مقالات وآراء

نعم لقد ذهبت اخلاقنا مع هذه الحرب

تحروا الهلال

محمد حسن شوربجي

 

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…

فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه…

فقوم النفس بالاخلاق تستقم …

نعم عن سوء اخلاقنا في هذه الحرب اتحدث…

وحقا فما نحن فيه من سوء اخلاق يدعو للريبة والخوف …

ولزام علينا اصلاح هذا الامر حفاظنا علي هذا الجيل …

فلقد لمس سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابطا بين أخلاق الحاكم وأخلاق الرعية ، فتوجه إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله : “عففت فعفّت الرعية يا عمر ، ولو رتعت لرتعوا” .

وحقا فلقد كثرت بيننا المهاترات والمشاحنات وخطابات الكراهية والسب والشتم واللعن والتخوين والعنصريه وهذه امور خطيرة للغاية…

فهناك بيننا من يجند السبابين واللاعانيين وناس الردم بالاموال لفتح منصات للردحي …

وهذا هو التيه والضياع نفسه وقد لف كل مجتمعنا …

وهما نكبتان حقيقيتان لابد من الخلاص منهما…

فإن حاقا بأمة ضل سعيها في الحياة الدنيا…

وشقي أبناؤها على ما لديهم من خير وطمأنينه …

وحقا يجب علينا ان نعترف بكل هذا التيه والضياع حتي تكون الحلول ناجعه …

فلا يمكن ابدا ان تخصص الاموال والميزانيات لفتح مسارح ومنصات للسب والشتم ..

ونقول عنها انها اعلام الحرب …

وانها ضروريه…

فالامر حقا سوء اخلاق وتدمير أمة …

ولا فائدة لأمة بلا اخلاق…

فقد تتعود السنتنا الفواحش وقد حذرنا نبينا الكريم صلوات الله عليه حين قال: “الْمُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ”

فواعيباه والكفار وكأنهم مسلمون ونحن العكس…

​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​يقولون انه وحين طلب الشعب الامريكي من جورج واشنطن أن يكون رئيسا لامريكا رفض الرجل قبول ذلك المنصب ..

فلقد ظلوا يلحون عليه كثيرا وهو يرفض ..

فكانوا يرون فيه انه الانسب والاجدر بذلك المنصب ..

فأستمهلهم جورج واشنطن ليعرض الأمر على والدته ويستنصحها .. فلما فاتحها في الأمر وأخبرها برفضه للمنصب ..

استفسرته عن سبب عدم استجابته لرغبة قومه في أن يتولى رئاستهم .. فقال لها : انا يا امي لست أهلا للحكم لأنه يحتاج إلى علم وخبرة .. وأنا فقير فيهما ..

فردت امه عليه : يا بني إن الحكم في حاجة إلى الأخلاق ..

فإن كنت قد قبضت قبضة مما ربّيتك عليه من أخلاق فاستجب لما عرضه عليك القوم ..

فعمل الابن بنصيحة أمه الحكيمه ..

وسعد الأمريكيون بأشرف رئيس ذمة وأرقى سلوكا في تاريخ امريكا .. ويكفي انه قد رفض اقتراحا من أحد ضباطه بأنه يستخدم تفوقه في تولي دكتاتورية عسكرية قائلا إنه لن يفسد المبادئ ذاتها التي قاتل الكثير من الأمريكيين من أجلها وماتوا ..

وبدرجة انه وبعد فترة وجيزة من انتخابه سلم لجنته العسكرية إلى الكونجرس وتقاعد في ضيعة ماونت فيرنون في فرجينيا …

اوردت هذه القصة البليغة لتكون نبراسا لنا كشعب ولمسؤولينا وحكامنا…

فقيمة الأخلاق في حياتنا هي هامة للغاية ..

وهي من الاولويات التي يجب ان تكون ..

فإذا ضعف الالتزام الاخلاقي بين أفراد المجتمع بدأت المتاعب والاضطرابات السلوكية ..

فحسن الخلق يقرب صاحبه من الله ويجعلهُ ينال رضاه …

وحسن الخلق يجعل المسلم يألف الناس من حوله ويجعل الناس يألفونه..

وحسن الخلق يكرم صاحبه بينما سوء الخلق يهينه …

وحسن الخلق يزيل العداوات ويحوّلها إلى صداقات ..

وحسن الخلق يصلح ما بين صاحبه وما بين الناس من حوله ويحسن العلاقات فيما بينهم …

وقس علي ذلك …

وقد وصف رب العزة والجلال رسوله الكريم بقوله «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» (القلم 4) …

فأهمية الاخلاق في حياة البشر لا يدانيها اهمية …

فالأخلاق اخوتي هي أساس بقاء الأمم…

وبها وحدها تتقدم وبها ترتقي …

ودونها تنهار وتذهب ريحها …

فليتنا اهلنا الكرام نتحلي جميعا بالاخلاق الحميدة ونوقف جميعا المهاترات القبيحة والسب والشتم الذي يملأ حياتنا …

كما يجب ان ندعو بعضنا لتغليب ذلك في كل مناحي حياتنا …

وكما فعل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حين دعا ان نقرن الأخلاق الكريمة بالصدق والوفاء والعفاف …

ودعا بأن نقرن الاخلاق في كل روابطنا الاجتماعية …

وفي بِر الوالدين وصِلَة الأقارب …

ونهى عن الأخلاق السيئة …

وحذَّر من الكذب والغدر والحسد والزنا…

وهنا اقترح اخوتي ان نخصص يوما توعويا عن الاخلاق …

فنحن في حاجة ماسة لتغليب الاخلاق في كل مناحي حياتنا …

وقد قال شوقي : وإذا أُصيب القومُ في أخلاقِهم فأقِمْ عليهم مأتَمًا وعويلا ….

ودعوتي هنا كذلك لكل اللايفاتيه والنشطاء يمنة ويسرة ان يمنحوا التقويم الاخلاقي وقتا في منصاتهم التي يتكسبون منها …

حتي لا نجد انفسنا وبعد هذه الحرب دون اخلاق …

ايعجبكم اخوتي حالنا هذا ونحن سكوت وقد قالوا السكوت علامة الرضا…

 

 [email protected]

‫4 تعليقات

  1. متى كانت عند السودانيين أخلاق وفقدوها ، وماذا يعرفون غير الكذب والونسة الكثيرة جدا (الثرثرة) وذكر الناس بما لايرضون وضعف الشخصية والقابلية للكذب.

  2. اه يا شوربجى اه , نكأت الجروح الغائرة و الروماتيزم فى نفسى الغبشاء الاصيلة و دمعت عيناى على خدى الصفقة , فاولاد الغلفاء انتشروا كالهشيم فى جسد ثقافتنا السودانية الاصيلة السمحة و تكأكأ العبيد من كل دول العالم على قصعتنا الخدراء الابنوسية , فكانت سهامهم تصوب اول الامر نحو خدمتنا المدنية التى ابتدعت نظام الوراثة و القبلية السمح فى العمل و التعليم و المنح و التمويل , و اعتملت فؤوسهم في نظامها افتضاحا كما يخيل لهم.
    فقالوا أن هذه الانظمة الاقتصادية هى من خلقت عاهراتهم و صعاليكهم وشذاذ افاقهم من العطالى نسبة للضغط الاقتصادى, ولم يكفوا عن مهاجمة حبنا العذرى كشعب مسالم , فتمادوا قولا بأن هذا الحب الابنوسى كان السبب فى ادلجة الدولة برمتها تخيل ! , وكأنهم يرمون قولا بأن بعضا من الحب الاخدر الاصيل الاخلاقى السمح ما قتل !.
    ثم تحولوا لمهاجمة نتاجنا الثقافى الاصيل الذى حرر مؤسسات الدولة ببيعها جميعا و الفراغ منها لصالح العلاج بالخارج و الشقق المصرية و التركية السمحة حسدا من انفسهم و مؤامرة على ثقافتنا الاصيلة السمحة.
    ولكن بادر بالحسنة الخدراء السمحة علهم يرعووا , فاين هم من بلدى ياحبوب و الجلابية و العراقى و التوب و المركوب , اين هم من مشروعنا الحضارى السودانى الاخدر الاصيل الذى حاولت به الانقاذ أحياء ثقافتنا السودانية الخدراء الباذخة فى استعادة السعن و الرحط و الملابس الجلدية و الهراوات , شعيفة , بقبق , الدلاليك الاسلامية السمحة !
    أين هم من اخلاقنا السودانية الاصيلة السمحة , ولا نقول الا _ لا حول ولاقوة الا بالله.

  3. دا شغل الكيزان الملاعين المخانيث وتابعهم السكير الخيبان البرهان وقسما الكيزان دول مافي اب ولا ام ربتهم هؤلاء ربتهم العاهرات الله لاكسبكم، ما ممكن يكون في بشر ببذاءة هؤلاء أمثال الانصرافي وابورهف وسلمان قنيط الرباطابي وكيمو الواطى وابوعزو واوشيك وماعارف المدعو أبكر وفاطمة كجر وهلمجرا هؤلاء أوسخ بشر هؤلاء هم الكيزان، تانى شفت ليك سوداني ود ناس بشتم في زول غير هؤلاء المنحطين.

  4. يا استاذ شوربجي لكم التحية والتقدير …
    الحرب اي حرب -بحكم تعريفها وبالبديهة- هي احط ما يبلغه الانهيار الاخلاقي …
    ولكن حرب الاغبياء والبلادة السودانية هي فريدة في تفاهتها وانحطاطها والحضيض الذي وصلته ..

    بقر البطون وبالذات بطون الحوامل الاستعراض بالاحشاء التمثيل بالجثث وتعليقها ترك الجثث في العراء والشوارع لتنهشها الكلاب … احتفالات وزغاريد القتل الجماعي العنصري الكنابي مثالاً …

    كل هذا يجعلنا نتساءل ..
    هل نحن فعلاً من كنا نظن ونتوهم في انفسنا من الخصال والمكارم ؟؟

    اشك في هذا وفي كل الاوهام والاكاذيب التي اطلقناها حول انفسنا … ونحن في غفلة عن المجازر والمذابج في اطراف السودان شرقاً وغرباً وجنوباً … بسبح بمجد القتلة ونسميهم ضباط عظام وهم من مجرمين غاية في القذارة والانطاط … يصدرون الاوامر لطائرات الانتونوف لتحرق القري والحلال البعيدة دون ان يفقدوا ليلة من النوم الهانئ مع المدغلبات في الخدور مثني وثلاث ورباع !!

    عاهات صنج وفي قمة بلاهتنا نتراقص في صالات الغيبوبة … نساءاً ورجالاً يهزون مؤخراتهم مثل قردة الشمبازي عند التزاوج حتي عرف رئيسنا بالرقاص … وصار مثار سخرية وتهكم في وسطنا الاقليمي !!؟؟
    ننشد الاشعار وننظم المهرجانات الادبية ونوزع جوائز الابداع الوهمية … متجاهلين عمداً مستنقع الموت وشلالات الدم من حولنا حتي فاض الكيل وانهمر السيل ووصل الي مخادع المترفين المكبرتة وحفر دخان احياء سكنية سميناها علي اسماء مدن في الخليخ تمسحاً وسلبطة استعلاء عرووبي فارغ !!
    استلاب وكراهية متأصلة للذات والهوية وهروب الي الامام …
    “جاك الموت يا تارك الصلا ” ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..