مقالات وآراء

الوجه الاخر للجالية السودانية بلندن

جعفر فضل

كل عام ترذلون! السودانيون في بريطانيا واسقاطات التدهور الفكري والأخلاقي في الوطن الام

بالأمس أعلنت الجالية السودانية بلندن تأجيل انعقاد جمعيتها العمومية التي كان من المقرر انعقادها يوم الاحد 9 فبراير . ذلك اثر ورود تنبيه و نصيحة من السلطات الرسمية ببريطانيا بضرورة تأجيل اجتماع الجمعية العمومية للجالية لتوقعها لامكانية حدوث أعمال شغب و عنف من بعض المجموعات السودانية بلندن و ايضاً ورود تحذير من ن ادارة القاعة بالغاء الاجتماع حال حدوث اى شغب او تخريب داخل القاعة يهدد الممتلكات و السلامة العامة.

التهديد يبدوا من الجماعة التي سبق لها ان تحرشت بالذين حضروا ندوة حمدوك في اكتوبر الماضي حين قامت بالتحرش اللفظي ضد الحضور حاملين العصي امام القاعة لمنع دخول حمدوك و رفاقه مما استدعي تدخل الشرطة البريطانية ! .
هذه المجموعة رغم محاولاتها تسديد اشتراكات اكبر عدد من الاشخاص لتأهليهم لحضور الجمعية العمومية و بالتالي أحقيتهم في التصويت ، إلا انه يبدوا انها قد اكتشفت ان عدد المؤيدين لها لا يجلب لها الفوز في انتخابات الجالية فاتخذت القرار بمنع انعقاد الجمعية عن طريق البلطجة و العنف !!
قبل ان يكون للجالية السودانية بلندن مهاجرين من السودان كانت تشرف علي شؤونهم جمعيات واتحادات الطلبة والمبعوثين ، و كانوا وقتها من الصفوة .

في عام ١٩٩٣ عندما زاد عدد المهاجرين وتناقص عدد المبعوثين ( نتيجة لظروف الحكم في السودان ) ، تكون مجلس ادارة للجالية من المهاجرين المقيمين برئاسة المرحوم د عمر يوسف العجب ونائبه احمد بدري . ثم آلت الرئاسة لاحمد لعدة دورات . كانت وقتها مجالس الجالية بعيدة عن ساس يسوس . و كان المجتمع معافا من الحقد و الضغينة ويسود الاحترام بين الجميع .

للأسف الان اصبح التناطح الحزبي و العصبية الايدلوجية و العرقية تفرض وجودها علي العمل الاجتماعي و النفعي في كل مناحي الحياه . كما ان طرق التعبير عن الرأي اتخذت منحي مختلف حيث ساد العنف و انحدر مستوي الخلاف الفكري الي درك سحيق لا يتماها مع قيم البلد التي يقيمون فيها ، بلد تعتبر ام الديموقراطيات في العالم

كيف حدث ذلك لهذا للسودان و لاهله المتسامحين ؟ و ما سبب هذا التغير ؟ لماذا ساد خطاب الكراهية و التخوين ؟ !

علينا دراسة هذه الظواهر و اجتثاثها . كما علينا البحث عن سببها ، الإعلام ام الحكومات ام التربية ام ماذا ؟
حقيقة ان السودان الذي ترعرعنا في كنفه لم نشاهد فيه مثل هذا السلوك الذي يبدوا دخيلا و نامل ان يكون عارضا و لا يصبح سمة لهذا الشعب الطيب .

يحضرني قول مأثور للسيدة اليانور روزفلت زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت و كانت سياسية و عضو مجلس النواب حين قالت :-

العقول العظيمة تناقش الافكار
و العادية تناقش الاحداث
اما الصغيرة تناقش الاشخاص

الان اري ان الميديا تشخصن القضايا و تعمل علي قتل شخصية الخصوم السياسين كما ساد التنابذ و القدح في الخصوم دون التطرق للأفكار ! فهل اصبحنا من اصحاب العقول الصغير ؟ .

[email protected]

سودانايل

‫4 تعليقات

  1. “العقول العظيمة تناقش الافكار
    و العادية تناقش الاحداث
    اما الصغيرة تناقش الاشخاص”
    مقتبسا من المقال! ما ينم عن رؤية جميلة و حكمة…
    ليت الناس تعود للتسامح…ولن يتم ذلك إلا بنشر التعليم و محو الامية..ولعل إشارة الكاتب ،الي ان تقلص المنح و البعثات الدراسية ،لدليل علي ما ذهب إليه وما ذكرت..

  2. خلافات السودان انتقلت الي خارحه بعد ان تفاقم عدد اللاجئيين في دول اوروبا ،تقسيم السودان هو الحل الذي لا بديل، هذا السودان لن يجمعنا ابدا مهما صرخ السياسة و انشد الشعراء،

  3. الجالية السودانية فى بريطانيا وايرلندا ظلت تمثل درة الجاليات السودانية فى المهاجر لان اغلب عضويتها من الصفوة المتعلمة التى حضرت الى هناك بغرض التدريب او الاستزادة فى التعلم وقدمت صورة زاهية السودان كما ان عددا من الساسة قد اتخذوا من تلك الجزيرة محطة لبعض نشاطهم… حدث تحول كبير فى تشكيل الوجود السودانى منذ العام 1989م اى بعيد انقلاب الانقاذ مباشرة بعد التضييق على الحريات العامة فى السودان واستعار الحروب فى جنوب السودان واندلاعها فى اماكن اخرى من السودان دارفور والشرق وجبال النوبة فضلا عن الحرب الاهلية التى شهدتها دارفور ووصول عدد غير قليل من راكبى السنابك وثلاجات الفواكه والخضر من منفذ كاليه الفرنسى.. هذه الزيادة من المهاجرين اخلت بالصورة النمطية عن الجالية فقد تسللت اليها اصابع الاخوان الاسلاموية وهى جماعة تنتهج العنف المباشر ولا تحترم الاخر الا فى حالة ضعفها وقد تسللت هذه الاصابع حتى فى الدول الاوروبية الاخرى بغرض الاستفادة من مناخ الحريات التى يسمح لها بالحركة خاصة بعد ما لحق بالانقاذ فيما يلى حقوق الانسان والحريات الدينية,,, اعلنت وزارة الداخلية انها بصدد مراجعة ملفات بعض اللاجئين السودانيين بعد ان تبين لها ان بعضا منهم لم يكن صادقا فيما ذكره لنيل وضع اللاجئ .. كما ان بعضا منهم بدر منه سلوك يضر بالسلامة العامة فى المجتمع البرطانى…. المهم سيصيب الجالية السودانية ضرر كبير من حاملى العصى والعكاكيز ممن لا يطيفون الاستماع الى غيرهم ,,,,

  4. لا أظنك تعرف السودان و السودانين … ماذكرته هناك جزء من الحقيقة ولأن لو كان هناك خير في الصفوه اللذين تتحدث عنهم كانوا أو جدو حالية تخدم الجدد الذين تستخر منهم جايين بطرق مختلفة لوًجدو جالية تحتضنهم و تسهل لهم اوضاعهم ذي باقي الجاليات الحولنا ….
    أنا من جائو بلسبك و الشاحنات جيت لندن لا انكر ان تمت مساعدتي من قبل الأستاذ المرحوم منصور العجب مسؤل حقوق الإنسان و المرحومة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم ولا كنّهم كانوا يعملوا كافراد و لم نراء أي مساعدة أو دعم من الجالية …
    ولاكن و بحمد الله جينا لي بيرمجهام و عملنا في خدمة اهلنا و أهل بلدنا بكل ما نستطيع و الحمد لله اغلبنا نجح في حياته و مساعدة نفسة و أهله و السودانين
    نسأل الله ان يصلح حال البلاد و العباد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..