مقالات وآراء

البحير ،، مدينة الجراح ..!!؟؟ 

د. عثمان الوجيه

 

في قلب السودان، حيث تتلاقى الشمس الحارقة مع رمال الصحراء الذهبية، تقع مدينة نيالا، التي كانت تنبض بالحياة والأمل، ولكن في يوم من الأيام، تحولت هذه المدينة الجميلة إلى ساحة حرب، حيث تصارعت قوى الشر على أرضها، ودمرت كل ما هو جميل، بالأمس، أعلنت ميليشيا الدعم السريع المتمردة عن مقتل العشرات من المدنيين الأبرياء، الذين سقطوا ضحايا لقصف جوي وحشي نفذه الجيش السوداني!!، لم يرحم القصف الأطفال ولا النساء، ولا الشيوخ ولا الشباب، بل استهدف كل من كان في طريقه، وحول المدينة إلى مأساة ومشهد دام، لم تكتف الميليشيا بإعلانها عن الضحايا، بل نشرت صوراً ومقاطع فيديو تظهر حجم الدمار والخراب الذي لحق بالمدينة، وتوثق لحظات الرعب التي عاشها السكان، كانت نيالا تنزف، وكانت جراحها تصرخ بصوت عالٍ، يستنجد بالعالم لإنقاذها من هذا العنف الذي لا يرحم، لم يك هذا القصف هو الأول من نوعه، فقد سبقه العديد من الهجمات الوحشية التي استهدفت المدنيين الأبرياء، والتي ارتكبتها جميع الأطراف المتصارعة في السودان، ولكن هذه المرة، كانت نيالا هي الهدف، وكانت جراحها أعمق من أي وقت مضى، نددت منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية، بالقصف الجوي الذي استهدف مدينة نيالا، ودعت إلى وقف فوري للعنف وحماية المدنيين، كما دعت إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وتقديمهم إلى العدالة، لكن، رغم كل هذه الدعوات، لم يتوقف القتال في السودان، ولم تتوقف معاناة المدنيين، فمتى سينتهي هذا الكابوس؟ ومتى ستعود نيالا إلى سابق عهدها، مدينة تنبض بالحياة والأمل؟ فالحرب تدمر كل شيء، ولا تفرق بين الأبرياء والمذنبين، والمدنيون هم الضحايا الرئيسيون للحروب، وهم يدفعون الثمن الأكبر للصراعات السياسية، والمجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته، والتدخل لوقف العنف وحماية المدنيين، والشعب السوداني يستحق أن يعيش في سلام وأمان، وأن ينعم بالاستقرار والازدهار، أدعو جميع الأطراف المتصارعة في السودان إلى وقف القتال، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى حل سلمي ينهي هذه الحرب اللعينة، كما أدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده، وتقديم المساعدة الإنسانية والإغاثية للمدنيين المتضررين من الحرب، نيالا تستحق أن تعيش، والسودان يستحق أن ينعم بالسلام.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- بصفتي مواطنًا سودانيًا، أشعر بمرارة وأنا أرى وطني ينزف، منذ 15 أبريل 2023، والسودان يشهد حربًا ضروسًا بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة، حربٌ قتلت الآلاف، وشردت الملايين، وقضت على الأخضر واليابس، لم تتوقف الحرب عند هذا الحد، بل امتدت لتطال كل بيت سوداني، أنا نفسي فقدتُ أعز الناس إليّ في هذه الحرب اللعينة، صديقي الذي كان يشاركني أحلامي في بناء سودانٍ مزدهر، قُتل برصاصة طائشة أثناء اشتباكات عشوائية، أجبرت الحرب (أقاربي، زملائي، أصدقائي، جيراني، أحبابي، معارفي، الخ) على النزوح من منازلهم، ولسان حال أي واحد منهم: قضيتُ طفولتي وشبابي، تركتُ خلفي ذكرياتي الجميلة، وأحلامي التي لم تتحقق، أصبحتُ نازحًا في وطني، أبحث عن الأمان والمأوى، لم يكن حالهم أفضل من حال الملايين الذين نزحوا مثلهم فقدنا كل شيء، ولم يتبق لنا سوى الأمل في غدٍ أفضل، حاولتُ أن أفهم ما يحدث في بلدي، لماذا يتقاتل أبناء الوطن الواحد؟ لماذا يدمرون بيوتنا ويقتلون أحباءنا؟ سألتُ نفسي، هل الجيش السوداني، الذي من المفترض أن يحمينا، قادر على حسم هذه الحرب؟ للأسف، الإجابة كانت محبطة، الجيش السوداني، الذي كان يوماً رمزًا لوحدتنا الوطنية، أصبح الآن طرفًا في هذا الصراع الدامي، ورغم أننا ناشدنا قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، باستخدام القوة لحسم التمرد، إلا أنه فاجأنا بقوله إنه يحفر في جبل بالإبرة، في إشارة إلى صعوبة وتعقيد حرب المدن، لكنه عاد ووعدنا بساعة حسم، وزعم أنه سيواجه التمرد بالقوة المميتة، ولكن بعد أن تقدم الجيش السوداني في بعض المناطق، انقلب على الشعب، وبدأ في تصفية المدنيين، وقصف الأحياء السكنية، وتدمير المنشآت، بحجة أنه يحارب بؤر وحواضن العدو، بل وصل به الأمر إلى اعتقال الأبرياء وقتلهم خارج القانون، بتهمة التخابر مع الميليشيا المتمردة، هنا لم أتمالك نفسي، وتساءلتُ، هل الجيش السوداني، الذي فشل في حسم الحرب طوال 22 شهرًا، يريد أن ينتقم من الشعب؟ هل يعقل أن يتحول الجيش الذي يحمي الوطن إلى عدو للشعب؟ أنا كسوداني، أشعر بالحزن واليأس، أرى وطني ينهار، وشعبي يعاني، ولكنني أرفض الاستسلام، وأؤمن بأننا قادرون على تجاوز هذه المحنة، أدعو جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى حل سلمي ينهي هذه الحرب اللعينة، كما أدعو الشعب السوداني إلى الوحدة والتكاتف، ونبذ الفرقة والتعصب، والعمل معًا من أجل بناء سودان جديد، يسوده السلام والعدل والمساواة. I call on all warring parties to stop fighting, sit at the negotiating table, and reach a peaceful solution that ends this damned war. I also call on the Sudanese people to unite and stand together, reject division and fanaticism, and work together to build a new Sudan, where peace, justice, and equality prevail وعلى قول جدتي:- “دقي يا مزيكا !!”.

خروج:- “نزوح السودان: أرقام تتحدث عن مأساة وطن” ففي قلب القارة الأفريقية، حيث تتلاقى الحضارات والثقافات، يقع السودان، الذي كان يُعرف بأرض الخير والنماء، ولكن في يوم من الأيام، تحولت هذه الأرض الطيبة إلى ساحة حرب، حيث تصارعت قوى الشر على أرضها، ودمرت كل ما هو جميل، بالامس، أعلنت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة عن أرقام مفزعة، تكشف عن حجم المأساة التي حلت بالسودان، فقد تم تهجير ما يقدر بنحو 11,568,970 نازحًا داخليًا، وتشريد أكثر من 3,472,003 شخص عبر الحدود إلى البلدان المجاورة، لم تكن هذه الأرقام مجرد أرقام، بل كانت تحمل وراءها قصصًا وحكايات، عن أطفال فقدوا أحباءهم، ونساء اغتصبت، وشيوخ هُجِّروا من ديارهم، كانت هذه الأرقام صرخة مدوية، تستنجد بالعالم لإنقاذ السودان من هذا العنف الذي لا يرحم، لم تكتف المصفوفة بإعلانها عن أعداد النازحين، بل أشارت إلى أن أكثر من نصفهم كانوا من الأطفال دون سن 18 عامًا، وأن العديد منهم نزحوا أكثر من مرة، مما يزيد من معاناتهم ويضاعف آلامهم، لم يكن هذا النزوح هو الأول من نوعه في السودان، فقد سبقه العديد من موجات النزوح التي نجمت عن الحروب والصراعات القبلية، ولكن هذه المرة، كان النزوح أكبر وأوسع، وكان ضحاياه أكثر من أي وقت مضى، نددت منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية، بالنزوح الجماعي الذي شهده السودان، ودعت إلى وقف فوري للعنف وحماية المدنيين، كما دعت إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وتقديمهم إلى العدالة، لكن، رغم كل هذه الدعوات، لم يتوقف القتال في السودان، ولم تتوقف معاناة المدنيين، فمتى سينتهي هذا الكابوس؟ ومتى سيعود النازحون إلى ديارهم، ويعيشون في سلام وأمان؟ فالحرب تدمر كل شيء، وتجعل الإنسان في مهب الريح، والنزوح يمزق الأسر، ويشتت العائلات، ويحرم الأطفال من طفولتهم.. #أوقفواـالحرب ولن أزيد ،، والسلام ختام.

[email protected] – @Drosmanelwajeeh

 

‫2 تعليقات

  1. وقت ماقلت دكتور لماذا قوات الدعم السريع المتمردة ولماذا تصفها المتمردة وهل لديك تحقيق من جهات مختصة عن من هو المتمرد الجيش ام قوات الدعم السريع ، قوات الدعم السريع لديها قانون مجاز من قبل برلمان الكيزان واللا غير معترفين ببرلمانهم ، قوات الدعم السريع كما قال حمار الكيزان العوير البرهان ان قوات الدعم السريع خرجت من رحم القوات المسلحة.
    من يريد أن يكون صادق في بحثه عن السلام فاليلتزم الحياد عن الطرفين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..