مقالات وآراء

لمصلحة من يسعى الإسلاميون إلى تأزيم الوضع في السودان؟

يوسف عيسى عبدالكريم

 

منذ بداية هذه الحرب المدمرة، بذل الإسلاميون جهودًا لإطالة أمدها إلى أقصى حد ممكن، من خلال رفض جميع الخيارات والجهود الرامية لإنهائها، بما في ذلك المفاوضات والمبادرات.

بدأ بالضغط على الجيش لتعليق مشاركته في منبر جدة والذي انتهى بانسحابه منها، مرورًا بلقاء إثيوبيا الذي ضغطوا فيه وفد الحكومة للانسحاب بدعوى رئاسة كينيا للمفاوضات وعلاقة رئيسها بقائد الدعم السريع . ثم وصولا إلى محطة المنامة، التي رعت اللقاء بين الفريق الكباشي وعبدالرحيم دقلو، والذي قابله الإسلاميين بالرفض والتنكر له، وأثارة الشارع ضده إنهائه في مراحله الأولى.

رفض الإسلاميين الذهاب إلى مفاوضات جنيف ورفضوا دعوة المبعوث الأمريكي للقاء جدة للتحضير لها وانتهاء بأفشالهم للمبادرة التركية التي لا يعرف مصيرها احد.

استمر الإسلاميون في التمسك بشروط تعسفية للتفاوض، مثل خروج الدعم السريع من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين وتعويض المتضررين. وربما لو تم تجاوز هذه الشروط بحكمة، لربما كان بالإمكان الوصول إلى وقف إطلاق النار، وتحقيق السلام.

استمرار الإسلاميون في التمسك بشروط تعسفية خلال مفاوضاتهم، مثل انسحاب الدعم السريع من المناطق المدنية ومنازل المواطنين، افشل كل المفاوضات وربما لو تم التعامل بحكمة، لكان من الممكن أن يتم تحقيق وقف لإطلاق النار وربما توقيع السلام.

لقد أدى اختطاف الإسلاميين للمشهد السوداني إلى محاصرة البرهان، وانتقاداتهم المتكررة للقوى المدنية، وتشويه صورتها لتبدو كخائنة وكافرة وجبانة ومتآمرة، إلى تعقيد الوضع وإغلاق الأبواب أمام جهود السلام وإصلاح ذات البين. هذا دفع القوى المدنية إلى التفكير في تشكيل حكومة موازية، مما فتح المجال أمام احتمالية تقسيم البلاد، وهو ما سيتحمل الإسلاميون تبعاته مجددًا، كما حدث مع انفصال جنوب السودان.

في خطابه الأخير، أعلن البرهان عن عفو عام لكل من يضع السلاح، وكذلك لأي سياسي يقوم بتصحيح موقفه ويعمل من أجل مصلحة الوطن، داعيًا جميع المعارضين للعودة إلى البلاد والانخراط في العمل من الداخل. وقد لاقى هذا الخطاب استحسان العديد من المراقبين، حيث اعتبره البعض بمثابة رسالة ودعوة للمعارضة، وطالبوهم بالرد على خطابه بشكل إيجابي، خاصة وأنه قد وجه القنصليات بتجديد جوازات السفر لكل المعارضين في الخارج، وعدم اعتبار مواقفهم سبًا.

على إثر ذلك الخطاب، شن الإسلاميون هجومًا عنيفًا على البرهان، معتبرين أنه ليس من حقه إصدار عفو عن حقوق الشعب السوداني، وأن عليه التركيز على معركته الحقيقية المتمثلة في القتال، وأن الوقت لا يزال مبكرًا للحديث عن أي قضايا سياسية. كما اتهموه بالخيانة واستغلال دماء السودانيين، مما دفعه إلى التراجع عن بعض مواقفه وإصدار تصريحات تؤكد أن القوات المسلحة لن تتخلى عن الذين قاتلوا معها، وأنه لا توجد أي اتصالات أو مفاوضات بينه وبين حمدوك أو خالد سلك. يعكس هذا الموقف استجابته لضغوط الإسلاميين في الشارع ومحاولته لتهدئة غضبهم.

هذا التحول في موقف البرهان واستجابته لضغوط الإسلاميين يوضح للمراقب مدى سيطرة الإسلاميين على ملفات السلطة في بورتسودان، ويشير من جهة أخرى إلى استحالة التقاء المشروعين الإسلامي والمدني في الساحة السياسية السودانية، مما قد ينذر باستمرار الحرب وصعوبة إنهائها في المستقبل القريب.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. ستتشكل حكومة الدعم السريع وسيتم الاعتراف بها من دول واولهم كينيا تشاد جنوب السودان الامارات وربما اثيوبيا وعندها سيكون لهذه الحكومة عدتها وعتادها العسكرى سيكون لها طيرانها الذى سيحيل المناطق الامنه والمحررة الى جحيم سيقضى على ما تبقى من ينية تحتيه فى السودان خصوصا المناطق التى لم تصلها الحرب سيشتعل كل السودان والضحية هو السودان ان جرائم الكيزان فى حق الوطن لا ولن تغتفر والله نفسى اعرف اخبار زولنا بتاع مافى ارجل من الحركة الإسلامية داك عامل كيف قالوا لى شغال غسيل ومكوى وعواسة للجنجويد ان من يطغى وينسى ان القوة بيد العزيز الجبار هكذا سيكون مصيره وقد جعله الله عبرة وعظة لغيره لعل هذا الكوز الندل ان يرعوى ولحسن حظه اراد الله ان ينتقم منه فى الدنيا لعله يعود إلى رشده ليكفر عنه القليل من ذنوبه ويبتعد عن طريق فرعون الذى كان يسير عليه ومافي ارجل من الحركة الإسلامية دى هى نفس مقولة فرعون الذى قال انا ربكم الأعلى فانفلق به البحر اما هذا الكوز فقد انقلت به السفالة ليقع فى يد اسوأ البشر ويكون بذلك قد وقع فى شر اعماله فقد عاقبه الله شر عقاب فى هذه الدنيا ان جعله اسيرا بيد من لا اخلاق لهم

  2. أكثر من ازموا الموقف هم عبيد دويلة الشر الإمارات و كلابها من عيال زايد فبعد أن وافق قادة مرتزقة عربان الشتات الإفريقي علي الشرط الأساسي لإيقاف الحرب و هو الخروج من منازل المواطنين و المرافق الحكومية والخاصة تراجعوا عن الاتفاق بعد تدخل جهات خارجية معروفة هذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر

  3. يعني نفهم من كده علي الجيش أن يوقف الحرب و توقيع سلام دون خروج المرتزقة من منازل المواطنين… ده اسمو انبطاح و فرض المرتزقة علي الشعب السوداني… بالله انت سوداني شريف و وطني ؟؟؟ ملعون ابو الكيزان علي كل الأحزاب السياسية علي ابو السياسة البتخلي الزول يقف ضد وطنه و أهله نكاية في أعدائه…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..