فنان افريقيا ابن صواردة

كلام الناس
نورالدين مدني
كتاب “عصر وردي المموسق” الذي ألفه الدكتور حسن الجزولي يعتبر بحق مشروع توثيقي لاوراق عمر الفنان محمد وردي المغني والمطرب الذي استحق بجدارة لقب فنان افريقيا رغم ان قرية صواردة ظلت عالقة في دواخله وهو يتنقل جسمانياً في أرجاء المعمورة.
إنه كما قال صديقي الدكتور مرتضى الغالي في مقدمة الكتاب كان مبدعاً من جيل رواد المدرسة الوترية السودانية وسيظل أثره الضخم في عالم الموسيقى والغناء يتمظهر في كل زمان بأثره الفني الخالد لانه التزم بالتعبير عن مشاعر الناس وهموم السودانيين ودفع ثمن ذلك في معتقلات نظام مايو.
أضاف الغالي قائلاً :جاء وردي إلى حقل الغناء”بي حقو” من (قولة تيت) حيث وضع نفسه في الخارطة الغنائية وكان صاحب تجريب لايهاب التجديد لذلك ارتبط بشعراء من مختلف المدارس والنماذج والنحل والاتجاهات والأوجه والأقاليم.
الدكتور حسن الجزولي قال في مقدمة الكتاب كان وردي مطرباً فذاً وفناناً مجيداً له مكانته المميزة في خارطة الغناء والموسيقى والطرب في السودان وكان احد اعمدة صرح الغناء السوداني بما قدمه من عطاء فني مقدر ومحفوظ.
أضاف الدكتور حسن الجزولي قائلاً يالفرحتنا نحن الذين نحكي الان للأجيال الحالية والقادمة ونقول لهم إننا عشنا عصر وردي.
الكتاب يتضمن بعض الحوارات التي أجراها المؤلف مع وردي لن اتناولها هنا لكنني كما عودتكم اتوقف عند بعض المحطات المهمة في سيرة الفنان العملاق وردي.
إسمه بالكامل محمد عثمان حسن صالح حسن صالح وردي واشتهر بلقب وردي ، ولد في قرية صواردة بأرض المحس شمال السودان في عام 1932م.
قال وردي في إحدى الحوارات: الموسيقى مزاج عائلي وجدي هو الذي علمني العزف على الة الطمبور … بدأت حياتي معلماً وعملت في عدد من المدارس لكني وجدت نفسي في الموسيقى والغناء خيار حياتي .
في حوار اخر في هذا الكتاب التوثيقي قال وردي طلبوا مني الابتعاد عن محجوب شريف والدوش وأن أكتفي باسماعيل حسن وقال أيضاً ظروف السودان الحالية هي السبب المباشر في معاناة المبدعين.
الكتاب يتضمن إفادات مهمة عن علاقته بالحزب الشيوعي واليسار في حوار أجراه معه صديقي الصحفي معاوية يس بلندن، إضافة لإفادات مهمة حول بعض أغنياته الخالدة في وجدان الإنسان السوداني.
أكتفي بهذا القدر لاترككم تسمتعون بقراءة هذه الكتاب التوثيقي لأوراق عمر فنان إفريقيا إبن صواردة العملاق محمد وردي.
وقع كل من الاستاذ الصحفي الجليل المخضرم نور الدين مدني والمناضل الراكز دكتور حسن الجزولي في مصيدة التضخيم والتهويل السودانية … وردي فنان سوداني عظيم وملهم الاجيال ومدرسة فنية فريدة …
ولكن …
ليس فنان افريقيا بكل المقاييس والمؤشرات مثله مثل بقية الفنانيين السودانيين يغني باللغة العربية ولا شعبية له او رواج وسط جماهير الدول العربية الواقعة في القارة الافريقية وهو في ذات الوقت ولذات السبب “اللغة العربية” ليس فنان افريقيا الناطقة بالانجليزية والفرنسية -فرانكو وانجلو فون- اواللغات الافريقية الكبري لدول جنوب وشرق وغرب افريقيا …
وبكل صراحة هناك شعبية وانتشار محدود ويتراجع بمرور الزمن في اثيوبيا وارتريا بتأثر جيل اللاجئين السابقين في السودان !! وذلك بعد اصبح السودانيين هم اللاجئون في اثيوبيا وارتريا وربما تعود اجيال من نهاية الحرب التي سوف تستمر الي عقود الي السودان بقائمة من الفنانين والفنانات الاثيوبيات والارتريات … وقالوا الدنيا دوارة !!