مقالات وآراء سياسية

السودان الحرب المشهودة

محمد حسن مصطفى

 

الإدانة لفقط تسجيلها كنقطة وموقف هي كالتوقيع بجملة “العاقبة عندكم في المسرات”! .

طوال حرب استباحة السودان احتلت مليشيات الجنجويد منازل السودانيين واستهدفتها بالقذف والنهب بل واستباحت أهلها وانتهكت حرماتهم دمهم وأعراضهم وماذا بعد الدم والعرض لنحسب من انتهاكات لها ونعدد أخطر وأعظم! .

هل نتحدث عن استهدافها المستشفيات والمرضى والطواقم الطبية؟ أم نتحدث عن تعمدها استهداف كامل البنية التحتية والخدمات وحرمان الناس وسجنهم وتجويعهم وتعذيبهم وإزلالهم؟ لا شيء يعدل انتهاك الأعراض فالموت شهادة أهون؟! .

ويأتيك المتلونون المنافقون يتناسون كل ذلك ويتحاشون الحديث عنه ينكرونه أو لا يريدون تصديقه حتى يصيبهم هم أنفسهم وفي أهلهم فيؤمنوا! .

 

والعالم والعربي خاصة “قف تأمَّل” وإمارة الشر الجميع يرى ويعلم تدخلها في الحرب المباشر داعمة الجنجويد والجنجويد زعامتهم ضيوف شرف وحصانة عندها! .

وحتى إذا ما أصابت بعض سفاراتهم نيران الحرب وهي خاوية من ساكنيها منهم ولا يعني ذاك حتماً أن لا ساكن لها من المليشيات يستخدمها بإذنهم في الحرب حتى تسارعت الإدانات كما حدث لسفارة الإمارة في العاصمة الخرطوم المستباحة في حرب الإستباحة! وكأن منازل السودانيين وأرواحهم وأعراضهم لا تعني لهؤلاء شيء ما لم يكن في أمرهم وخلفهم دولة! .

 

هل يعلم هؤلاء عن الفاشر المحاصرة وما يحدث فيها يومياً من استهداف للأبرياء في مساكنهم وأسواقهم ومستشفياتهم كحال مناطق السودان كلها! لماذا لم نسمعهم يدينون أي جرائم هناك إلا لحظة عن سمعوا بكلمة السعودي تلحق بمستشفى؟ فسارعوا زرافات ووحداناً بالشجب والإدانة والحديث عن المعاهدات والشرائع الإنسانية والمواثيق الدولية؟ فإن لم يكن المستشفى ينسب إلى كرم دولة وتبرعها أو منزل مؤجر أو مملوك لسفارة فهل كان ليهتم لمن قتل فيه أو تهدم منه في الحرب كما حدث في باقي السودان كله أحد؟ .

 

هل شعب السودان دمه وعرضه رخيص إلى هذه الدرجة في أعيننهم! من تم استهدافهم والغدر بهم هناك هم سودانيون أبرياء أولاً وأخيراً نفس من تم استباحتهم في السودان كله فلماذا لا يدان الإجرام كله وتدان جرائم الحرب كلها! .

*

الحال كحالة جموع قوى الحرية والتغيير قحت أو تقدم! هؤلاء المتلونون بلا طعم ولا لون فقط رائحة تصدر منهم تزكم الأنوف كلما سمعوا انتصار للجيش وتجمع للشعب المقهور حوله مفتخراً به ومتأملاً وداعياً ناشداً تمام النصر والتحرير معه تدفقت منهم رسائل وبيانات النواح والرديح على الثورة! وكلما ظهرت تفلتات وتجاوزات لأفراد منه او تنسب إليه بسبب النقمة أو الغضبة أو من جهالة أو هي من مكيدة والفتنة تمسكوا بها ونفخوا فيها حتى جعلوها هي شعار لسوء النية في الجيش وسبيلاً لتحطيم نصره وتشويه الفخر له في عين شعبه! .

هل أدانوا قيادات وقحت وتقدم من قبل انتهاكات الجنجويد حليفهم السابق والحالي بالصريح والعبارة؟ أبداً فكلما وجد أحدهم نفسهم في مأزق واجب الإدانة الصريحة لها مر في ذكرها كشى عابر ليلتف ويقارن ويساوي ويزبد وينطح ويطعن في الجيش !! .

*

في حروب الإستباحة لا مناطق للحياد. فإما أنك مع الحق وأهله أم أنك ضدهم جميعاً.

نفاقك لا يحميك ويرفع من قدرك ويضمن لك المستقبل.

كتبنا من قبل وأكثرنا أن الجيش هو قوات الشعب السودانية المسلحة. هو من رحم هذا الشعب وهو الأمين على حفظه وحمايته. وأكدنا الفصل بين قيادة الجيش والجيش بأن المحاسبة للقيادة واجبة على أخطائها وتجاوزاتها وتفريطها وخيانتها ومنذ البشير عمر كقائد للجيش لا النظام. وكانت دعوتنا واضحة أن الجيوش يجب الحفاظ عليها لأنها ركن الدولة. ووقفنا قديماً وإلى ساعتنا هذه ضد أي استهداف لبنية الجيش ودعوات لحله أو حتى المساس به حتى في أمر دمج تلك المليشيات كنا ضده لعلمنا أنهم مجرد عصابات قطاع طرق ومرتزقة لا أمان لهم ولا عهد. تقولون عن الكيزان ومليشياتهم والمنتسبين لهم في الجيش خذوا راحتكم لكن الجيش كالشعب لا علاقة له بصراعاتكم بين بعضكم وثاراتكم وغباينكم وعقدكم.

 

قحت وتقدم صعدوا إلى السلطة فوق أكتاف الشهداء وشعب السودان في ثورته العظيمة المباركة. تلك القوى لم تستطع ان تحفظ قسمها بأن تدير الدولة دعكم من الحفاظ على مكتسبات الثورة وتضحية الشهداء. هم سقطوا فيما سقط فيه معهم المجلس العسكري شريكهم في وثيقتهم للحكم والذي أقسم قادة الجيش فيه بالحفاظ على أمن السودان وشعب السودان فانتهى الأمر إلى حرب استباحة للشعب والسودان في حرب بين جميع الشركاء في تلك الوثيقة وبتدخل دولي وإقليمي كان من بعض الدول الشهود عليها.

 

*

وفي المنابر وصفحات المواقع السودانية المختلفة تدهشك أقلام سودانية الإسم والهوية وهي تشمت وتتلذذ بفظاعات الحرب وأشكال الإنتهاكات فيها والجرائم ضد هذا وذاك واضعة أعينها على فتن القبلية والجنس والعرق وعقد من النقص والغبن والحقد حد الغثيان معها من سواد النفوس والشر والغل الكامن فيها! .

 

حرب السودان وكما تعنونها قناة الجزيرة بالمنسية هي فيها حقيقتها “حرب مشهودة” شاهدة على كم من الخيانة والأحقاد والغبن والحقد أشعلت بقصد وتعمد ضد شعب السودان أولاً وأخيراً.

الهدف تدمير كرامة الشعب وكسر ظهره في جيشه وتهجيره واحتلال أرضه.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..