المشي أو الركض كعلاج مثبت طبيا لمداواة مرض الأكتئاب!

حسين عبدالجليل
حزنت عندما قرأت في صحيفة الراكوبة الاكترونية بالأمس بأن مواطنا سودانيا مقيما بالمملكة العربية السعودية قد قفز من أعلي بناية شاهقة محاولا الأنتحار. هو بلاشك ليس المواطن السوداني الوحيد الذي أنتحر أو حاول الأنتحار خلال هذه الحرب اللعينة, فقد قرأت وسمعت عن حوادث مماثلة لسودانيين مقيمين بمصر أنتحر بعضهم وحاول آخرون الانتحار.
ماذا نفعل عندما تقلب حياتنا رأسا علي عقب مؤثرات خارجية لاسيطرة لنا عليها؟ ماذا تقول لشخص قد جاوز الخمسين أو الستين , أشقي نفسه لسنوات يكدح ليعيل عياله ويحسن وضعه المادي , وفجاءة يتم نهب كل شيء منه , منزله يتم احتلاله أو نهبه بالكامل , سيارته يتم نهبها , حتي سرائر المنزل تسرق؟ بالتأكيد مثل هذا الشخص سيدخل في نوبة حزن وكآبة طويلة. حتي كثير من الشباب والشابات- داخل السودان حاليا أو ممن لجأوا لدول الجوار- ممن لايملك الكثير من الماديات بعضهم يمرون بحالات حزن وكآبة نتيجة لعدم مقدرتهم علي التخطيط لمستقبلهم.
الخطوة الأولي للخروج من حالة الأحباط والكآبة الناتجة عن وضع بلادنا الكارثي الحالي هو اليقين التام بأن مانعيشه حاليا رغم مرارته الشديدة ماهو الا وضعا مؤقتا , فلا حرب في التاريخ دامت للأبد , فكل حروب الدنيا أنتهت أو ستنتهي , لذا يبقي السؤال الهام الا و هو: حتي تنتهي هذه الحرب اللعينة, كيف يمكن للمواطن السوداني- يوما بعد يوم- المحافظة علي توازنه العقلي وأبعاد الهم والحزن والكآبة عن نفسه؟ ذلك الحزن اللعين الذي وبحسب القرآن الكريم يحمد الداخلون للجنة ربهم علي أزالته عنهم : (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) وكان المصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام يتعوذ منه بقوله : (اللهم اني أعوذ بك من الهم والحزن).
يجمع الباحثون والاطباء النفسيين الغربيين بأن المشي أو الركض يوميا يعد علاجا فعالا لمرض الكآبة وهم يوصون مرضاهم بممارسة المشي علي الأقل لمدة ساعة يوميا ومن يستطع الركض يمكنه ايضا ابدال المشي بالركض لمدة 15 دقيقة أو يزيد يوميا , بل أنني قرأت قول أحدهم بأن المشي أو الركض لو كان دواء مضادا للكآبة يباع في الصيدليات لفاق سعره سعر كل أدوية معالجة الكآبة وذلك لكونه أكثر فعالية وليس به أي أثار جانبية كباقي الأدوية.
في بحث أطلعت عليه منشورا بموقع كلية الطب بجامعة هارفرد علي الرابط
https://www.health.harvard.edu/mind-and-mood/more-evidence-that-exercise-can-boost-mood
يقول تلخيص البحث بأن الركض يوميا لمدة 15 دقيقة أو المشي يوميا لمدة ساعة يعتبر وقاية من الأصابة بمرض الكآبة. أي أن المشي أو الركض لايعتبر علاجا فقط بل هو وقاية من الأصابة بهذا المرض اللعين.