مقالات وآراء

الى الدكتورة مريم الصادق المهدي ..بت ملوك النيل . هَذَا أوان الشَّدِّ فَاشْتَدِّي زِيَمْ

يوسف عيسى عبدالكريم

 

تابعت لقاء الدكتورة مريم الصادق المهدي على قناة الجزيرة مباشر، الذي استضافها فيه المذيع المشكور على اهتمامه بالشأن السوداني أحمد طه للتعليق على توقيع ميثاق نيروبي ، الذي كان اللواء برمة ناصر، رئيس حزب الأمة المكلف، طرفًا فيه. والجدير بالذكر أن مريم المهدي أظهرت شجاعة في التعبير عن موقفها، وجرأة في طرح أفكارها وحلولها المقترحة للأزمة السودانية، كما كانت واضحة في اعترافها بفشلهم كسياسيين في إيجاد أي مقاربة سياسية تؤدي إلى حل يوقف الحرب المستمرة في السودان. وقد أشارت مريم المهدي في حديثها إلى وجود فجوة كبيرة في التواصل بين القوى السياسية، مستشهدة بأن معظم القرارات المتخذة في الفترة الماضية، مثل قرار فك الارتباط داخل “تقدم” وتشكيل تجمع “صمود”، وكذلك قرار الذهاب إلى نيروبي وتوقيع الميثاق السياسي الذي تم فيه الاتفاق على إنشاء حكومة موازية، قد سمعت به في وسائل الإعلام، شأنها شأن كل السودانيين، ولم يكن من خلال قنوات رسمية أو تنظيمية، رغم أنها تشغل منصب نائبة رئيس حزب الأمة للشؤون السياسية وعضو في جميع الأجسام داخل تيار الحرية والتغيير.

أقرت مريم المهدي بأن حزب الأمة، الذي يُعتبر أكبر وأقدم حزب سياسي في السودان، يواجه أزمة حقيقية في الآونة الأخيرة. وأعتقد أن هذه النقطة يدركها كل من يتابع الشأن السياسي حيث تابعنا القرارات الأخيرة الصادرة من مؤسسة الرئاسة في الحزب بسحب الثقة من اللواء برمة ناصر الرئيس المكلف . وفي تصعيد مقابل من شأنه تهديد وحدة الحزب أصدر فضل الله برمة قراراً بإنهاء تكليف نواب ومساعدي الرئيس ومستشاريه وإلغاء كافة مهامهم كما قرر إعادة تعيين وتشكيل مؤسسة الرئاسة على أسس جديدة داعيا الى عقد مؤتمر عام استثنائي عاجل .

ويبدو من الأفكار المطروحة في اللقاء من قبل الدكتورة مريم الصادق أن مراجعاتها للشأن السياسي السوداني خلال فترة الحرب قد صقلتها وجعلتها قادرة على فرز شخصيتها بعيدا عن تأثير صورة والدها الإمام الراحل الصادق المهدي والحاضرة بقوة في وضعية أبناءه وعلاقتهم بحزب الأمة تلك العلاقة التي يطغى عليها طابع التوريث والتملك .

لذا فالدكتورة مريم الصادق مدعوة الآن، وليس غدًا، للنظر للأزمة الحالية باعتبارها فرصة لها في لعب دورًا حيويًا في إعادة تنظيم البيت الداخلي لحزب الأمة والذي يحتاج إلى جهودها وقدراتها السياسية والعلمية المشهودة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد. لا شك أن حزب الأمة يمتلك رصيدًا تاريخيًا كبيرًا يمتد لأكثر من 70 عامًا في مسيرة العمل السياسي، بالإضافة إلى تجربته المعتبرة في الحكم وقاعدته الجماهيرية الواسعة في جميع أنحاء السودان. كما أن العلاقة بينه وبين طائفة الأنصار قد شهدت تطورًا وتباينا ملحوظًا للأدوار في الآونة الأخيرة، مما قد يساعده على الخروج من عباءة الطائفية التي صبغت تاريخه . لذا، فإن الحزب الآن في وضع يؤهله أكثر من أي وقت مضى ليكون جسرًا يعبر بالبلاد من حالة الانقسام والتشرذم التي تعاني منها، ويساهم في تحقيق المصالحة الوطنية بين الأطراف المتنازعة.

فالتاريخ السياسي السوداني الحديث يشهد لحزب الأمة عدم تأثر مبادئه بلوثة الأيديولوجيات المستوردة، كما لم تتلطخ سمعته بتركة الفساد الثقيلة التي منيت بها الحكومات السابقة  وعلى رأسهم نظام الإسلاميين السابق . وقد ظل الحزب وفيا ومتمسكًا بمبدأ “السودان للسودانيين” الذي أعلنه السيد عبدالرحمن المهدي رحمه الله أبان فترة تأسيسه ، ولم يقع في فخ الحركات والمنظمات العالمية الذي أثر سلبًا على البعد الوطني عند الإسلاميين، حتى باتت غزة أقرب إليهم من كاودا. كما لم تنجرف قياداته وراء شعارات وحدة المصير والنضال المشترك التي احتوت اليساريين، وأصبحت تلبية رغبات المجتمع الدولي عندهم مقدمة على تلبية رغبات والسودانيين. و يحفظ السودانيين لحزب الامة اعتدال مواقفه تجاه قضايا الدين والديمقراطية، وصلابته في مواجهة الأنظمة الشمولية.

أعربت الدكتورة مريم عن رغبتها في أن يجمع حزبها شمل السودانيين بما يمتلك من حكمة وتاريخ وطني كبير ، وهي رغبة لم يسعى اليها أي سياسي سوداني آخر سوى الدكتور عبدالله حمدوك. لذا، فإنني أدعو الدكتورة مريم الصادق بصدق إلى أن تتخذ موقفًا حازمًا وتتقدم السياسيين لتفتح مسارًا ثالثًا للسودانيين من أجل معالجة هذه الأزمة الكارثية والتي عصفت بالبلاد .

مسارا يتجنب الانحياز لأي طرف في النزاع . لا الجيش الذي يسيطر عليه الإسلاميون في بورتسودان، ولا قوات الدعم السريع المتحالفة مع شلة من السياسيين في نيروبي. وعسى ان يكون جهدها منصورا وله حظ من كنيتها بمريم المنصورة .

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. أولاً اسحب عبارة الدكتورة لانها درجة علمية لم تنالها بعد
    يمكنك ان تقول الطبيبة، اما انها سمعت من الاعلام هذا لانها اختارت الاقامة في مصر ولم تشارك لا مع هؤلاء ولا هؤلاء، اما عضويتها كانت من اجل الوظيفة وقد فشلت فيها لان ليس من تخصصها، اما حزب الامة انتهى بوفاة الإمام ، اعتقد ان المزيع جاملها وقدم لها الأسئلة قبل البرنامج مع انه ليس من عادته، للاسف الحزبين الكبيرين والذين كنا ننتظر ان يستفيدوا من التجارب السابقة صاروا أسوأ ( وراثة بلا مؤهلات)
    السودان لا يحتاج لاحزاب وحتى ما يسموا بسياسيين
    مجرد ناشطين لا يفقهوا فيها،

  2. حقيقة هي ليست مريم المنصوره هي مريم الفلاتيه وليست لها علاقه بملوك النيل فجدها محمد احمد مدعي المهديه اتي من نيجيريا فلاتي النسب مثل ابناء عمومتهم ال شرفي، عاش أجداده في ضواحي دنقلا وانتسبوا للدناقله وبما أنه جدها الكبير كان صوفيا تجانيا عادة فلاتة نيجيريا وحتي يضمن له مكان مرموق وحظوه فادعي النسب للرسول صلي الله عليه وسلم ، وانتهي المضاف بالحفيد محمد احمد بادعاء المهديه ، وهي مثل ابوها وبقية العقد الفريد من ناس البيوتات الكبيره (كما تسمي في بلاد الخرفان) تجيد التمثيل والإخراج كمان ، وانضم إليها مؤخرا شيوعي سابق اسمه امجد فريد .

  3. قرأنا فى المقال:
    (( لذا فالدكتورة مريم الصادق مدعوة الآن، وليس غدًا، للنظر للأزمة الحالية باعتبارها فرصة لها في لعب دورًا حيويًا في إعادة تنظيم البيت الداخلي لحزب الأمة والذي يحتاج إلى جهودها وقدراتها السياسية والعلمية المشهودة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد))

    فى إمتحان تولى وزارة الخارجيه لم نرى القدرات السياسيه و العلميه المعتمد عليها الآن فى حل مشاكل حزبها المترهل الخاوى الافكار .. بل فى عهدها كوزيره خارجيه تمتعنا بكوميديا اللغه الإنجليزيه من جراب القدرات العلميه المشهوده و ما كان لنا إلا أن نضحك من شر البليه حتى نزلت دموعنا من الضحك و العزاء فى حق الوطن .
    مريم ليست سياسيه و لا تتمتع بالعلم فى هذا الامر و كطبيبه أسنان أو عيون يجب عليها زيارة بعض الكورسات قبل أن تخلع ضرس او تطيب رماد العيون …. الدنيا صحى فرندقس

  4. The Blind Leading the Blinds
    لكن
    مريم الصادق ….. غير

    أنا لا أتفق م ع الذ ين يقولون أن م ريم الصاد ق قياد ية لأنها فوق ذ لك
    و أكثر .
    أما ب رمة فقد حق ت عل يه كلمة ر بك ب ما فيه وعلي ه م ن عَمَهٍ
    و ج هلٍ و جهوية و مسخ و وسخ و نِخا سة ومساخة هوية . تشتريه و ت ب يعه بدينار
    فا لحمد لله ال ذى أذ هب ع ن ح زب ا لأمة الأذ ى و عا فا ه

  5. ياخينا مريم الصادق بقت مع الجيش عديل كدا البرهان تكرم عليها بجواز سفر هى واولادها وعايشة فى مصر وهذا يفسر انحيازها التام للجيش وفى نفس اللقاء مع احمد طه بالجزيرة تقول الجيش هو جيش الوطن ولكن عليه بعض الملاحظات الذى فعله الجيش بالشعب السودانى وبالثورة خاصة خلال فترة حكم الكيزان والذين مازالوا يحكمون حتى الآن بقى ملاحظات .
    ونقول لمريم الصادق : ياخسارة هل من الممكن ان يكون الانسان رخيص لهذه الدرجة .أسفى وحزنى أن تكون مريم بت الصادق وصلت لهذا المستوى .

  6. Baboons of the Congo Rainforests Cannot be Domesticated
    However, Dogs Can Readily Be;

    (رئيس) حزب الأمة المخلوع مؤسسياً و نائبته مثالٌ
    متبرِّج للعود الأعوج و ظله المستقيم فى عكسٍ
    و تحدٍ سافرٍ لكل قوانين الطبيعة و الفيزياء حتى قبل
    قوانين السياسة و الفن و الكياسة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..