مقالات وآراء

سلام دارفور سلام السودان

كلام الناس

نورالدين مدني 

 

*حرصت على تلبية دعوة مركز الجزيرة للخدمات بالخرطوم قبل فترة للمشاركة في تدشين كتاب (دارفور حصاد الازمة بعد عقد من الزمان) بالتعاون مع مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم بقاعة اتحاد المصارف ، لأنني أكن لدارفور وأهلها معزة خاصة .

*لأنه إذا كانت عطبرة قد شهدت سنوات تفتح مداركي الأولى في صباي الباكر ، وبورتسودان حورية البحر الاحمر الجميلة شهدت سنوات نضجي وتفتح وعيي الاجتماعي ، فإن الفاشرأبو زكريا شهدت بدايات حياتي المهنية عندما كنت باحثاً إجتماعياً بمصلحة السجون.

*عشت في الفاشر أحلى سنوات عمري، سنة قبل الزواج وسنة بعده ، كنت أقطن منزل الخليفة بابكر بالخير خنقا بالقرب من سجن الفاشر القديم ، وأفتخر بتجربتي المتواضعة في البحث الاجتماعي والخدمة الاجتماعية ما بين سجن الفاشر ومعسسكر شالا ، ليس المجال هنا للحديث عن هذه التجربة.

*شاركت في رعاية فرقة فنون دارفورحين كان يتولى رئاستها الشاعر الكبير الراحل المقيم مبارك المغربي ، وكنت سكرتيرها وكان أ برز فنانيها الفنان الشنقيطي الذي اشتهر بأداء اغنية كانت زائعة الصيت في ذلك الوقت مطلعها”يا خليل يا خليل خليلك وين”.

*بعدما تزوجت من بورتسودان وأمضينا شهر العسل في مصيف أركويت الذي تم تجديده في ذلك الوقت إنتقلنا الى الفاشر ، لا أنسى ما حييت كيف كان يستقبلنا الفنان الشنقيطي عند حضورنا إحتفالات الأفراح ويحول وطلع الأغنية من يا خليل يا خليل خليلك وين إلى يا عريس يا عريس يا نور الدين ، وهذا أمر اخر ليس المجال هنا للحديث عنه.

* الأمر المهم الذي أريد ان اقوله هنا أن أهم ما في هذه الفترة الجميلة من حياتي أننا كنا نعيش وسط أهلنا في دارفورفي أمن وأمان ، لم يكن أهل دارفور قدد تسمم نسيجهم الاجتماعي بالتصنيفات العرقية الغريبة عليهم التي اصطنعها الذين أججوا النزاعات المحدودة التي كانت تعالج في إطار جلسات الصلح وحكمة الاجاويد وحولوها من نزاعات بسبب الأرض والمرعي الى نزاعا ت مصطنعة بين “العرب والزرقة” وسط النسيج الاجتماعي الدارفوري الذي لم يكن يعرف مثل هذه التقسيمات العرقية.

*شارك في هذا الكتاب الذي دشن من قبل في الدوحة 12 كاتبا من المهتمين بالشأن الدارفوري هم البروفسور الطيب زين العابدين والدكتور التجاني عبد القادر والاستاذ محمد الامين خليفة والدكتور خالد التجاني والدكتور محمد محجوب هارون والدكتور حمد عمر والبروفسيرة بلقيس بدري والبروفسير منزول عبدالله عسل والدكتور فتح الرحمن القاضي والاستاذة سامية احمد نهار والدكتورالكس دوقال والدكتور جيروم توبيانا وحرراه الدكتور عبد الوهاب الافندي والدكتور سيدي احمد ود سالم (الموريتاني الجنسية).

*لم يقصر الإمام الصادق المهدي في إضافة إضاءات مهمة ومقترحات أهم علها تفيد صناع القرار في حل معضلة دارفور التي ساهم بعض ابنائها – وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا – في تأجيج النزاعات وفي تداعياتها المؤسفة على أهلهم الذين يدفعون وحدهم ثمن هذه النزاعات التي عمقتها السيات الخاطئة التي مزقت النسيج الدارفوري الذي كان نموذجا للتعايش بين مكوناته المختلفة وحتى مع الذين وفدواإلى دارفور من داخل وخارج السودان.

*هذه الإضاءات التي تضمنها الكتاب وغيرها من المبادرات يمكن الإستفادة منهاإذا جد العزم في في تحقيق التغيير الديمقراطي المنشود وإسترداد السلام العادل الشامل في كل ربوع البلاد ودفع استحقاقات التحول الديمقراطي وبناء دولة المواطنة والهوية السودانية الجامعة.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. عندما كانت دارفور تصرخ من اهوال النهب المسلح كانت الخرطوم الحاكمة لاهية وتفرض السكوت على الجميع بعدم ايراد اخبار دارفور فى وسائل الاعلام وكلما نشرت صورة عن دارفور يسارع المسؤلون على انكاها والقول بانها مفبركة من صور ماسى القارة الافريقية سمها رواندا او سيراليون.. واذكر تماما ان ان عبد الباسط سبدرات الوزير الشيوعى الذى التحق مؤخرا يقاطرة الحركة الاسلاموية طمعا فى الاستوزار,,, بعد ان عرضت عليه صور من حوادث شعيرية والتى مات فيها اكثر من ثلاثين فردا وعشرات من المصابين قال ببجاحة منقطعة النظير ان تلك الصور ماخوذة من مبادوقرى النيجرية .. يعنى الضخايا هوسا وبرنو والمجرمين اخوانهم…. المهم ان الذى يحدث اليوم يثبت بما لا يدع اى شك بان الامن فى بلد ما امر لا ينفصل ولا يقبل التجزئة وانه من الاوفق لاى بلد فى العالم اتقاء الانهيار او الاضطراب الامنى قبل حدوثه.. وذلك بتفعيل الاجراءات الصارمة المطلوبة من اجهزة رقابة ومتابعة ورصد وكذلك منصات تحقيق العدالة لردع من يمسون امن البلاد.. ولعل التجربة السعودية هى الاحق بالاحتذاء بها… وكم كنت يتملكنى شعور بالطمانينة عند تلاوة اخبار تنفيذ احكام القصاص خاصة عند عبارة ( ان حكومة خادم الحرمين لن تتوانى عن قمع المجرمين ومن يسعون الى الاخلال بامن الوطن والمواطن)

  2. هسي ياطارش المقال دا لو قال ليك امشي روح اسكن في دولة دارفور ماحتمشي.

    كلامكم الاهبل دا ياهو الضيع الناس.

    انحنا بقينا ناس انفصال وبس
    قريبا اعلان قيام دولة وادى النيل كوش قديما والانفكاك من دولتى دارفور وجبال النوبة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..