مقالات وآراء

من كتاب “الفلاحون والقومية في إريتريا” وتأثيرات النظام الطبقي الاقطاعي على مجتمع البني عامر

آمنة أحمد مختار إيرا

يُعد كتاب (الفلاحون والقومية في إريتريا) (Peasants and Nationalism in Eritrea) للكاتب الإنجليزي إريتري الأصل(جوردان جبري-مدحين) (Jordan Gebre-Medhin) مرجعًا مهمًا لدراسة التاريخ الاجتماعي والسياسي لدولة إريتريا، لا سيما عند تحليله لواقع مجتمع قبيلة (البني عامر) . يشير الكاتب إلى أن هذا المجتمع حمل عبر تاريخه آثارًا عميقة للعبودية والاضطهاد، ما خلَّف شعورا بالغبن والحقد والكراهية بل وعقدة الدونية التي لا تزال تُلقي بظلالها على هويته وسلوكه الجماعي.

#العبودية وتاريخ البني عامر:

يستند الكاتب إلى تقديرات الباحث (لويد إلينجسون) (Lloyd Ellingson)، الذي أشار إلى أن عدد العبيد في قبائل البني عامر كان مُقاربًا لعدد الأحرار (النبلاء)، ما يُظهر حجم النظام الطبقي القاسي الذي حكم العلاقات الاجتماعية. فقد عاش أفراد هذه المجموعة السكانية لعقود تحت سيطرة طبقة (النابتاب النبلاء)، الذين فرضوا نظامًا استعباديًا قائمًا على الاضطهاد والتبعية المطلقة، حيث كان العبيد يعتبرون ملكية تورث وتباع وتشترى. يوضح الكتاب أن هذه الحقبة خلَّفت جراحًا نفسية واجتماعية عميقة، تجلَّت في محاولات هذا المجتمع لاحقًا لتعويض هذا الدونية التاريخية عبر تزييف سرديات تُظهرهم بأنهم أبطال وأصحاب تاريخ وبطولات عريقة بينما الواقع يؤكد أنهم تنقلوا بين عبوديات متتالية من سيطرة البلو ( بلو كلو ) إلى هيمنة النابتاب، ثم استغلال النظام الإريتري الحالي بقيادة أسياس أفورقي.

#من العبودية إلى التمرد: استراتيجيات مجنسي البني عامر الحديثة في السودان

يرصد الكاتب تحولًا في سلوك البني عامر بعد لجوئهم إلى السودان هربًا من اضطهاد أفورقي، الذي وصفه الكتاب بأنه تعمد تشريدهم وتعذيبهم حتى لجأوا إلى السودان. وجدت هذه المجموعات بيئة أكثر تسامحًا لكنها بحسب التحليل استغلت هذا التسامح لبناء سردية تاريخية جديدة تهدف إلى تعزيز نفوذها السياسي والجغرافي، ويشير جبري-مدحين إلى أن هذه السرديات المُفبركة تهدف إلى إعادة كتابة التاريخ لتصويرهم كـ”أسياد” بدلًا من ضحايا وعبيد، وتمهيد الطريق لتحقيق هيمنة سياسية على إقليم شرق السودان، بل والسودان ككل عبر تحالفات مبنية على المكر والدهاء.

يُنهي الكتاب تحليله بتأكيد أن محاولات مجموعات من البني عامر لفرض هيمنتهم ليست نتاج ذكاء استثنائي بل هي استمرار لاستراتيجيات البقاء التي طوروها خلال قرون من القمع. لكن الكاتب يشير أيضًا إلى أن هذه المكائد بدأت تكشف شيئا فشيئا، خاصة مع تنامي الوعي المجتمعي في السودان.

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. خلاص قمنا يا امنيتا ماكنا كويسين، لا يوجد مثل هذا الكتاب الا في مخيلة إنسان مريض ، البني عامر حق إرتريا مامحتاجين لسودان الميز العرقي والحقد والحسد وهذه الحرب اظهرتكم على حقيقتهم والكذب يقولون عن بلدهم.
    حتى الطير يجيها جعان من أطراف وديها شبع.
    ناس الجزيرة عندما هرب اليهم ناس الخرطوم رفعوا اجار البيت من مائة ألف الي مليارين استغلال للحوجة.

    البني عامر ليست مراتب ودرجات كما تتوهمين، البني عامر في التصوف قبل الطريقه الختمية فهم شازلية وادارسة وارتريا في الدولة اعرق من السودان وليست هناك في إرتريا قبائل تفرض سيطرتها على قبائل كما تتوهمين ويظهر ذلك في دولة المواطنة التي أسسها الارتريين.
    البني عامر لغوا العبودية قبل السودان بمائة عام
    لايوجد سفر كالذي تكذبين يوجد كتاب واحد مرجع عن البني عامر لكاتب إيطالي يتحدث عن هذه القبيلة العريقة وثرواتها الزراعية والحيوانية يكفي ان لديهم سوق ابل بالقاهرة لغاية اليوم يسمى (سوق أبل بني عامر) وكان متعهدي المصريين رجال من العبابدة والبشاريين ينقلون ابل بني عامر من حور بركة القاش الي مصر.

    1. حتى سوق إبل البشاريين في مصر ..طلعتوه سوق بني عامر يا خاسا ..هههه
      لا نعرف حاجة إسمها بني عامر في السودان..نعرف الخاسا في جنوب توكر فقط ..وكنا ندخلهم ببطاقات دخول نستخرجها لهم من السلطات كي يعملوا في أرضنا وبيوتنا ..
      وحتى في إريتريا إسمكم قومية التقري ..مسمى بني عامر مسمى حديث ( إسم دلع للخاسا) إنتحلمتموه مؤخرا ..

  2. الارتريين ليست لديهم طبقية كما تقولين يا حاجة آمنه وليست هناك اقطاعيات بارتريا بقدر ماتعمل بقدر ماتحصد بعدين . كلامك دا كلام كيزان الشمال والحزب الشوعي السوداني وتحريضهم للعبيد من البلاله وغيرهم وأغلبهم كانوا في إرتريا.

    اتركي البني عامر لشانهم يا ام جمل مقمل اعملي حسابك محرضنك لايساوي شبط عند بني عامر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..