مقالات وآراء

(حزب الفن خط أحمر يا عبد الله)… رسالة لعبد الله علي ابراهيم

 

د.حسن موسى

سلام يا عبد الله قرأت مكتوبك الأول بتاريخ (2فبراير 2025) الرابط https://www.facebook.com/abdullahi.ibrahim.5099 في سيرة مغنيات حرب الحواضر اللواتي يعرفهن بعض كتاب الاسافير بـ ” القونات”، من باب الإزراء و الإستخفاف بقدرهن الجمالي و الأخلاقي.

و انتظرت مكتوبك الثاني في سيرة الفنانة “ندى محمد عثمان حامد”، المعروفة بـ “ندى القلعة”، على أمل ان تجود علينا بالمفيد في أمر تلك ” الحساسية” الشيوعية تجاه الإبداع و المبدعين، و التي دعوتنا لها في قديم الزمان وسالف العصر و الأوان( نص وثيقة” نحو حساسية شيوعية تجاه الإبداع و المبدعين” مبذول علي الرابط https://www.alrakoba.net/618792/وثيقة-نحو-حساسية-شيوعية-تجاه-الإبداع-و/ مكتوبك يرد الفنانات/القونات لتقليد الشاعرات المحرّضات في سودان عصور غابرة، سودان ماقبل الحداثة، حداثة رأس المال التي افسدت على الشاعر محمد المهدي المجذوب بهجة الحياة في دفء الملّة.( و” البخالف الملّة قسم الله بتنبلّ” على قول هيثم عباس في أغنية ميادة قمر الدين ( الفيديو في يوتيوب على الرابط :ـ https://www.youtube.com/watch?v=c6xuLn5XFjo المهم يا زول، حين ترد مفهوم ” الأغنية السياسية” لمنابع قديمة في ادب الفروسية المجتمع قبل الرأسمالي في قولك :ـ « ومن تلك المنابع أغنية الفروسية التقليدية التي تُستدعى حالياً في هذه الحرب، وهي أغان في مأثرة الفارس في القبيلة تنظمها شاعرة من دائرة قريباته”ـ أرى في هذا القول إهمال متعمّد لمعطيات الواقع الإجتماعي المعاصر المستبطنة في ثنايا ميراث الأغاني التقليدية التي تتغنى بها “قونات” مسرح السياسة في محافل جيش الإسلاميين. فحين تتغنى القونة بمآثر فارس القبيلة فهي لا تجهل أن هذا الفارس، المقيم خارج جنة الوطن و سقطها، لا محل له من الإعراب في الواقع الإجتماعي المعاصر. و أنت، بحساسية الأنثروبولوجي التي خبرناها فيك،أنت آخر من يجهل أن الفكرة الوطنية في مجتمعنا هي فكرة حداثية غنمناها في خضم المنازعة الكولونيالية التي فرضت علينا، لا إيدنا لا كراعنا، فانخرطنا فيها كقضاء و قدر لا سبيل لردّه.

و انت يا عبد الله تعرف أن خليل فرح الشاعر الوطني لم يقف يوما كناطق باسم قبيلة ما (و لو هبطت من سبط كوش)، مثلما تعرف ان ندى القلعة ،التي انتحلت لها مقام” شاعرة القبيلة” المحرضة، ليست “مهيرة بت عبود” أو “شغبة المرغومابية” التي هجت ابنها لإنصرافه عن صناعة القتال :ـ في قولتها المشهودة:- يا حسين انا ماني أُمك وات ماك ولدي بطنك كرشت غي البنات ناسي ودقنك حمست جلدك خرش ما في لاك مضروب بى حد السيف نكمد في ولاك مضروب بى لسان الصيد نفصد فيـ و إحالة حركات ندى القلعة الفنية لمقام شاعرات القبيلة فيه جور في حق شاعرات القبيلة المتوشحات بدماء الفوارس، مثلما فيه تبسيط لا يليق بالتركيب الكبير لشرط وجود القلعة كفنانة و كمرأة و كناشطة سياسية متحركة في فضاء العمل العام المعاصر . و أكثر من ذلك فيه جور في حق هذا النوع الفني الذي نسميه ” الأغنية الوطنية” في مكتوبك :ـ” « وليس أدل من عيش السودانيين في خفض من الأغنية السياسية من قيامهم بثورات ثلاث لكل منها على حدة ملف كامل من تلك الأغاني. وتحولت أغنيات بعد ثورة أكتوبر 1964 مثل “أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باقي” و”أكتوبر 21″ و”أكتوبر الأخضر” للفنانين محمد وردي ومحمد الأمين إلى ما هو قريب من النشيد الوطني” .ـ ذلك ان نوع الأغنية الوطنية يمثل في تقليد الغناء الحضري كتعبير عن توق المجتمع السوداني الحديث لبلوغ يوتوبيا التحرر و العدالة و السلام. هذه الأغنية الوطنية الحديثة علمت الأهالي الأميين معاني التضامن مع “الناس في غابات كينيا و الملايو و باندونق الفتية » مثلما علمتهم جغرافيا التحرر بين شعوب إفريقيا و آسيا :ـ « فلقد مدت لنا الايدي الصديقة وجه غاندي وصدى الهند العميقة صوت طاغور المغني بجناحين من الشعر على روضة فن « ( تاج السر الحسن) .ـ لا أظن ان الشعب السوداني الذي خبر هذا النوع من الغناء يستطيع قبول غثاء القونات من شاكلة :ـ « تاح تاح تاح تحسم بالسلاح/مافي مفاوضات و دا الكلام الصاح/بل بل بل مافي غيره حل” ». ـ و الغثاء في لسان العربان هو ما يحمله السيل من خبث و اوساخ و من رغوة و فتات الأشياء التي على وجه الأرض. و في السنوات القادمة ـ لو قيض لرعاة القونات المتعسكرين المتأسلمين، لو قيض لهم الإستمرار في حكم السودان،( و الدنيا ما معروفة)ـ سيحمل سيل الإستبداد المتذرع بالدين لمجتمعنا من أنواع الغثاء الأدبي و السياسي ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر و الله يستر.و أنا اتحسب مما في رحم الغيب لأن النجاح الأعلامي ( و المادي) للقونات المرتزقات من خدمة السلطان سيفرخ مزيدا من النماذج المماثلة بعون من انصار “جيشونواحدشعبونواحد” الذين لا يبالون بما يصيب الوجدان الشعبي من أذى حين تنتصر البلاهة على الإبداع و يعم الظلام الأرض …ـ يا عبد الله حين نتأمل في صفحات ما سميته بـ “ديوان” ” الأناشيد الجهادية لشباب الحركة الإسلامية في حرب جنوب السودان طوال عقد التسعينيات”، لا نجد غير ” الجلالات” التي تهرّبها انت لمقام ” الأغنية السياسية .( و”الجلالات” في كلام السودانيين هي نغم النحاس تسير عليه الجند و تصحبها أهازيج بسيطة أدخل في الهتاف) . وهذا جور مفهومي كبير في حق الأغنية السياسية السودانية التي تضامن على صناعتها شعراء و مغنون أماجد نجلّهم و نصون ذكراهم . لكن جورك الأكبر يا عبد الله يتجلى في تصويرك لشباب الحركة الإسلامية في حرب جنوب السودان طوال عقد التسعينيات كما لو كانوا يتدافعون لبذل حيواتهم فداءا للعقيدة و استجابة لنداء الجهاد بينما الواقع يحدث عن شباب اختطفتهم السلطات و أجبرتهم على معسكرات التدريب العسكري الإيجازي قبل ارسالهم لمحرقة الحرب في الجنوب. و ذلك قبل ان يكشف الترابي انهم ماتوا “فطايس “. هل كان بين الشباب الـ 171 من قتلى “معسكر العيلفون”(أبريل 1998) ـ من هو قمين بترداد جلالات الجهاد التي صنعها قلم الشعراء المأجورين :ـ « » يا والده ما تحميني، عاوز أموت في ديني، شفاعة لوالديني، الأهل والأخوانا، الجهاد نادانا”؟..ـ لغاية هنا نقرأ المكتوب و نقول زميلنا عبدالله لم يهجر عادات الناشط اللينيني النموذجي الذي يدعم حجته (جيشونواحدشعبونواحد) بكل قشة مرّة في متناول يده و الأجر على الله. لكني عند قراءة خاتمة المكتوب في العبارة :ـ

« أما سيدة الأغنية السياسية ليومنا للقوات المسلحة فهي الفنانة ندى القلعة»ـ تعجبت أولا من صياغة العبارة “سيدة الأغنية السياسية ليومنا للقوات المسلحة” كوني لمست فيها شتارة بلاغية لم أعهدها في عناية عبد الله بالتعبير لكني تصورت ان القلم اللينيني عند عبد الله السياسي ربما طغى على قلم عبد الله الشاعر لكن أهو، “كل شي في الحيا جايز » بلا بلا بلا.ـ سأعود

‫2 تعليقات

  1. للاسف دكتور عبدالله على ابراهيم راح ليهو الدرب فى الموية ، الزول دة من اول ايام الانقاذ كتب شكر فى رجالات الانقاذ فى الايام الاولى ثم تكشف له اخيرا انهم لا ذمة لهم ولا الة ، وشارك فى مؤتمرهم الاول ، ثم برغم عسف الانقاذ وتاريخها الدامى لم يفهم طبيعة هؤلاء المتأسلمون فشارك فى انتخابات 2010 ورشح نفسو للرئاسة فقاموا وروهو حراية القايلة ، وما زال يمالىء العسكر ، كمان جابت ليها القونة ندى القلعة ووصفها بأنها سيدة الغناء السياسى ، يا دكتور والله هذا لا يليق بك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..