حسن الخاتمة والتعسيل .. أوهام وتحريفات يهودية

محمد الصادق
مما يكثر ذكره في خطب الجمعة
ما أسماه الخطباء (حسن الخاتمة)
ويقصدون موت الشخص
في (حالة حسنة) !!
أثناء أو بعد تأديته لعمل صالح !! .
ويستدلون بما روي عن أنس بن مالك عن النبي :
(إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله)
قالوا : كيف يستعمله؟
قال : (يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد ، والترمذي ،
وصححه الألباني
في “السلسلة الصحيحة”.
وكذلك حديث :
(إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ)
قِيلَ : وَمَا عَسَلُهُ؟
قَالَ: (يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِه
ِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ)
رواه أحمد ، وصححه الألباني
في “السلسلة الصحيحة”.
…
لقد ذكر القرآن بوضوح
أن مصائر الناس
حسب أوزان أعمالهم
وليس حسب آخر ما فعلوه
في حياتهم الدنيا :
{وَٱلۡوَزۡنُ یَوۡمَئذٍ ٱلۡحَقُّۚ
فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَ ٰزِینُهُۥ
فَأُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ}
وفكرة حسن الخاتمة
فكرة خاطئة
نتجت عن خطأ لغوي وتوهم
مثلها مثل الخطأ في معني كلمة (اعفاء) بالنسبة لللحية
كم ذكرنا في موضوع :
(تربية اللحية من تحريفات اليهود للإسلام) ؛
(إعفاء اللحية علي ضوء نظرية التحريف)
فحلق اللحية – بكل بساطة-
من سنن الفطرة العشر
كما جاء في حديث عائشة
والناس يفعلونها من أجل النظافة
وأمة الإسلام تهتم بالنظافة
بينما هناك امم
عرفت بالإتساخ
والعيش وسط الأوساخ
ولذلك قصدوا تحريف ديننا
حتي نتبع طريقتهم
فهل من النظافة أخي المسلم
جزّ اللحية أم تركها؟؟!! .
…
والخطأ هنا ..
في معني كلمة (الخواتيم)
ففي عبارة (الأعمال بالخواتيم)
المقصود أختام الله علي صحائف الناس
ففي اللغة :
(خواتيم) جمع ختم وخاتم وليس جمع خاتمة
وحديث البخاري :
(إنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ النّارِ وإنَّه مِن أهْلِ الجَنَّةِ ،
ويَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ الجَنَّة
ِ وإنَّه مِن أهْلِ النّارِ ،
وإنَّما الأعْمالُ بالخَواتِيمِ) .
المقصود به أن الله يقرر مسبقا مصائر جميع الناس
فربما تري الشخص يعمل عمل اهل الجنة ويكون مختوما علي صحيفته
أنه من اهل النار
وتري من يعمل بعمل اهل الجنة ويكون مختوما علي صحيفته أنه من أهل الجنة بما يعني
أن أختام الله تصدق دائما
وذلك لسبب بسيط
أن أحكام الله المسبقة
يقررها بناءً علي علمه المطلق ، بما كان وما هو كائن وما سيكون ؛ ولذلك روي البخاري هذا الحديث
في باب القَدَر
فالله لا يقدر الأقدار اعتباطيا وعشوائيا
وانما بناءً علي
(علم وخبرة وحكمة) مطلقة
▪▪▪▪▪
إن الدعاء بحسن الخاتمة
لم يعرف لا في عهد الصحابة ولا في القرون الأولي للإسلام
وهو لم يرد في دعاء النبي المأثور وإنما كان النبي
يدعو بدلا من ذلك
بأن يثقّل الله موازينه ؛
ويسأل الله الجنة (مباشرة) فهذا هو الفوز العظيم .
أما الدعاء بحسن الخاتمة
فكأنما المقصود به سمعة الشخص في الدنيا وافتخار أهله به بعد موته!! .
وهذا لعمري
“انحراف” كبير في الدين
ندعو الدعاة والمدعوين
للتوبة منه.
▪▪▪▪▪
للأسف اليوم يعتقد الناس
أن الموت في (حالة حسنة)
وخاصة بين يدي عمل صالح ، صلاة أو صيام أو حج ، هو مؤشر جيد للمصير النهائي !! .
بل أنني رأيت بعض المغفلين
يترك كل الدعاء
ويكتفي فقط بدعاء واحد
هو أن يموت وهو ساجد !!
لم يرد في القرآن ولا في السنة نصوص صريحة صحيحة ، تفيد أن الله يدخل الناس الجنة أو النار
علي حسب آخر أعمالهم ،
تلك التي فعلوها وهم يغادرون الدنيا ؛
وحسب ما لاحظناه من نهج التحريف الذي تسير عليه الإسرائيليات
فإن أحاديث التعسيل والاستعمال والتطهير
كلها من الدخيل السامّ
لأنها تتناقض تناقضا واضحا مع آيات قرآنية وأحاديث صحيحة.
وأما حديث مُسلمٍ :
(يُبعَثُ كلُّ عبدٍ على ما مات عليه) ، ففي مقالاتنا :
– (كيف تقوم الساعة)
– (تفسيرات شيطانية : تحدّث الأرض وشهادة الجوارح)
– (تفسيرات شيطانية : زلزلة الساعة)
أوضحنا كيفية عرض الأعمال في الآخرة ،
بتزلزل الأرض (تراجعها) ،
ويؤيده حديث طلوع الشمس من مغربها ،
بما يعني عودة الارض للدوران في الاتجاه المعاكس مما يمثل (اعادة) لمجريات احداث الدنيا
نتيجة لعودة الارض للدوران ، لتعود الحياة مرة اخري من حيث توقفت الارض (نهاية الدنيا)
الي حيث بدأت (بداية الحياة الدنيا) .
فعرض الأعمال يبدأ بآخر شيء فعلته في الدنيا
ويكون هو أول شيء يتم عرضه في الآخرة ؛
لذا يبعث كل واحد علي ما كان يفعله حين موته ،
ثم الشيء الذي قبله مباشرة وهكذا ،
ولذلك فالناس لا يكبرون في السنّ ، وإنما يصغرون،
فالناس يأتون إلي الحياة شيبا ويغادرونها برجوعهم إلي بطون امهاتهم :
(إن زلزلة الساعة شيء عظيم).
▪▪▪▪▪
نعود لموضوع أوهام الخاتمة والتعسيل ..
(الأئمة المضلين) الذين حذر منهم الرسول
يسوقون عقيدة التعسيل الفاسدة للناس ،
فيقولون لهم أن العسل
– (يَحْلو به كلُّ شيءٍ ،
ويُصلِحُ كلَّ ما خالَطَه) !!! .
– (وكأن الله يخرج أحلى ما فيكَ قبل موتِكَ) !!! .
ويحكون عن الشيخ الألباني
أنه كان يدعو لمن صنع إليه معروفًا
بقوله : (عَسَلَك الله) !!! .
إن فكرة التعسيل هذه
ليست إلا من ايحاء الشياطين ولا يقتنع بها إلا ساذج ، لم يتلُ القرآن ولا مرة واحدة
فالله سبحانه وتعالي
لا يجبر أحد علي سلوك طريق معين ، وإنما يجعل له الإختيار إن شاء آمن وإن شاء كفر :
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل
َ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}
والله ليس مجبورا أن يجامل شخصا معينا
اعتاد علي فعل السوء
فيرصده..
متي ما عمل عملا واحدا صالحا ، قام بقبض روحه حتي يدخله الجنة، لأنه يحبه !!! .
القرآن والسنة
يقولان العكس
أن حب الله للعبد ، يأتي من اصرار العبد علي لزوم طاعة الله:
(وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتّى أُحِبَّهُ..)
إن التعسيل عقيدة يهودية فاسدة تزعم أن لله أحباء
يرضي عنهم مهما كانت أعمالهم !!! .
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
ٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ
قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ
بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ}
– {وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ
إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ ، قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا
فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ
…
هذه العقيدة الفاسدة هي التي تجعل القوم يرتكبون أفظع الفظائع دون خوف من الله .
وللأسف فإن هذه العقيدة
انتقلت منهم إلينا فالمسلمون صاروا يضرب بعضهم رقاب بعض وكلا يمنّي نفسه بالجنة !!! .
فالتعسيل وحسن الخاتمة
اعتقاد إرجائي يثبط هِمم الناس عن عمل الصالحات
لأن المرجئة يقللون من قيمة العمل ؛
ووهم حسن الخاتمة يجعل مصائر الناس كأنها مسألة حظ أو يانصيب فالمحسن قد ينال سوء الخاتمة !! .
والمسيئ قد ينال حسن الخاتمة !! .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
هذا نصح وتذكير بآيات الله … ونحذر أن يقف الناس في طريقه ، دونما ترو وبحث وتمحيص
ورجوع إلي .. إلي كتاب الله وصحيح السنّة :
فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَـٰلُ}؛
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِۦثُمَّ أَعۡرَضَ عَنۡهَاۤۚ}
ونرجو من كل من فهم المعلومة أن يساهم بنشرها وبشرحها ، حتي تعم الفائدة ، ولكي نزيل الدخيل من المفاهيم الساذجة والخبيثة ..
فهذه إذن نصيحة ،
والدين النصيحة -كما في الحديث :
(لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
“””فالناس يأتون إلي الحياة شيبا ويغادرونها برجوعهم إلي بطون امهاتهم “””:
هل من عاقل يقول بهذا؟ إذا الناس يرجعون إلى بطون أمهاتهم وأمهاتهم إلى بطون أمهاتهن فمن الذين يحاسبون وهل يحاسبون وهم في بطون أمهاتهم؟؟ ألم تسمع بحديث بعث الناس وهم شباب والحديث الذي مازح فيه الرسول الكريم المرأة العجوز التي سألت النبي بأن يدعو الله لها الجنة فقال لا يدخل الجنة العجائز – حديث المقدام -رضي الله عنه- أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ما مِنْ أحدٍ يموتُ سِقْطاً ولا هَرِماً -وإنَّما الناسُ فيما بينَ ذلك- إلا بُعِثَ ابْنَ ثلاثٍ وثلاثينَ سنةً، فإنْ كان مِنْ أهْلِ الجنَّة، كان على مِسْحَةِ آدَم، وصورَةِ يوسُفَ، وقلبِ أيُّوبَ، ومَنْ كانَ مِنْ أهْلِ النار، عُظِّموا وفُخِّموا كالَجِبَالِ. رواه البيهقي بإسناد حسنه المنذري في الترغيب، والحديث حسنه الألباني أيضا بغيره، وهو في السلسلة الصحيحة برقم: 2512.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في البعث والنشور -واللفظ له- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يُحْشَرُ مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ فِي خَلْقِ آدَمَ، وَحُسْنِ يُوسُفَ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ مُرْدًا، مُكَحَّلِينَ أُولِي أَفَانِينَ، قَالَ: فَقُلْنَا: فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ بَاعًا، وَحَتَّى يَصِيرَ نَابٌ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ. اهـ.
وعن أنس ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لامرأة عجوز : ” إنه لا تدخل الجنة عجوز ” . فقالت : وما لهن ؟ وكانت تقرأ القرآن ، فقال لها : ” أما تقرئين القرآن ؟ إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا ، رواه رزين .
وعلمياً وبحسب نظرية إنشاء الكون بالانفجار العظيم وتمدده المستمر في الحياة الدنيا إلى يوم القيامة الذي يبدأ بنهاية هذا التمدد ولحظة بدء انكماشه وعودته القهقرى فيصغر ويصغر عكسيا عائداً بأجرامه وأحداثه سائراً نحو نقطة نشوئه وفنائها فيها ومع هذا التراجع ينعكس الزمن فتعود سيرة كل مخلوق إلى بدايتها مرورا من موته إلى نقطة خلقه وصحيح أن الانسان ليصغر ويصغر حتى يصل سن التكليف أو الرشد والبلوغ أي الشباب وفي هذه المرحلة مرحلة الحاقة تفتح أبواب السماء وتتنزل الملائكة لأخذ عرش الحياة من الكون السائر نحو الفناء واجلاء المكلفين للحساب في بعد كوني آخر للحساب والثواب الجنة والنار!
للاسف كاتب المقال مجرد مخرف يخرف نخريفا فظيعا و ينشر جهلا عقيما
قال الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام : ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101]
فلو كان أحد من الناس مسلما و عمل الكثير من أعمال الخير ثم قبل موته بأيام كفر بالله تعالى و ألحد هل سيدخل الجنة ؟ قطعا لا
و هذا هو المعني بالقول ) انما الأعنال بخواتيمها)
أما فيما يتعلق بحلق اللحية فقد سبق ان بينت أنا في تعليق على مقال سابق خطل كاتب المقال و هنا نطالبه بنص الحديث الذي تحدث عن خصال الفطرة و هل ذكر من ضمنها حلق اللحية ؟
ثم انه لم يذكر أحد من العاقلين أن شعر الرأس أو اللحية أو الشارب قذارة , بل من المعروف ان القمل مثلا ينمو و يرتع في شعور من لا يستحمون او يتنظفون و لكنه لا ينمو في اللحية
كلام كاتب المقال عن اللحية غير صحيح شرعا و عقلا و صحيا و واقعيا
هل تريد التفسير حسب فهمك؟ سألتك المرة السابقة: لماذا تجاهلت معنى إعفاء الآخر وهو ترك ولم ترد..أرجو أن تتوقف عن هذه الهرطقة!!