الاتحاد الافريقي .. التحدي وطموح الاصلاح
عبدالرحيم محمد سليمان
يعد فوز وزير الخارجية والتعاون الدولي فى جيبوتي الدبلوماسي محمود علي يوسف برئاسة مفوضية الاتحاد الافريقي ضربة موجعة للدول التى تتدخل فى قرارات دول الاتحاد ، ويعد ايضا خطوة مهمة في مسيرة الاتحاد الإفريقي نحو الحلول الاستراتيجية لمشاكل الدول الاعضاء بما فيها مشاكل النزاعات المسلحة فى السودان والكنغو ، ويعد فوزه ايضا بمثابة ضربة موجعة للدول الراعية للتمرد فى السودان ولقوى الحرية والتغير التى كانت تعول على الكيني رايلا اودينغا فى سياق استمرار تجميد عضوية السودان فى الاتحاد الافريقي وفى سياق الدور الاساسي الذي كان سيلعبه اودينغا فى تازيم الصراع وتحقيق رؤية تفكيك السودان ، ويعود الفضل فى فوز محمود بعد -الله سبحانه وتعالى – للدور الكبير للدبلوماسية المصرية والسودانية فى اقناع الدول الاعضاء ببرنامج محمود يوسف الذي يركز على تعزيز التكامل بين دول الاتحاد والسلام ، والتنمية الاقتصادية ، وتمكين الشباب ، استنادا على رؤية 2063م للاتحاد الإفريقي.
ومع انه لم يتم الكشف بشكل رسمي عن جميع الدول التي صوتت لصالح محمود علي يوسف في الانتخابات حيث أن التصويت جرى بشكل سري بين الدول الأعضاء ، الا ان التقارير اشارت إلى أن يوسف فاز بعدد 36 صوتا رغم عدم تمكنه من تأمين اصوات الدول المعلقة عضويتها في الاتحاد الإفريقي ، مثل بوركينا فاسو ومالي وغينيا والنيجر والجابون والسودان ، هذه الدول لم تشارك في الانتخابات ، مما أثر على إجمالي الأصوات المتاحة التى كانت ستجعله فى الصدارة بدون منافسة تذكر ، ويمكن اعتماد محمود يوسف على النهج ألاقل ظهورًا إعلاميًا مقارنةً بمنافسيه ، وتركيزه على تأمين أصوات الدول عبر الدبلوماسية المباشرة هو ما ساعده على تحقيق هذا الفوز المريح ، ومن المتوقع خلال رئاسته أن يواجه محمود علي يوسف تحديات كبيرة فيما يتعلق بالأزمة السودانية. يوسف كان قد أكد فى المناظرة التى اقيمت فى اديس ابابا فى 2024م أن السلام والأمن سيكونان من أولوياته خلال فترة رئاسته ، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل آليات الاتحاد الإفريقي لحل النزاعات ، خاصة عبر “إسكات صوت البنادق” بحلول عام 2030م .
وبخصوص السودان يرى يوسف أن إعادة عضوية السودان للاتحاد الافريقي ضرورة قد تساعد في خلق بيئة مناسبة للتعافي والنهوض الافريقي الشامل .
وتشير التقارير الى ان يوسف لم يعلن بعد موقفًا واضحًا بشأن قوات الدعم السريع المحلول ، لكنه أكد التزامه بالسعي لحل النزاع السوداني عبر الوسائل الدبلوماسية.
ويتفائل الجميع ان محمود علي يوسف سينجح في قيادة الاتحاد الإفريقي لقدرته فى تحقيق الاصلاحات المامولة داخل الاتحاد من خلال توطين القرارات والسعي لاحلال الامن والسلام بين الدول الاعضاء.
