مقالات وآراء

أسرار إقتصادك (كك) .. واموالك (كك) .. كلها في جيبنا .. اشتم براحتك (كك) ..

محمد يوسف محمد

 

من مظاهر العجز الحكومي الفشل في إنتاج تطبيق تحويلات مالية شامل.

ومن أكبر مظاهر العجز الحكومي والفشل إعتماد المؤسسات الحكومية جميعها في معاملاتها المالية لسنوات طويلة على تطبيق بنك تجاري أجنبي (حتي وإن حمل إسم مدينة سودانية) والغريب أن السودانيين ليل نهار يتهمون الدولة التي ينتمي لها ملاك اسهم هذا البنك بالعدوان .. فهل رأيت في حياتك أعجب من هذا؟ .

 

من أهم الضوابط المالية التي كانت تتمسك بها الحكومة السودانية في الماضي هو إلزامية تعامل كل المؤسسات الحكومية مع أفرع بنك السودان في فتح حساباتها وكان يحظر على أي مؤسسة حكومية فتح حساب في بنك تجاري ويعتبر نوع من التجنيب ومخالفة مالية كبرى!! كان ذلك حتي وقت قريب وذلك لأن تعامل المؤسسات الحكومية اليومي والشهري وأرصدتها مهما صغرت المؤسسة يعتبر معلومات سيادية ذات خصوصية وسرية بالغة الأهمية!! فكيف يتغير هذا المفهوم ويتحول مائة وثمانون درجة (بلغة ناس الهندسة) ليصبح إلزاماً علي كل المؤسسات الحكومية صغيرها وكبيرها فتح حساب في ذلك البنك الأجنبي؟ .

هذه السياسة الخرقاء العميلة بدات منذ العهد السابق وإستمرت حتى اليوم وإزدادت إعوجاجاً بعد قرار إستبدال العملة الآخير الذي أرهق المواطن وحمله تبعات إضافية على تبعات الحرب المريرة بمشكلة السيولة..

وايضاً رسخ ومكن هذا القرار بنك الإستعمار من الهيمنة على إقتصاد السودان أكثر وذلك لأن أي مواطن أصبح ملزماً بفتح حساب في بنك الإستعمار حتى يستطيع التعامل في السوق ويتجنب صعوبة حمل العملة ويتجنب مشكلة شح السيولة التي افتعلتها الحكومة بإستبدال العملة وعدم طباعة اوراق بنكنوت كافية لتنفيذ عملية الإستبدال هذه.

فهل يعقل أن بنك تجاري معظم أسهمه أجنبية (حتي وإن حمل إسم مدينة سودانية) يهيمن على الإقتصاد السوداني بالكامل وتلزم الحكومة المواطن المسكين التعامل مع هذا البنك رغماً عن أنفه حتى عند شراء (سفة تمباك).. (عافانا الله وأياكم) لا تتم إلا عبر ذلك البنك!! .

 

كما سبق وأن ذكرنا أن هذا (العوج) قديم متوارث ويكبر مع الأيام لأن هناك من يدعمه ويتم تدرجياً تهميش بنك السودان بالكامل ولم يبقى له الآن إلا إسمه في أوراق العملة، وعما قريب سيصدر هذا البنك الأجنبي أوراق مالية خاصة به في شكل سندات تحمل أسمه وسيقبل عليها المواطن والمؤسسات الحكومية أيضاً قبل المواطن كما اقبلوا على التعامل عبر ذلك البنك ويسحب ذلك البنك البساط تماماً من بنك السودان وتنقرض العملة السودانية التي تحمل إسم بنك السودان.

فهل كل هذا تم ويتم بتواطؤ مسؤلين أم مجرد غباء إستمر لسنوات وسيستمر لسنوات أخرى؟ .

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. هناك جهل وسبهللية محبطة يا استاذ محمد يوسف فيما يتعلق بالسياسات المالية والنقدية والمصرفية …
    مثلاً من الطرائف المبكية ان جازت التسمية ان رئيس دولة هو الابله البشير سأل في لقاء مع قناة العربية سؤال في غاية المعقولية البساطة حول سياسات الدولة الاقتصادية التي تعتزم اتباعها لمعالجة التحديات والصعوبات التي تواجه البلاد وقتها …
    فكانت إجابة العبقري الاقتصادي ما ورد في هذا المقطع من اللقاء:
    https://x.com/i/status/1898148749722931528

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..