مقالات وآراء

يا رفاقي في جوبا العزيزة

خالد فضل

 

وقطار السنوات يمضي بالعمر المحدد لهذه الروح أن تبقى في (الطين) على هيئة بشر , يمضي لا يلوي على شئ , تعترضه مطبات إعتلال الصحة تارة , وفيض الحيوية حينا , في صعود وهبوط , وتعب الطين يا مولاي تعب الطين , على حداء الجميل مظفر , وما شاخ القلب وما هرم .

انفصل الجنوب أو استقلّ , المصطلح لا يعني شيئا , فما انفصلت الروح وما استقل القلب عن الخفقان , رغم الكيد , والعنصرية البغيضة التي يتقيأها من في روحهم سقم _شفاهم الله_ والأبنوسية (خاتفة سمار اللونين) فدوى , تغني من القلب للقلب : سودانا ما فرجة شموت . والمريخ والهلال يختاران ملعب جوبا للنزال القاري بعد أن عزّ في أم درمان المنال , والمنتخب الوطني على ذات المنوال , وجوبا عزيزة على النفس , تتوهط الوجدان السليم لدى معظم أبناء/ات السودان , فاختارها اللاجئون مقصدا , والتجار , و المهنيون ,والعابرون , جوبا أقرب للوجدان من كل مكان لأنها ببساطة تدخل في مسام الروح ضمن أحب مكان وطني السودان .

ما انفصل الجنوب عن عقول وقلوب جاء تكوينها العلمي والمعرفي والثقافي هناك , أوان تدافع كتل السحاب تنبئ بالمطر عزّ النهار , والزمان إستوائي نصيح , تتدفق الجداول في انحدارات الأرض الوارفة المعشوشبة خضرة تمنح النظر بهجة الحضور , وتفسح للخاطر المشبوب في ميعة الصبا نوافذ العشق المستدام , وجوبا حاضرة في الصوالين المزدانة بشهادات التخرج في جامعة االإنتماء والتميّز , قطاطي في درديب أو خرصانة في العمارات أو جالوص في النقعة والمصورات أو إيوان منسوج من الصوف والوبر في بطاح ووديان دارفور , اسم جوبا حاضر هنا وهناك كوقع دوزنة شجية , جوه البص لاقيتو حباني وحبيتو شكل منقة زاتو في اطلع برّة بيتو .

يا رفاقي في جوبا الحبيبة , الإمتحان أمامكم مكشوف , كل الأسئلة المطروحة لم تقرأوها من قبل فحسب, بل جلستم لحلّها من قبل مرات ومرّات ومرارات حرب ليس عنها الحديث عندكم بمرجّم , فهلا ورثتم من سودانكم الكبير عنفوان الشباب وطموح النساء والتوق لوطن خيّر ديمقراطي , وحرية سلام وعدالة , دولة مدنية تنشل الناس وتشمل كل الناس من وهدة هذي البنادق العمياء وأدواء التعصب البلهاء قبيلتي وعشيرتك , وأنتم أحق بالحياة , وكم في الأفق من الفرص العظيمة ما هو محل اشتهاء عند كثير من شعوب الدنيا , الأرض معطاءة والسماء مدرارة والسائل الزيتي الخفيف ملك سوق النفط العالمي ومحط أنظار بورصات المال والدولار , لست ناصحا , فأنتم أهل حكمة وإرث وتقاليد راسخة كم تعلمت منها المفيد , أنتم بجميع ثقافاتكم وأعراقكم مظنة عراقة وأصالة تقاوم الخطوب , يا رفاقي في جوبا القريبة حد الإندغام في الروح هلا استفدتم من دروس الماضي /الحاضر وأنتم تعرفون خطر الندوب على الجسد الوطني وغرغرينة الجرح (المنوسر) في الجسد الضخم المسجي الآن فرجة للعالمين , وفدوى بنتكم بنت السودان الكبير يحوشها الأسى لحنا (وسودانا ما فرجة شموت) أمنية صادقة من قلب كبير ! تجنب المنزلق خيار ميسور متى حددتم قبل الخطو مسار الطريق , لأن الخروج من الهاوية أمر عسير , سيروا في دروب المصالحات الوطنية الباهرة , حددوا الأهداف الواقعية وستحققونها بالصبر والإحتمال أيها القادة الكبار , لا تحبطوا شعبكم ولا تتخلوا عن الأنتصار للمجموع نظير مكسب ذاتي ضئيل , خذوا العبرة من تجربتكم , ومما حاق بالوطن الكبير فأنتم بلا شك راشدون . يا رفاق .

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. يا استاذ يجب يكون هجومك على تنظيم الإخوان وقادة الجيش الذين تتم إدارتهم بالريموت كنترول من القاهره هؤلاء الكيزان الفجرة الد أعداء الشعب أليس الإخوان هم الذين صنعوا المليشيات المجرمه

  2. اخي خالد بعد طول غياب منذ زنقة الاضواء وتوجس الراحل كمال حسن بخيت مما تكتب تراني الان اتصفح ما تكتب ولي حلم أن جوبا هي في القلب وستعود أو مهاجر إليها مع رائعة النور الجيلاني يلا نسافر جوبا أو في رائعة محمود عبدالعزيز نحن من جيل تلك الانشودة المدرسية في القولد التقيت بالصديق مرحبا بك في القلب دائما ومحبة لوطن كلما قلنا امسكنا بسكة الوصول إليه كان هنالك من يزيح القطبان عن السكة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..