أصحاب الأغراض الطائفية الذاتية الضيقة.. للأسف الشعب السوداني أصبح بين سندان سدنة الدولة العميقة ومطرقة الجنجويد هؤلاء الهوام الطحالب الآدمية القادمون من وراء المعرفة والتاريخ لان انتصار هؤلاء يعني زوال دولة السودان وانتصار الجيش يعني عودة الدولة العميقة والله المستعان.

  5. خلاص قنعت من ( أهلك ) جرذان و كلاب عربان الشتات الإفريقي و مسكت في ضنب الككو… منذ بداية الحرب قلنا لكم مافيش مليشيا تهزم ليها جيش منظم و مافيش مليشيا ممكن أن تحكم دولة بإسم قبيلة و لأنكم جهلة بتاريخ الشعب السوداني و قواته المسلحة ورطوا أنفسكم فأصبحتم مكروهين من قبل الشعب و انهزمتم شر هزيمة و حد الجيش معاكم نيالا و الضعين و الجنينة و زالنجي و حتي خارج الحدود في بانغي و انجمينا…..

  6. المرتزق والمليشي الإرهاب على أحمد يصر فى مواصلة سيره فى طريق الخطايا ومازال يردد عبارات تافه مثله وتشبه كثيرا شكلا ومضمونا مقوله بورتكيزان لبورتسودان وعلى احمد كإنسان تشادى اجنبى يؤلمه ان تكون للسودان ميناء وساحل بحرى طوله أكثر من 700 كيلومتر وميناء تسمى بورت سودان
    هذا الذى يقال له على أحمد غمي قبيح الوجه. تنظر اليه تصاب بالغثيان يظن انه من البشر وهو غير ذلك
    وبالامس جلس البرهان بين هيئة أركان جيشه فى مبانى هيئة القيادة العامة بعد أن يحررها اشاوش جيش السودان وهرب رعاة الضأن والماعز والحمير وتكشف لنا حقد على أحمد واشباههم على مدينة. بورتسودان التى استضافت حكومة السودان ومنها انطلق القائد يحرر فى المدن مدينة تلو مدينة لكن جاءت الاخبار من ناس حذيفة ابو نوبة ان سلاح الإشارة والقيادة العامة ما التا فى قبضة اصاوص الدهم الصريع
    مبروك حذيفة
    الجن بتداوى
    كعبة الاندراوا
    لو سمحتوا افيدونا بأخبار الباشا طبيق وعمران لندن وزميل كم الذى يتحدث من إيطاليا ونقول لكم لقياس درجة حرارة دقيقة لجسم المرتزق موصى بوضع مقياس الحرارة فى الفم الأسفل لان ليس به أسنان قد تتسبب فى كسره

  7. وبالامس جلس البرهان بين هيئة أركان جيشه فى مبانى هيئة القيادة العامة
    غشوك يا فلنقاي , ليه ما صوروا فديوهات لبرهان و هو في ساحة ( حوش ) القيادة العامة زي نا كانوا بيصوروه قبل هروبه منها
    الصور المنتشرة داخل غرف مغلقة يعني ممكن تكون في اي مكان

    كلمة قميء تكتب القاف

    (يظن انه من البشر وهو غير ذلك ) هل خلقته أنت؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..