مقالات وآراء

السودان الجديد : كيف فشلت مصر في قراءة التغيير السوداني

ادم بركة دفع الله عطية

 

*لم يستبينوا النصح حتى فاقوا على عواء كبيرهم برهان* عندما ادرك ان الامور بدت تفلت من يده ، حين رفض كل الحلول المطروحة أمامه لإيقاف الحرب وبدء عملية سياسية تخرج البلاد إلى بر الأمان. لأنه ببساطة ، باع نفسه للمصريين وعمل وفقًا لآرائهم ، الذين لا يدرون شيئًا عن التغيير الكبير الذي يحدث في السودان.

 

كان الأجدر بالمصريين أن يعملوا على استقرار السودان وضمان وحدته ، وأن يتعاملوا معه لتحقيق مكاسب مشتركة تحافظ على أمنهم وأمن السودان. لكنهم اختاروا دعم الجيش السوداني للحفاظ على السودان بصورته القديمة، وذلك من أجل الاستمرار في نهب موارده وتحويله إلى حديقة خلفية لهم متبعين سياسات أسلافهم القديمة دون أن يأخذوا في اعتبارهم التغييرات العميقة التي طرأت على الداخل السوداني.

 

استفاقوا فجأة على حقيقة أن الجيش الذي دعموه فقد كل مبررات وجوده ومواقعه ، بل حتى قيادته هربت إلى بورتسودان.

ومع إعلان الميثاق السياسي لتشكيل حكومة جديدة ، وجدوا أنفسهم في صدمة لأن هذه الحكومة لا علاقة للمصريين بها ، مما جعلهم في حالة من الحيرة التي قد لا يفيقون منها قريبًا.

إن القراءات الخاطئة للمصريين للتحولات الداخلية في السودان قد أفقدتهم ارتباطهم التاريخي بالحكومات السودانية السابقة التي كانت موالية لهم ، وهذا الخطأ سيدفعون ثمنه غاليًا. كان يجب على المصريين أن يعملوا على ضمان مصالح الشعب السوداني الذي يمثل الاغلبية بدلاً من دعم الجيش السوداني الذي تسيطر عليه أقلية في البلاد. فهذا كان من شأنه أن يضمن استقرار مصر ، لأن استقرار السودان هو استقرار مباشر لها.

لكن مع تشكيل حكومتين أو تقسيم السودان إلى دولتين ، سيواجه المصريون صعوبة في التعامل مع ملف مياه النيل ، حيث سيكون هناك أكثر من دولة أو حكومة على شريط النيل ، مما يعقد التعاون بينهما. في هذه الحالة ، كان الأجدر بالمصريين أن يعملوا على الحفاظ على وحدة السودان وتأسيس دولة مركزية واحدة، لأن ذلك سيسهم في تعزيز التعاون مع دولة واحدة بدلاً من التعامل مع حكومات ودول متعددة. هذا يجعل من الصعب على أي حكومة أن توجه سياسات عدة حكومات أو دول ، خاصة تلك التي تقع على شريط النيل.

 

كان الأمر في يدهم ، لكن السودان الجديد الذي يتشكل لن يكون هو السودان الذي تتحكم فيه مصر. بل سيكون السودان مستقرًا ، يتحرك نحو مستقبل أفضل.

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. كيف فشلت النخب نخب الغفلة السودانية انا لا احتاج ان تعرف لي كوز ولا مصر .. هل كلامك دا كلام استعطاف للمصريين نفس جهلك هذا ذهبت مريم الصادق وكانت وزيرة خارجية السودان بعد الثورة وزير ثورة مفروض يكون كارب قاش قالت ليهم والله السودان اراضيه كبيرااااااااااااااااااااااااااا وفاااااااااااااضيه تحتاج زراعه تعالوا ازرعوا معقول دا مستوى عرض مستوى تصريح مصر تتابع النيل من اثيوبياويوغندا تجي تحدثيهم عن اراضيك التي ذهبها ومحتله جزء منها مصر ارتقوا او ابعدوا من المشهد والله من المعيب ان يتحدث عن السودان بهذا الجهل والاستخفاف وين اهل السودان وين الرجال

  2. من قال ان مصر لاتدرك ما يجرى فى السودان بل الحقيقة عارية هى ان مصر هى المدبرة لما يحدث عن قصد.. مصر احتلت السودان بالمشاركة مع بريطانيا حتى ان زعيمهم سعد زغلول بشر المصريين بعد توقيع اتفاقية مع الانجليز خاطبهم وهو يلوح بالاتفاقية جئتكم بالسودان فى جيبى… مصر اغرت عملاءها فى حكومة عبود بتوقيع اتفاقية العار التى سميت باتفاقية مياه النيل فى قسمة ضيزى لموارد النيل وكانت كارثة بحق على السودان.. اغرقت حلفا بتاريخها ونخيلها واثارها .. مصر ايضا وقفت مع النميرى فى قصف الجزيرة ابا عندما واجه الانصار سلطة مايو وسلطت محى الدين صابر وزيرا للتعليم وجعل المناهج السودانية تابعة لمصر… مصر تدرك ما يجرى وتوظغها لمصالحها فقط… اختباء المقاتلات المصرية فى القواعد السودانية هربا من الطيران العبرى فى حرب يونيو1967م ولكن كافات مصر السودان باحتلال حلايب وشلاتين واليوم يحتمى البرهان بمصر والسودان يتدمر تحت بصره.. الخطا قطعا ليس خطا مصر انما خطا من يتسنمون القيادة فى السودان فمثلما كان جيل من اسموا نفسهم بجيل الاستقلال زعموا ان السودان عربى فقط حتى ان الشيخ على عبد الرحمن رئيس الحزب الديموقراطى قبل الاندماج مع الوطنى الاتحادى قال مقولته المشهورة ( ان السودان بلد عربى ومن يرى غير ذلك فليغادر السودان ) وهذا الحزب هو الذى يدعو الى تذويب السودان فى مصر … هذه المقولة التى يختزنها ساسة السودان ويديرون معاركهم على اساسها لاستئصال الاعراق غير العربية فى بلد متعدد الاعراق .. مصر يهمها امران فى السودان المياه والارض وفى دواخلها ان السودان متنفس لقنبلتها السكانية القابلة للانفجار… ساسة السودان يتصفون بالبلاهة وقصر النظر ولنا فى وزير الخارجية على يوسف المثال الاوضح وزير خارجيم لم يتسلم كوقعه رسميا ويطلق تصريحا معيبا ضد دولة جارة لها تاثير كبير على الشان السودانى..بان السودان سيصطف مع مصر اذا اعلنت حربا على اثيوبيا .. لم يتم تصحيح التصريح او نفيه ولم تتم مساءلة الوزير عليه.. اعلن تصريحه وكان امرا لم يكن.. يجدر بالذكر ان اثيوبيا عرضت بيع كهرباء سد الننهضة للسودان بارخص سعر عالمى موجود فى السوق بينما صمت اخوتنا الذين اغرقوا حلفا.. تخشى مصر الديموقراطية فى السودان بل تريد نموذجا مصريا يحتكر فيه الجيش حتى كشك الصحف والمجلات كما انها تحارب الاخوان المسلمين فى اراضيها بينما تدعمهم فى السودان لانها ممسكة بملف محاولة اغتيال حسنى مبارك وبالتالى كاسرة عينهم.. استقرار السودان ليس فى صالح مصر لانه سيعمل على تطوير زراعته مما يتطلب مياها اضافية ويعنى ذلك اعادة توزيع الحصص مع اعتبار الزيادات السكانية التى شهدها البلدان.. جق لمصر البحث عن مصالحها ولكن بلهاءنا الاوباش الذين لا يبصرون ماذا نفعل بهم

    1. اليست دارفور جزءا من السودان ؟ فالسودان كله شريك فى مياه النيل ولدارفور اكثر من رافد يغذى النيل …..ادرس الجعرافيا جيدا فبحر العرب المنحدر من دارفور يصب فى بحر الغزال احد روافد النيل الابيض….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..