سيناريوهات تهجير سكان غزة وحرب السودان

ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمــد فضــل
في ظل التصريحات الأخيرة والتطورات السياسية والعسكرية ، تبرز عدة سيناريوهات وتوقعات بشأن احتمالية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ، استنادًا إلى المعلومات والاحداث التي تجري هذه الايام حيال هذه القضية الكبيرة ومن خلال متابعتي للاخبار فيتبين لنا جليا ان السيناريو الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا وبقوة فرض واقع ديموغرافي جديد حيث تسعى إسرائيل ، بدعم من الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب ، إلى إعادة ترتيب الوضع الديموغرافي في غزة عبر تهجير سكانها إلى دول مثل مصر والأردن ، تحت ذرائع إعادة الإعمار أو “تحويل غزة إلى منطقة سياحية واقتصادية” يواجه هذا السيناريو رفضًا فلسطينيًا وعربيًا قويًا من “مصر والأردن” وقد أعلنتا رفضهما القاطع لاستقبال لاجئين ، معتبرين أن التهجير يعد انتهاكا للقانون الدولي ويُفاقم الأزمات الإقليمية.
ويصطدم هذا السيناريو بالمقاومة الشعبية الفلسطينية والضغوط العربية ، ما قد يحد من تنفيذه الكامل ، لكن قد تشهد غزة تهجيرًا جزئيًا عبر ضغوط اقتصادية أو عسكرية مستمرة ، وايضا سوف يتم استغلال الأوضاع الإنسانية لدفع التهجير “الناعم” مع استمرار الحصار وتدمير البنية التحتية في غزة ، قد تُستخدم الأزمات الإنسانية (مثل نقص الدواء والغذاء والطب) كأداة لدفع السكان إلى الهجرة الطوعية بحثًا عن ظروف معيشية أفضل ، كما ان الدور الدولي تقاعس ولم يستطع المجتمع الدولي عن توفير حلول جذرية لإعادة الإعمار وهذا قد يساعد السيناريو الامريكي الإسرائيلي ، خاصة مع غياب خطط إنقاذ فورية لاهل غزة ، وهذا في ظني يوحي بتوقعات قد تؤدي الي تفاقم الأوضاع وإلى نزوح محدود ، لكن التمسك الفلسطيني بالأرض والرفض الشعبي يُقلل من فرص نجاحه على نطاق واسع ، ويظل خطر تعزيز الوجود الاستيطاني وضم مزيد من الأراضي الفلسطينية الي دولة الكيان المحتل واضف الي ذلك السياسات الإسرائيلية التي تسعى من خلالها الحكومة اليمينية الإسرائيلية إلى توسيع المستوطنات وضم أجزاء من الضفة الغربية ، مع محاولة تطبيق نموذج مشابه في غزة عبر خلق واقع ديموغرافي جديد اما من ناحية الردود العربية فنجد ان الدول العربية مثل مصر والاردن والسعودية تؤكد على رفض أي محاولات لضم الأراضي أو تهجير السكان، وتدعو إلى حل الدولتين كمسار وحيد للسلام ، قد تنجح إسرائيل في فرض وقائع استيطانية جزئية ، لكنها حتما سوف تواجه مقاومة دولية وقانونية تمنع الاعتراف بها ، وايضا يجب ان اشير الي تأثير الانقسام الفلسطيني على المواجهة ضد كل هذه السيناريوهات حيث الوضع الداخلي يستمر في
الانقسام بين فتح وحماس وهذا يؤدي الي إضعاف الموقف الفلسطيني الموحد ، مما يُسهل على إسرائيل تنفيذ سياساتها دون مقاومة منظمة اما من ناحية المبادرات العربية والتي تبذل جهود مقدرة خصوصا من قبل مصر والاردن لتحقيق مصالحة فلسطينية ، لكن التقدم بطيء ، وقد لا يُحدث تغييرًا جذريا في المدى القريب لهذا فان كل المؤشرات والتوقعات نحو القضية الفلسطينية تؤكد انه بدون وحدة وطنية ، تظل قدرة الفلسطينيين على مواجهة التهجير محدودة ، مما يزيد من مخاطر تفاقم الأزمة ، اما السيناريو الدولي فهو قابع بين الإدانة والعجز حيث نري المواقف الدولية “تُدين دول أوروبية وعربية” التهجير كجريمة حرب ، لكنها لا تتخذ إجراءات عملية لوقف الخطط الإسرائيلية اما الدور الأمريكي فالجميع يتهم الإدارة الأمريكية بالتواطؤ عبر دعمها المالي والعسكري لإسرائيل ، بينما هي تروج لـ”حلول اقتصادية” تخدم أجندة التهجير وظلم الفلسطينيين .
تظل الإدانات رمزية دون تغيير ملموس ، خاصة مع انحياز واشنطن الواضح لإسرائيل.
الخلاصة مصير غزة مرهون بين الصمود والتهجير التدريجي
فالصمود الفلسطيني يُشكل التمسك الشعبي بالأرض والرفض الواسع للتهجير ويظل هو العائق الرئيسي والاقوي أمام أي مخططات إسرائيلية وامريكية لتهجير سكان غزة عن ارضهم وبكل تاكيد تظل المخاطر المحتملة مع استمرار الحرب وغياب الحل السياسي قائمة ، قد تشهد غزة نزوحًا تدريجيًا بسبب الأوضاع الإنسانية ، أو تهجيرًا قسريًا محدودًا تحت غطاء عسكري .
الحل الوحيد يبقى هو حل الدولتين هو الخيار الأكثر تداولًا دوليًا ، لكن تنفيذه يتطلب ضغوطًا دولية حقيقية لإجبار إسرائيل على وقف التوسع والتهجير .
وتشكّل الإرادة الفلسطينية والدعم العربي الرافض للتهجير عوامل حاسمة في تحديد مصير غزة ، لكن تعقيدات المشهد السياسي والعسكري تجعل المستقبل غامضًا بين احتمالات الصمود الكلي أو التهجير الجزئي ، هذه الاحوال القاسية قد وضعت بعضا من هذه السيناريوهات علي المشهد السوداني وياتري هل هذه الحرب هي بداية لخطة لتهجير السودانيين عن ارضهم عبر السلاح والقتل والدماء والدمار والجوع تدمير المستشفيات وغياب الدور الطبي والعلاجي والدوائي، احذروا يااهل بلادي في السودان من المخططات الخبيثة التي تهدف الي تفكيك وتقسيم ارض السودان واستهداف النسيج الاجتماعي وانسان السودان وافتعال الازمات بغرض تهجير السكان واحداث تغيير ديمغرافي جديد لصالح الخبثاء الذين يسعون فسادا في الارض ويخططون للاستيلاء علي الارض والثروات والمياه وياتري هل في مقبل الايام سوف يشهد العالم حرب المياه.
الله يكضب الشينه. لكن فى سمعنا أن مصر ستقبل فى النهايه على أن تعوض بشمال السودان وده سر التأخر المتعمد فى إيقاف الحرب لإضعاف السودان حتى لا يتمكن من الإعتراض أو مقاومة ذلك.