مقالات وآراء

المرأة السودانية .. جبل ما بهزو الريح

هلال وظلال

عبد المنعم هلال

 

ـ يمر علينا يوم المرأة العالمي 8 مارس ونساء السودان عايشت في جحيم الحرب مشردات في المنافي ولاجئات في بلاد بعيدة وغريبة بعيدات عن بيوتهن وأهلهن الأم مفجوعة في أولادها والأخت متحسرة على أخوانها والبنت حالمة بوطن يرجع ليها الأمان وبدل ما يحتفلن بحقوقهن وإنجازاتهن قاعدين يكافحن عشان البقاء وعشان يلاقن لقمة العيش وسقف يأويهن الله يكون في عونهن.

ـ الحرب ما بتفرق بين زول وزول لكن الحقيقة المرة إنها بتقع تقيل على كاهل النساء وبتضاعف معاناتهن أكتر من أي زول تاني.

ـ المرأة السودانية اللي كانت شايلة هم بيتها وأولادها في السلم لقت نفسها فجأة في معركة ما اختارتها بين فقدان المأوى وضل البيت وفقدان الزوج أو الابن أو الأب أو حتى الأم وبين مسؤولية تربية الصغار في وسط الخراب والدمار.

ـ لكن لو في زول داير يعرف معنى الصبر والقوة يشوف النسوان السودانيات الواحدة منهن فقدت عائلها وفقدت أقرب الناس ليها ولقت روحها مسؤولة عن بيت كامل بدون سند ولا معين ورغم كدا وقفت شامخة زي الجبل.

ـ في بلد الحرب فرقت ناسها النسوان حاولن يخلقن استقرار وسط الفوضى يعلمن أولادهن رغم ضيق الحال ويوفرن لهم الأمان رغم الخوف المرسوم في عيونهن.

ـ لمن الحرب دي قامت لم يكن أمام كثير من النساء إلا خيار النجاة بأطفالهن مهما كانت التكلفة بعضهن مشين (كداري) لأيام وبعضهن عبرن الحدود بمشقة بحثاً عن ملجأ آمن حملن أطفالهن على ظهورهن وقلوبهن مثقلة بالخوف والقلق لكن رغم ذلك لم يفقدن الأمل.

ـ في مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا ويوغندا أو حتى في دول الخليج ودول أبعد وصلت الأمهات السودانيات بوجوه متعبة وأياد خاوية لكن بقلوب مليئة بالإصرار لم ينتظرن المساعدات أو العطف بل انطلقن فوراً للعمل بحثاً عن لقمة تسد رمق أطفالهن وبيئة تمنحهم فرصة للعيش مثل أقرانهم في الدول المستضيفة.

ـ في أسواق النزوح بالولايات الآمنة بتلقى الأم السودانية واقفة وسط الرجال والغبار تبيع شاي ولا شوية خضروات ولا فول عشان تعيش عيالها.

ـ في المدارس البديلة بتلقى الأم ماسكة كراسة ولدها في الليل وفي ضوء شمعة تذاكر ليهو بالحروف البسيطة وتراجع ليهو دروسو عشان ما يحس بالنقص وسط أقرانه.

ـ في الملاجئ والمعسكرات بتلقى النساء عاملات بكل همة ونشاط كأن الحرب ما مرت يطبخن ويساعدن بعض ويضحكن رغم القهر كأنهن يقلن للحرب وللظروف القاسية والأيام السوداء (ما حتقدروا تكسرونا).

ـ المجتمع السوداني ظل دايماً يعتمد على المرأة في أحلك الظروف لأنها ببساطة (أساس البيت) وقلبه النابض ووسط الحرب أكدت المرأة السودانية إنها القوة الحقيقية وإنها آخر خط دفاع ضد الانهيار التام.

ـ لكن هل يكفي الصبر والكفاح ..؟ لا .. النسوان ديل محتاجات لوقف الحرب محتاجات للسلام محتاجات للدعم محتاجات لمجتمع يفهم إنه ما ممكن تترك المسؤولية كلها فوق كتفهن وإنه لازم يكون في حل سياسي ينهي المعاناة ويخلق واقع أفضل ليهن ولأولادهن.

ـ المرأة السودانية اليوم هي الأم والأب والمعلم والسند وهي الشمعة الما بتنطفي وسط العتمة تستاهل كل الاحترام وتستاهل بلد يليق بصبرها وتضحياتها.

ـ تحياتي ليكن في يوم المرأة العالمي وانتن للأسف ما في يومكن ..! . المفروض يكون يوم فرح واحتفال لكن الواقع غير فالحرب شتتكن واللجوء سرق البسمة من وجهكن لكن رغم الألم الوطن في انتظاركن انتن الصامدات المكافحات اللي مهما الدنيا ضاقت بتخلقن الأمل من العدم التحية ليكن وين ما كنتن وربنا يبدل الحال ويجبر الخاطر.

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. اقتباس:
    المرأة السودانية .. جبل ما بهزو الريح.
    تعليق:
    ١-
    يا حبيب، المرأة السودانية مقهورة ومحكومة بالدين، وبالقوانين التي وضعها الرجال خصيصا لها حتي تكون امرأة مجردة من كل حقوقها في حياة انسانية كريمة، ولا تملك الا حق الشهيق والزفير.
    ٢-
    وهي طفلة لم تتعدي الخمسة اعوام نقوم بتشريحها باسم الطهور!!
    نزوجها وهي قاصر!!
    ٣-
    بعد الزواج المدفوع الاجر باسم المهر، تصبح الزوجة ملك قطاع خاص للزوج!!
    ٤-
    بكل سهولة ممكن للزوج ان يطلقها بثلاثة كلمات متي ما اراد، او يتزوج عليها مثني وثلاث ورباع!!
    ٥-
    لا تخرج الا باذن الزوج، ولا تعمل الا بعد السماح لها!!
    ٦-
    اويل وكل الويل ان تمردت عليه الزوجة ولجأت لمنزل اسرتها، عندها يملك الزوج ارجاعها لبيت الطاعة قسرا باسم الدين والقانون!!
    ٧-
    في حالة حقد الزوج عليها، يمكنه بكل سهولة ان يتهمها بالخيانة الزوجية وتتعرض لعقاب لا انساني اسمه “الرجم”!!
    ٨-
    في حرب السودان تعرضن كثيرات من النساء للخطف وارسالهن الي دارفور، وتم بيعهن في اسواق مفتوحة- عناوين اخبار-:
    (أ)-
    المصدر “الراكوبة”:- أسر تبيع بناتها في الأسواق بولاية جنوب كردفان من أجل الحصول على غذاء.. قام بمقايضة إحدى بناته التي تتراوح عمرها 15 سنة بجوال ذرة ودقيق لتجار بالسوق.
    (ب)-
    المصدر “الراكوبة”:- بعضهن حاولن الانتحار.. كيف وضعت الحرب نساء سودانيات في “أمومة قسرية”؟!!
    (ج)-
    المصدر “الراكوبة”:- خطف واغتصاب وبيع.. فاتورة باهظة تدفعها النساء في السودان.
    (د)-
    تقارير حقوقية : انتشار أسواق لبيع النساء والفتيات في دارفور.
    https://www.sudanakhbar.com/1409370

    ٩-
    11 حالة طلاق كل ساعة بالسودان:
    المصدر- جريدة “الوطن” السعودية- 01.09.2024:-(…- أفادت منظمة «لبنة» للتنمية ودراسات المجتمع بارتفاع حالات الطلاق في السودان خلال عام 2023، حيث وصلت إلى 96 ألفًا، مرتفعة عن الأعوام الماضية بنسبة 36%. ونقل موقع «أخبار السودان» عن المنظمة أن السودان يشهد 11 حالة طلاق كل ساعة وأكثر من 8 آلاف خلال الشهر. وعلقت شيراز محمد وهبي، المتخصصة في الشأن الاجتماعي حول ظاهرة ارتفاع الطلاق في السودان قائلة، إن «الصراع المسلح في السودان أدى إلى نزوح آلاف المواطنين إلى جانب تردي الأوضاع الاقتصادية وتعمق الخلافات الأسرية نتيجة السكن الجماعي وعدم وجود الخصوصية في ظل التطلع إلى حياة عنوانها الاستقرار والبعد عن المشكلات العائلية». وأشارت وهبي إلى أن «نسبة كبيرة من حالات الطلاق خلال فترة الحرب تتسبب فيها التدخلات الأسرية، خاصة عندما تعيش الزوجة مع أسرة زوجها مما يحدث احتكاكًا متواصلًا يجعلها تطالب بالعيش بعيدًا عن أهل زوجها، بيد أن إمكانات الزوج لا تسمح بتوفير سكن منفصل».).
    ١٠-
    ربع مليون حالة.. طلاق السودانيات
    أرقام صادمة وسلوك احتفالي غريب
    المصدر- “العربية”- 12 يونيو ,2022:- (…- مع اشتداد وطأة الأزمة الاقتصادية التي تمر بالسودان، تكابد أغلب العائلات في البلاد، من أجل “لقمة” عيش مستقرة. وفي خضم إحصائية مخيفة للسلطة القضائية السودانية أشارت إلى وقوع 271939 حالة طلاق بين 2016-2020م ، تنذر توقعات رسمية وفق تقارير للأمم المتحدة بمواجهة نحو 20 مليون سوداني للمجاعة ابتداء من يونيو الجاري، ما يمكن أن يعرض عديد العائلات لخطر الانفصال.).
    كان المجتمع السوداني ينظر شزرًا لمسألة الطلاق، ويحاول منعها بتدخل الأجاويد بكل السبل، لكن تغير الحال الآن وباتت المطالبة تشكل حضورا لافتاً بالمحاكم.).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..