أسباب تقدم الجيش وتراجع قوات الدعم السريع وسط السودان

على نحو متسارع فقدت قوات الدعم السريع سيطرتها بشكل شبه كامل على مناطق انتشارها وسط السودان بعدما تمددت من وسط العاصمة الخرطوم إلى تخوم مدينة الدمازين التي تبعد 600 كيلومتر جنوبا، ومن الجنوب الشرقي حتى تخوم مدينة أبو رخم على حدود ولاية القضارف شرقي السودان.
ولم يتوقف انتشار قوات الدعم السريع على جنوب ووسط البلاد، بل تمددت شرقا إلى محلية الفاو بالقضارف وسيطرت على عدة بلدات منها.
لكن هذه القوات التي كانت تنتشر وسط البلاد خسرت سيطرتها بعد عمليات عسكرية متسارعة نفذها الجيش السوداني، مما أجبرها على التراجع إلى حدود العاصمة.
أشرس المعارك
يمثل وسط السودان عمق البلاد الإستراتيجي، وشهد معارك شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كانت أكبرها في بلدة جبل موية بولاية سنار، وهي معركة امتدت لأيام استخدم فيها الجيش الطائرات الحربية والمسيّرات بكثافة جعلت قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) يقول في تصريحات صحفية إن “دولة مجاورة للسودان هي من هزمت قواته في جبل موية عبر سلاح الجو”.
وترتبط بلدة جبل موية المحاطة بسلسلة من الجبال العالية في السودان بوسطه وغربه وجنوبه وشرقه، وسيطرت عليها قوات الدعم السريع في يوليو/تموز 2024 عبر هجمات منظمة قادها قائد الدعم السريع بمحور سنار المقدم عبد الرحمن البيشي، قبل أن يُقتل في ضربة جوية نفذها سلاح الجو السوداني ببلدة طيبة اللحوين القريبة من جبل موية.
إعلان
وعقب سيطرة الجيش على بلدة جبل موية تمكّن من إغلاق خط إمداد قوات الدعم السريع الموجودة في سنجة والدندر وأبو حجار ودالنيل على تخوم الدمازين.
وشن الجيش هجمات برية مكثفة استعاد فيها معظم مدن ولاية سنار، من بينها العاصمة سنجة، وتمكن من فك حصار الدعم السريع على مدينة سنار، والذي امتد لشهور، ثم توجه الجيش من سنار وسنجة غربا نحو مصنع سكر سنار ومدن ولاية الجزيرة، بدءا من ود الحداد وصولا إلى ود مدني.
أسباب تراجع “الدعم السريع”
أسباب عدة لعبت دورا حاسما في تفوق الجيش السوداني بمعارك وسط البلاد -خاصة في ولايتي سنار والجزيرة- وأدت لتراجع قوات الدعم السريع إلى أكثر من 600 كيلومتر وصولا إلى حدود ولاية الخرطوم.
ومن أبرز تلك العناصر:
امتلاك الجيش سلاح الجو الذي لعب بفاعلية عالية وتمكن من قطع خطوط إمداد الدعم السريع.
اصطياد الطائرات والمسيّرات أبرز قادة الدعم السريع بوسط السودان، أبرزهم قائد الدعم السريع بولاية سنار المقدم عبد الرحمن البيشي، وقائد السريع بولاية الجزيرة اللواء عبد الله حسين، ومهدي رحمة (جلحة) أبرز قادة الدعم السريع بالجزيرة.
انضمام قوة من درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل للجيش -والذي كان يعمل في وقت سابق قائدا للدعم السريع بولاية الجزيرة- شكّل علامة فارقة في معارك وسط البلاد، بحسب مراقبين.
وتعقيبا على ذلك، يقول المحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد للجزيرة نت إن الأسلحة النوعية التي امتلكها الجيش مؤخرا -وبينها سلاح الطيران والمسيّرات بعيدة المدى- لعبت دورا محوريا في انتصاراته وسط السودان.
وأضاف عبد الحميد أن الجيش اتبع “إستراتيجية إنهاك الدعم السريع” في وسط السودان وحصاره بطريقة حاسمة، فضلا عن معرفة الجيش بالأرض في البلاد.
وأشار إلى أن الجيش استفاد من المكون الاجتماعي بوسط السودان عبر المقاومة الشعبية، إذ شكّل اصطفاف المكونات الشعبية مع الجيش عاملا حاسما في تفوقه على الدعم السريع.
إعلان
ويقول المحلل السياسي أبو عبيدة عوض للجزيرة نت إن قوات الدعم السريع نفذت انسحابا تكتيكيا من وسط السودان بعد خسارتها بلدة جبل موية الإستراتيجية.
وأضاف عوض أنه انسحب من وسط السودان بعد سيطرته على مناطق واسعة منها، ووضع أسلحة وألوية الجيش في جذور معزولة ومحاصرته.
وأشار إلى أن انسحاب قوات الدعم السريع من وسط السودان يهدف إلى تنظيم صفوفها استعدادا لمعارك طويلة الأمد، ولا سيما بعد انعدام فرص التفاوض، حسب تعبيره، فضلا عن أن هذه القوات لا تفضل الاحتفاظ بمناطق ومدن تحت الحصار حفاظا على جنودها، لذا انسحبت إستراتيجيا من وسط السودان.
تقارير تتحدث عن اقتراب الجيش السوداني من حسم المعارك مع “الدعم السريع” (الفرنسية)
ضربات حاسمة
كان التقدم الكبير الذي حققه الجيش في وسط السودان مفاجئا، لدرجة سيطرته على أكثر من 10 مدن كبيرة وسط السودان، من بينها ود مدني وسنجة والحصاحيصا ورفاعة وأم القرى والدندر والحاج عبد الله والحوش.
ويقول الرائد بسام أبو ساطور -وهو أبرز قادة العمل الميداني بالجيش في وسط السودان- للجزيرة نت إن قوات الدعم السريع لا تملك عقيدة ولا مبدأ للقتال، وإن القوات المسلحة مسنودة بالمقاومة تحركت في الوقت المناسب، وتمكنت من دحرها في وسط السودان.
بالمقابل، يقول مصدر عسكري في “الدعم السريع” -طالب بحجب اسمه- إن قواتهم انسحبت من وسط السودان وإن الحرب كر وفر، وقواتهم لم تفقد الأمل في السيطرة على وسط السودان، وستعاود الكرّة مرة أخرى.
وفي الاتجاه ذاته، قال المحلل السياسي المقرب من الدعم السريع إسماعيل عبد الله للجزيرة نت إن قوات الدعم السريع لم تخسر معارك وسط السودان، بل انسحبت من كل مدن الوسط، وإنها سترتب صفوفها وتعيد انتشارها عسكريا في وسط البلاد.
انتهاكات واصطفاف
وشهدت سيطرة الدعم السريع على وسط السودان انتهاكات واسعة طالت المدنيين، إذ سقط عشرات الضحايا -ولا سيما في شرق ولاية الجزيرة ومدن بولاية سنار- ووثقت تقارير أممية وإدانات دولية تلك الانتهاكات.
ودفعت الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع عددا من شباب وسط السودان إلى الانخراط في صفوف الجيش عبر بوابة المقاومة الشعبية، ولعبوا دورا كبيرا في معارك الوسط.
ويقول المتحدث باسم المقاومة الشعبية السابق عمار حسن للجزيرة إن دخول قوات الدعم السريع المتمردة إلى ود مدني شكّل دافعا كبيرا لانضمام الشباب إلى المقاومة الشعبية دفاعا عن أرضهم وعرضهم وممتلكاتهم.
وأضاف عمار أن المقاومة الشعبية تدافعت من أجل إسناد الجيش، خاصة من الشباب ورجال الأعمال، وأنها شكلت علامة فارقة في تاريخ معارك الوسط بإسنادها الجيش وطرد مليشيا الدعم السريع من وسط البلاد.
المصدر : الجزيرة
من يقولون إن ما حدث و يحدث لمرتزقة عربان الشتات الإفريقي انسحاب تكتيكي و تموضع هم في الحقيقة مكابرين فما حدث هو انهزام للمرتزقة و انتصار الجيش بعد أن أصبح في وضع هجوم بدلاً عن وضعية الدفاع التي اتخذها حوالي ( 18 ) شهراً…
ببساطة شديدة وتعبير عسكرى اسباب تراجع الدعم السريع بأنه تواجد فى ( وسط عدائي ) فهم بالنسبة لسكان الوسط غرباء ولهجتهم غير معروفة وغير مستساغة السبب الثانى أفعالهم التى تنم عن حقد على كل ماهو شمالى ( جلابة ) وان اى مكان يدخلونه يسرقونه ثم يدمر وان وجد المواطنين السودانيين سلاحا فى بيوتهم لابادوهم جميعا
اسباب عدبدة جعلت قوات الدعم السريع تتراجع بنفس السرعة التى انتشرت بها وتمددت على ذلك النطاق الواسع.. فالانتشار السريع فى اى حري يجعل خطوط الامداد صعبة خاصة وان هذه الخطوط تمر بمناطق اكثرها لا تريد الدعم السريع يضاف الى ذلك السلوك المشين لافراد الدعم السريع فقد اثبتوا انهم حفنة من اللصوص واراذل البشر يرتكبون ابشع الجرائم بدم بارد مما جعل الناس يتساءلون فعلا عن سودانيتهم… لغتهم العنصرية اضافت لرصيدهم السيئ…. ان من تجارب التمرد بالسودان ان التفازض هو انجع السبل لتحقيق المكاسب المطلبية وليس السلاح فحصاد حرب الجنوب ودار فور وجبال النوبة كتاب مفتوح بين ايدينا مشكلة الدعم السريع انه استعجل فى السيطرة على كل السودان وهى امر ليس بالسهل بل يعود الى التفكير البدوى الذى يبسط الامور ويراها على غير حقيقتها.. شخصية حميدتى ايضا مشكلة فقد اسبغوا عليه صفات ليست فيه ولن تسعفه مداركه فى المعارف فى تخطى ما يملى عليه من مستشارين مشكوك فى معارفهم وقدراتهم كيوسف عزت او عمران وعيرهم وتجربتهم فى الحياة السياسية فى السودان لا تتخطى صحف الحائط او مناقشات الحوار وهى اشبه بحلبات الملاكمة.. الدعم السريع كانت غلطته الكبر انه حاول الاستيلاء على القيادة العامة للجيش منذ الوهلة الاولى وهو ما لا تقبله اى منظومة عسكرية فى العالم وهو فقداننها لمثل هذا الموقع وعلى ايدى من يزعمون بانهم عسكر وهم ليسوا كذكاك.. اراد الله خيرا بهذا الوطن ان وئد الدعم السريع.. وهذا بالطبع لا يعفى السودانيين من تحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن فمن انشا الدعم السريع حاكم برتبة مشير فى الجيش السودانى ووراؤه تنظيم يدعى انه اليوم يقاتل الى جانب الجيش لا شك ان ذلك من مضحكات السياسة فى السودان