السودان وتشاد… إرث العداء وتحالف الهشاشة
ثلاثة سيناريوهات تحكم تطور العلاقات بين الجارين اللدودين

ملخص
تسلط الاتهامات المتبادلة بين السودان وتشاد وفق مزيج متقلب من العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي تغذي الصراع، الضوء على أن الروابط بين البلدين استخدمت كوقود خلال النزاعات.
وقد يستدعي دعم السودان المتمردين التشاديين رداً مباشراً من تشاد، مما يفتح جبهة جديدة في الصراع السوداني، وتدخّل جهات خارجية في الصراع لمصلحة تشاد، بينما قد يبحث السودان عن دعم من قوى أخرى، مما ينتج استقطاباً جيوسياسياً جديداً.
على رغم الحدود المشتركة والتقارب الإثني في المنطقة الجغرافية الفاصلة بين السودان وتشاد، فإنهما لم يتوافقا على علاقات مستقرة، فمنذ استقلال البلدين تضرب علاقاتهما اتهامات بدعم نظام كل منهما معارضة الآخر، ويزداد الاضطراب في حال النزاعات داخل كل منهما، خلال حرب دارفور وصراع النظام التشادي مع المعارضة منذ عهد الرئيس السابق إدريس ديبي، الذي أدى إلى مقتله في الـ20 من أبريل (نيسان) 2021، ثم الحرب السودانية الحالية منذ أبريل 2023، كلها نقاط توتر متجددة، إذ تزيد الاتهامات وتتسع الهوة وتضيق نقاط التلاقي والاتفاق.
مرت العلاقة بمطبات كثيرة إلى أن وصلت إلى اتهام تشاد السودان بتسهيل وصول تعزيزات عسكرية من المعارضة التشادية إلى بلدة الطينة السودانية الحدودية بهدف شن هجمات وشيكة على تشاد، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 اتهمت تشاد الجيش السوداني بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان بالضلوع في مقتل الرئيس السابق إدريس ديبي، وجاء ذلك رداً على اتهام السودان تشاد بدعم قوات “الدعم السريع” في حربها مع الجيش السوداني، إذ يتضح أن دعم الأطراف المعارضة يُستخدم كورقة ضغط وفق مقتضيات الخلاف ودرجة التوتر في العلاقات.
كل هذه التموجات تتم على سطح تداخلات قبلية ساخنة، ونقاط حدودية ملتهبة، كعوامل مؤثرة في العلاقات الثنائية، لا سيما مع حركة اللجوء خلال النزاعات خصوصاً الحرب الحالية، مما فرض تحديات أمنية وإنسانية كبيرة، ومع ذلك، كان لكل من السودان وتشاد دورهما في الوساطة من أجل حل النزاعات، واستضافة كل منهما لاجئي الطرف الآخر، وتنسيق الجهود لمكافحة التهديدات العابرة للحدود مثل تهريب وتجارة البشر.
تاريخ من التوترات
مرت العلاقة بين السودان وتشاد بكثير من التوترات والاضطرابات، فمنذ استقلال تشاد عن فرنسا عام 1960، تأرجحت بين زعماء عرب مسلمين من الشمال وجماعات مسيحية جنوبية من جنوب الصحراء الكبرى، وكان كل تغيير للنظام تتبعه ثورة مضادة، وتنعكس آثار ذلك على السودان، وخلال ثلاث حقب رئاسية لاحقة لم تخلُ أيضاً من التحالفات والتوازنات السياسية، منذ عهد الرئيس التشادي السابق حسين حبري، الذي حكم تشاد في حقبة الثمانينيات بعد تنفيذ انقلاب عسكري على الرئيس كوكوني عويدي عام 1982، ظلت العلاقات بين السودان وتشاد عرضة للتوتر والتقلبات الحادة، متأثرة بالعوامل السياسية والأمنية والإقليمية، لا سيما في ظل الحروب الأهلية والتحالفات المتغيرة في المنطقة، ومنها انعكاس حربها مع ليبيا حين سعى العقيد معمر القذافي إلى السيطرة على شريط أوزو الحدودي بينهما، لكن فرنسا والولايات المتحدة دعمتا حبري في حربه ضد ليبيا في استعادة المنطقة، ثم حكمت محكمة العدل الدولية لمصلحة تشاد عام 1994، واتهم حبري السودان بإيواء ودعم الحركات المسلحة المعارضة لنظامه، خصوصاً الجماعات الموالية لعويدي، بينما دعمت حكومته الحركات المسلحة في دارفور.
أما في عهد الرئيس إدريس ديبي الذي تسلم السلطة في تشاد عام 1990 بعد إطاحته حبري، فقد بدأت بالتقارب والتعاون حين وفر نظام الرئيس عمر البشير ملاذاً لقواته المعارضة، ومع ذلك، شاب علاقته بالسودان تقلب بين التعاون والصراع، ومحاولات التوازن بحسب ما تقتضيه ظروف الصراعات الداخلية في كلا البلدين، ولكن مع اندلاع الحرب في دارفور عام 2003 تصاعدت التوترات مع نظام ديبي واتهمت تشاد السودان بتدبير هجوم على مدينة الطينة الحدودية، في حين اتهم السودان تشاد بالتورط في صراع دارفور، ودعم الحركات المسلحة خصوصاً “حركة العدل والمساواة”، واتهمت تشاد السودان بدعم المعارضة التشادية، وعلى رأسها “الجبهة الموحدة للتغيير الديمقراطي” التي شنت هجمات على العاصمة التشادية نجامينا عامي 2006 و2008. وأخذ الوضع منعطفاً دراماتيكياً في الـ10 من مايو (أيار) 2008، عندما نفذت “حركة العدل والمساواة” الدارفورية هجومها على العاصمة الوطنية أم درمان، واتهمت الخرطوم نجامينا بدعم هجوم الحركة، في حين ردت تشاد باتهام السودان بالسماح للمتمردين التشاديين بشن هجمات من أراضيها.
وقعت اتفاقات منها “اتفاق مكة” عام 2007، و”اتفاق دكار” عام 2008، و”اتفاق الدوحة” عام 2009، تحسنت العلاقات بين البلدين ودخلا في تعاون أمني واستخباراتي منذ عام 2010، استمر بعد سقوط نظام البشير حتى وفاة ديبي عام 2021.
تحالف موروث
بمقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، دخلت العلاقة بين البلدين مرحلة جديدة مع قيادة نجله محمد إدريس ديبي (كاكا)، متأثرة بالأحداث السياسية والأمنية في البلدين، إذ استمر التنسيق في الملفات الأمنية، بخاصة في ما يتعلق بمراقبة الحدود المشتركة والتصدي للجماعات المسلحة.
وورث ديبي الابن تحالفاً سياسياً أسسه والده من قبيلة الزغاوة التي ينتمي إليها وبعض القبائل العربية وإثنية التبو، ومجموعات أخرى من الجنوب التشادي، كان إدريس ديبي ينفق معظم عائدات النفط لتعزيز دعمه بين الزغاوة، وفي الإنفاق العسكري لدحر المعارضة المسلحة.
ومع اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، اتخذت تشاد موقفاً محايداً أقرب إلى الحذر، ولكن بعد ذلك، اتهمت الحكومة السودانية تشاد بدعم قوات “الدعم السريع” في ارتكاب جرائم، بما في ذلك الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، وزعمت أن نجامينا سمحت باستخدام حدودها ومهابطها لتسهيل حركة السلاح والمرتزقة من غرب أفريقيا للانضمام إلى الصراع.
نفت تشاد هذه الادعاءات بشدة، وقالت إن لا أساس لها من الصحة وتعوق جهود السلام، وردت الاتهام للسودان بأنه يرعى تاريخاً طويلاً من زعزعة استقرار تشاد من خلال دعم الجماعات المتمردة، كما اتهمت الجيش السوداني بلعب دور رئيس في اغتيال إدريس ديبي، عبر تمويل وتسليح المعارضة التشادية.
كذلك اتهمت النظام السوداني بأنه شكل وسلح قوة متمردة تشادية تتكون من 600 معدة قتالية، وضعت تحت قيادة عبدالباقي حمد، زعيم “الحركة الشعبية لتشاد”، وهي جماعة متمردة تدعو إلى التناوب السياسي في البلاد، وذكر أنه التقى الجنرال عبدالفتاح البرهان وزعماء الحركات المسلحة في دارفور، وأبرزهم زعيم حركة “العدل والمساواة” جبريل إبراهيم، وزعيم “حركة تحرير السودان” مني أركو مناوي.
أولويات دبلوماسية
تعكس السياسة الداخلية التشادية نهج النظام الحاكم، وما يمكن أن تسفر عنه تحركات الحكومة في الفترة المقبلة، فقد أعاد الرئيس محمد ديبي تعيين اللماي هالينا، رئيساً للوزراء، بعد استقالة الأخير في إجراء بروتوكولي يتعلق بتقاليد الحكم “يهدف إلى إتاحة الفرصة للرئيس لإعادة تشكيل الحكومة بما يتوافق مع التوازنات السياسية الجديدة”، مما يعكس استمرار السياسة ذاتها تجاه السودان.
كما استُبعد وزير الخارجية والمتحدث الرسمي السابق، عبدالرحمن غلام الله وعُين عبدالله صابر فضل بدلاً منه، إذ كان الأول شخصية رئيسة في القرارات الدبلوماسية الحاسمة، لا سيما ما يتعلق بملف إنهاء الاتفاقات العسكرية مع فرنسا، والتي مثلت تحولاً إستراتيجياً في علاقة نجامينا بباريس.
ويرى مراقبون أن إبعاده قد يكون إشارة إلى تحول في السياسة الخارجية، ربما نحو موقف أكثر مرونةً تجاه فرنسا أو إعادة ترتيب الأولويات الدبلوماسية، كذلك اتُّهم غلام الله بسوء إدارة التواصل خلال الهجوم على القصر الرئاسي يناير (كانون الثاني) الماضي، مما عجّل بإبعاده عن الحكومة. أما عبدالله صابر فضل فاستُند إلى خبرته السابقة وخدمته النظام مع الرئيس ديبي الأب، وأُجريت بعض التعديلات المهمة في أجهزة النظام، ذُكر أنها تعكس الهيمنة المستمرة للحزب الحاكم على السلطة في تشاد، بمنح كثير من المناصب الحساسة لأعضائه.
وعلى رغم جهود ديبي لإيجاد التوازن، تسببت التوترات الإثنية بعدد من الأحداث داخل الجيش، مثل الانشقاقات والخلافات بين الضباط العرب والزغاوة، التي تكررت في عهد ديبي الابن، ما من شأنه خلق بيئة احتكاكات تمتد إلى الحلفاء في السودان.
وعلى مستوى الجماعات الإثنية أبدت إثنية الزغاوة خصوصاً في الأجهزة العسكرية والأمنية التشادية قلقاً متزايداً في شأن العواقب التي قد تخلفها النزاعات على أقاربهم في دارفور، أما المجموعات العربية التي استقطبها ديبي الأب إلى نظامه، وظلت متحالفة مع ابنه فتشعر بمزيد من التعاطف مع “الدعم السريع”، ومن هنا تشكل الانقسام في الساحة السياسية التشادية متأثراً بالحرب في السودان.
زعزعة إقليمية
فور اندلاع الحرب في السودان وجدت تشاد نفسها في قلب الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع السوداني بسبب قربها من دارفور، والروابط المجتمعية والأسرية على جانبي الحدود، أغلقت تشاد حدودها البالغ طولها 1400 كيلومتر مع السودان في بداية الحرب موقتاً لتنظيم مرور اللاجئين ومنع حمَلَة السلاح، وقدرت المفوضية السامية للاجئين أن عدد الأشخاص الذين عبروا إلى تشاد حتى عام 2024 هم أكثر من 930 ألف شخص، أي ما يقارب 40 في المئة من مجموع الفارين من الحرب، أكثر من ثلثيهم لاجئون سودانيون، إضافة إلى العائدين التشاديين إلى بلادهم.
تسلط الاتهامات المتبادلة بين السودان وتشاد وفق مزيج متقلب من العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي تغذي الصراع، الضوء على أن الروابط بين البلدين استُخدمت كوقود خلال النزاعات، مما يخلق بيئة خصبة لزعزعة الاستقرار في المنطقة المهمة التي تعد معبراً إقليمياً يربط شرق أفريقيا بغربها وشمالها، ودولياً يربط القارة السمراء بأوروبا عبر البحر المتوسط، كذلك يشير إلى أن الأخطار لا تتعلق بظروف السودان أو تشاد فقط، وإنما بتاريخ سياسي لمجتمعات متداخلة، أصبحت عرضة للتهديدات الجيوسياسية، وأقرب حالة تفاعل لهذه العناصر هي أنه عندما اندلعت الأزمة السودانية تبنت معظم الحركات ذات الجذور الأفريقية، خصوصاً تلك الموقعة على “اتفاق جوبا للسلام 2020” مثل “حركة تحرير السودان” بقيادة مني أركو مناوي وحركة “العدل والمساواة” برئاسة جبريل إبراهيم، موقفاً متردداً في البداية، ولكنها انضمت لاحقاً إلى الجيش السوداني، ليس ترفعاً عن العصبية الإثنية، ولكن بسبب المحاصصات السياسية، وهي حسب تجارب الحركات نفسها منذ عهد النظام السابق تحالفات موقتة تعتمد على المدى الزمني لوجودهم في السلطة.
سيناريوهات محتملة
وفي ضوء تصعيد التوتر بين السودان وتشاد هناك سيناريوهات عدة للأحداث، الأول، يمكن أن يؤدي إلى نزاع عسكري لكن سيُحتوى في بداياته عبر الوساطات الدبلوماسية، فالمنطقة بين البلدين التي تعاني الفقر والتوترات الإثنية، تُصنَّف كمنطقة نشاط إنساني تسعى المنظمات الدولية فيها إلى الاستجابة لحاجات اللاجئين، ويزداد نشاطها كلما تفاقم الوضع في دارفور، وهي معرضة لتركيز دولي واسع.
وفي السيناريو الثاني، قد تؤدي الحرب المتفاقمة في السودان إلى إضعاف النظام في تشاد، في ظل معاناته من أزمات سياسية وأمنية داخلية، مما يزيد من احتمال استهداف حكومة ديبي، بزيادة المشاعر المعادية بين الإثنيات الأفريقية والعربية.
ومع وجود انقسامات بين إثنية الزغاوة في تشاد، فقد تنشأ مجموعات معارضة مسلحة تلتحم مع الزغاوة في دارفور ممثلةً بالحركات المتحالفة مع الجيش السوداني، لتنخرط في صراع واسع مع النظام التشادي.
والسيناريو الثالث، يتظهّر بدعم السودان للمتمردين التشاديين مما قد يستدعي رداً مباشراً من تشاد، ويفتح جبهة جديدة في الصراع السوداني، وتدخل جهات خارجية في الصراع مثل فرنسا لتأمين مصالحها الإستراتيجية في تشاد والمنطقة، مما قد يزيد من تعقيد المشهد بطلب الدعم من الدول الغربية، بينما قد يبحث السودان عن دعم من قوى أخرى، مما يخلق استقطاباً جيوسياسياً جديداً.
اندبندنت عربية
السودان فيه تهميش فيه ظلم لكن ليس حكرا على منطقة بالسودان او في اقليم سلب ثروات الدولة لصالح مواطنين اخرين خطابات الكراهية خطابات العنصرية ارث حمله نخب الغفلة ومن المحزن ناس كبار في السن مرضى مرض غل وحقد على مواطنين وليس سياسيين يعني عدم نضج في كل الحالتين تحقد على سياسي والله عدم نضج ومرض يجب صاحبه ينظف نفسه تحقد على مواطن منطقة والله هذا اخطر الامراض وعيب طبعا اذا دافعت عن منطقتك انت عنصري فقط تشتم وعليك السكوت وفعلا الكل سكت من اجل الوطن ومن مخافة الله لكن هذا يعتبر سلوك اللئيم يسيء للكريم … دارفور حسب المكون الاجتماعي هنالك استقلال من دول الجوار بواسطة مخابرات اوربا امركا الموساد السبب موارد هذه المنطقة وفرنسا تحتكر جميع النخب في غرب السودان وغرب افريقيا تحدي المخابرات الفرنسية كل النخب بغرب السودان وغرب افريقيا تتحكم فيها حلو الكلام العجبو عجبوا والما عجبه يشرب من البحر المالح لكن حركات دارفور لمن بلعت الطعم ومن لقاءات واستفزاز واستخفاف لمناوي وجبريل لمسؤوليين اوربيين في الخرطوم راجعوا ذاكروا تعرفوا جبريل ومناوي بغض النظر تحالفوا مع الكيزان مع الفلول اي كان المسميات وجدوا الفرصة الذهبية ويسجلوا ضربة معلم لفرنسا اوربا امركا اعادوا هيبتهم قوتهم وعرفوا شعب دارفور بان اهل الشمالية ليس سبب ظلمهم ولا اضهادهم ولا قتلهم من عاش في جنوب السودان يعرف الحق والحقيقه لدور الدول ومخابرات الدول نفس الذين جزء من حرب دارفور هم من كان يدعم جون قرن يبقى الهدف الوطن وليس فلول وغباء لانهم كانوا متناغمين مع من تسمونهم فلول اليوم هي ادوات وشعارات ومبررات للحرب ليس الا المجرم الحقيقي المتربص بالوطن عندما تضعف الدولة يحقق مكاسبه عبر المفاوضات والغبي الحاقد من جميع الاطراف شمالي ولا جنوبي ولا غرب وسط يا مات غيظا يا اما حكم المهم مطامع خجوله ومقرفه هل عمر البشير حكم السودان بعد ما واقف بفصل الجنوب لامركا هنالك ملفات سوف تظهر في السطح في مقبل الايام متى الله اعلم لكن ملفات سخنه ابيي وغيرها من المناطق ماذا سوف يكون موقف اي جاهل وعميل او غبي مغفل يتحرش باخيه المواطن تشاد بها قبيلتان زغاوة ورزيقات والطرفين يتصارعون ويختلف الصراع بتشاد والسودان تشاد ممنوع عربي يصل الحكم هذا نهج فرنسا في كل غرب افريقيا لازم اقلية تسلمها الحكم كما كان زوبا ولا بازوما صاحب الاصول ليبية استراتيجية حكم السودان لا تستعدي عبر الامارات مكون الشعب السوداني الامارات لازم تحاسب من مكونات وقبائل سودانية سلام اتفاق لازم تعاقب او ممنوع تاتي لاي عمل داخل حاضنة هذه القبائل مهما كان مستوى الحكم مدني ولا جعفري انتهى هذا قرار حتى يزول هذا الغبن والجرم الذي تعرض له الشعب السوداني
يجب الا ننسى ان السودان هو الباد بالتدخل فى الشان الداخلى التشادى ففى نهاية الستينيات من القرن الماضى انشئت الجبهة الوطنية لتحرير تشاد والتى سميت فرولينا وهى حركة اسلاموعربية عمادها مواطنون تشاديون من اقليمى وداى واتيا البطجاء وقد كانت للجبهة مكاتب فى مدن دارفور والعاصمة والقضارف… دخلت الجبهة فى مواجهات عنيفة مع نظام الرئيس فرانسوا تمبلباى والذى غير اسمه لاحقا من فرانسوا الى انقرتا ابان ما اسماه بالثورة الثقافية فى السبعينات من القرن الماضى… عمدت حكومة الصادق المهدى فى الديموقراطية الثانية فى الستينيات على توفير الدعم والغطاء الديبلوماسى لفرولينا حتى وقف البلدان على حافة المواجهات العسكرية على الحدود فقد قال احمد المهدى وكان وزيرا للداخلية بعد زيارة له الى دارفور بانه سيغزو تشاد بشرطة الجنينة…. اما جعفر نميرى فقد كان طرفا فى لعبة دولية ضمن الحرب الباردة ولعدائه الشخصى للقذافى بعد محاولة يوليو 1976 للاطااحة به قادها محمد نور سعد وبعد الغارة التى نفذتها ليبيا على مبنى الاذاعة فى ام درمان بالقاء قنبلتين على مبنى الاذاعة لذلك وقف مع حسين هبرى والذى كان يجد الدعم من واشنطون ودول غربية اخرى ضد الاتحاد السوفيتى السابق… اوردت الصحفية السنغالية خديحة فال فى كتابها ( اسلحة الى انجمينا) بان ميناء بورتسودان قد تسلم دفعات من الاسلحة الغربية الى تشاد بالبر وتؤكد ان جزءا من تلك الاسلحة قد تسرب فى الطريق خاصة فى دارفور والتى ظهر اثرها لا حقا فى احداث الاضطراب فى ذلك الاقليم… وفى الديموقراطية الثالثة فى حكومة الصادق المهدى عقب الانتفاضة فقد عاد السودان الى الاصطفاف مع ليبيا ضد حسين هبرى خاصة فيما يخص قطاع اوزو الذى احتلته ليبيا وللمفارقة صدر بيان معيب من الخرطوم مفاده ان السودان يقف مع ليبيا دفاعا عن اوزو لانه ارض عربية وفى وقت كان السودان يود التوسط بين ليبيا وتشاد مما اضطر الوفد التشادى على الانسحاب والعودة لبلاده..اتاحت حكومة الصادق المهدى فرص مرور جماعات الفيلق الاسلامى التشادى الى جانب جماعات اصيل احمد اغبش وهى مجموعة عربية تنتمى الى اقليم البطحاء اتيا ووصل العداء مداه فى عهد الصادق المهدى حتى اطلق هبرى تصريحه اللئيم وفى خطاب ميثوث فى الاثير بان ( السودان فيه ثلاثين مليونا من البشر عشرة ملايين من الفنانين وعشرة ملايين اخرى من لاعبى الكرة بينما العشرة ملايين المتبقية هم من الشماريخ ( تعنى الشاذين جنسيا فى العامية التشادية) … وهبرى هو من ساهم فى تعميق الانفلات الامنى فى دارفور فيما اسماه ( باعادة تصدير الاضطراب الامنى),,,, انه بمجئ الانقاذ فقد سعت الى التدخل بشكل مباشر فى الشان التشادى وفى بدايات عهدها قاد الرئيس ديبى تمردا ضد هبرى وكانت خطة الانقاذ تقوم على الوقوف فى منتصف المسافة بين هبرى وديبى وكعهدها رات الوقوف مع المنتصر فارادت تجريد ديبى من السلاح وسعت لنقل قواته الى نواحى القضارف بعيدا عن الحدود مع تشاد خاصة بعد توغل قوات هبرى الى الداخل السودانى وسحب عدد من مصابى ديبى ممن كانوا يتلقون العلاج فى ميتسفى كتم مطلع 1990م… اجتمع ديبى بقواته وقرروا الانتحار والتوجه الى تشاد بدلا من نقلهم الى القضارف او اية جهة اخرى.. ساعدتهم فى ذلك الحملة الاعلامية الفرنسية خاصة راديو فرانس انترناسيونال والذى كان يذيع بيانات مفيركة بان قوات ديبى تطرق ابواب انجمينا وانها فى منطقة ( مساقط) على بعد عشرين كيلومترا من العاصمة واضطر معها هبرى الى الهروب عبر منفذ كوسرى الكاميرونى فى الضفة الجنوبية الغربية لنهر شارى …يجدر بالذكر ان ليبيا قد اعادت قطاع اوزو الى تشاد بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية بان القطاع يؤول لتشاد… الانقاذ ظلت تلعب بالعلاقة مع تشاد فقد كشفت انجمينا عن رسائل سودانية لاجدى الجماعت التشادية المتمردة على نظام ديبى فى التسعينات من القرن الماضى بانها ستدعمها ( بالفرنك والكلاش) للاطاحة بديبى وفى نفس الوقت كانت تتسلل الى اعماق النظام نفسه عبر خلايا اخوانية من ابناء الزغاوة السودانيين كالطاهر قاسى والدوم على احمد واخرين.. هقب استعار التمرد فى دارفور زار ديبى الفاشر وبحضور البشير قال انهما ( رجلين فى سروال واحد) اى لا يفترقان