اشواق الغبش في زمن الحرب..!!!

د. منتصر نابلسي
الحرب اثقلتنا حزنا واشبعتنا جراحا وشردتنا اسفا والما وابعدتنا من بلادنا دمرت الحرب فينا صوت الفرح حتى فارقت الابتسامة عيون اطفالنا وشردت ضحكات البراءة من البيوت وسكنتها الهوام .
الحرب التى لم نختارها يوما ولم يسألنا أحد عن راينا فيها ، لسان الحــال فينا يغني عن السؤال ، ولكن يبقى الأمل الذي تستشف عبره البشريات القادمة ليس مستحيلا ولاصعبا (الامكان) أن تتحقـــق احــلام شعب يتــوق الى صباحات جديدة مشرقة واضحة ساطعة صادقة ناجحة..
ليس مستحيلا أن نمضى قدما نحو مستقبل أجمل نستشف عبره الأمــل المنسي الضائع وبعض من الامنيات (المسروقة) عبر اصوات الانفجارات وتدوين الدانات …
كم نحن بسطاء لانرنوا الى رفاهية (زائدة) احلامنا نحن الغبش ليس أكثر من عيش كريم ،ولقمة عيش نظيفة طيبة وقبل هذا وذاك البحث عن الأمان بعيدا عن مجابدة الخوف والهوان …هذا كل ما يتمناه أهلنا البسطاء (الغبش) يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف..
انهم الغبش الذين أجهدتهم الايام واتعبهم الشوك واذلتهم الحاجــــة وأذاهم الالم الممتد ودمرت احلامهم الحرب اللعينة واسكنتهم الاحزان في سراديب التوجس وعدم الاستقرار الحرب البغيضة التى جلبت لنا المليشيا فعاثت خلال الديار ولم تترك الا اليباس والفقروالاذلال.
ليس مستحيلا أن نخرج من هذا النفق المظلم وليس صعبا أن نتكاتف مع جيشنا من أجل المضي قدما نحو النصر وإن مع العسر يسرا .
ليس مستحيلا أن نتناسى الماضي الكريه ونستفيد من التجربة (المرة) والتي ما زلنا نتجرع غصتها حتى اليـــــوم، نعــــم يجب نمضي قدما من أجل وطن يستحـــق أن نتمــــــــاسك لبناء مستقبله .
ليس من المستحيل أن نحاسب كل من سولت له نفسه وتلاعب بحقــــــــوق البــــلاد والعبـــاد ليس مستحيلا نتخطى بالمحاسبة تلك التجــــاوزات وذلك التلاعب الذى لاشك كان سببا في هـــذا الاختناق الذى يعانى منه الشــارع السوداني اليوم ولكن سنظل نستبشر بسودان جديد سودان ما بعد الحرب سودان يرنوا الى واقع أكثر اشراقا ووحدة وارادة .
ليس مستحيلا أن يكون هدفنا الاول والأخير هو(قومـــة) الوطن المجروح بشفافية وموضوعية والتزام ونكران للذات، فالجرح اذا لم يلتئم ويشفى لن نستطيع السير به الى الامام ولقد علمتنا الحرب أن لابديل للوطن الا الوطن والاستبشار مع الارادة هي سلاح البناء والتطور.
اختلجت حلقى حشرجة خدراء اصيلة ورعة و انا ارى احدهم يعبر عن الحق الحصرى للغباشة دون الغباشة الاخرى كعلامة ملكية فارقة تخول لنا الاستمتاع بمغبشتنا ومخدرتنا و مغرزتنا و ماصلتنا بسلام دون مغبشة الاخرين و مغرزتهم الغير سمحة.
وان كنت اختلف مع الكاتب فى اشواق الغبش التاريخية بالفليق كما جاء على لسان عقد الجلاد باعتبارهم طليعة الفكر السودانى عن الكاهلية التى حثت ولدها على ممارسة جديع الحجار بعد كل صلاة و دعواتها له بشظف العيش و الغساوة المزمنة تماشيا مع تغاليدنا الخدراء السمحة.
الكوليرا كانت تتويجا لحسين ولدها فمات بها اثناء العرضة احتفالا ببيع كمية اللقاحات الاممية الى الدول الشقيقة المجاورة لتحقيق اشواقه الاسلامية و اشواغ شيوخه فى السلسلا.