مقالات وآراء سياسية

قاعة الامتحانات الكُبرى بجامعة الخرطوم بين إعمار البروفيسور أليك بوتَّر (Alick Potter) وتدمير قوات الدعم السريع

أحمد إبراهيم أبوشوك

 

(1) تمهيد

زار وفد من إدارة جامعة الخرطوم مباني الجامعة الرَّئيسة (مركز الوسيط) بعد أن أُخرجت منها قوَّات الدَّعم السَّريع، وذلك في يوم 25 فبراير 2025م، وأفاد بأنَّ حجم الدَّمار والخراب في بعض مباني الجامعة العريقة لا تصدِّقه عين رأت، إذ تعرَّضت قاعة الامتحانات الكُبرى “لحريق كامل ولم يتبقَّ بالقاعة سوى الرَّماد.” دفعني هذا التَّقرير المؤلم إلى إعادة قراءة كتاب مارغريت (Margaret) وأليك بوتَّر (Alick Potter)، الرَّئيس المؤسِّس لقسم العمارة بكلِّيَّة الهندسة جامعة الخرطوم والمهندس الَّذي صمَّم الهيكل المعماريُّ لقاعة الامتحانات الكُبرى. نقل الأستاذ الزُّبير علي الكتاب المشار إليه إلى اللُّغة العربيَّة تحت عنوان: “كلُّ شيء ممكن : سنوات في السُّودان” (Everything is Possible: Our Sudan Years). صدرت الطَّبعة الإنجليزيَّة للكتاب عن دار ألن سوتون بغلوستر (Allen Sutton Gloucester,) في العام 1984، والطَّبعة العربيَّة عن مكتبة مدبولي بالقاهرة عام 1997م؛ أي قبل ثلاث سنوات من تاريخ وفاة أليك بوتَّر (1912م-2000م). وخصَّص المؤلِّفان الثَّلاثة فصول الأولى من كتابهما الفريد لقصَّة بناء قاعة الامتحانات (قاعة النَّجاح) الكُبرى بجامعة الخرطوم. وشرعت في إعداد رثاء لقاعة الامتحانات الكُبرى، مستأنسًا بما جاء في فصول الكتاب الثَّلاثة، ولمَّا حدث لها من دمار بعد اندلاع حرب 15 أبريل 2023م. وقبل الفراغ من إعداد الرِّثاء أرسل الأستاذ السِّر سيِّدأحمد لي مقالاً بعنوان: “في تذكُّر قاعة الامتحانات: كلُّهم مرُّوا من هنا”، أعدَّه السَّفير عبد المحمود عبد الحليم، بلغة قلميَّة رائعة وأحرف حزينة-باكيةً على ما آلت إليه قاعة الامتحانات الكُبرى، الَّتي كانت تعدُّ من المعالم المعماريَّة البارزة في السُّودان، والأماكن الَّتي لها وقع في نفوس خرِّيجي الجامعة العتيقة وإن تعدَّدت مذاهبهم السِّياسيَّة والفكريَّة.

 

(2) قصة بناء قاعة الامتحانات

يقول أليك بوتَّر في مقدِّمة كتابه المشترك مع زوجته الفنَّانة التَّشكيليَّة مارغريت: “واجهت في السُّودان واحدًا من أكبر التَّحدِّيات في حياتي المهنيَّة، وذلك عندما طلبوا منِّي تصميم وتشييد قاعة كُبرى للامتحانات. فقد كان على هذه القاعة أن تتَّسع لخمسمائة طالب يجلسون بطريقة مريحة، كلُّ طالب على منضدته الَّتي تفصله عن الآخرين مسافةً معقولةً. وأنَّ تكوُّن مراقبتهم جميعًا من موقع محدَّد في سهولة ويسر، كما كان مطلوبًا أيضًا أن يصبح في الإمكان الإفادة من القاعة حينما تكون هناك تجمُّعات عامَّة كبيرة، وأن تُقسَّم القاعة إلى عدَّة أقسام، بحيث يمكن أن تلقَّى عدَّة محاضرات في وقت واحد، دون أنَّ تشوُّش إحداهما على الأخرى. وكان لا بد كذلك أن توضع في الاعتبار الحرارة المنبعثة من أجساد خمسمائة طالب، إضافة إلى حرارة الحمَّى الَّتي تجلبها الامتحانات! ” وكان التَّصوُّر الذِّهنيُّ الَّذي وضعه أليك بين تصميماته الأوَّليَّة بناء قاعة ذات تصميم أخَّاذٍ وجديدٍ وغير تقليديّ، مساحتها واسعةً، وأرضيَّتها خالية تمامًا من الأعمدة، رغم سعتها، وفي أعلاها لا توجد دعامات أفقيَّة، ولا تأخذ شكل القباب المعروف في السُّودان. ولكن بديلاً عن ذلك يرتفع ويمتدُّ سقف متموِّج مصنوع خشب المهوقني الفخم ذي اللون البنِّيِّ الضَّارب إلى الحمرة.” (ص : 56). ولتنفيذ هذا المشروع سافر أليك وعقيلته إلى مدينتي إستانبول وبورصة في تركيا للوقوف إلى فنون العمارة الإسلاميَّة والاستئناس بها في تصميم مباني قاعة الامتحانات المقترحة، ومن تركيا انطلقا إلى مدينة أسيكس (ESSEX)، حيث رشَّح لهما صديقهما إزرا ليفن (Ezra Leven)، كبير المعماريِّين في جمعيَّة أبحاث وتطوير الأخشاب بالمملكة المتَّحدة، زيارة مدرسة بالمدينة، مصنوعةً سقوفها من خشب يشبه قشرة البيض في رقَّته، لكنَّه متين، بسبب تقويسه من بعديه الاثنين، وأصبح يطلق على التِّقنيَّة المستخدمة في مثل هذه المباني تقنيَّة “قشرة البيض” (Shell Method). وقد رفقهما في الرِّحلة إلى مدينة أسيكس أحمد المرضيِّ جبارة، مسجِّل جامعة الخرطوم آنذاك، لينقل الفكرة إلى اللَّجنة المسؤولة من تنفيذ مشروع قاعة الامتحانات، برئاسة البروفيسور النَّذير دفع اللَّه، نائب مدير الجامعة آنذاك. (ص: 63).

وبعد سلسلة من الاجتماعات مع لجنة الجامعة عرض البروفيسور أليك التَّصميم المجسَّم للقاعة على أعضاء اللَّجنة، الَّذين ووافقوا عليه وصادقوا بمبلغ عشرين ألف جنيه سودانيّ لتنفيذ المشروع، المبلغ الَّذي كان يراه إليك غير كاف. وبعد ذلك طرحت اللجنة تنفيذ المشروع في عطاءٍ، وتقدَّمت ثلاث شركات سودانيَّة وشركة بريطانيَّة وشركة مصريَّة، وأخيرًا، رسا العقد على المقاول السُّودانيِّ جابر أبو العز، الَّذي وصفه بوتَّر بأنَّه “رجل حادّ الذَّكاء، وذا حاسَّة مهنيَّة خارقة”.

بدأت عمليَّة تنفيذ المباني في نهاية عام 1958م، أي بعد انقلاب الفريق إبراهيم عبُّود في 17 نوفمبر 1958م، وصمَّم البروفيسور أليك القاعة حسب تنقية “قشرة البيض”، التِّقنيَّة الَّتي جعلت هيكلها خفيف الوزن، لكنَّه كان يمتاز بالقوَّة والصَّلابة، ممَّا جعلها فسيحةً دون وضع أعمدة رأسيَّة أو أفقيَّة حاملة لسقوفها، وشيَّدت سقوف القاعة من خشب المهوقني ذي اللَّون البُنَّي المائل إلى الحمرة، واستعان البروفيسور إليك في التَّصميم الدَّاخليِّ بزوجته الفنَّانة التَّشكيليَّة مارغريت بوتَّر، الَّتي أضافت لمسات فنِّيَّةً جماليَّةً للقاعة، منها كتابة الآية 88 من سورة هود: ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾، والَّتي نقلتها من مسجد أولو كامي (Ulu Cami) بمدينة بورصة التُّركيَّة، وخطَّها الخطَّاط البارع عثمان وقيع اللَّه على الورق، بطريقة تقرأ من اليمن إلى الشَّمال ومن الشَّمال إلى اليمن، ثمَّ نقلتها مارغريت بحجم أكبر عبر ريشتها التَّشكيليَّة على جدران القاعة الأربعة، بلون أسود فاحم، ماعدا كلمة “توفيقي”، الَّتي رسمت بلون قرمزيّ، لاعتقاد أحمد المرضيِّ جُبارة بأنَّه يضفي على النُّقوش لمسةً جماليَّةً. واستورد أليك أقفال ومقابض أبواب القاعة ونوافذها من مدينتي شيفيلد (Sheffield) وبيرمنجهام (Bermingham) بالمملكة المتَّحدة.

ويصف مؤلَّفًا كتاب “كلِّ شيء ممكن” ليلة افتتاح قاعة الامتحانات الكُبرى بقولهما: “كانت القاعة على سعتها قد امتلأت تمامًا، وكانت السَّيَّارات السَّوداء الفارهة تقف تحت أشجار النِّيم المنتشرة في المكان، ويهبط منها علية القوم من كلِّ شكل ولون، بعضهم في بزَّاتهم العسكريَّة والبعض الآخر في ملابسهم الوطنيَّة ذات التَّشكيلات المتنوِّعة والمترفة. وكانوا جميعهم يتَّجهون من هناك إلى أبواب الدُّخول الرَّئيسة . . . وواحدًا بعد الآخر، جلس المدعوُّون على الكراسيِّ الوثيرة، وغاصوا في الوسائد المحشوَّة بوبر الجمال . . . من السَّقف كانت تتدلَّى مجموعة لمبات (الفلورسنت) الَّتي تشبه كعكة الزِّفاف المقلوبة، وهي تتوهَّج بينما سلَّط ضوء كشَّاف على أجزاء السَّقف لإبراز تقويساته وانحناءاته وظلاله وألوانه. وخلف المسرح علَّقت ستائر سوداء عليها بعض الزَّخارف النَّوبيَّة الملوَّنة . . . وفوق المسرح عازفو آلات النَّفخ الموسيقيَّة لأوركسترا راديو كولون السِّيمفونيَّة، وهم في ملابس السَّهرة البالغة الأناقة، وملؤوا القاعة بأصوات موسيقيَّة غاية في الوضوح والصَّفاء   . . .” (ص: 94). يرى السَّفير عبدالمحمود أنَّ ذلك المشهد المدهش قد رسم “علامات الارتياح على محيا أليك، وأيقن سلامة التَّجهيزات الصَّوتيَّة في القاعة متعدِّدة الأوجه” والأغراض.

وبعد افتتاحها المشهود ظلَّت قاعة الامتحانات الكُبرى بجامعة الخرطوم تقوم بأدوار متعدِّدة الأغراض، منها انعقاد الامتحانات الدَّوريَّة، والمؤتمرات والنَّدوات العامَّة، والاحتفالات السَّنويَّة، واحتفالات استقبال الطَّلبة الجدد، ومراسيم توزيع الشَّهادات العلميَّة للخريجين. ومن أهمِّ المؤتمرات الَّتي استضافتها القاعة “مؤتمر السُّودان في أفريقيا”، في الفترة من 7 إلى 12 فبراير 1968م، والَّذي نظَّمته شعبة أبحاث السُّودان بكلِّيَّة الآداب، برعاية السَّيِّد إسماعيل الأزهري، رئيس مجلس السِّيادة آنذاك، وأمُّه علماء وباحثون من المملكة المتَّحدة، وفرنسا، والولايات المتَّحدة الأميركيَّة، والاتِّحاد السُّوفيتيُّ، والنَّرويج، وأثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، ونيجيريا، وغانا، ومصر، والإمارات العربيَّة المتَّحدة، والسُّودان البلد المضيف. وقدَّم هؤلاء العلماء والباحثون نحو ثلاثين ورقةً علميَّةً باللُّغة الإنجليزيَّة، حرَّر يوسف 21 ورقة منها، ثمَّ نشرها في كتاب بعنوان السُّودان في أفريقيا (Sudan in Africa)، الخرطوم: شعبة أبحاث السُّودان، 1968م.

 

(3) كيف الخروج من مأزق الحرب وتداعياتها؟

بعد اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 2023م، أصبحت جامعة الخرطوم مقرًّا لقوَّات الدَّعم السَّريع، الَّتي استباحت مكتبتها العامَّة ودنَّست حرمة قاعاتها التَّدريسيَّة، ولم تنج من آثار الدَّمار والتَّخريب قاعة الامتحانات الكُبرى، الَّتي رثاها السَّفير عبد المحمود عبد الحليم، مستعيرًا كلمات الشَّاعر الدُّكتور عمر محمود خالد، وإنَّ اختلفت المناسبات: “الجامعة بعدك كوم رماد * * * لا تنفع آداب لا اقتصاد * * * لا فيها طبّ لا صيدلةً”. ولذلك يصعب على خرِّيجي جامعة الخرطوم أن يروا الجامعة دون قاعة الامتحانات الكُبرى، ذات الحضور المعماريِّ الباذخ، والسُّقوف المجنَّحة من الخارج، والمزوِّقة بأخشاب المهوقني الاستوائيَّة اللَّامعة من الدَّاخل، وخطوط الفنَّان عثمان وقيع اللَّه، ونقوش الفنَّانة التَّشكيليَّة مارغريت أليك على جدرانها الأربعة. إذًا، التَّحدِّي الحقيقيُّ، كما يرى السَّفير عبد المحمود يكمن في سؤال: كيف ينهض طائر الفينيق (The phoenix) من ركام دماره؟ فالنُّهوض، يا سادتي، يحتاج إلى مهندسين وتشكيليِّين من ذوي الهمم العالية، أمثال البروفيسور المعماريِّ أليك بوتَّر وزوجته مارغريت؛ ومقاولين مخلصين، يقدِّمون المصلحة العامَّة على مصالحهم الخاصَّة، أمثال جابر أبو العز؛ وإداريِّين أكفاء، يملكون الرُّؤية وزمام المبادرة في اتِّخاذ القرارات الصَّائبة، أمثال أحمد المرضيِّ جبارة، وبذلك يكون “كلُّ شيء ممكن”. لكن للأسف، إنَّ واقع الحال في السُّودان لا ينبئ بذلك؛ لأنَّ الَّذي “يصلح للتَّدمير لا يصلح للتَّعمير”، كما قالها المهندس معمار سنان في بلاط السُّلطان العثمانيِّ سليمان القانوني. ولذلك على خرِّيجي جامعة الخرطوم في أوطان الشَّتات؛ أن يوفوا كيل “الجميلة المستحيلة” (جامعة الخرطوم)، ويسهموا في إعادة إعمارها وإعمار قاعة امتحاناتها الكُبرى؛ لأنَّ جراحات الوطن أضحت نازفةً فوق طاقات الجميع، وإنَّ إعادة إعمار ما دمَّرته آلة الحرب يحتاج إلى طرائق تفكير مبتكرة، بعيدًا عن الرُّؤى المرتكزة على قسمة السُّلطة والثَّروة، والمعضدة بالنُّعرات العرقيَّة والعنصريَّة والخصومات السِّياسيَّة غير المنتجة. والتَّوافق على البرامج المبتكرة للإعمار لا يعني توحيد القوى السِّياسيَّة في كيان واحد، بل يعني أنَّ تقديم مصلحة الوطن الجريح على المصالح الحزبيَّة والخصومات السِّياسيَّة الضَّيِّقة؛ لكن وفق رؤًى وخطط مدروسة، يضعها المهنيُّون وأصحاب الاختصاصات ذات الصِّلة.

 

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. يا بروف المسألة ليست دعم سريع ولايحزنون، من أتى بالدعم السريع ومكنه في السودان الم تكونوا أنتم يا كيزان، إذا أتى شخص ما بطفل وقام بتربيته علي قلة الأدب وعدم احترام الآخرين وقام هذا الطفل بعد أن كبر بحرق منزل هذا الرجل ،هل السبب في هذا السلوك هم الجيران، يابروف الكيزان الآن يرمون كل مافعله الدعم السريع وجله كذب كيزان والكيزان معروفين للقاصى والدانى بأنهم لايتورعون من الكذب، يرمونه علي القوى المدنية والتى قامت بالثورة الديسمبرية المجيدة ورمت بالكيزان في مزبلة التاريخ، لذلك شيطنة الدعم السريع ومهما ارتكب من فظايع فهى بسببكم يا كيزان لا هو ذنب الشعب السوداني ولا ذنب القوة المدنية ولكن للأسف الآلة الاعلامية لديكم تعتمد علي الكذب ولى عنق الحقيقة وتكذبون حتى تصدقون ما تكذبونه، ولكن الشعب السوداني أصبح يدرك تمامآ مدى كذب الآلة الكيزانية بشكل سافر، للأسف كلكم كذابين لم أجد في حياتى كوز صادق للأسف، هل علم الكذب يدرسونه لكم، الله أعلم، بالنسبة لقاعة امتحانات جامعة الخرطوم منذ أن دخلنا الجامعة في منتصف الثمانيات من القرن الماضي يقولون إنها ايلة للسقوط وأنا رأيت صور الدمار الذى بها إنه ليس بفعل فاعل هى مجرد عوامل الزمن لذلك يابروف خليكم صادقين يا كيزان ولو مرة، لأنكم اكيد تكونوا كتبتم عند الله كذابين، نفسي أجد كوز أو كوزة صادق ولو مرة، يا أخى كرهتونا السودان، اشعلتم الحرب العبثية اللعينة الصقتموها كذبا بأن الحرية والتغيير هم من اشعل الحرب وكيف لجهة مدينة ليس لها سلاح ولاجيش أن تشعل حرب، يقولون أنهم حاضنة الدعم السريع، كيف يكونون للدعم السريع حاضنة وهم يهتفون العسكر للثكنات والجنجويد ينحل، يابروف ارحموا عقولنا، لاتتعاملوا معنا كأننا قطيع من الأغنام، هذه السياسة قد انتهى زمنها وأصبح الشعب السوداني مدرك لكل أكاذيب الكيزان والاعيبهم،فارحموا عقولنا فنحن الشعب السوداني اصبحنا ندرك ما تكذبون.

  2. تدمير جامعة الخرطوم يا معرص قطر والكيزان لم يبدأ من الجنجويد الجهلة القتلة إنما بدأ مع العنف الطلابي الذي إبتدرته الجماعة المسيلمية في الستينات بمصادرة حتى النشاط الثقافي مع حادثة العاجكو التي أدت لمقتل طالب وقتها.
    خريجي جامعة الخرطوم الكيزان هم من إختاروا الهنبولين نميري والبشير رعاة للجامعة .وهم من حولوا جامعة الخرطوم وغيرها من الجامعات الى كتاتيب لتلقي دروس الفقه ولعبوا في شروط عمادة الكليات.
    رأينا حصاد ثورة التعليم العالي بأعيننا.

  3. تبكي على اطلال قاعة امتحانات جامعة الخرطوم المخيفة المرعبة يومئذ ونحن نبكي على اطلال وطن كاااااامل يا اخينا ابو شوق
    ثم انت حكايتك شنو ؟؟ يعني وطالما انت لم ولن ترد على رسالة في بريدك الاليكتروني فلماذا تمهر مقالاتك بعنوانك في كل مقال لك؟؟؟
    ولعلمكم جامعة الخرطوم فعلا كانت جميلة ومستحيلة حتى بدايات الثمنينات ثم صارت التجاعيد وذبول الجمال ورونقه وافوله وانت شخصيا يا بو شوق عاصرت وقت افول جمال جامعة الخرطوم العريقة ولم تشهد جمالها دبت الشخوخة بعد ذلك سريعا في الجامعة فاذا بها عجوز شمطاء للاسف في عهد استوزار ابراهيم احمد عمر ( دمر التعليم في السودان مراتين الاولى تدمير التعليم العام على يد د. محي الدين صابر في عهد جعفر نميري، وتدمير التعليم العالي على يد د. ابراهيم احمد عمر في عهد عمر بشير ) كان طلاب جامعة الخرطوم صفوة المجتمع السوداني يومئذ وكانوا على مستوى من الادب والاخلاق وسلوكهم الحضاري .. صدق او لا تصدق ذهبت في زيارة لجامعة الخرطوم في اواخر التسعينات وكان بعد تبديل سكن الطلاب من البركس بسكن الطالبات سابقا للاسف دخلت الحمامات فاذا طلاب جامعة الخرطوم لا يعرفون كيفية استخدام هذه الحمامات !! اصبت بصدمة وانتابني غثيان شديد تخيل طالب في جامعة الخرطوم ينظف نفسه بعد قضاء الحاجة بيده ثم يمسح ذلك على جدار الحمام!! ولهذا تقريبا الحمامات كلها مخططة الجدر بمسوحات ايدي الطلاب .. وبعضهم يترك فضلات على اطراف مقعد الحمام وحتى لا نظلمهم فان احسنهم كان يستعمل الورق ربما من دفتر محاضراته بدون مبالغة حماماتهم كانت صورة من حمامات السوق وبعض المساجد .. وهكذا سارت جامعة الخرطوم في مسالك الحياة ودروبها الوعرة وبنهايات حكومة الانقاذيين كانت جامعة الخرطوم تسير على عكازيين ثم على عربة يدفها آخر وزير للتعليم الصادق الهادي المهدي للتعليم العالي وبمجي ما سمي بثورة ديسمبر كانت جامعة الخرطوم قد أصابها الخرف وفقدت الذاكرة فاحيلت لدار العجزة والمسنين .. هكذا الحال الدنيا
    وصدق الله العظيم القائل {{ وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ }}
    الا ان انتكاس جامعة الخرطوم جاء سريعا
    انا لله وإنا إليه راجعون
    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    وسبحان من له الدوام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..