مقالات وآراء

العلمانية – غربال الدجل الديني والشعوذة السياسية

اسماعيل عبد الله

 

سألني أحد الأصدقاء عن انعكاسات الإشارة للعلمانية بشكل واضح وصريح في ميثاق التأسيس، وأثر ذلك على الشارع السوداني المستغل (بفتح الغين) من المنافقين المتدثرين برداء الدين مظهراً، والبعيدين عن تعاليمه السمحة قولاً وفعلاً، ومدى خطورة نثر سمومهم بين الأوساط الشعبية بخلط الأوراق وإساءة استغلال الفهم المغلوط للعلمانية والدين، واستغلال بساطة الناس وحسن نواياهم وصدق مقاصدهم، في إشعال نيران جدل مهووس وأحمق، يؤدي لاغتيال شخصيات روّاد التغيير المؤسسين الجدد، كان ردي على هذا الصديق الصدوق أن الحركة الإسلامية حكمت السودان ظلماً وجوراً، واستغلت العاطفة الدينية الفطرية المتأصلة في وجدان الناس، دون أن تعلم أنها قد مهدت بذلك لانطلاق ثورة وعي كبيرة لدى المجتمع، بعدها علم أن السبيل الوحيد للخلاص من سطوة الدجالين السياسيين، والتحرر من جبروت رجال الدين المشعوذين، الذين أهدروا دماء الأبرياء إرضاءً لأولياء نعمتهم من الحكام الظالمين، هو حماية الناس وأديانهم كما هو حاصل في كثير من البلدان العلمانية، المحكومة بأحزاب اتخذت من تعاليم الدين الحنيف منهاجا مثل تركيا، فالعلمانية في عصرنا هذا هي الضامن الأوحد لصون الأديان من الاستغلال، ونجد أن جميع المسلمين الذين أقاموا بدول (الكفر) كما يصفها المتطرفون، حقنوا دمائهم وحفظوا ذرياتهم من بطش مسلمين منهم تسلطوا عليهم فساموهم سوء العذاب باسم شرع الله.

للخلاص من براثن التخلف العلمي الذي أحال بلادنا إلى كومة من المؤسسات التعليمية الجوفاء، المحتفلة بنقاش وإجازة مشاريع رسائل الدكتوراه حول موضوعات ليست ذات جدوى مثل (كسر همزة إنّ) وما شاكلها، لابد من تنظيف المجال العام من المشعوذين والدجالين والزنادقة، الذين انتشروا انتشار الجراد في الزرع، في العهد الذي تولت فيه الحركة الإسلامية مقاليد الحكم، والتي كشفت عن الحقيقة الكامنة وراء نهضة العصور الوسطى، ألا وهي الخروج من مهزلة دجل رجال الدين المانحين والحارمين الناس صكوك الغفران، مثلما فعلت الحركة الإسلامية وزبانيتها بالسودان، بقيادة جماعة من المهووسين، من الذين وعدوا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، برفع الأذان في البيت الأبيض، ودحر جيوش روسيا ومحو أساطيل أمريكا من الخارطة، فالغربال العلماني كفيل بتنقية حياة الناس من شوائب الكذب والغش باسم الرب، وفي الدول المتقدمة لا مجال لاستمالة الناس بتبني قداسة القرب من الذات الإلهية، الأمر الذي انخدع به كثير من أهلنا الطيبين فقدموا رقابهم رخيصة لمجموعة من كهنة الضلال (الضامنين) لهم جنات عرضها السماوات والأرض، كما درج الحركيون الإسلاميون على الاحتيال على حقوق المغيبين والمخدرين، بعقد قران الشباب بالحور العين، في أكبر عمليات للنصب والدجل التي شهدتها بلادنا في هذا الزمان الغيهب.

الغربال العلماني (الناعم) قادر على فرز الفرث والدم، عن اللبن الذي حُرِم منه أفراد بلد عظيم مثل السودان، لقد نهبت الثروات البترولية الضخمة وتم تجنيب أموال المؤسسات الاقتصادية الكبرى، بإصدار الفتاوى التي يهندسها ويخرجها شيوخ الفتنة والضلال، وانتهكت الأعراض في الشهر الفضيل من رجال ملتحين ومقصرين للشوارب والجلابيب، حتى الحرب التي أشعلها مرشد الحركة الإسلامية – علي كرتي، اختار لها الشهر الفضيل من بين الأشهر، وقبلها مجزرة القيادة العامة التي ارتكبتها ذات الحركة بحق المدنيين المعتصمين أمام باب الجيش، كانت في آخر ليلة من ليالي رمضان، ومع بزوغ أول فجر ليوم عيد الفطر، لقد سلّط الله على الشعب السوداني الحركة الإسلامية حتى يريه الفرق بين غواية الدجال وكرامة المسيح، وما بين خطيئة مريم المجدلية وطهارة مريم العذراء، فمنذ أزمنة الصالحين كانت الجريمة السياسية تتخذ من محراب المسجد مصدراً، ومن مذابح الكنائس منطلقاً، لذا وجب اتخاذ المنهج الذي أخرج شعوب العصور الوسطى من ظلمات صكوك الغفران، إلى ساحات الدين السمح الذي جعل المسلم واليهودي يعيشان في مدينة الرسول الكريم، تحت ظلال العدالة الاجتماعية والمواطنة الحقّة، وبينما عالم اليوم يشرئب لمعانقة الثورات الصناعية الكبرى من الصين إلى البرازيل، تزحف شعوبنا بصعوبة من أجل التحرر، تحت وقع سياط جلاد دجال مشعوذ يتاجر بالدين لإطالة أمد بقائه على الكرسي، أما آن الأوان لإخراج الناس من ظلام الدولة الظالمة إلى نور دولة الحقيقة؟

 

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. من الخطأ الشنيع النظر الى الشريعة الاسلامية بناءا على أفعال الكيزان , فالدين الاسلامي لم يأت به الكيزان و الدين باق و الكيزان سيذهبون كما ذهب من قبلهم .
    و لا تنسوا أن الكيزان تاجروا بالديمقراطية أيضا كما تاجروا بالدين , فلماذا لا ترفضوا الديمقراطية التي تاجر بها الكيزان ؟؟؟
    أكبر خطأ قام به الدعم السريع هو رضوخه لشروط عبدالعزيز الحلو العلمانية و لم يستفد قادة و مستشاري الدعم السريع من الدرس السابق حيث استعانوا هم اي قادة الدعم السريع و قادة الجيش بالاحزاب العلمانية و كانت النتيجة هي الحرب الحالية

    ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم و ان يخزلكم الله فمن ذا الذي ينصركم من دونه
    أرجو أن تكونوا قد فهمتم الدرس

    1. انت لست مؤدب انت منافق عديل
      والناس البتكلموا عن الشريعة وبنادوا بيها العلماء الذين يعرفون. ام المنافقين فهم لا يفقهون ولكنهم لا يعلمون مايصنعون ويصدقهم مغبشي العقول ..

    2. يا زول أنحنا ما يجمعنا بيك وبغيرك غير هذا الوطن ولا حكم بيننا أو علاقة غير المواطنة لك ما لنا وعليك ما علينا اما يوم القيامة اليدخل الجنة بأعماله وبمبروك عليه واليدخل جهنم فبأعمله ايضا ومبروكة عليه

  2. مشاكل السودان كلها من قبل السياسيين و رجال الهوس الديني. كلاهما لا يفهمون عن السياسة والطرف التاني لا يعرف عن الدين. كلاهما خلف الدولارات.

  3. منذ ان ابتلانا الله بالاسلام المشوه الذي أتي به الينا
    الدجال عبد الله ابن ابي السرح الذي كان قد ارتد عنه وهجاه
    بأشد وأفظع الاوصاف وفي حضرة نبي الاسلام !!!

    لم تر بلادنا اي خير. ارجعوا للتاريخ لتعرفوا هذه الحقيقه
    وغيرها من الحقائق المخزيه عن اسلام عبد الله ابن ابي السرح
    وهو مخالف تماما للاسلام الذي اراده الله وارتضاه لعباده .

  4. نحن منتظرين اليوم الحنطردك فيه انت وامثالك من الخرطوم لمن نفصل بلدكم دارفور او دار تمباك دي . تاني مادايرين نشوف وشكم. متخلفين

  5. انت تهرف بما لا تفهم يا ابولمعة عامل زي هاتف العملة يعبوك قروش تتكلم بما لا تعي ولا تفهم كما هناك استغلال للدين في منحى هناك استغلال للدين في منحى مضاد وترويج لعلمانية الغاء الدين والتكسب باسم معاداة الدين الاسلامي لارضاء محاور تحارب الدين فالدين براء ولا علاقة له بكيزان ولا علمانية تروجوا لها كالهوام والدواب وانتم لاتفقهوا فيها شيء عاملين زي الطيرة المبارية السيرة تبكوا وما عارفين الميت منو افهم يا حماروية الكيزان والحلو البيبتز فيكم لمعرفته بضعفكم وانهزامكم وهوانكم حتى تلوذوا به وبمناطق ومعسكراته وتتخفوا في مناطق سيطرته بعد ان تقطعت بهوامكم السبل وحميدتك الجاهل الهالك وعبد الرحيم حمار الطاحونة الجاهل المغفل كلهم بيستغلوا في الدين الاسلامي والتربح عبره عرض من الدنيا ودراهم معدودة الدين الاسلامي لا يضيره ولايقدح فيه استغلال هذا الفريق او ذاك بعدين لن يفلح من يحارب الدين لانه سبغلبه لا محاله

  6. ظهور كثيف جدا لجداد الكيزان المطرطش المضروب بالهيم والسمير والامراض

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..