مقالات وآراء

الفريق البرهان يلعب السياسة في السودان على طريقة أفلام اميتاب باتشان

يوسف عيسى عبدالكريم

 

مع تطور السينما وظهور منصات العرض الإلكترونية مثل نتفلكس أمازون. تجاوز الناس الذهاب لدور العرض وقاعات السينما لحضور الأفلام وعزفوا عن مشاهدة التلفاز رغم إنفجار عدد القنوات التلفزيونية من واحدة في الماضي إلى آلاف القنوات الفضائية.

لذا قد يندهش جيل الشباب الحالي من أفلام الممثل الهندي الشهير أميتاب باتشان الموجودة في موقع يوتيوب الشهير و يتسألون باستغراب كيف كان جيلنا ومن سبقهم يستمتعون بهذه النوعية من الأفلام ذات الافكار البسيطة حد الغباء والأداء المفضوح حد الكذب والإخراج البائس حد السماجة والتي لا ترقى حبكتها الي مستوى يتقبله الأطفال الذين أصبحوا وهم يحضرون أفلام الانميشن لقضاء الوقت يدركين حد اليقين أن كل ما يشاهدونه لا يتعدى الوهم الافتراضي قيد أنملة.

في هذا العصر المتقدم ووسط جيل التكنلوجيا ظهر لنا بالأمس الفريق البرهان عارضا نسخة ملونة من فيلم تم عرضه سابقاً بتقنية الأسود والأبيض الكلاسيكية في بدايات التسعينات.

تروي أحداثه قصة حركة سياسية تلبست بلباس الدين لتصل إلى السلطة يقودها زعيم يحمل درجة الدكتوراة في القانون وخبير متخصص في الدساتير وبالرغم من انتمائه لقبيلة القانونيين ضرب بعلمه وكسبه المعرفي عرض الحائط وقرر أن ينقلب على الحكومة الشرعية المنتخبة ويعطل الدستور و يقطع الطريق على تطور الحكم الديمقراطي في البلاد.

قامت تلك الحركة بأداء مليودرامي في ذلك الفيلم واستغفلت الشعب بأن وضعت القائد العام للقوات المسلحة في واجهة نظامها الجديد.

وقام ذلك القائد بأطلاق الأكاذيب على الشعب مقسما قسما مغلظا أن ليس هناك أي علاقة بين نظامه الجديد وتلك الحركة السياسية بل ذهب لأبعد من ذلك بأن قام بأيداع زعيمهم السجن حبيسا.

دارات أحداث ذاك الفيلم 30 عاما من الزمن تحول فيها الشعب إلى أكبر جوقة كومبارس في تاريخ السينما. وتحول فيها نظام الحركة إلى أكبر غول للفساد في المنطقة ابتلع الدولة.

وقد قام الفريق البرهان مرة أخرى بعرض مناظر النسخة المحدثة من ذات الفيلم السابق والتي يبدو أن تجارب أدائه قد اختتمت في بورسودان وتجري الاستعدادات لإعادة عرضه من جديد .

ولسخرية القدر يبدو أن النسخة المعروضة جاءت دون أي تغييرات تذكر في الكاست فالقوات المسلحة احتفظت بنفس الدور السابق ممثلا في قائدها العام.

والحركة السياسية احتفظت بنفس دورها السابق ممثلا في قياداتها وقواعدها كما هم دون أي وجوه جديدة و دون مراعاة لفروق الوقت.

فقط من تم استبداله هو الشعب أو الكومبارس والذي تم تغيير دوره من دور الكومبارس العادي إلى دور كومبارس متقدم .. ادفانس .

وهنا يبرز سؤال المليون دولار وهو.

ترى كم من الوقت سيستغرق العرض حتى يفهم الشعب انهم مازالوا في الفيلم القديم؟ .

ويمكن ارداف سؤال أخر.

ما هي اللحظة التي سيصرخ فيها المشاهدين مستدركين وصائحين يا اخوانا ما دا الفيلم زااااااتو.

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. قمة روعة الكتابة أستاذ يوسف عيسى عبد الكريم. فعلا الكيزان والبرهان فيلم هندى. لايمكن أن يقنع رضيع في هذا العصر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..