ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟

سمية أمين صديق
قراءة في كتاب (عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام)، دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس/ ومؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، 2024م
(3-13)
إهداء المؤلف لكتابه:
“إلى شعوب السودان والإسلام والإنسانية جمعاء، وهي تتوق إلى التحرير والتغيير، فإني أهديكم هذا الكتاب، مستدعياً مقولة المفكر التونسي الدكتور يوسف الصديق: (محمود محمد طه هو المنقذ)”. المؤلف
أستهل المؤلف الدكتور عبدالله الفكي البشير كتابه بقائمة تتضمن أهم الوقائع والأحداث التاريخية التي تمت مناقشتها في الكتاب، وقد بلغت (135) حدثاً. قدم تعريفاً بكل حدث، وتاريخ وميدان وقوعه، إلى جانب بعض التفاصيل المتعلقة بالحدث. وجاء كل ذلك في تسلسل تاريخي، يكتب التاريخ ويبين تفاصيل الحدث. وحتى أعطي القراء صورة عن ذلك، أقدم بعض النماذج، مثلاً: 1901م: تأسيس أول مؤسسة دينية رسمية في السودان. لقد أنشأ الحاكم العام البريطاني لجنة العلماء برئاسة الشيخ محمد البدوي (1841م -1911م)، وبعضوية عدد من العلماء، وعُرفت بمجلس العلماء، ومشيخة العلماء، وهيئة العلماء. كانت اللجنة تابعة للحاكم العام، وتعمل كمؤسسة استشارية له في الشؤون الدينية. أصبحت اللجنة، فيما بعد، ولا تزال، هيئة علماء السودان. وكان لها دوراً كبيراً في تحجيم الحوار الفكري، وتكييف المزاج الديني في وجهة التشدد والغلو، خاصة فيما يتصل بالموقف من محمود محمد طه، حيث تبنت تكفيره وتنميط صورته، وكذلك تكفير تلاميذه الإخوان الجمهوريين وتنميط صورتهم، من خلال توجيه الأئمة والوعاظ والخطباء بإعلان ذلك من على منابر المساجد، وفي حلقات الدرس، وعبر مخاطبة عامة الناس بالبيانات التكفيرية، كما سيرد التفصيل لاحقاً. كذلك 8 نوفمبر 1902م: افتتاح كلية غردون التذكارية Gordon Memorial College، حالياً جامعة الخرطوم، وأيضاً 1912م: قيام المعهد العلمي بأم درمان (أزهر السودان)، وعُين الشيخ أبو القاسم هاشم (1856م– 1934م) شيخاً له. وبذا يكون السودان قد شهد أول مؤسسة حديثة للتعليم الديني. نشأ المعهد على غرار الأزهر، وظل شيخه شيخاً لهيئة علماء السودان، حتى تحوَّل المعهد إلى جامعة. لقد أصبح في العام 1965م أول جامعة إسلامية في البلاد، عرفت، ولا تزال، باسم جامعة أم درمان الإسلامية. كان المعهد، وهيئة علماء السودان، والجامعة، فيما بعد، أول وأكبر المؤسسات الدينية الرسمية انتاجاً للمعرفة الدينية، إلى جانب القيام بدور الوصي الديني، فضلاً عن نشر ثقافة التكفير، خاصة في مواقفها من محمود محمد طه وتلاميذه الإخوان الجمهوريين، كما سيرد التفصيل لاحقاً. وهكذا حتى آخر حدث تناوله الكتاب، وهو: 12يوليو 2020م: السودان يلغي المادة (126) مادة الردة عن الإسلام: لقد أعلن نصر الدين عبدالباري، وزير العدل في السودان إلغاء المادة (126) مادة الردة عن الإسلام في القانون الجنائي لعام 1991م، وأضاف الوزير بأن المادة الملغاة استُبدلت بتجريم التكفير، قائلاً: إن تكفير الآخرين بات “مهددا لأمن وسلامة المجتمع”.
من خلال تتبع فصول الكتاب ومحاوره نقف مع المؤلف، عند المحطات المختلفة وهو ينقلنا عبر فصول الكتاب، لنتعرف على سيرة ومواقف الأستاذ محمود محمد طه، ودعوته، ونتبع المؤلف، وهو يعرفنا على نشاطات وحركة الإخوان الجمهوريين وآليات الدعوة التي أُتبعت في النشر والتعريف بالفهم الجديد للإسلام، كذلك المراحل المختلفة التي مرت بها. ثم يعرج بنا الكاتب إلى دور العلم وأروقتها، ويسلط الضوء على الاهتمام المتنامي من الأكاديميا بفكر الأستاذ محمود محمد طه وطرحه (الفهم الجديد للإسلام) هذا الاهتمام الذي له مدلوله، ووزنه. يقول عبدالله: إن اهتمامنا بالأكاديميا لا يجئ من تفضيل لها أو إغفال للعلم التجريبي الروحي، وإنما لكونها إحدى آليات العلم التجريبي المادي، الذي هو، كما يقول محمود محمد طه: “أعظم شيء في صدور الناس الآن” وهو ميدان تفوق الرسالة الثانية من الإسلام عليه، وبزها له بمعجزتها، التي هي علمية القرآن، كما يقول محمود محمد طه. وقد فصَّل عبدالله في ذلك، وعن دور الجامعات وغرضها، في الفصل التاسع من الكتاب، كما سيأتي الحديث.
جاء الفصل الأول بعنوان: الفصل الأول “محمود محمد طه: الميلاد والمناخ العام الفكري و السياسي”، وتناول المحاور الآتية: الميلاد و النشأة، وإلغاء الخلافة العثمانية و انتهاء لقب الخليفة أو سلطان المسلمين، وميلاد الأحزاب السودانية: تأسيس الحزب الجمهوري، لا تفاوض .. لا تعاون .. لا مهادنة مع المستعمر وإنما المواجهة و المقاومة و الصدام، و أول سجين سياسي منذ ثورة 1924م، والاعتكاف و العمل من أجل غاية أشرف من المعرفة بل المعرفة وسيلة إليها، والإعلان عن الفهم الجديد للإسلام، لمحة عن أعمال محمود محمد طه، والإخوان الجمهوريون: من أين جاءت التسمية؟ ومتى بدأ اطلاقها؟، والموقف من الاستعمار والمعرفة الاستعمارية، وظهور مناهج نقد المعرفة الاستعمارية والدعوة لتفكيك الذاكرة الاستعمارية، ونقد محمود محمد طه للمعرفة الاستعمارية.
وقف المؤلف عند ميلاد الأُستاذ محمود محمد طه بمدينة رفاعة الواقعة على الشاطئ الشرقي للنيل الأزرق بوسط السودان، في العام 1909م. وأعطى صورة عن المناخ العام في السودان وفي الفضاء الإسلامي والعالمي. وقد أوضح بأن السودان كان وقتئذٍ يخضع لإدارة الحكم الثنائي الإنجليزي/ المصري بموجب اتفاقية الحكم الثنائي المبرمة في 19 يناير 1899م، بعد القضاء على الثورة المهدية في عام 1898م. وكانت أفريقيا والدول العربية كلها تخضع للاستعمار الأوروبي. جاء التكالب الأوروبي على أفريقيا بعد أن شهدت أوروبا عصر النهضة متزامناً مع حركة الإصلاح الديني في القرنين الخامس والسادس عشر، ثم قيام الثورة الصناعية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وازدهار النظام الرأسمالي. عاشت أوربا تحولات وتغييرات واسعة في مختلف المجالات الاقتصادية-الاجتماعية والثقافية والفكرية، ولا تنفصل تلك التحولات والتغيرات في تقاطعاتها مع آثار الثورة الفرنسية التي اندلعت، عام 1789م، ونشوب الحرب العالمية الأولى ما بين (1914م – 1918م). كان من أهم نتائج الحرب نهاية الإمبراطوريات القديمة. فقد تمت تصفية تركة الدولة العثمانية في اتفاقية سيفر عام 1920م بتجريد تركيا من كل توابعها الإقليمية وانتهت إلى دولة صغيرة تحدها اليونان وأرمينيا. ومن نتائج الحرب العالمية الأولى كذلك قيام الثورة البلشفية في روسيا القيصرية وظهور الاتحاد السوڤيتي عام 1917م.
وأضاف المؤلف بأن آثار تلك التحولات والتغييرات والأحداث الجسام، لم تتوقف عند حدود أوروبا الجغرافية وجوارها أو الإمبراطوريات المنافسة، بل تعدت ذلك وألقت بظلالها ونتائجها على كل شعوب الأرض. لقد خضعت الشعوب المستعمرة في كل مناحي حياتها إلى سياسات الدول المستعمرة. ولم تك تلك السياسات سوي نتائج لتفاعلات الواقع الأوربي على مختلف أصعدته: الدينية والثقافية والاقتصادية مرهوناً بالصراعات والمنافسة من أجل السيطرة على الأرض والشعوب والعقول. ويواصل المؤلف بأنه (في هذا المناخ الكوكبي ولد محمود محمد طه والسودان يحبو نحو الحداثة، ويبحث عن مرتكزة الحضاري، ولا يزال. فقد ظل السودان يدور في فلك العالم العربي والإسلامي منفصلاً عن إرثه الحضاري ومغيباً عن ذاتيته الضارب جذرها في القدم، وقد تضافرت عوامل شتي لخلق الوضعية الهشة، فقد شهد العالم العربي والإسلامي انطلاق الحركات الإصلاحية داخل الإمبراطورية العثمانية وولاياتها خلال القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، وكان شعار تلك الحركات التغيير والتجديد، والإسهام في الحضارة الحديثة، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية. وعن تلك الحركات يقول عبد الله: وقد اتخذت هذه الحركات توجهات وتيارات مختلفة، منها ذات النزعة السلفية، ومنها العقلانية الليبرالية المتفتحة، وكانت هناك الدعوة الوهابية بقيادة محمد بن عبد الوهاب (1703م – 1791م)، في شبه جزيرة العرب التي دعت إلى اتباع السلف في أمور العقيدة، والحركة السنوسية بقيادة محمد بن السنوسي، ( 1787م – 1859م) بليبيا، و التي جمعت بين النزوع الوهابي في الإصلاح الديني، والنزوع الصوفي ومعاداة الاستعمار . أما الحركة المهدية في السودان بقيادة محمد أحمد بن عبدالله المهدي فقد تبنت الجهاد ضد المستعمر، ودعت إلى الرجوع إلى الدين الحق وإلغاء المذاهب الأربعة. كذلك برز عدد من المصلحين مثل جمال الدين الأفغاني (1839م – 1897م)، الذي رفع شعار الوحدة/ الجامعة الإسلامية القائمة على قيم الإسلام الأصيلة المؤدية إلى اكتساب القوة والعقل والفضيلة، والإمام محمد عبده (1848م – 1902م)، الذي حاول التواصل والتجاوز في مسيرة الإصلاح، وحاول تعريف الإسلام الحقيقي وربط ذلك بمعطيات المجتمع الحديث، ليصل إلى أن الإسلام صالح لأن يكون أساساً للحياة المعاصرة. أما عبد الرحمن الكواكبي (1848م – 1973م)، فقد انفتح على علم الاجتماع الإنساني، وسلط جام غضبه على الحكم المطلق ودعا للمطالبة بالحقوق، وشخص أمراض المسلمين. وواجه كل من رفاعة الطهطاوي(1801م – 1873م)، وخير الدين التونسي(1810م – 1890م)، سؤال التوفيق بين الحضارة الغربية المتفوقة والمبهرة، وبين حضارتهم الراكدة والغافلة. وكان أيضاً، محمد رشيد رضا ( 1865م – 1935م)، الذي أصدر مجلة المنار، وقد حلت محل مجلة العروة الوثقي، في التجديد الديني، والدعوة إلى الجامعة الإسلامية. حاول بدوره تصحيح العقيدة والدفاع عن الإسلام، وإصلاح نظام التربية والتعليم، والانفتاح على تدريس العلوم العصرية.
كذلك وقف المؤلف عند أحد الأحداث الكبرى في الفضاء الإسلامي، ألا وهو إلغاء الخلافة العثمانية وانتهاء لقب الخليفة أو سلطان المسلمين. يقول المؤلف أدي قرار إلغاء نظام الخلافة العثمانية في يوم 3 مارس 1924م، بقيادة مصطفى كمال أتاتورك (1881م – 1938م)، بعد أن استمرّت لأكثر من أربعة قرون، إلى انتهاء، ولأول مرة، لقب الخليفة أو سلطان المسلمين في العالم الإسلامي السني. ترتب على ذلك الكثير من التبعات، كان منها تقافز الأسئلة حول علاقة الدين بالدولة، دينية أم مدنية الدولة، وبداية مرحلة النقد لبعض الثوابت الدينية. ويحدثنا دكتور عبد الله؛ أنه في العام الذي تلي إلغاء الخلافة العثمانية وانتهاء لقب الخليفة، استهل الشيخ علي عبد الرازق (1888م – 1966م)، هذه المرحلة بإصدار كتابه: الإسلام وأصول الحكم في الخلافة والحكومة في الإسلام، في العام 1925م. ويقول المؤلف أثار هذا الكتاب معركة، كما يرى عروس الزبير (الجزائر) تعد من أشد المعارك الفكرية، وكان لها الأثر البليغ في طبيعة واتجاه الحركة التاريخية التي عرفتها وتعرفها المجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة. وأشار عبد الله: إلى رأي حيدر إبراهيم علي (السودان) الذي نظر إلى كتاب علي عبدالرازق باعتباره تدشين لمرحلة التناول النقدي لبعض الثوابت الدينية من داخل المؤسسة الدينية (الأزهر) نفسها، مما جعل ردود الفعل في مثل هذه الحدة. ويضيف حيدر بأن البعض اعتبر صدور الكتاب أشد وقعاً من قرار مصطفي كامل اتاتورك، إلغاء الخلافة، لأنه مجرد قرار سياسي لم يستهدف العقيدة مباشرة. وتحدث عبدالله مورداً آراء آخرين عن كتاب الشيخ علي عبدالرازق، قائلاً : عمّد البعض، كما هي سعاد تاج السر علي (السودان) في دراستها: (دين، وليس دولة: التبرير الإسلامي لعلي عبد الرازق، العلمانية السياسية)، الشيخ علي عبد الرزاق باعتباره “الأب الروحي للعلمانية في الإسلام”. ويري كثيرون بأن أسئلة الشيخ عبدالرزاق حول علاقة الدين والدولة، دينية أم مدنية الدولة في المجتمعات العربية -الإسلامية، لاتزال ماثلة، وحية، وملحة. قدم عبدالله تفصيلاً عن كتاب علي عبدالرازق وتبعاته على مؤلفه وآثاره في الفضاء الإسلامي، وكتب عبد الله معبراً عن رأيه في كتاب الشيخ علي عبد الرزاق، قائلاً: لقد أحدث الكتاب عاصفة من السجال والعراك الفكري، استمرّت لنحو مائة عام، ولاتزال. طُبع خلالها الكتاب نحو 40 طبعة. وظهر أمام طرح الشيخ عبدالرازق موقفان: موقف المختلفين الرافضين للطرح، وكان على رأس هؤلاء، موقف هيئة كبار العلماء بالأزهر، وعلماء الدين، والسلفيين، ودعاة تطبيق الشريعة الإسلامية، والموقف الثاني، اشتمل على المتفقين مع الطرح، والداعين لحرية الرأي، ومنهم المنادين بفصل الدين عن الدولة، والداعين للاستفادة من التجارب الإنسانية في نظم الحكم. ثم أوضح عبدالله بأن هناك موقفاً جديداً، انطلاقاً من الفهم الجديد للإسلام لصاحبه محمود محمد طه، وهو موقف يختلف عن موقف الفريقين آنفي الذكر وغيرهما، وسيأتي قريباً في كتابنا الذي يحمل عنوان: محمود محمد طه و السياسة (1-5): أطروحة علي عبدالرازق من الإسلام وأصول الحكم في ميزان الفهم الجديد للإسلام.
حدثنا عبدالله عن سيرة الأستاذ محمود محمد طه وفقدانه لوالديه وهو دون الثانية عشرة من عمره. فقد تُوفيت والدته عام 1915م، وهو ابن السادسة، وتُوفي والده عام 1920م، فعاش حياة وصفها الأستاذ محمود محمد طه، قائلاً: “حياتي كلها يُتم”. نشأ الأستاذ محمود محمد طه، ما بين مدينة رفاعة وقرية الهجيليج التي تبعد عنها نحو خمسة عشر كيلو متراً. أوضح عبدالله بأن الأستاذ محمود محمد طه بدأ بمرحلة الكُتاب، وأكمل تعليمه الأوّلي بمدينة رفاعة، و بنهاية عام 1931م أتمّ المرحلة الوسطي، فانتقل إلى الخرطوم، ليلتحق عام 1932م بكلية غردون، ليتخرج منها عام 1936م في قسم المهندسين. وفور تخرجه عمل مهندساً برئاسة مصلحة سكك حديد السودان، بمدينة عطبرة شمال السودان. ومن الوهلة الأولى تجلت ثوريته تجاه الإدارة الاستعمارية، إذ دخل في مواجهات وصدامات مستمرة مع المسؤولين البريطانيين ورؤسائه في العمل، وقاد ثورة تصحيحية في نادي السكة الحديد فانتزع حق دمقرطة إدارته باعتباره تنظيماً للعاملين، وليس مِلكاً للمؤسسة حتى يرأسه رئيسها، وانتهي حرمان العمال من دخوله، فضلاً عن إثراء الحركة الثقافية والسياسية بالمدينة. ويواصل عبدالله، مُصوراً لنا رد الفعل الذي احدثته ثورية الأستاذ محمود محمد طه فيقول : (أمام هذه الثورية ضاقت إدارة السكة الحديد ذرعاً، فعمدت على إبعاده بنقله إلى المناطق النائية، فما كان منه إلا وأن تقدم باستقالته في العام 1942م، ليتحرر من الوظيفة الحكومية) . جاءت استقالة الأستاذ محمود محمد طه، من وظيفته مع نُذر الحرب العالمية الثانية 1939م – 1945م، وكانت الحركة الوطنية السودانية، بقيادة طلائع المتعلمين خريجي مؤسسات التعليم الحديث، قد تبلورت بظهور مؤتمر الخريجين الذي تأسس في فبراير 1938م، بأثر هندي واضح. ويبين عبد الله أن هذا الحراك السياسي تلخص بتكوين الأحزاب السودانية في منتصف أربعينات القرن الماضي، والحرب العالمية تضع أوزارها عام 1945م. تشكلت الحركة السياسية في طرحي الوحدوية (وحدة مع مصر) والاستقلالية (الاستقلال في تحالف مع التاج البريطاني).
يقول عبدالله: “حضر محمود محمد طه مع بعض رفاقه في مناخ تكوين الأحزاب السودانية ليعلنوا يوم الجمعة 26 أكتوبر 1945م عن تأسيس الحزب الجمهوري، برئاسة محمود محمد طه”. يقول عبدالله تقرأ دعوة الأستاذ محمود محمد طه إلى الجمهورية والاستقلال التام على أنها دعوة لتحرير الفكر السياسي ومناخه من الثنائية التي غرسها الاستعمار، وتجلت وتعمقت مع قيام الأحزاب السودانية، حيث الأحزاب التي تنادي بالوحدة مع مصر تحت التاج المصري، والأحزاب الاستقلالية التي كانت مُتهمة بالدعوة إلى تاج محلي بالتحالف مع بريطانيا. فكلاهما كان (ملكياً). وأورد عبدالله، قائلاً : يري محمود محمد طه، بأن توخي الحكم الجمهوري “لايجعل فضلاً لمواطن على آخر إلا بقدر صلاحيته وكفاءته للاضطلاع بالأعباء المنوطة به، ولأنه، من ناحية أخري، لايقيد الناس بضرب من ضروب الولاء والتقديس اللذين لا مصلحة للإنسانية فيهما”. يُضاف إلى ذلك، كان محمود محمد طه، يري:”أن النظام الجمهوري هو أرقى ما وصل إليه اجتهاد العقل البشري في بحثه الطويل عن الحُكم المِثالي”. ثم ذكر عبدالله بأن مواجهة الأستاذ محمود للاستعمار كانت قوية ومستمرة، ولخصها عبدالله من واقع بيانات الحزب الجمهوري ومقالات الأستاذ محمود بأنها: “لا تفاوض .. لا تعاون .. لا مُهادنة مع المستعمر وإنما المواجهة والمقاومة والصدام، فكان هو أول سجين سياسي منذ ثورة 1924م. يقول المؤلف: سُجن محمود محمد طه لمدة (50 يوماً) وكانت خلال الفترة (الأحد 2 يونيو -الاثنين 22 يوليو 1946م)، وهو ما عُرِف بالسجن الأول، في أدبيات الجمهوريين. وبينّ المؤلف بأن ما يدعو للدهشة والاستغراب، هو أن سبب هذا السجن لا تجد له أثراً في صحائف المؤرخين وفي كتابات الكثير من الكتاب، وإنما تجد حديث لا يمت للوقائع بصلة. يقول المؤلف إن سبب هذا السجن، هو موقف الاستاذ محمود محمد طه من إنشاء الإدارة الاستعمارية، للمجلس الاستشاري لشمال السودان، وهو مجلس يختص بمديريات شمال السودان دون جنوبه، فدعا الأستاذ محمود محمد طه، لمقاومته وعدم الاعتراف به، وعدم الالتزام بما يصدر عنه من تشريعات، باعتباره فصلاً مبكراً لجنوب السودان. ليكون بذلك أول سجين بل الوحيد من أجل قضية جنب السودان. وقد أطلقت صحيفة الرأي العام السودانية على رئيس الحزب الجمهوري، محمود محمد طه، صفة أول سجين سياسي في البلاد.
نلتقي في الحلقة الرابعة.
لماذا يتحاشى الجمهوريون حادثة ضرب الاستاذ محمود محمد طه للتنى فى خضم صراعه معه حول اختطاف اسم الحزب الجمهوري
علشان محمود محمد طه كان يؤيد طهور البنات والتني كان يعارضه بشدة وذات مرة في الستينات مكمدود مشي خفلة طهور بنات في رفاعه والتني لما شاف محمود نبذه وعيره شديد ، قام محمود فقد أعصابه وضرب التني بي مرق عنقريب كان صدفه في واحد أسطى بيصلح في عنقريب بالغراء ومحمود خطف المرق من يد الراجل وضرب بيهو التني ، وكان ممكن تكون مشكلة جنائية إعتداء بالضرب المبرح لكن التني طلع زول أصيل وعفى عن محمود.
يا استاذة سمية امين ،،، قلناها مئات المرات لا وجود لحرية راي في الاسلام ، وان الاسلام والكفر وجهان لعملة واحدة ، لا يمكنك ان تدمغ احدا الا بوجه واحد من تلك العملة ،، والاسلام لا يعنيه تكفير اصحاب الاديان وخاصة في هذا العصر حيث القدح المعلى لتلك الاديان واصحابها الاقوي اقتصاديا وعسكريا واعلاميا ،،،، فما دام دينك واعتقادك هو الاسلام فلا مجال لك مناقشة امر حرية الفكر ،، فالدين ليس،فكرا على الاطلاق ، فالافكار يمكن مناقشتها،ومحاورتها والاتيان دائما بافضل منها وغالبا يتم استحسان امرها ومنح جوائز معنوية ومادية لمن ياتي بالجديد من الافكار ، ولكنك في الاسلام ستتعرض للارهاب والزجر والقتل في الغالب اذا اتيت بجديد ، وهذا هو الفرق بين الفكر واللافكر،،
هل كانت هناك حرية رأي عند الشيوعيين و لماذا أنشأ ستالين مراكز النفي في سيبيريا و هل توجد حرية رأي عند الغرب العلماني .
هل تستطيع في الغرب أن تشكك في الهولوكوست ؟؟؟ يا غافل !!
نعم ليست هناك حرية راي لدي الشيوعيين لذلك انتهو ، ونعم هناك حرية راي في الغرب لا ينكرها الا المغيبة عقولهم ،من امثالك، هؤلاء الشيوعيين والعلمانيين لم يقولو ان افكارههم تتنزل من كائن خرافي يعيش في السماء السابعة ، بل هي قوانيبن وضعوها بانفسهم وطبقوها بدون تقديس،لكائن خرافي ، ونجحو في جذب انظار سبعة مليار انسان على،وجه الارض كلهم يكافح من اجل تطبيق فكرهم ونظرياتهم في الارض المعاشة، اما الافكار والنظريات التي تتنزل محمولة علي بغال من السماء السابعة فمكانها مستشفيات المجانين،،
من الغباء اعتبار كون الشيوعيين نجحو في جذب انظار سبعة مليار انسان على،وجه الارض , انجازا , فمثلا لاعب كرة قدم واحد مثل ميسي او امبابي نجح في لفت أنظار ثمانية مليارات انسان .
اذا كنت لا تؤمن بالله فليس لك ان تسفه من يؤمن بالله تعالى و ذلك لأن فكرة أن الكون نشأ صدفة و انت لا تستطيع ان تخلق حمارا بهذه الصدفة تعتبر فكرة قمة في الغباء و عدم المصداقية الفكرية
خطأ الثوره القاتل انهم لم يتعظوا بعبد الناصر الديكتاتور المصري في تعامله مع اخوان الشيطان؛
(( عشرة اجتماعات جرت في مبنى المخابرات العامة، بحضور رئيس مجلس الوزراء ورؤساء الأجهزة الاستخبارية والجنائية، بهدف «تغيير مناهج تدريس التاريخ الإسلامي والدين.» ومنع أقرباء الإخوان «حتى الدرجة الثالثة» من الالتحاق بالجيش أو الشرطة. و«عزل المتدينين» عن أي تنظيم حكومي أو عمالي. وعدم السماح «لأي متدين بالسفر للخارج للدراسة أو العمل.» ومصادرة أموال الإخوان وممتلكاتهم واعتقالهم مع استعمال «أشد أنواع الإهانة والعنف والتعذيب.» يقترن بذلك التضييق على زوجات الإخوان، حتى يتحررن ويتمردن لغياب عائلهن، وحاجتهن المادية قد تؤدي إلى انزلاقهن، وتوقيف الأبناء عن الدراسة. وفي المرحلة التالية «إعدام كل من يُنظر إليهم بينهم كداعية))
وبدل الشغل الصاح دا.. قرر من اختطف صورتنا المجيده ممارسه الديموقراطية مع من لا يستحقها. والنتيجه بلد محروق منهو ب مغتصب مهجر
والله فعلا كلامك صح مية مية الكوز اخو الشيطان ،،ريحتني باقتراحاتك،، الله وامون وافراد الاسرة المالكة يتقدمون لك بالشكر الجزيل
أنت فعلا أخو الشيطان و ابن ستالين .
ما تتحدث عنه هو جرائم ابادة جماعية يا هذا
يعني هسع هناي كاسات دا متدين
مقالات الأستاذ محمود بأنها: “لا تفاوض .. لا تعاون .. لا مُهادنة مع المستعمر و
يعني القحاتة ورثوا اطلاق التصريحات الفارغة من محمود محمد طه . اطلقوا لاءاتهم و من ثم كسروها تباعا حيث فاوضوا العسكر و ساوموا و تراجعوا
لكن نميري ما سمح لمحمود طهبفرصة لكي ينكص كما عمل برهان و حميدتي مع القحاتة